سواليف:
2025-03-04@11:58:41 GMT

الكوفية الفلسطينية: رمزية نضالية وتطلع إلى الحرية

تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT

#الكوفية_الفلسطينية: رمزية نضالية وتطلع إلى الحرية

د. حسن العاصي

باحث فلسطيني مقيم في الدنمرك

على مدى القرن الماضي، أصبح الوشاح -ونسخته باللونين الأبيض والأسود على وجه الخصوص- مرتبطاً بشكل وثيق بالقضية الفلسطينية. وبينما ينظر الفلسطينيون إليها كرمز لهويتهم الثقافية والوطنية، ينظر إليها آخرون على أنها تهديد.

وطالما ظل الفلسطينيون خاضعين للاحتلالات كشعب، فإن حتى شيئاً بسيطاً مثل الكوفية التقليدية يتحول إلى شيء أكبر من مجرد عرض ثقافي؛ يصبح جزءًا جوهرياً من رحلة مثيرة للجدل نحو التحرر والاستقلال والحرية. لذلك، في حين أن الفلسطينيين لا يزالون يرتدون الكوفية للأغراض العملية للقماش وأهميته الثقافية، فإنهم غالباً ما يرتدونها أيضًا للتأكيد على بيان سياسي. ففي نهاية المطاف، أصبح التعبير عن الهوية الفلسطينية عملاً من أعمال المقاومة في حد ذاته – لتذكير الآخرين بأن هذا الشعب لا يزال موجوداً، والتذكير بقضيته الوطنية وحقوقه السياسية، وتسليط الضوء على نضالاته وفواجعه.

مقالات ذات صلة الموظف العام بين مطرقة الحاجة وسندان الإصلاحات…! 2024/07/17

يرتدي سكان العديد من المناطق في بلاد الشام والشرق الأوسط الكوفية، لكنها اشتهرت في العقود الأخيرة على أنها رمزاً للهوية الوطنية الفلسطينية، ورمزاً لمقاومة الاحتلال والمغتصب.

ويتم ارتداء الكوفية الفلسطينية من قبل المتظاهرين الذين يضعونها حول أعناقهم، أو لتغطية وجوههم في الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في جميع أنحاء العالم.

الكوفية التي كان يرتديها في الأصل الرعاة والمزارعون البدو، أصبحت اليوم قطعة مميزة من الملابس على مستوى العالم يرتديها الثوار والناشطون المناهضون للاستعمار وما شابه، في حين لا يزال كبار السن والمزارعون في فلسطين وبلاد الشام يرتدونها كأغطية الرأس التقليدية، كما تُستخدم للحماية من الشمس والرمال.

ما هي الكوفية؟

الكوفية – تُكتب أحيانًا باللغة الإنجليزية kufiyya أو keffiyeh- هي وشاح تقليدي يتم ارتداؤه في أجزاء كثيرة من فلسطين. تكون الكوفية عادة إما باللونين الأسود والأبيض، أو الأحمر والأبيض، وتتميز الكوفية بأنماط متعددة وشراشيب على حافتها. الكوفية التي تسمى أيضاً “الحطة أو الشماخ” كان يرتديها الرجال البدو والمزارعين في فلسطين خلال بداية القرن العشرين. كانت الكوفية تصنع غالباً من القطن والحرير والصوف الناعم في القرن التاسع عشر، وتتضمن خيوطاً بيضاء، وسوداء، وخضراء، وحمراء.

كان جميع الناس ـ رجالاً ونساءً ـ يرتدون أغطية للرأس في الشرق الأوسط. وكان القرويين وسكان المدن لديهم أنماط مختلفة من أغطية الرأس عن تلك التي يرتديها البدو. كان الرجال البدو يطوون الكوفية بشكل قطري ويثبتونها على رؤوسهم باستخدام العقال أو حبل للرأس.

بالإضافة إلى كونها علامة بصرية للهوية البدوية، تخدم الأوشحة غرضاً عملياً، فهي تساعد على حماية مرتديها من شمس الصحراء ورمالها الشديدة. فيما الأنماط المنسوجة في كل كوفية، تعكس جوانب مختلفة من أرض فلسطين، مثل شجرة الزيتون وشبكة صيد السمك. واستخدم القادة البريطانيين الكوفية الحمراء والبيضاء كجزء من الزي الرسمي لدورية الصحراء في الأردن، وهي وحدة بدوية من الفيلق العربي. لكن الكوفية بجميع ألوانها يرتديها الناشطون الفلسطينيون والمقاومون. بالإضافة إلى النمط التقليدي الذي يتم ارتداؤه على الرأس، تُرى الأوشحة اليوم أيضاً حول الرقبة وكشالات على الكتفين.

