من المؤكد أنك قد لاحظت "مشروبات بدائل الوجبات" على لوحات الإعلانات، أو ربما شاهدت أحد الرياضيين أو المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي يستخدمها، أو حتى رأيتها معروضة في المتجر أثناء تسوقك. يبدو أن الاستغناء عن الوجبات بهذه المشروبات أصبح شائعا إلى حد كبير، ولكن يبقى السؤال: هل هي صحية حقا؟

ما هو المشروب البديل عن الوجبة الغذائي؟

عادةً ما يكون المشروب البديل عن الوجبة عبارة عن مشروبات معدة مسبقا تحتوي على ما بين 150 إلى 400 سعر حراري، وتتضمن نسبة متوازنة من البروتين والكربوهيدرات والدهون مع إضافة الفيتامينات والمعادن.

وكما يوحي الاسم، فإن هذه المشروبات مصممة لتحل محل الوجبات اليومية الأساسية.

في البداية، تم تطوير المشروبات البديلة عن الوجبات، والمعروفة أيضا بمشروبات المكملات الغذائية، لتلبية احتياجات المرضى في المستشفيات، وأصبحت اليوم تُقدَّم لكبار السن كوسيلة مريحة للحصول على تغذية متكاملة. بمرور الوقت، انتشرت هذه المشروبات بين الرياضيين الذين يسعون للحفاظ على لياقتهم البدنية، وكذلك بين متبعي الحميات الغذائية الراغبين في خسارة الوزن، وحتى أولئك الذين يعيشون حياة سريعة ولا يجدون الوقت الكافي لتحضير وجبات غذائية متوازنة.

لكن كيف تعمل المشروبات البديلة عن الوجبات؟

تساعد هذه المشروبات في تحقيق توازن بين الشعور بالشبع والتحكم في السعرات الحرارية. فهي غنية بالبروتين، وهذا يساعد على الشعور بالامتلاء وإضافة السعرات الحرارية المطلوبة وفقا لنظامك الغذائي. إذا كنت تسعى لفقدان الوزن، فإن تناول المشروبات البديلة عن الوجبات يمكن أن يجعلك تشعر بالشبع دون استهلاك سعرات حرارية زائدة.

هذه المشروبات تساعد في تحقيق توازن بين الشعور بالشبع والتحكم في السعرات الحرارية (غيتي)

في الواقع، يمكن أن تكون هذه المشروبات أداة فعالة لفقدان الوزن من خلال خلق عجز في السعرات الحرارية، وهو العامل الأساسي في عملية التخسيس. فعلى سبيل المثال، إذا استعاض الشخص عن وجبة تحتوي على 700 سعرة حرارية بمشروب يحتوي على 400 سعرة حرارية، فإنه بذلك يحقق العجز اللازم لفقدان الوزن بدون الشعور بالجوع، وهذا يساهم في إنقاص الوزن مع الحفاظ على كتلة العضلات.

هل المشروب البديل عن الوجبة مفيد حقا؟

هناك العديد من الفوائد للمشروبات البديلة عن الوجبات، وهذا يجعلها أداة مفيدة لأي نظام غذائي:

التحكم في تناول السعرات الحرارية

يُعد المشروب البديل عن الوجبات إضافة جيدة لنظامك الغذائي إذا كنت تراقب وزنك أو تحاول إنقاصه. لأن أحد التحديات الشائعة عند فقدان الوزن هو الشعور بالجوع، يمكن أن يساعد المشروب البديل عن الوجبة في التغلب على هذه العقبة.

أظهرت الأبحاث المنشورة في مجلة "كارنت نيوترشن آند فوود ساينس" (Current Nutrition and Food Science) المتخصصة فى التغذية والطعام، أن الاستغناء عن وجبة أو وجبتين يوميا بمشروب بديل عن الوجبة يمكن أن يسرع من فقدان الوزن. ومع ذلك، يجب ملاحظة أن المشروبات البديلة عن الوجبات ليست مشروبات سحرية تحرق الدهون تلقائيا. ولتحقيق فقدان الوزن الفعّال، يجب أن يُستخدم المشروب البديل عن الوجبات كجزء من خطة غذائية تخلق عجزا في السعرات الحرارية.

غني بالعناصر الغذائية

يوفر بديل الوجبات كمية البروتين المطلوبة وفقا لنظامك الغذائي، بدون الدهون المرتبطة بها، وهذا يساعد على بناء الكتلة العضلية بأقل قدر ممكن من الدهون. بالإضافة إلى ذلك، بعض هذه المشروبات تحتوي عادةً على نسبة من الألياف، وهذا يعزز الهضم الصحي ويقلل من احتمالية الإصابة بالانتفاخ أو الإمساك.

كما تحتوي بدائل الوجبات على كمية من الفيتامينات والمعادن المضافة، وهذا يجعلها طريقة فعّالة للحصول على بعض العناصر الغذائية الأساسية في نظامك الغذائي. ووفقا لدراسة نُشرت في مجلة التغذية، تبيَّن أن الأشخاص الذين تناولوا المشروبات البديلة عن الوجبات حصلوا على كميات كافية من العناصر الغذائية الأساسية مقارنةً بأولئك الذين اتبعوا نظاما غذائيا تقليديا.

بديل سريع ومغذٍ

إحدى أهم ميزات بديل الوجبات الغذائية هي سهولة التحضير. ويُعد تناول المشروب البديل عن الوجبات طريقة فعّالة لضمان حصولك على خيار صحي عندما تعلم أنك لن تجد الوقت لتناول الطعام. بدلا من التوقف في مطاعم الوجبات السريعة التي غالبا ما تقدم خيارات غير صحية، تأتي بعض بدائل الوجبات جاهزة، بينما يتوفر البعض الآخر في شكل مسحوق يُخلط بسهولة مع الحليب أو الماء أو الزبادي، وهذا يجعلها مناسبة للتناول في أي وقت وأي مكان.

