جدة – ياسر خليل

يعاني البعض من التوتر الذي يقلب حياتهم رأساً على عقب، ولا يجدون سبيلاً للتخلص منه أو يتجاهلون وسائل العلاج المختلفة التي تقودهم إلى السعادة وتحسين جودة حياتهم، لذلك نصح استشاريون ومختصون أفراد المجتمع بتجنب التوتر قدر الإمكان بمناسبة احتفال المجتمع الدولي غدًا (الاثنين) باليوم العالمي للتوتر 2024، بهدف التوعية بالأسباب المرضية للتوتر وكيفية تجنب مصادره والاستمتاع بجودة الحياة.

وأكد عدد من المختصين لـ”البلاد” أن الصحة النفسية هي أساس من أساسيات الصحة بشكل عام، وتؤثر على الصحة البدنية وسبل العيش وكيفية التواصل مع الآخرين، وأن التوتر يحدث من وقت إلى آخر، فليس بالضرورة أن يكون سلبيًا دائمًا، لكن التوتر لفترة طويلة يؤدي إلى الإضرار بصحة الفرد.


بداية يقول استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور محمد بكر صالح قانديه: التوتر نوعان إيجابي وسلبي، فالإيجابي وهو النوع الحميد المطلوب مثلاً يظهر في الاختبارات أو ترقب النتيجة، أو انتظار نتيجة التوظيف والمباريات، فقد يكون الفرد متوترًا إلى ظهور النتيجة وهذا بالطبع غير مرضي ومرتبط بحالة مؤقتة ولا تستوجب التدخل الدوائي، بينما النوع المرضي فهو نوع يجعل الفرد في حالة قلق مستمر ويؤثر على صحته وإنتاجيته ونومه ، وهذا بالطبع يحتاج إلى التشخيص الطبي عند الطبيب النفسي فقد يتم علاجه بجلسات العلاج المعرفي السلوكي قبل الوصول إلى مرحلة استخدام الدواء.

وتابع: إذا كان الفرد يشكو من التوتر في حياته اليومية سواء بسبب عمله أو مسؤولياته الأسرية وغير ذلك من المسببات الاجتماعية فعليه أن يدرك أن حياته تحتاج للتنظيم والإدارة الجيدة للأولويات في الحياة، وبالتالي يجب أن تكون هناك خطة وأهداف منظمة في حياة الفرد، بجانب الاهتمام بالأمور التي تحقق السعادة النفسية وتبعد عن الفرد كل مصادر القلق والتوتر، فذلك يخفف من شعور الإنسان بالضغط النفسي والقلق.

وشدد د. قانديه على ضرورة أن تكون علاقة الفرد بخالقه قوية، ويحسن الظن به، فليس بعد العسر إلا يسرا، وأن يحاول قدر الإمكان تجنب الأمور السلبية والعيش بتفاؤل ، ممارسة الهوايات والأنشطة المحببة، تعزيز العلاقات الاجتماعية مع الأشخاص الإيجابين، الاهتمام بالأكل والنوم الصحيين.


وفي السياق ذاته، يقول استشاري الطب النفسي الدكتور محمد اعجاز براشا: يصنف التوتر على أنه اضطراب نفسي يصيب الإنسان نتيجة لتعرضه للكثير من الضغوط النفسية، إذ يعاني الجميع من التوتر بين حين وآخر بسبب ضغوط الحياة إلا أن التوتر المزمن وغير الحميد يؤثر سلبًا على الصحة الجسدية والنفسية، فعندما يكون الجسم تحت الضغط فإنه ينتج هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول التي تجعل الفرد في حالة متوترة أكثر.

