لجريدة عمان:
2025-02-01@01:51:50 GMT

هل إدمان الطعام أمرٌ واقعي؟

تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT

هل إدمان الطعام أمرٌ واقعي؟

ترجمة: أحمد بن عبدالله الكلباني -

هل من الممكن أن يصبح الإدمان على تناول الأطعمة غير الصحية أمرًا واقعيًا؟ الإجابة على هذا السؤال هي «نعم»، فهذا ما ذهب إليه استنتاج مجموعة من أطباء التغذية والعلماء، وهم على نسق مختلف عن الاتجاه الطبي السائد الذي يرى عكس ذلك، ويهدف أطباء التغذية من خلال هذا الاستنتاج إلى الكشف عن طريقة جديدة ومثيرة حول طريقة تفكير الأشخاص الذين يفرطون في تناول الطعام.

بالواقع، هي ليست فكرة جديدة بشكل مطلق، فقد شبّه مجموعة من أطباء التغذية سابقًا علاقة بعض الأشخاص مع الأطعمة والشراهة في الأكل وصوّروا ذلك على أنه نوع من الإدمان، ولكن كان ذلك بمثابة تشبيه أو مبالغة في الوصف؛ لأن مفهوم الإدمان مختلف عمّا ذهب إليه بعض أطباء التغذية في وصف الإفراط في الطعام؛ فالإدمان هو اعتماد المرء على الكحول مثلًا أو المخدرات مثل الهيروين، لذلك يظهر من العلماء والباحثين في التغذية من يرفض تصوير الإفراط في الطعام بأنه شكل من أشكال الإدمان، ويقول «دوان ميلور» الناطق باسم جمعية الحمية البريطانية: «الإدمان هو الاعتماد على ما لا تحتاج إليه».

وفي مسألة الطعام من الواضح أننا جميعًا نحتاج إلى تناول الطعام، فهل يعني ذلك عدم وجود «إدمان الطعام»؟! علماء التغذية الذين يرجحون فكرة أن هناك إدمانًا للطعام قاموا بتدعيم قولهم بالإشارة إلى عدد من الأبحاث التي تم إجراؤها على الفئران، منها السماح للفئران بشرب المياه المحلّاة، فقد تم ملاحظة أن الفئران تُطلق في أدمغتها مادة كيميائية تحفز الشعور بالمكافأة، وتسمى «الدوبامين»، وهي نفس المادة الكيميائية التي تطلقها الأدمغة عند تعاطي الكوكايين تمامًا.

ولكن رغم ذلك، بالنسبة إلى إدمان الطعام، فإنه من غير الواضح الأطعمة التي تدخل في تصنيف أنها أطعمة تسبب الإدمان، من الممكن أن يُكثر الناس من تناول الكعك وأنواع الشوكولاته، ولكن ذلك يمكن أن يحدث كذلك مع الوجبات البسيطة واللذيذة، مثل الفول السوداني والمقليات. وبعض الذين ينادون باتباع أطعمة منخفضة في الكربوهيدرات، منهم «جين أونوين» وهي عالمة نفس مؤسسة ساوثبورت بالمملكة المتحدة، يقولون: إن الرغبة الملحة في تناول الأطعمة المحتوية على الكربوهيدرات لا تقتصر على الأطعمة غير الصحية بشكل واضح، بل قد تدخل ضمنها الأطعمة -الصحية بالظاهر- التي تحتوي على الكربوهيدرات مثل المخبوزات والمعكرونة.

إنه إلى الآن لا يوجد تعريف موحد تم الاتفاق عليه بشكل واسع على مفهوم «الإدمان»، عدد كبير من المنظمات، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، تحدد الإدمان من خلال السلوك الذي يعيش عليه المرء، وكيف يمكن أن يؤثر هذا السلوك على حياتهم، وعليه يمكن اعتبار الشخص «مدمنًا» على مادة الحشيش أو النيكوتين مثلًا إذا رغب في تعاطيها في حالة قرر الامتناع عنها، أو إذا كان غير قادر على الامتناع عنها، أو إذا استمر في تعاطيها رغم معرفته بأنها تضرّ بصحته.

