آخر تحديث: 13 غشت 2024 - 10:00 صبقلم: سمير داود حنوش انشغل العراقيون، أو لنقل شغلوهم، بمقترح مثير للجدل يقضي بتعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، القانون المرقم بـ188 الذي شُرّع عام 1959 إبّان حكم الزعيم الراحل عبدالكريم قاسم، ويمكن القول إنه من أفضل قوانين الأحوال الشخصية على مستوى الشرق الأوسط، لأنه يخدم المصلحة الشخصية للمواطن العراقي بما ينفع الأسرة العراقية ويقوّي تماسكها.

أدخل هذا القانون المقترح العراقيين في صراع اكتسب صبغة طائفية، وكأن هذا البلد تنقصه الأزمات و”البلاوي” المتراكمة سياسيًا واقتصاديًا وحتى اجتماعيًا، لتثار قضية تتنافس في تبريرها النُخب السياسية، في ما إذا كان القانون العراقي الجديد يُجيز زواج “الطفلة” ذات التسعة أعوام أم لا؟ وهل يصبح العراق مثل قندهار؟ ويتساءل الكثيرون عن إقرار مثل هذا القانون في هذا التوقيت بالذات، والغاية منه وإن كان سيعيد سيادة العراق المفقودة أو يوقف تدخل دول الجوار في شأنه الداخلي، أو يساهم في إيقاف نزيف الفساد ويُسرّع بإخراج المحتل من أراضيه.يومًا بعد يوم يؤكد الواقع السياسي في العراق أن نُخبه الحاكمة تعيش في وادٍ بينما يعيش الشعب العراقي المنهوب والمقهور في وادٍ آخر.هذا القانون سيكون صعب الولوج في التطبيق، لأنهم ببساطة سيجدون فكرة أخرى أو قانونًا جديدًا لإشغال العراقيين عن معاناتهم المستمرة في بلد اسمه العراق لم تجد النُخب الحاكمة أيّ مشكلة تواجه المجتمع العراقي بعد أن حلّت جميع مشاكله من القضاء على البطالة ومكافحة المخدرات وخلوّ المجتمع من حالات الانتحار والطلاق التي بدأت تتكاثر، والسرقة والعنف الأسري والقتل الجماعي الذي يمارسه أفراد ضد عوائلهم بسبب سلطة الإسلام السياسي التي حطّت على العراق بعد عام 2003.انتهت كل مشاكل العراق من انتهاك للسيادة وفساد طاغٍ بات يُزكم الأنوف وتمزيق البلد وبيعه بالتقسيط، وارتفاع سعر صرف الدولار الذي بات يُرهق كاهل العائلة العراقية، لم يبق سوى من يؤيد زواج القاصرات، وبين من يعتبر ذلك سوقًا للجواري يُراد به إرجاع العراق إلى ولاية الفقيه. تعديل قانون الأحوال الشخصية الذي يريد نواب المكون الشيعي إقراره، مقابل قانون العفو العام الذي يطالب به المكون السني، هو تلك هي الصفقة التي يُراد تمريرها.أكاد أُجزم أن هؤلاء لم يراجعوا اتفاقية حقوق الأطفال التي تفرض على العراق التزامات دولية واجبة التنفيذ، كُتبت في ديباجة الاتفاقية أن “الطفل بسبب عدم نضجه البدني والعقلي يحتاج إلى إجراءات وقائية ورعاية خاصة بما في ذلك حماية قانونية مناسبة”، فأين العراق من تلك الاتفاقية التي تمنع أيّ تعرض تعسفي أو غير قانوني للطفل في حياته الخاصة أو أسرته أو منزله ولا أيّ مساس غير قانوني بشرفه أو سمعته. مرة أخرى يبرهن الواقع الاجتماعي والسياسي أن المنظومة السياسية العراقية تتكون من نُخب مشتتة ينظر كل منهم إلى الآخر بعين الارتياب والاهتمام بمصالحه الضيقة، بالمحصلة فإن هذه النُخب تتحمل تهاوي أركان الدولة وجعلها تتآكل في نهاية المطاف.يومًا بعد يوم يؤكد الواقع السياسي في العراق أن نُخبه الحاكمة تعيش في وادٍ بينما يعيش الشعب العراقي المنهوب والمقهور في وادٍ آخر لا تضامن سياسيا أو اجتماعيا ولا حتى تآلفا وطنيا، لأنها تعيش أعلى حالات الاغتصاب والوحشية حيال خيرات العراق المادية والبشرية، يجمعها الارتياب المتبادل واللصوصية والتخوين وتفرّقها المصالح والغايات والمنافع. هذه النُخب المتناحرة لا يمكن أن يجمعها اتفاق وطني يخدم البلد، فهذه المهمة الصعبة بالنسبة إليهم هي أكبر من أهدافهم المتربصة بثروات البلاد والعباد.قانون الأحوال الشخصية الذي اتفق عليه علماء الشريعة والفقه ورجال القانون وسارت عليه المحاكم العراقية، تتعالى الأصوات لتغييره وربما يميل الاعتقاد إلى أن الصراخ كان مجرد زوبعة وضجة لإحداث فوضى وإرباك غايتها تمرير قوانين واتفاقات مشبوهة من تحت الطاولة.في الوقت الذي تنتظر فيه المنطقة شرارة قد تندلع في أيّ لحظة لتعلن حربًا شاملة، ينشغل هؤلاء بقانون الأحوال الشخصية الذي انقسم عليه العراقيون بين مؤيد ورافض وتحت عناوين طائفية يُعزف على أوتارها كلما ضاقت بهم الأحوال.الغرابة ما صرّحت به مفوضية حقوق الإنسان في العراق “أن حالات الطلاق بلغت في الشهر الماضي 62 حالة طلاق في الساعة الواحدة” لأسباب متعددة بينها الزواج المبكر والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعانيها الزوجان.الخاتمة، إن هذا القانون سيكون صعب الولوج في التطبيق، لأنهم ببساطة سيجدون فكرة أخرى أو قانونًا جديدًا لإشغال العراقيين عن معاناتهم المستمرة في بلد اسمه العراق.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: قانون الأحوال الشخصیة هذا القانون فی العراق قانون ا فی واد