علامة على الصراع الطبقي

تطورت الكوفية الفلسطينية من غطاء الرأس الشائع للرجال في فلسطين وجميع أنحاء الشرق الأوسط وأخذت تلعب أدواراً أخرى. تتميز النسخة الأكثر شيوعاً من الكوفية اليوم بنمط المربعات باللونين الأبيض والأسود الذي يقول البعض إنه يشبه شبكة صيد السمك. الكوفية والمعروفة أيضاً باسم “الحطة، أو الشماخ” كانت عبارة عن غطاء رأس للرجال. وعلى وجه التحديد كان تميز الرجال في المجتمعات البدوية والقرويين.

وكانت الكوفية بمثابة غرض عملي للرجال الذين كانوا يرتدونها في ذلك الوقت، حيث كانت تحميهم من الظروف المناخية القاسية، بما في ذلك التعرض المفرط لأشعة الشمس والعواصف الترابية. كما أنها تشير أيضاً إلى الوضع الاجتماعي للشخص: فبينما كانت الكوفية مرتبطة في كثير من الأحيان بالفلاحين، كان الطربوش، وهي قبعة حمراء، يرتديها في كثير من الأحيان الفلسطينيون الأكثر حضراً والطبقة المتوسطة والعليا. لكن ذلك بدأ يتغير بعد سيطرة البريطانيين على فلسطين. في عام 1936 عندما أطلق الفلسطينيون انتفاضة ضد الاحتلال البريطاني، استخدمت الجماعات الفلسطينية المتمردة المسلحة، والتي كانت تتكون إلى حد كبير من الرجال الفقراء، الكوفية بشكل أساسي كزي رسمي لها. وقد سهّل ذلك على البريطانيين استهدافهم عندما كانوا في المناطق الحضرية، ومع تصاعد القتال، لجأ زعيم المتمردين إلى حث جميع الرجال الفلسطينيين على التخلص من الطربوش الذي كان سائداً حينذاك في المدن وارتداء الكوفية بدلاً من ذلك.

وسرعان ما استجاب الفلسطينيون للأمر، وهي خطوة سمحت للمقاتلين بالاندماج والتهرب من القوات البريطانية. لم يكن ذلك نجاحاً استراتيجياً من جانب المجاهدين الفلسطينيين فحسب، بل كان بمثابة اختراق للطبقة الدنيا، التي فرضت زيها على النخب وجعلت الكوفية رمزاً قومياً بارزاً. ومع ذلك، استمرت الانقسامات الطبقية، واكتسبت الكوفية جاذبية شعبية. ومع انتهاء الثورة، تخلصت بعض النخب من الكوفية وحاولوا العودة إلى الطربوش، ولكن بعد فوات الأوان: فقد أصبحت الكوفية رمزا للأمة المستقبلية. بدأ الرجال الفلسطينيون من القرى والبلدات يرتدون الكوفية للتعبير عن هويتهم الوطنية.

ليس مجرد كوفية

وفي الستينيات، عادت الكوفية إلى الظهور كرمز قومي موحد للفلسطينيين، وهو رمز يمثل مقاومة الاحتلال الإسرائيلي. ولكن هذه المرة، بدأت النساء في ارتدائه أيضاً. وتم تصوير العديد من النساء الفلسطينيات المناضلات وهن يرتدين الكوفية ملفوفة حول شعرهن وأعناقهن خلال فترات الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، أمثال “ليلى خالد، الشهيدة شادية أبو غزالة، الشهيدة دلال المغربي. الخ” حيث كان يُنظر إلى الكوفية الفلسطينية على أنها رمز للتحدي، وارتباطاً بالهوية الفلسطينية. في عام 1969، التقط أحد الصحفيين صورة للناشطة الفلسطينية ليلى خالد التي كانت تحمل بندقية وهي ترتدي الكوفية مثل حجاب المرأة. أصبحت الصورة شائعة وساعدت في ترسيخ مكانة الكوفية والمرأة كرمز في حركة المقاومة الفلسطينية.