وعند الحديث عن بعض الأطعمة التي تسبب المشاكل الصحية، فإننا لا نتحدث عن شرائح اللحم ولا عن البروكلي، لذلك استخدم الأطباء -الذين يرون أن هناك إدمانًا على الطعام- استبيانًا أطلقوا عليه اسم «مقياس ييل للإدمان على الطعام»، لقياس مدى تأثير إدمان الطعام على مجموعة من الأشخاص، ومن بين الاستبيان السؤال عن عدد المرات التي يتناول فيها الشخص الطعام إلى درجة الشعور بالإعياء، واعتمادًا على «مقياس ييل» تُقدر الدراسة أن ما يصل إلى حوالي 14 في المائة من البالغين مصابون بإدمان الطعام، إلا أن هذا المفهوم لا يزال مثيرًا للجدل.

ولكي نعزز فهمنا لهذه الفكرة، عمل 40 طبيبًا وباحثًا خلال العام الماضي على تطوير استبيان جماعي، يحدد حالة كل فرد ومن ثم يلخص الأدلة المجموعة، وتم الكشف عن الاستبيان الجماعي في المؤتمر الدولي للإجماع على إدمان الطعام، وذلك في لندن 17 مايو.

وتوصلت النتائج إلى إمكانية تحديد نوع الإدمان على الطعام، ومنها الإدمان على الأطعمة «فائقة المعالجة»، وتقول «جين أونوين» واحدة من الأطباء الـ40: «عندما يشير الناس إلى الأطعمة التي تسبب لهم المشاكل، فإنهم لا يتحدثون عن شرائح اللحم أو القرنبيط، إنهم دائمًا ما يشيرون إلى الكعك والدونات والبيتزا».

وتشير نتائج الاستبيان الجماعي -التي أعلنت المجموعة الطبية عنها- إلى أن الأشخاص الذين يعانون من إدمان الأطعمة فائقة المعالجة «يأكلون الطعام بطريقة مشابهة لمن يتعاطى المخدرات، إنهم يقومون بالاستحواذ على الطعام أو بسلوكيات قهرية عند تناولهم للطعام، وتستمر هذه السلوكيات رغم الأضرار النفسية والاجتماعية الضارة».

ولكن جمع مفهوم إدمان الطعام، ومفهوم الأطعمة فائقة المعالجة، من الممكن أن يتسببا في الكثير من المشاكل؛ لأن وصف «الأطعمة فائقة المعالجة» بأنها أطعمة غير صحية وضارة يعد وصفًا مثيرًا للخلاف كذلك.

بالرغم من أن هناك إجماعًا على أن بعض أنواع الأطعمة المصنعة مثل: «رقائق البطاطس» و«الكعك» تسهم في زيادة الوزن، يبقى السؤال الجوهري، ما إذا كانت تفعل ذلك لأنها تُصنع في المصانع «مصنعة» أو بسبب احتوائها على نسب عالية من الدهون والملح والسكر. هذه النقطة مهمة؛ لأنه إذا حاول الناس تجنب جميع الأطعمة المصنعة، فإن ذلك سيشمل أيضًا الأطعمة التي ينصح معظم الأطباء بتناولها، مثل: «الخبز بالحبوب الكاملة» أو «المعكرونة العضوية» و«الفاصوليا المطبوخة» والعديد من أنواع «الصلصات» و«الوجبات المعدة مسبقًا».

كما يشكل هذا تحديًا لأخصائيي الحميات؛ نظرًا لأن العديد من الأطعمة الخاصة بالحميات التجارية تصنف كأطعمة «مصنعة»، وفقًا لما يقوله «ديفيد ويس» اختصاصي تغذية في لوس أنجلوس الذي ساعد في إعداد بيان الإجماع «أعتقد أننا سنواجه بعض التحديات في هذا المجال».