إقرأ أيضاً:

"ملك الدولار".. قصة العراقي الذي استغل المركزي الأمريكي لتحويل أموال إلى إيران

كشف تقرير أمريكي أن عملية بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك لنقل عائدات النفط من بغداد افتقرت إلى ضمانات أساسية لمكافحة غسيل الأموال، مما أدى إلى تحويلات غير مشروعة مولت الجماعات الإرهابية لسنوات.

بنوك غلام كانت من بين أكثر من عشرين بنكًا عراقيًا متورطًا في تحويل الدولارات إلى إيران

وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال" إن علي غلام كان "ملك الدولار" بلا منازع في العراق لمدة عقد من الزمان تقريباً.

وحولت مصارفه الثلاثة في بغداد عشرات المليارات من الدولارات خلال تلك الفترة خارج البلاد، ظاهرياً لقطع غيار السيارات والأثاث وغير ذلك من الواردات، وهو كان أحد أكبر المشغلين في نظام مصرفي مؤقت تم إنشاؤه قبل حوالي عقدين من الزمان تحت الاحتلال الأمريكي والذي أعطى بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك دوراً رئيسياً في معالجة المعاملات الدولية للعراق.

أغلق النظام سريعاً

ولكن عندما بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي أخيراً في النظر عن كثب إلى أين تذهب الأموال، أغلق ذلك النظام سريعاً.
,ويشتبه المسؤولون الأمريكيون في أن بنوك غلام كانت بين أكثر من عشرين بنكاً عراقياً متورطاً في تحويل الدولارات إلى إيران وحلفائها من الميليشيات، باستخدام شركات واجهة وفواتير مزورة للالتفاف على العقوبات التي تمنع إيران من النظام المالي العالمي.

وتكشف عمليات التدقيق في مصارق غلام التي اكتملت في مايو (أيار)، عن تفاصيل غير عادية لمعاملات الدولار الخارجية التي قال المدققون إنها أثارت مخاوف غسيل الأموال. ونفى غلام في المقابلات هذه المزاعم. 

BREAKING

Iraqi Banks Used US-Created System to Funnel Funds to Iran

An ad hoc banking system, set up around two decades ago under the U.S. occupation, funneled dollars to the Islamic Republic of Iran and its proxies using front companies and falsified invoices.

