بوابة الوفد:
2024-09-10@01:58:30 GMT

نظام غذائي لمدة شهرين يقلل من عمرك البيولوجي

تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT

يلعب النظام الغذائي ونمط الحياة دوراً كبيراً في ظهور الأمراض أو الوقاية منها، ولكن بالنسبة للكثيرين، إن إجراء تغييرات طويلة الأجل أسهل قولاً من الفعل.

فقد أثبت الباحثون مؤخرا أن تناول نظام غذائي قائم على النباتات لمدة شهرين فقط له تأثير كبير وذو مغزى على عمر الإنسان البيولوجي، وهو أحد المؤشرات الرئيسية للصحة مع التقدم في العمر، بحسب ما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية BMC Medicine.

وقام فريق من العلماء بفحص "ساعة العمر الجينية"، وكيف يمكن للنظام الغذائي أن يؤثر على الصحة الخلوية على المستوى الجزئي. ففي حين أن تاريخ الميلاد يحدد عمر الإنسان العددي أو الزمني، فإن حالة خلاياه وأنسجته وأعضاء جسمه تمنح قراءة لعمره البيولوجي.

الذهاب للشاطئ.. وأشعة الشمس


وعلى الرغم من أنه لا يوجد الكثير مما يمكن فعله بشأن الأرقام الموجودة على بطاقات أعياد الميلاد والتي تتغير مع كل عام يمر، إلا أنه يمكن التحكم في مدى سرعة التقدم في العمر بيولوجيا.

من جانبه، قال بايل سين، من برنامج الأبحاث الداخلية التابع للمعهد الأميركي الوطني للشيخوخة، والذي لم يشارك في هذه الدراسة الأخيرة: إن "العمليات فوق الجينية تخضع لسيطرة دقيقة في جسم الإنسان، وتتأثر أيضًا بشكل كبير بالبيئة"، موضحا أنه تم افتراض أن الشخص "ذهب إلى الشاطئ وتعرض للكثير من الأشعة فوق البنفسجية، فإن مناطق معينة من جينومات خلايا الجلد ستتفاعل مع الأشعة فوق البنفسجية وتؤدي إلى ظهور أعراض ثانوية ربما لا تكون جيدة للبشرة".

مفيدة أو ضارة للصحة
وعلى نحو مماثل، يؤثر ما يتم تناوله من أطعمة بشكل مباشر على جينوم الجسم، حيث يقوم بتشغيل وإيقاف الجينات التي يمكن أن تكون مفيدة أو ضارة للصحة.

بحثت الدراسة، التي أجريت عام 2023، في كيفية استخدام التغذية للتأثير على التعبير الجيني للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان وغيرها من الحالات الأيضية والسيطرة عليها. تشارك التعديلات فوق الجينية أيضًا في تحديد أسباب الالتهاب في العديد من الاضطرابات، بالإضافة إلى السمنة وهشاشة العظام والسكري.
علامات بيولوجية للشيخوخة
في هذه الدراسة الأخيرة، شرع العلماء في قياس مدى تأثير النظام الغذائي النباتي قصير المدى على العلامات البيولوجية للشيخوخة في الجسم، مقارنة بأسلوب الحياة النباتي.

وللقيام بذلك، تم اختيار 21 مجموعة من التوائم المتطابقة، بمتوسط عمر 40 عامًا، وخصصوا لأحدهم نظامًا غذائيا نباتيا صحيًا لمدة ثمانية أسابيع والآخر نظامًا غذائيًا صحيًا يتضمن تناول اللحوم على مدى نفس الإطار الزمني.


نتائج بعد 8 أسابيع


واكتشف الباحثون أنه في حين بدأ التوائم التجربة بدرجات أساسية مماثلة، فإن أولئك الذين يتبعون النظام الغذائي النباتي كان لديهم تغييرات كبيرة في العلامات التي تدعم العمر البيولوجي عند علامة الثمانية أسابيع.

كما لاحظوا تغييرات كبيرة باستخدام ساعات العمر الجينية بين التوائم المتطابقة الأصحاء، مما يشير إلى فوائد قصيرة المدى لنظام غذائي نباتي مقيد السعرات الحرارية مقارنة بنظام غذائي يعتمد على اللحوم والأسماك.

أكثر شبابا بيولوجيا
وبشكل عام، شهدت المجموعة، التي تلقت نظامًا غذائيًا نباتيًا انخفاض في عمرها البيولوجي بمعدل 0.63 سنة (أو ما يزيد قليلاً عن 7.5 شهرًا) في ثمانية أسابيع فقط.

كما كان هناك انخفاض في العمر البيولوجي لكل شخص مقارنة بعمره الزمني، والذي يعادل 0.0312 وحدة. في الأساس، يُترجم هذا إلى أن هؤلاء المشاركين أصبح لديهم أعمار بيولوجية أقل مما هو متوقعًا من شخص في عمرهم الزمني.
نتائج جينية أم فقدان الوزن
لكن هناك بعض التحذيرات، حيث طُلب ممن تناولوا نظامًا غذائيًا يشتمل على اللحوم، تناول ما بين 170-225 غرامًا من اللحوم وبيضة واحدة و1.5 حصة من منتجات الألبان كل يوم.