وبعيدًا عن مسألة الأطعمة فائقة المعالجة، إذا كان هناك إدمان على الطعام، فإن لذلك تأثيرات على كيفية محاولة المتضررين التحكم في الإفراط في تناول الطعام. وهذا يعني أنهم قد يستفيدون من الامتناع التام عن الأطعمة التي يعتبرونها «محفزة»، على غرار ما يُنصح به الأشخاص المدمنون على الكحول بالتوقف عنها تمامًا، كما تقول «جين أونوين».

ومن جهته، يقول «دوان ميلور» الناطق باسم جمعية الحمية البريطانية: إن هذا يتعارض مع نصائح الأكل الصحي المعتادة، التي تشير إلى أن حظر الأطعمة يمكن أن يزيد من جاذبيتها. ويضيف: «في هذا النموذج، من الأفضل أن تسمح لنفسك بتناول الأطعمة اللذيذة من حين لآخر، ولكن تتوقف عن تناولها بمجرد شعورك بالشبع»، «الامتناع هو عكس الأكل البديهي».

الامتناع خيار أفضل

بينما لا توجد أدلة قاطعة حول ما إذا كان الامتناع التام أو الاعتدال هو الخيار الأفضل، تدعم دراسة حديثة قام بها «ديفيد ويس» و«جين أونوين» وزملاؤهما بعض الأدلة لصالح الامتناع، فقد تابعت هذه الدراسة أشخاصًا يحضرون عيادات لعلاج إدمان الطعام، حيث قدمت لهم جلسات علاج جماعية وفردية، بالإضافة إلى نصائح للتخلص من جميع الأطعمة المحفزة واتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات ومكون من أطعمة كاملة، وأفاد تقرير من عام 2022 بأنه بعد مرور ثلاثة أشهر، ساعد هذا النهج الأفراد على تقليل نوبات الشراهة في الأكل وفقدان الوزن.

وتم الإعلان عن النتائج طويلة الأمد في المؤتمر في 17 مايو، حيث تبين أن المشاركين استمروا في تقليل درجات إدمان الطعام، كما تم قياسها باستخدام «مقياس ييل»، بعد مرور عام.

يقول «ديفيد ويس»: إن الخطوة التالية يجب أن تكون إجراء تجربة عشوائية تقارن بين الامتناع التام ونظام الاعتدال التقليدي.

حتى الآن، يبقى أن نرى ما إذا كان دعاة إدمان الطعام سيتمكنون من إقناع بقية المجتمع الطبي بوجهة نظرهم.

يقول «دوان ميلور»: إن فكرة إدمان الطعام قد تكون مفيدة لبعض الأشخاص. «إذا أدركت أنك تعاني من مشكلة مع بعض الأطعمة في نظامك الغذائي وتشعر بأنك مضطر لتناولها، فإن الامتناع هو وسيلة للتحكم في ذلك»، ويضيف: «لكنني لست متأكدًا من أن الدعوة إلى التخلص من كل السكر أو جميع الكربوهيدرات هي الحل المناسب للجميع».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الأطعمة فائقة المعالجة أطباء التغذیة الأطعمة التی على الطعام إدمان على إدمان ا إذا کان جمیع ا

إقرأ أيضاً:

تأثير الأطعمة السكرية على صحة البشرة وطرق الوقاية

الأطعمة السكرية تعد من أكثر العوامل التي تؤثر سلبًا على صحة البشرة، حيث تتسبب في ظهور العديد من المشاكل الجلدية مثل حب الشباب والتجاعيد المبكرة. 
 

يشهد الجسم زيادة في إنتاج الأنسولين عند تناول كميات كبيرة من السكر، مما يؤدي إلى تفاعلات تؤثر على مرونة الجلد وصحته، وفيما يلي نقدم لك تأثير الأطعمة السكرية على صحة البشرة وكيفية الوقاية من آثارها السلبية من خلال تحسين النظام الغذائي.

تأثير الأطعمة السكرية على البشرة


زيادة إنتاج الزيوت:
الأطعمة السكرية تساهم في ارتفاع مستويات الأنسولين في الدم، مما يؤدي إلى زيادة إفراز الزيوت في البشرة. هذه الزيوت الزائدة يمكن أن تسد المسام وتؤدي إلى ظهور حب الشباب والرؤوس السوداء.