Wire transfers,… pic.twitter.com/qrRGRlkeqX

— Yashar Ali ???? (@yashar) September 9, 2024

وبحسب مسؤولين أمريكيين، فإن 80% من التحويلات المالية بالدولار التي تتدفق عبر البنوك العراقية في بعض الأيام، والتي تجاوزت قيمتها 250 مليون دولار، كانت غير قابلة للتتبع، وذهب جزء من هذا المبلغ سراً إلى الحرس الثوري الإسلامي الإيراني والميليشيات المعادية للولايات المتحدة التي يدعمها.

فيلق القدس

وأبلغ مسؤول كبير في وزارة الخزانة الأمريكية مسؤولين عراقيين في اجتماع ببغداد في يناير (كانون الثاني) أن البنوك العراقية "استغلت عمداً" وصولها إلى الدولارات الأمريكية لدعم فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، وكذلك الميليشيات العاملة في العراق والتي تدعمها الحكومة الإيرانية، وفقاً لمسؤولين أمريكيين مطلعين على المناقشات.
وقال براين نيلسون، وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، لمسؤولي البنك المركزي العراقي في الاجتماع، إن الميليشيات كانت متورطة في "هجمات مستمرة" على القوات الأمريكية، بما في ذلك بعض الهجمات التي تسببت في سقوط ضحايا.
وقال نيلسون في مقابلة مع الصحيفة إن الولايات المتحدة اتخذت إجراءات لمنع البنوك العراقية المشتبه بها من استخدام نظام بنك الاحتياطي الفيدرالي لتحويل الدولارات، لافتاً إلى أنه "كان من المهم لوزارة الخزانة ضمان عدم تحويل هذه الأموال لدعم النظام الإيراني".

ورفض نيلسون، الذي ترك وزارة الخزانة في أغسطس(آب)، من خلال متحدثة باسمه مناقشة محادثاته مع المسؤولين العراقيين.

احتيال محتمل

وبدأت الحملة على البنوك العراقية في أواخر عام 2022 بعد أكثر من عقد من التقاعس الأمريكي، حتى بعد تحذيرات المفتش العام للبنتاغون منذ عام 2012 من الاحتيال المحتمل بما يصل إلى 800 مليون دولار أسبوعياً.

وقال مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون إن الولايات المتحدة نفذت على مر السنين قيوداً مؤقتة على التدفقات النقدية إلى العراق، لكنهم يخشون أن تؤدي الضوابط الصارمة أو الدائمة إلى إغراق العراق في الفوضى الاقتصادية وعرقلة معركته ضد تنظيم "داعش" الإرهابي. 

Iraqi Banks Used U.S.-Created System to Funnel Funds to Iran

Another reason US must regret invading Iraq.

More sanctions cannot be far off. https://t.co/JqSgwAeK4C

— Joshua Landis (@joshua_landis) September 9, 2024

بالنسبة لإيران التي فرضت عليها عقوبات بسبب نشاطها النووي غير المشروع ودعمها للإرهاب، فإن الوصول إلى الدولارات أمر بالغ الأهمية لشراء الأسلحة وأجزاء الطائرات بدون طيار والصواريخ، وتمويل الجماعات المسلحة التي تدعمها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حسب قول مسؤولين أمريكيين.

وتشمل هذه الجماعات حماس في غزة وحزب الله في لبنان، وهي الجماعات التي صنفتها الولايات المتحدة على أنها جماعات إرهابية.

نظام خاص

وبعد غزو العراق في عام 2003، وافقت واشنطن على الاحتفاظ بأرباح العراق من مبيعات النفط ــ عشرات المليارات سنوياً ــ في بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك.

ولتوزيع العائدات مرة أخرى على العراق، بدأ البنك  في شحن الدولارات نقداً إلى بغداد ومعالجة التحويلات السلكية التجارية من البنوك الخاصة العراقية للتجارة الدولية، على أمل إحياء اقتصادها المحطم بعد سنوات من الحرب والعقوبات.

وكان النظام المخصص يفتقر إلى فحص أساسي قياسي في الخدمات المصرفية الدولية: فهو لم يطلب من البنوك الكشف على وجه التحديد عن هوية الجهة التي تحصل على الأموال التي كانت ترسلها إلى خارج العراق.