بدلا من التوقف في مطاعم الوجبات السريعة التي غالبا ما تقدم خيارات غير صحية، تأتي بعض بدائل الوجبات جاهزة (شترستوك)

رغم الفوائد المحتملة لبدائل الوجبات، هناك بعض التحفظات التي يجب مراعاتها عند استخدامها.

المكونات الصناعية

تخضع معظم المكملات الغذائية وبدائل الوجبات لعمليات معالجة مكثفة، ما يؤدي إلى احتوائها على مكونات صناعية لزيادة مدة الصلاحية والنكهة. هذه المكونات، بما في ذلك المحليات الصناعية المضافة لتحسين الطعم، قد تحمل مخاطر صحية مثل زيادة خطر الإصابة بمرض السكري.

العناصر الغذائية المفقودة

على الرغم من أن بدائل الوجبات تقدم جرعة جيدة من البروتين والفيتامينات، إلا أنها لا تعتبر بديلا كاملا للأطعمة الطبيعية، خاصة على المدى الطويل. العديد من المركبات الغذائية الأساسية، مثل الفيتويستروجينات، والأحماض الدهنية، والكاروتينات، التي تعزز الصحة العامة، لا توجد في بدائل الوجبات. والاعتماد الكامل على هذه البدائل قد يحرم جسمك من هذه العناصر الحيوية، مما يؤثر على صحتك بشكل عام.

الألياف

في حين أن بعض بدائل الوجبات تحتوي على الألياف، فإنها غالبا لا توفر كمية كافية منها، وخاصة الألياف غير القابلة للذوبان، التي تلعب دورا مهما في صحة الجهاز الهضمي وتساعد في التخلص من السموم. على سبيل المثال، العصائر المنزلية تحتوي على الألياف الموجودة في الفواكه والخضروات، لكن من الصعب توفير نفس الكمية في بدائل الوجبات دون التأثير على مدة صلاحيتها.

بينما تحمل بدائل الوجبات بعض الفوائد، فإن الاعتماد الكامل عليها قد يكون ضارا على المدى الطويل. يمكن أن تكون جزءا من نظام غذائي صحي إذا استخدمت بشكل صحيح، ولكن لا يجب أن تحل محل الأطعمة الطبيعية التي توفر الألياف والفيتامينات والمعادن الضرورية. ما تأكله يؤثر بشكل مباشر على صحتك، لذا من الأفضل استخدام مشروبات بدائل الوجبات كأداة مساعدة وليس كحل دائم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی السعرات الحراریة العناصر الغذائیة هذه المشروبات تحتوی على یمکن أن

إقرأ أيضاً:

اضطراب نهم الطعام: عواقب صحية ونفسية خطيرة تستدعي العلاج المبكر

أكد المركز الاتحادي للتغذية الألماني أن اضطراب نهم الطعام يعد من اضطرابات الأكل الشائعة، حيث يعاني المصابون منه من نوبات متكررة من تناول كميات كبيرة من الطعام خلال فترة قصيرة، بغض النظر عن الشعور بالجوع. يصاحب هذه النوبات مشاعر سلبية، مثل الاشمئزاز من الذات أو الاكتئاب أو الشعور بالذنب، وغالبًا ما يلجأ المرضى لتناول الطعام بمفردهم ويخفون سلوكهم الغذائي عن الآخرين.

وأشار المركز إلى أن أسباب هذا الاضطراب متنوعة، منها تدني احترام الذات، المشاكل العاطفية مثل الشعور بالوحدة، الصراعات الشخصية، والأحداث المسببة للتوتر. ويمكن أن يكون لهذه العوامل تأثير كبير على سلوك تناول الطعام وتفاقم الحالة.

ويحذر المركز من العواقب الجسدية والنفسية الوخيمة لاضطراب نهم الطعام، مثل السمنة التي تزيد من خطر الإصابة بداء السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية ومشاكل الظهر والمفاصل. كما تتضمن العواقب النفسية العزلة، الاكتئاب، واضطرابات القلق، وقد يصل الأمر إلى التفكير في الانتحار بسبب رفض شكل الجسم وتدني الشعور بقيمة الذات.

ولتجنب هذه العواقب، يؤكد الخبراء على ضرورة العلاج المبكر لاضطراب نهم الطعام من خلال اتباع نمط حياة صحي يقوم على التغذية المتوازنة والرياضة المنتظمة، بالإضافة إلى العلاج النفسي لتحديد مسببات الاضطراب ومساعدة المرضى على تطوير عادات غذائية صحية ومستدامة.

مقالات مشابهة

  • حموضة المعدة.. كيف نعالج هذه الحالة من دون أدوية؟
  • مشروب شهير يخلصك من جرثومة المعدة نهائيا.. احرص على تناوله
  • انخفاض الضغط والسكر.. أبرز أسباب الدوخة بعد الطعام
  • ملعقتان في كوب شاي طريق سريع للإصابة بالسكري (فيديو)
  • اضطراب نهم الطعام: عواقب صحية ونفسية خطيرة تستدعي العلاج المبكر
  • حموضة المعدة..كيف تعالج هذه الحالة بطرق منزلية ومن دون أدوية؟
  • نصائح للتقليل من استهلاك السكر وتحسين الصحة العامة
  • تحذير من الإفراط في تناول حلاوة المولد.. هذا النوع يزيد الوزن بشكل لا يصدق
  • 5 علامات تشير إلى تكون حصوات المرارة
  • ما هو “الأكل العاطفي” وكيف تتعامل معه؟