وأضاف: التوتر المزمن يستوجب التشخيص ومراجعة الطبيب، إذ إن هذا النوع من التوتر المزمن يؤدى إلى الشعور الثابت بالضغط والإرهاق على مدى فترة زمنية طويلة، ويستنزف الطاقة النفسية والجسمانية للشخص ببطء، وتظهر علامات هذا الاستنزاف في صورة مجموعة أعراض تظهر معا لعدة أسابيع، ومن أهم هذه الأعراض، الآلام المتفرقة بالجسم، والأرق، وتغير السلوك الاجتماعي المعتاد، مثل البقاء في المنزل لفترات طويلة، بالإضافة إلى انخفاض الطاقة وعدم القدرة على التركيز، والانسحاب العاطفي، وقد يتطور التوتر المزمن إلى اضطرابات نفسية أخرى مثل الاكتئاب والوسواس القهري.

ولفت إلى أن التوتر المزمن يحدث نتيجة الاستجابة المتكررة للضغوط، ويبقى الجسم دائما في حالة من التهديد المتخيل حتى لأبسط الأشياء التي يمكن أن تمر ببساطة، لكنها تسبب كثيرا من الانزعاج، الذي يجعل الشخص متقلب المزاج بصورة مستمرة، لذا فأن الشخص الذي يشكو من التوتر المزمن عليه مراجعة الطبيب فورًا وعدم تجاهل مرضه.


وأكد د. براشا أن مواجهة التوتر الحميد الناتج عن ضغوطات الحياة يكون من خلال معالجة أوجه القصور الخلل الموجودة، وتنظيم البرنامج اليومي، وممارسة الأنشطة الاجتماعية ، التواصل مع الأقارب والأصدقاء، وقضاء الوقت الكافي مع الأسرة.
إلى ذلك تقول الاخصائية النفسية الدكتورة فاطمة محمد: يعتبر التوتر النفسي  أحد المظاهر النفسية التي تواجه حياتنا كبشر بشكل عام، وغالباً ما يحدث هذا المظهر كمستجيب فيزيولوجي للمثيرات البيئية المحيطة بنا، وأسبابه عديدة مباشرة أو غير مباشرة، وللتوتر أسباب مختلفة ومتعددة فهي تقسم على أسباب مباشرة نتيجة ضغوط الحياة اليومية، وأسباب غير مباشرة، وهي نتيجة المثيرات المختلفة التي يتعرض لها الفرد.

وواصلت أن التوتر قد يكون إيجابياً عندما يكون بصورة تغيرات تفيد في تطور الإنسان ونموه عندما يدفع هذا التوتر الشخص ليعمل بصورة متتابعة من أجل الوصول لتحقيق أهدافه، وعندها يكون التوتر صحياً فأنه بالتأكيد يحسن من جودة الحياة.
ونصحت د. فاطمة في ختام حديثها لتجنب التوتر بممارسة تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل والتنفس العميق، لتهدئة العقل والجسم قبل النوم، وضبط ساعات النوم والاستيقاظ وتجنب السهر، مقاومة الأنشطة المحفزة لليقظة إذ يجب الابتعاد عن الشاشات الإلكترونية بساعة قبل النوم، المحافظة على نمط حياة صحي وذلك من خلال الاهتمام بالتغذية الصحية، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والابتعاد عن تناول المنبهات، مثل الكافيين قبل النوم، وفي حال استمرار التوتر بشكل كبير فهنا لابد من الاستعانة بالأطباء النفسيين.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: التوتر المزمن من التوتر أن التوتر

إقرأ أيضاً:

علامات الإجهاد المزمن وطرق التخلص منه

#سواليف

تقول عالمة النفس يكاتيرينا غافريلوفا إن الشعور باليأس و #الانفعال و #الصداع و #الأرق قد تشير إلى #الإجهاد_المزمن.

ووفقا لها، يعتبر الإجهاد المزمن خطيرا لأنه يعمل بمثابة “القاتل الصامت”. وبالمقارنة مع الإجهاد الحاد قصير المدى، لا يلاحظ الناس ذلك. كما أن الجسم يعتاد في حالة الإجهاد المزمن على خلفية هرمونية معينة، وكلما طالت مدتها، كلما أصبح من الصعب تطبيع حالته لفترة أطول. لذلك من الأفضل اتخاذ التدابير في الوقت المناسب، ما يساعد على تجنب العديد من المشكلات والأمراض وتحسين نوعية الحياة المهنية والشخصية بشكل كبير.