وفي الولايات المتحدة ومعظم البلدان الأخرى، تستخدم البنوك التي تسعى إلى نقل الأموال دولياً نظام مراسلة آمناً، يُعرف باسم سويفت.

وتقوم الخدمة التي تتخذ من بلجيكا مقراً لها بتوجيه الرسائل بين البنوك، وتحديد المبلغ والمستلم المقصود. وهي تتعامل مع ملايين تعليمات الدفع اليومية عبر أكثر من 200 دولة ومنطقة و11000 مؤسسة مالية.

ويوافق كل بنك في سلسلة الرسائل أو يرفض التحويل بعد مراجعة تهدف إلى الحد من غسيل الأموال أو تمويل الإرهاب أو أي نشاط احتيالي آخر.
بعد عقود من العقوبات، لم يكن لدى البنوك الخاصة العراقية الاتفاقيات اللازمة مع البنوك الأجنبية الكبرى لإجراء التحويلات السلكية الدولية باستخدام نظام سويفت القياسي للمعاملات التجارية.
بدلاً من ذلك، بدأت الولايات المتحدة والبنك المركزي العراقي في استخدام نوع مختلف من رسائل سويفت المستعملة عادةً لنقل الأموال بين البنوك. نظراً لأن التحويلات من بنك إلى بنك تعتبر أقل خطورة بكثير من تلك بين العملاء التجاريين، فإن الرسائل لا تتطلب الكشف عن المتلقي النهائي للتحويلات السلكية.

غلام ينفي

غلام البالغ من العمر 42 عاماً، والمقيم الآن في لندن، كان يدير إمبراطورية تعاملت مع الحصة الأكبر من الدولارات المحولة خارج العراق، وفي بعض الأيام كانت تصل إلى 20% من التحويلات البرقية، كما قال هو ومسؤولون مصرفيون عراقيون.

ونفى غلام في حوار مع "وول ستريت جورنال"، أن البنوك التي يتعامل معها أرسلت أموالاً عن علم إلى فيلق القدس أو الحكومة الإيرانية. وقال: "الأمريكيون ليس لديهم أي شيء ضدي، ليس لدي أي علاقة بغسل الأموال أو إيران".

وقال إن حياته في لندن، حيث يعيش هو وعائلته بعد انتقاله من بغداد في عام 2018، انقلبت رأساً على عقب منذ انقطاع الدولار الأمريكي، ويقع منزله الذي تكلف 40 مليون دولار، والذي تم تجديده مؤخرًا بأرضيات رخامية لامعة وحوض سباحة في الطابق السفلي وقفصاً للببغاء، على بعد بضعة مبانٍ فقط من مقر إقامة السفير الأمريكي، بعد ممارسة رياضة المشي، غالبًا ما يتوجه إلى مطاعم لندن المفضلة في سيارته رولز رويس ذات الدفع الرباعي، وقال غلام: “النظام سيء، لكن كل بنك في العراق كان يعمل تحت نفس النظام، لماذا جاء الأمريكيون بهذا النظام؟"

مقالات مشابهة

  • مجلس النواب يستمع لمذكرة الحكومة بشأن تعديل بعض أحكام قانون السلطة القضائية
  • البرلمان يستمع لمذكرة الحكومة بشأن تعديل بعض أحكام قانون السلطة القضائية
  • مجلس النواب يستمع لمذكرة الحكومة بشأن تعديل قانون السلطة القضائية
  • نائب إطاري:سنمضي بإقرار تعديل قانون الأحوال الشخصية لممارسة الزنا وتفخيذ الرضيعة وفق المذهب الشيعي
  • رسالة برلمانية للسفارة الأمريكية بشأن تعديلات الأحوال الشخصية: لا تتدخلوا رسائلكم سلبية - عاجل
  • «القومي للإعاقة» يناقش مطالب النساء من ذوي الهمم في قانون الأحوال الشخصية
  • "ملك الدولار".. قصة العراقي الذي استغل المركزي الأمريكي لتحويل أموال إلى إيران
  • نائب صفوي:تعديل قانون الأحوال الشخصية لتشجيع الزنا “المتعة” لكونه حلال في المذهب الشيعي
  • القانونية النيابية تؤكد وصول العديد من التعديلات على قانون الأحوال الشخصية: نعمل على انضاجه
  • حقائق.. تعديل قانون الأحوال الشخصية يثير ثورة نسائية