حيث بشرت بفكرة أن المرأة الفلسطينية جزء من التمرد والنضال، وجزء من العطاء، وجزء من المقاومة، عندما تم استبعادها إلى حد كبير أو بطريقة ما تم إقصاؤها. ليلى خالد التي لم تعترف بالمعايير الثقافية لتغطية شعرها كامرأة، استخدمت الكوفية التي هي بالأصل وشاحاً رجالياً على رأسها. استمرت خالد في ارتداء الكوفية، في كثير من الأحيان حول رقبتها، وألهمت العديد من النساء الفلسطينيات الأخريات أن يفعلن الشيء نفسه. لكن عمليات اختطاف الطائرات التي شاركت فيها في سبعينيات القرن الماضي، بهدف لفتت الانتباه الدولي للقضية الفلسطينية، دفعت الكثيرين في الغرب إلى البدء في ربط المقاومة الفلسطينية بالإرهاب. وهكذا بدأت الكوفية – التي ترمز بالنسبة للفلسطينيين إلى تراثهم الثقافي وهويتهم الوطنية – في حمل تلك الصفة.

وفي عام 1990 ظهر الناشط المناهض للفصل العنصري والذي أصبح أول رئيس لجنوب أفريقيا الزعيم الراحل “نيلسون مانديلا” وهو يرتدي الكوفية الفلسطينية حول رقبته.

ماذا تعني الكوفية للفلسطينيين

بالنسبة للفلسطينيين حول العالم، تعتبر الكوفية بمثابة رابط مهم لثقافتهم. ويعتبر العديد من الفلسطينيين أن ارتداء الكوفية يبدو أشبه بحمل المنزل على الكتف، فالكوفية رمز للمقاومة والوجود. الكوفية بالنسبة للفلسطيني بطاقة هوية وتعريف بقضيته وتاريخه وحقوقه، وتحمل مشاعره. الكوفية رمز للفخر والاعتزاز والانتماء بالنسبة للفلسطيني، وتذكره بعائلته وأجداده، كما يُذكّر التطريز بالأمهات.

واتخذ الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي شغل منصب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ثم رئيس السلطة الفلسطينية الكوفية رمزاً للنضال الفلسطيني، ونادرا ما كان يُشاهد بدون كوفية سوداء وبيضاء على رأسه وملتفة على كتف واحدة.

كيف أصبحت الكوفية رمزا للمقاومة؟

بالإضافة إلى رمزها للهوية الثقافية، اتخذت الكوفية أيضاً بعداً سياسياً ووطنياً ونضالياً، مثل العديد من الملابس الأخرى المرتبطة بالتراث الثقافي أو الديني والقومية للشعوب والأمم. تعود أهمية هذا البعد الوطني إلى ثلاثينيات القرن العشرين أثناء الثورة العربية، بين عامي 1936 و1939، حين سعى الفلسطينيون إلى إنهاء الاحتلال البريطاني وإقامة دولتهم المستقلة. في تلك المرحلة ارتدى الفلسطينيون من مختلف الطبقات الاجتماعية والأديان الكوفية السوداء والبيضاء رمزاً لكفاحهم وترابطهم.

خلال الستينيات من القرن العشرين، تم تسليط الضوء مرة أخرى عودة أخرى للكوفية كرمز سياسي، حيث ارتداها كل من الرجال والنساء. وكان ياسر عرفات يُصور في كثير من الأحيان وهو يرتدي الكوفية باللونين الأبيض والأسود، مما عزز الوشاح كرمز للنضال الوطني الفلسطيني.

جاذبية عالمية

ساعد الزعيم الراحل ياسر عرفات، الذي كان رئيساً لمنظمة التحرير الفلسطينية في نشر الكوفية في جميع أنحاء العالم من خلال ارتدائها دائماً تقريباً في الأماكن العامة. وبدأ العديد من غير الفلسطينيين، وخاصة أولئك الذين شاركوا في الاحتجاجات المناهضة للاستعمار والحرب وغيرها من الاحتجاجات المتعلقة بالعدالة الاجتماعية، في الاعتراف بالكوفية كرمز للمقاومة وارتدائها للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين. لكن إسرائيل اعتبرت عرفات إرهابياً، وصنفت الولايات المتحدة منظمة التحرير الفلسطينية منظمة إرهابية، وهكذا، بينما ارتدى بعض النشطاء الكوفية لدعم النضال الفلسطيني، اعتبرها آخرون رمزاً مثيراً للجدل، والبعض في الغرب اعتبرها رمزاً عنيفاً. إن وسائل الإعلام الغربية تشير بشكل متكرر إلى الكوفية في القصص المتعلقة بالإرهاب أكثر من تلك المتعلقة بالعدالة الاجتماعية.