 

تسريع عملية الشيخوخة:
السكر يعزز عملية glycation، وهي تفاعل يحدث بين السكر والبروتينات مثل الكولاجين والإيلاستين في البشرة. هذا التفاعل يقلل من مرونة الجلد ويزيد من ظهور التجاعيد والخطوط الدقيقة.

 

التهابات الجلد:
تناول الأطعمة الغنية بالسكر يزيد من الالتهابات في الجسم، مما ينعكس على البشرة. الالتهابات يمكن أن تؤدي إلى تهيج البشرة وظهور مشاكل جلدية مثل الاحمرار أو الحبوب.

 

طرق الوقاية والتقليل من تأثير السكر على البشرة

 

تقليل تناول الأطعمة السكرية:
من الأفضل تقليل تناول السكريات المكررة مثل الحلويات والمشروبات الغازية، والتركيز على الأطعمة الطبيعية مثل الفواكه والخضروات التي تحتوي على سكريات طبيعية.

 

ترطيب البشرة بانتظام:
الترطيب الجيد للبشرة يساعد على الحفاظ على صحتها وحمايتها من الجفاف الناتج عن تناول الأطعمة السكرية. يمكنك استخدام كريمات مرطبة تحتوي على مضادات الأكسدة للمساعدة في تجديد خلايا البشرة.

 

زيادة تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة:
تناول الأطعمة التي تحتوي على فيتامين C، مثل الحمضيات، يساعد على تعزيز إنتاج الكولاجين ويحمي البشرة من التأثيرات السلبية للسكر.

تأثير الأطعمة السكرية على البشرة قد يكون كبيرًا إذا تم تناولها بكثرة. من خلال تعديل النظام الغذائي والاهتمام بالعناية بالبشرة، يمكن تقليل آثار السكر السلبية والحفاظ على بشرة صحية ونضرة.

 

محمد صبحي يوضح موقفه من مشاهد الصلاة في الأعمال الفنية إلهام الفضالة تروي تفاصيل سرقتها الغريبة في لندن| كيف وقع الحادث؟ عمرو دياب يفاجيء جمهوره برده على لقب "الوجه الجديد" من تركي آل الشيخ روبي تتألق بالريش الأسود في حفل غنائي ساحر| صور أروى جودة تدخل القفص الذهبي بإطلالة بسيطة وتخطيط لحفل زفاف عالمي إطلالات عائلة ترامب في حفل تنصيبه| كلاسيكية رقيقة وأناقة فاخرة 7 فوائد زيت القرنفل لصحة الجسم والجمال وصفة طبيعية فعالة لتطويل وتكثيف الشعر وتحسين صحته أحدث صيحات الحجاب 2025.. الأناقة تلتقي بالراحة في تصاميم فريدة عودة الكلاسيكيات.. موضة الستينيات تتصدر مشهد 2025

مقالات مشابهة

  • ‎أبرز الأطعمة التي قد تقلل من معدل ذكاء الأطفال
  • جورنافكس.. مسكن جديد للألم لا يسبب الإدمان
  • تسع كوارث مدمرة بدنية وصحية ناجمة عن إدمان الهاتف المحمول.
  • خطوات فصل الموظف متعاطي المخدرات.. اعرف عقوبة الامتناع عن التحليل
  • لتجنب الأخطاء الشائعة.. حان الوقت لدحض الخرافات حول المقلاة الهوائية
  • تعاون بين المستشفى العسكري للطب النفسي والأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان
  • «الصحة النفسية» توقع بروتوكول تعاون لتعزيز الرعاية وعلاج الإدمان
  • 3 شروط لازمة لضمان نصيبك الشرعي فى الميراث.. اعرفها
  • 6 أطعمة تساعدك على التخلص من إدمان الحلويات.. تسد الشهية
  • تأثير الأطعمة السكرية على صحة البشرة وطرق الوقاية