كما استهلكت المجموعة النباتية 200 سعر حراري أقل يوميًا خلال الأسابيع الأربعة الأولى من الوجبات المعدة، وفي نهاية التجربة، خسر المشاركون في الدراسة ما معدله 2 كغم أكثر من المجموعة التي تناولت اللحوم والأسماك.

لذا، فإن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد ما إذا كانت النتائج الجينية الإيجابية ناتجة بالكامل عن النظام الغذائي أو أحد الآثار الجانبية لفقدان الوزن.
اعتبارات مهمة
من جانبه، قال دكتور دوان ميلور، المتحدث باسم جمعية التغذية البريطانية: "من المحتمل أن يكون انخفاض تناول الطاقة قد أثر على كيفية تغير الحمض النووي للمشاركين. وكان هناك اعتبار مهم آخر وهو أنه طُلب من المجموعة النباتية تناول ضعف عدد حصص الخضراوات والفواكه والبقوليات والمكسرات والبذور مقارنة بالمجموعة التي تناولت اللحوم والأسماك".

ومن المثير للاهتمام أن هناك بعض التغييرات الرئيسية في النواقل العصبية والعلامات الأيضية بين المجموعة التي تناولت اللحوم والأسماك، حيث أشار الباحثون إلى أن "زيادة مستويات النواقل العصبية مثل التربتوفان والسيروتونين، تشير إلى تأثيرات محتملة على تنظيم الحالة المزاجية وغيرها من الوظائف التي يتوسطها السيروتونين استجابة لزيادة تناول البروتين الحيواني الغني بالتريبتوفان في النظام الغذائي لمن تناولوا اللحوم".

كما "ظهرت زيادة في مستويات الأدينوزين، وهو نوكليوسيد يعزز النوم ويقلل من القلق، مما يشير إلى تغييرات محتملة في التمثيل الغذائي الداخلي في النظام الغذائي لمتناولي اللحوم. وتؤكد النتائج على التفاعل الدقيق بين تخليق الناقل العصبي واستقلاب الدهون والنشاط الميكروبي وبين استقلاب البيورين المرتبط بأنماط النظام الغذائي لمتناولي اللحوم".

وخلص الباحثون إلى أن "هذه النتائج الشاملة تؤكد على التفاعل المعقد بين النظام الغذائي والتنظيم الجيني والوظيفة المناعية والصحة الأيضية، وتقدم رؤى قيمة للبحوث المستقبلية والتدخلات الصحية الشخصية".

مصادر بديلة للحوم والألبان


وقال إن ميلور إن "المفتاح لأي نظام غذائي مع أو بدون منتجات حيوانية هو أنه يتكون من مجموعة واسعة من الأطعمة، بما يشمل الخضروات والفواكه والمكسرات والبذور والفاصوليا والبازلاء والعدس مع الحبوب الكاملة وإذا كان الشخص لا يرغب في استهلاك كميات معتدلة من اللحوم ومنتجات الألبان، فيجب تضمين مصادر بديلة للمغذيات بما يشمل اليود والحديد والكالسيوم إلى جانب فيتامينات B12 وD في النظام الغذائي جنبًا إلى جنب مع مصدر لأحماض أوميجا.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: النظام الغذائي الأمراض الإنسان البيولوجي عمر أعضاء الشمس أشعة الشمس صحة الجسم السرطان الأوعية الدموية اللحوم والأسماک النظام الغذائی نظام ا غذائی نظام غذائی غذائی ا

إقرأ أيضاً:

هل يقلل تلوث الهواء والضوضاء من خصوبة رجال ونساء العالم؟

يصاب واحد من كل 6 أشخاص حول العالم بالعقم في ظاهرة مقلقة أخذت تزداد على نحو ملحوظ، ويرجع العلماء أسباب ضعف الخصوبة عند كلّ من الرجال والنساء لعوامل بيئية عدة، مستشهدين بأساليب وأنماط المعيشة في المناطق الحضرية، حيث يقطن أكثر من نصف سكان العالم.

وأشارت نتائج دراسة أجريت في الدانمارك، ونشرت على منصة للمكتبة الوطنية للطب "إن إل إم"، إلى أن التعرض الطويل للأصوات مثل أصوات السيارات وضوضاء المرور، وللهواء الملوّث قد يزيد من خطر الإصابة بالعقم، باختلاف مدى تأثير هذه المسببات على الجنسين.