ولكن على الرغم من هذا الارتباط السلبي، استمر انتشار الكوفية في العالم، لدرجة أنها تغلغلت في صناعة الأزياء، وأصبحت عنصراً عصرياً في بعض الدوائر بدلاً من كونها رمزاً للمقاومة الفلسطينية. وبالفعل، لاحظت بعض العلامات التجارية للملابس الجاذبية الواسعة للوشاح، وبالتالي استحوذت عليه.

بالإضافة إلى كونها رمزاً للهوية الوطنية الفلسطينية وللمقاومة، حيث ظهرت العديد من الممثلات العالميات وعارضات الأزياء، والفنانات، والسيدات الشهيرات وهن يرتدين الكوفية الفلسطينية بشكلها التقليدي، أو على شكل فساتين وقمصان واكسسوارات تحاكي الكوفية التي دخلت أفخر بيوت الموضة في أهم المدن الغربية، التي أصبحت تبيع الكوفية الفلسطينية كأزياء وإكسسوارات، لكن من دون إشارة لتاريخ الكوفية، مما أدى إلى تطهير معناه ومحو علاقته بالقضية الفلسطينية

إن تجريد الكوفية من سياقها الأصلي يمكن أن يكون مثيراً للجدل. في عام 2021، أثارت شركة “لويس فويتون” Louis Vuittonاتهامات بالاستيلاء الثقافي عندما أطلقت لأول مرة “كوفية مسروقة” بقيمة 705 دولارات، وفقاً لتقارير متعددة. لكن ردود الفعل القوية على وسائل التواصل أجبرت العلامة التجارية على سحب المنتج المعروض من موقعها.

خلال السنوات الماضية، أصبحت الكوفية مخصصة لعالم الموضة دون إسناد ثقافي إلى أصولها الفلسطينية. إن الاستيلاء الثقافي يؤدي إلى المحو الثقافي، ومن الأهمية بمكان بالنسبة لأولئك الذين يرتدون هذا الوشاح أن يثقفوا أنفسهم حول معناه وتاريخه ورمزيته ودلالاته. فالكوفية ليست ثوبًا يمكن لأي شخص أن يرتديه. إنها ترمز إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني وإلى التحرر والحرية. لذلك فإن ارتداء غير الفلسطينيين للكوفية يمكن أن يكون إظهاراً مهماً للتضامن.

على سبيل المثال، قامت شركة Urban Outfitters ببيع الكوفية بألوان مختلفة في عام 2007، لمجرد الترويج لها على أنها “وشاح مناهض للحرب”، لكنها سحبت هذا المنتج من رفوفها بعد أن نشأ الجدل. وأثارت مصممة الأزياء الإسرائيلية “دودو بار أور” Dodo Bar Or ردود فعل عنيفة عندما صممت فساتين مستوحاة من الكوفية، في أحد المحاولات الإسرائيلية للاستيلاء على الرموز الفلسطينية، كما حاولت الاستيلاء على بعض الأطباق الفلسطينية ونسبها لها مما أدى إلى تجريد هذا النمط من ثقله السياسي والثقافي.

بالنسبة للفلسطينيين، خدمت الكوفية العديد من الأغراض المختلفة على مر العقود. لقد حمت المزارعين من الشمس وحشدت الدعم للنضال الفلسطيني. وعلى مر السنين، استوعب القماش المنقوش مجموعة متنوعة من المعاني: قصيدة للحرية، وإشارة إلى التراث، ورمز للهوية الوطنية. ولهذا السبب تعتبر محاولات الاستيلاء عليها بمثابة تهديد وجودي. حيث لا يُنظر إلى عمليات التجريد الثقافي على أنها محاولة للاستفادة من الثقافة الفلسطينية فقط، بل هي جهد متعمد لتقويض الرواية الفلسطينية التي تمثلها الكوفية – وهدفها بالتالي محو الهوية الفلسطينية.

لا يزال الفلسطينيون يرتدون الكوفية، ولحسن الحظ فإن شعبية الكوفية تتزايد إلى حد كبير تضامناً مع الفلسطينيين. فمنذ بداية العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، تزايد عدد الأشخاص الذين يشترون هذه الكوفية ويرتدونها.