وتشير العالمة إلى أنه من بين الأعراض النفسية لمثل هذا الإجهاد القلق والتوتر المستمر حتى من دون سبب، والشعور باليأس وفقدان الاهتمام بالأشياء، والانفعال حتى لأسباب بسيطة.

مقالات ذات صلة كوب من الحليب يوميا.. سلاح في مواجهة سرطان شائع 2025/01/14

وتقول: “الأعراض الجسدية والسلوكية للإجهاد المزمن هي الصداع والتوتر في عضلات الرقبة والرأس، والأرق وعدم الحصول على قسط كاف من النوم، بغض النظر عن عدد ساعات النوم، ومشكلات في الجهاز الهضمي، وانخفاض الشهية وصعوبة التركيز واتخاذ القرارات، ونسيان كل شيء في كثير من الأحيان: مثل هل أغلقت الباب، هل أطفأت الضوء، موعد الاجتماعات، وما إلى ذلك”.

ووفقا لها، يمكن التخلص من هذه الحالة بعدة طرق.
1- يجب النوم جيدا. ويفضل الذهاب إلى النوم الساعة 22:00 أو 23:00. ينبغي أن تكون الستائر مغلقة وأن تكون الغرفة مظلمة. وعدم استخدام الهاتف قبل النوم بساعتين على الأقل. ومن المهم الحفاظ على نظام غذائي متوازن.

2- يجب على الشخص ممارسة النشاط البدني والتجوال في الهواء الطلق وممارسة الألعاب الرياضية التي يستمتع بها. هذا من شأنه أن يحسن الحالة العامة للجسم من خلال زيادة مستوى الإندورفين – “هرمون السعادة” – ويخفض مستوى الكورتيزول، هرمون التوتر الرئيسي.

3- يجب عليه التوقف عن التواصل مع الأشخاص المزعجين. إذا لم يكن بالإمكان تجنب التواصل معهم في العمل، فيجب تقليل وقت التواصل معهم والحفاظ على مسافة محايدة. ولكن في الوقت نفسه، يجب اختيار 5- 10 أشخاص، الأكثر مرحا من المحيطين، والتواصل معهم.

4- يجب على الشخص أن يتصور أن دماغه بحاجة إلى راحة. وأفضل تمرين في هذه الحالة هو “غرفة فارغة” أي عليه ان يتصور أن رأسه هو غرفة فارغة لا توجد فيها أفكار. ومهمته هي التركيز على عملية التنفس مع غمض عينيه لمدة 15 دقيقة كل يوم، وإبقاء الرأس فارغا: الأفكار تأتي وتذهب على الفور.

وتشير العالمة على أن الطبيب المختص يمكنه المساعدة في تحديد سبب الإجهاد ووضع خطة للخروج من هذا الوضع.

مقالات مشابهة

  • أبرزها تمارين التنفس.. أفضل 5 قواعد لتحسين النفسية
  • مسؤولون: الاعتماد على النقل العام يعزز جودة الحياة
  • الموسيقى الهادئة.. 6 تقنيات فعالة لتخفيف توتر الامتحانات
  • رئيس الوزراء: حريصون على تطوير منظومة التعليم لتخفيف الضغط والأعباء النفسية على الأسرة
  • التوتر النفسي.. يدمر شعرك!
  • علامات الإجهاد المزمن وطرق التخلص منه
  • أطباء سعوديون يبتكرون دعامة لعلاج أمراض فقرات الرقبة وتحسين جودة الحياة للمرضى
  • «التنظيم والإدارة» يكشف شروط وإجراءات التقدم لمسابقة الـ22 ألف مدرس
  • التنظيم والإدارة يعلن عن مسابقة لشغل 22،000 وظيفة معلم مساعد مادة الرياضيات بوزارة التربية والتعليم
  • حتي 40 عاما.. التنظيم والإدارة يعلن شروط ومواعيد التقديم لمسابقة وظائف 22 ألف معلم