ولا يختلف العديد على أن تلوث الهواء، لا سيما الناتج عن عوادم السيارات، له آثار ضارة على البيئة وصحة الإنسان بالمجمل، كما أثبتت عديد من الدراسات وجود روابط حقيقية تؤثر على الحالة الصحية، بما في ذلك الإصابة بالسرطان وأمراض القلب، إلا أن الدراسة الحديثة تتناول الموضوع من جانب آخر، فتكشف عن تأثير المواد الكيميائية التي يستنشقها الإنسان من الهواء الملوث وكيفية جريانه عبر الدم إلى الأعضاء التناسلية، مما قد يؤدي إلى اختلال التوازن الهرموني أو إتلاف البويضات والحيوانات المنوية بشكل مباشر.

ورغم أن تأثير التلوث الضوضائي على الصحة ما زال غير واضح بشكل كافٍ، فإن الدراسة أشارت إلى أن التعرض إلى الأصوات بما في ذلك في أماكن وجود السيارات بكثافة قد يؤثر على مستويات هرمون التوتر، الذي بدوره يؤثر بدوره على الخصوبة.

الجسيمات الغبارية العالقة هي المعيار في تلوث الهواء والتسبب في الأمراض والوفاة (غيتي) دراسة شاملة

وقد استعانت الدراسة ببيانات شاملة على مستوى جميع المناطق المحلية في الدانمارك، ويُعزى الفضل إلى نظام جمع البيانات المستحدث الذي يتقصى جوانب عدّة، مثل مكان الإقامة والمهنة ومستوى التعليم والحالة الصحية، وبفضل ربط هذه البيانات ضمن نظام واسع ومعقد، كان من الممكن استخلاص أهم الروابط والتفاعلات المعقدة بين الحالة الصحية والبيئة.

وركزت الدراسة على أولئك المعرضين لخطر تلقي تشخيص الإصابة بالعقم، كما جرى تحديد أكثر من مليوني رجل وامرأة ضمن سن الإنجاب، وحدد الباحثون أيضا المشاركين في الدراسة في الفئة العمرية بين 30 و45 عاما، ولديهم أقل من طفلين، ويقيمون في البلاد بين عامي 2000 و2017، واستثني من الدراسة الأشخاص الذين سبق أن شُخِصوا بإصابتهم بالعقم قبل سن الـ30 عاما أو أولئك الذين يقيمون وحدهم.

وبدلا من إجراء عملية مسح لجميع المشاركين، تمكن الباحثون من التوصل إلى المعلومات المتعلقة بالحالة المرضية حول خصوبتهم، وذلك عن طريق السجل الوطني للمرضى في الدانمارك، وبفضل عناوينهم المسجلة وأماكن عملهم، استطاعوا تعقب الحركة المرورية في المنطقة مركزين على أهم العوامل البيئية الملوثة مثل "بي إم 2.5" وهي جسيمات صلبة أو سائلة ذات أبعاد مجهرية ومعلقة في غلاف الأرض الجوي، لا يتجاوز قطرها 2.5 ميكرومتر، وتوجد في الهواء نتيجة احتراق المركبات الكيميائية والعمليات الصناعية وغير ذلك.

وتوصلت الدراسة إلى أن 16 ألفا و172 رجلا و22 ألفا و672 امرأة شُخِصت إصابتهم بالعقم خلال فترة الدراسة البالغة 17 عاما، في حين بدا واضحا أن التلوث الهوائي كان مسببا أكبر للرجال للإصابة بالعقم بنسبة 24%، وأما النساء فكانوا معرضين أكثر للإصابة بالعقم بنسبة 14% بسبب الضوضاء والتلوث.

وتسلط الدراسة الضوء على الفروق الواضحة بين كيفية استجابة جسم الرجال والنساء للعوامل البيئية، فالرجال ينتجون الحيوانات المنوية بشكل مستمر بعد البلوغ، وهذا يعني أن تأثيرات الملوثات السامة تظهر سريعا على الخصوبة، وعلى النقيض تُولد النساء بجميع بويضاتها، وبسبب وجود آليات خاصة لحماية هذه البويضات من التلف، يستغرق الأمر وقتا أطول حتى يصبح تأثير البيئة واضحا على السيدات.

مقالات مشابهة

  • خبير في التنوع البيولوجي: «البيئة» وضعت خطة وطنية لحماية صقر الغروب من الانقراض
  • تناول الحامل الأسماك يقلل خطر إصابة الطفل بالتوحد
  • عيد عبد الملك : جميع الأندية اتفقت على بقاء نظام الدوري الحالي وعدم تغييره
  • أطعمة تزيد من التهابات المرارة.. المقليات أبرزها
  • أستاذ مناعة تكشف عن نظام غذائي يسهم في علاج السرطان (فيديو)
  • هل يقلل تلوث الهواء والضوضاء من خصوبة رجال ونساء العالم؟
  • بـ15 مليونا.. مالية كردستان: نظام "حسابي" سيوفر قروضاً للموظفين
  • استشاري: تناول الشاي الأخضر والقرفة بعد حلاوة «المولد» يقلل نسبة السكر
  • تناول الخضار وسيلة فعالة للوقاية من السرطان
  • عادة غذائية تطيل العمر: نصيحة الدكتور حسام موافي للأكل الصحي