الكوفية دليل على الحرية

على مر السنين ظل المزارعين الفلسطينيين وسكان المدن من الرجال والنساء، والفتيان والفتيات، يرتدون الكوفية – في جميع أنحاء فلسطين التاريخية وفي جميع أنحاء العالم. وعلى الرغم من أن مقاتلي الثورة الفلسطينية والقادة الذين ارتدوها قد تحول بعضهم من حمل السلاح إلى المقاومة الشعبية، إلا أن الكوفية في حد ذاتها ظلت رمزاً للعنف لدى بعض الدوائر. الكوفية، في نهاية المطاف هي قطعة من القماش استعملها الفلسطينيين لأجيال عديدة، وشكلت عنصراً أساسياً في تاريخهم الذي تخللته أعمال المقاومة العنيفة وغير العنيفة على حد سواء.

وفي الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين خلال حرب الإبادة الصهيونية على غزة، ارتدى ملايين المتظاهرين الكوفية الفلسطينية في جميع أنحاء العالم لإظهار التضامن مع الشعب الفلسطيني، رغم التضييق عليها من قبل العديد من الحكومات الغربية، حيث قامت السلطات الفرنسية بتغريم أحد المتظاهرين المتضامنين مع فلسطين مبلغ 135 يورو لارتدائه الكوفية، إلا أن الكوفية انتشرت في مدن العالم كالنار في الهشيم. لكن ارتداء الكوفية قد يعرض مرتديها أيضاً لمشاعر معادية للفلسطينيين، أو كراهية للإسلام، أو للتمييز، أو للعنصرية، أو للكراهية التي تصل حد الاعتداء الجسدي.

ولهذه الأسباب يتمسك الفلسطينيون بالكوفية بشدة. إنها قطعة أثرية تاريخية توثق قصة شعب ورمزاً حياً يلهمهم الأمل. ونظراً لأن ملابسنا وأوشحتنا لا تزال تعكس تجربتنا وتاريخنا فإنه يمكننا أن نتصور وطننا فلسطين في الأزياء التي نرتديها. هكذا هي الرواية بالنسبة للفلسطينيين، فإن الكوفية التي تلطخت بدماء الشهداء والجرحى والمعتقلين لا تزال ترمز إلى مستقبل أكثر إشراقًا. وفي عالم يستمر بحرمان الفلسطينيين من هويتهم الجماعية، ويتنكر لحفوفهم الوطنية والسياسية التاريخية في وطنهم فلسطين، تعمل الكوفية بمثابة تذكير بأننا شعب يمتلك التاريخ، والثقافة، والعادات، والتقاليد، والفولكلور – وأننا نستحق ممارسة حياتنا الطبيعية، والحصول على حقوقنا على هذا النحو. ولهذا السبب تمكنت قطعة القماش البيضاء والسوداء من استنهاض عزيمة المجاهدين، ومن توحيد المجتمع، ومن إثارة مشاعر الانتماء العميقة.، ولأنها ارتبطت بالتوق إلى الحرية.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: بالنسبة للفلسطینیین فی جمیع أنحاء العالم الکوفیة الفلسطینیة ارتداء الکوفیة یرتدون الکوفیة الکوفیة التی الکوفیة رمزا بالإضافة إلى الکوفیة رمز الکوفیة فی العدید من على أنها فی عام

إقرأ أيضاً:

إفطار وسط الركام.. الفلسطينيون في رفح يستقبلون أول أيام رمضان في مشهد استئنائي

وسط الدمار والركام، اجتمع الفلسطينيون مساء السبت حول مائدة إفطار امتدت بين أنقاض مدينة رفح في قطاع غزة، ليستقبلوا أول أيام شهر رمضان رغم الألم وكل ما تكبدوه من خسائر في الأرواح والممتلكات.

اعلان

علت أصوات التكبير من مآذن المساجد، معلنة لحظة الإفطار واجتمع الأهالي لتناول وجبتهم الأولى من الشهر الفضيل.

وقد توزعت الأضواء والزينة البسيطة بين الركام، محاولة إضفاء لمسة من الفرح على أجواء مليئة بالمآسي.

وبعد الإفطار، علت أصوات الأناشيد الدينية في المكان، في محاولة لاستعادة بعض من روحانية شهر رمضان رغم الآلام التي سببتها الحرب. 

فلسطينيون يجتمعون حول طاولة محاطة بأنقاض المنازل المدمرة لتناول وجبة الإفطار، في أول أيام شهر رمضان، في رفح جنوب قطاع غزة، في 1 مارس 2025.Abdel Kareem Hana/AP

ويأتي هذا الإفطار الرمضاني في ظل أجواء يسودها القلق، مع انتهاء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار يوم السبت، وسط مخاوف من استئناف القتال بين إسرائيل وحماس.

ورغم أن الاتفاق ينص على استمرار الهدنة أثناء المفاوضات، إلا أن الغموض يلف مصير المرحلة الثانية، التي من المفترض أن تؤدي إلى إنهاء الحرب في غزة، وانسحاب القوات الإسرائيلية، وعودة الرهائن الأحياء المتبقين. 

Relatedانتقادات واسعة لـ "بي بي سي" بعد سحب فيلم "غزة: كيف تنجو من الحرب"غزة التي في خاطره": ترامب يحول القطاع لمنتجع فاخر ويظهر مع نتنياهو وماسك في "ريفييرا الشرق الأوسط""هذا ليس رمضان، إنه عام الحزن".. كيف استقبل أهل غزة أول أيام شهر الصوم؟

وفي حين يحاول الفلسطينيون في غزة التشبث بالحياة، تتواصل المفاوضات في القاهرة بمشاركة مسؤولين من إسرائيل وقطر ومصر والولايات المتحدة، بينما تنقل الأطراف الوسيطة موقف حماس التي لم تحضر بشكل مباشر.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية حماس: "لا تقدم يُذكر" في مفاوضات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة "هذا ليس رمضان، إنه عام الحزن".. كيف استقبل أهل غزة أول أيام شهر الصوم؟ احتجاجات في عمان ضد تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية المحتلة قطاع غزةرمضانالإسلامإسرائيلفلسطينالصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعلاناخترنا لكيعرض الآنNext "هذا ليس رمضان، إنه عام الحزن".. كيف استقبل أهل غزة أول أيام شهر الصوم؟ يعرض الآنNext "فشل سياسي لأوكرانيا".. هكذا علّقت روسيا على المشادة الكلامية بين ترامب وزيلينسكي يعرض الآنNext تحقيق لـ"الغارديان" يوثق لحظات مقتل الطفل أيمن الهيموني برصاص إسرائيلي في الخليل يعرض الآنNext كيف استطاعت إسبانيا التفوق على باقي أوروبا وأن تزدهر اقتصاديًا بفضل المهاجرين؟ يعرض الآنNextعاجل. حماس: "لا تقدم يُذكر" في مفاوضات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة اعلانالاكثر قراءة في مشهد غير مألوف: مشادة كلامية عنيفة بين ترامب وزيلينسكي أمام الإعلام... ولا توقيع لاتفاقية المعادن الحصبة تتفشى في الولايات المتحدة.. هل نحن أمام خطر عالمي؟ احتجاجات حاشدة في أيوا الأمريكية ضد مشروع قانون يلغي حماية الهوية الجنسية ماكرون في الفضاء الرقمي.. كيف يعيد تشكيل صورته عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟ ألمانيا: الآلاف يشاركون في كرنفال كولونيا رغم تهديدات داعش اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025دونالد ترامبالحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فولوديمير زيلينسكيأطفالغزةصوم شهر رمضانالذكاء الاصطناعيمحادثات - مفاوضاتإسبانياإسرائيلالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • بعد أن كان رمزاً للفساد والمحسوبيات.. نادي الفروسية بالديماس يفتح صفحة جديدة لفرسان سوريا دون إقصاء أو تمييز
  • صفورية التي كانت تسكن تلال الجليل مثل العصفور.. جزء من هوية فلسطين
  • صنعاء.. انعقاد المؤتمر الدولي “فلسطين: من النكبة للطوفان – أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير”
  • صنعاء.. انعقاد المؤتمر الدولي “فلسطين: من النكبة للطوفان – أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير”
  • بعد التهنئة برمضان.. ما أبرز الفتاوى اليهودية التي تشجع على قتل الفلسطينيين والعرب؟
  •   صنعاء : انعقاد المؤتمر الدولي فلسطين: من النكبة للطوفان - أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير
  • بعد التهنئة برمضان.. ما أبرز الفتاوى اليهودية التي تشجيع على قتل الفلسطينيين والعرب؟
  • شاهد | الفلسطينيون يعودون للصلاة في المساجد المدمرة
  • إفطار وسط الركام.. الفلسطينيون في رفح يستقبلون أول أيام رمضان في مشهد استئنائي
  • رئيس دفاع النواب: فلسطين قضية مصر الأولى التي خاضت من أجلها حروب كثيرة