عمان ـ “راي اليوم” ـ اسراء عبيدات: الذكاء الاصطناعي يُعتبر واحدًا من أكثر المواضيع تحدّيًا وتثير الجدل في العصر الحديث، يبدو وكأنها الفكرة التكنولوجية الأكثر إثارة في حياتنا، وتُشغل خيال العديد من العلماء والمفكرين ورواد الأعمال، لكن هل نتساءل بما يكفي عن مدى تأثيره الفعلي على مجتمعاتنا وحياتنا اليومية؟ وهل ندرك حقيقة السيطرة عليه ومدى خطورة التسرّع في استخدامه؟ في هذا المقال، سنخوض في عالم الذكاء الاصطناعي ونطرح التساؤلات التي يجب أن نفكر فيها بجدية.
سنستكشف أثره الحقيقي على الاقتصاد والأسواق المالية ونبحث في التحديات التي يطرحها أمامنا. كما سنتناول الاستثمار في الذكاء الاصطناعي وكيف يمكن أن يكون هذا الاستثمار ذكيًا أو مغامرة غير مضمونة. الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي أصبح مصطلحًا شاملًا يشمل التطبيقات التي تؤدي مهامًا معقدة وكانت تتطلب في الماضي التدخل البشري. فهو يتضمن مجموعة من المجالات الفرعية مثل التعلم الآلي والتعلم العميق. يُركز التعلم الآلي على إنشاء أنظمة تتعلم وتتحسن من أدائها بناءً على البيانات التي تتلقاها، بينما يقوم علم البيانات بدور مهم في استخراج القيمة الكاملة من الذكاء الاصطناعي. تستثمر العديد من الشركات بشكل كبير في فرق علوم البيانات للاستفادة الكاملة من فوائد الذكاء الاصطناعي. يجمع علم البيانات بين الإحصاءات وعلوم الكمبيوتر والمعرفة بالأعمال لاستخلاص القيمة من مصادر البيانات المختلفة. تطور الذكاء الاصطناعي بشكل سريع ويؤثر بشكل كبير في العديد من المجالات مثل التجارة، والطب والتصنيع والنقل، يمكن أن يساهم في تحسين الكفاءة والدقة وتقديم حلول جديدة ومبتكرة للتحديات التي تواجهها المجتمعات والشركات. ومع ذلك، لا يمكن تجاهل التحديات الأخلاقية والاجتماعية التي تثيرها التطورات السريعة في الذكاء الاصطناعي، مثل قضايا الخصوصية والتشغيل الآلي للروبوتات وتأثيره على سوق العمل. الاستثمار في الذكاء الاصطناعي يعتبر فرصة مثيرة وواعدة في عالم الاقتصاد والتكنولوجيا. يعد الذكاء الاصطناعي من أسرع القطاعات نمواً حاليًا، ويتوقع أن يستمر في التطور والتوسع في المستقبل. إذا كنت ترغب في استثمار في هذا المجال، فإليك بعض الخطوات والنصائح التي قد تساعدك: استكشف الأسواق والفرص: قم ببحث شامل حول الشركات والمشاريع التي تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي. ابحث عن الشركات الناشئة (Startups) والشركات الكبيرة التي تستثمر في هذا المجال وتطور التقنيات المتقدمة. استشر مستشارًا ماليًا: قبل الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، قد تحتاج إلى استشارة مستشار مالي ذو خبرة للحصول على نصائح حول الفرص المتاحة والمخاطر المرتبطة بالاستثمار. استثمر في الشركات الناشئة: يمكن أن تكون الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي فرصة جيدة للاستثمار، حيث تعمل على تطوير تقنيات جديدة ومبتكرة وقد تكون لديها إمكانية النمو السريع. تعلم وتحسن معرفتك: قم بتعلم أساسيات الذكاء الاصطناعي وكيفية عمله والتطورات الحالية في هذا المجال. قد تحتاج إلى فهم التقنيات والتطبيقات لتكون قادرًا على اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة. التواصل مع الخبراء: تواصل مع الخبراء والمتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي للحصول على رؤى وتوصيات حول الاستثمار والفرص المتاحة. توزيع المخاطر: يُفضل توزيع استثماراتك على عدة فرص مختلفة في مجال الذكاء الاصطناعي بدلاً من التركيز على فرصة واحدة فقط. هذا يساعد في تقليل المخاطر وزيادة فرص العائد على الاستثمار. تابع التطورات والاختراعات: كون الذكاء الاصطناعي مجالًا متطورًا، فإنه يجب عليك متابعة التطورات والاختراعات الجديدة في هذا المجال. فقد تؤثر هذه التطورات على الفرص الاستثمارية المتاحة. بشكل عام، يُعتبر الاستثمار في الذكاء الاصطناعي فرصة جيدة لتحقيق عوائد مالية جيدة، ولكنه يتطلب الاستعداد والبحث والتعلم المستمر. يجب عليك أن تكون على دراية بالمخاطر وأن تختار الفرص بحكمة لتحقيق أقصى استفادة من هذا المجال المثير. آراء خبراء للاستثمار في الذكاء الاصطناعي كبير مسؤولي الاستثمار في مجموعة ألبيون المالية، جيسون وير وكبير محللي الاستثمار في شركة “Peapack Private Wealth Management” ديفيد ديتز يتفقان على نصيحة واحدة: تجنب الاستثمار في الشركات التي تركز بشكل حصري على الذكاء الاصطناعي. بدلاً من ذلك، يوصيان بالاستثمار في الشركات التي تقدم خدمات متنوعة لقطاع تكنولوجي أكثر توسعًا. يُعتبر الذكاء الاصطناعي جزءًا صغيرًا من إجمالي إيرادات وأرباح الشركات التكنولوجية الكبيرة، مما يجعله أكثر أمانًا، على الرغم من أن العوائد قد تكون أقل في تلك الحالة. بالمقابل، يحذر وير من الاستثمار في الشركات التي تركز فقط على الذكاء الاصطناعي، خاصة إذا لم تحقق هذه الشركات أرباحًا وتكاليف رأس المال مرتفعة. يعتبر ذلك تكهنًا بدلاً من استثمار ذكي. للتأكد من النجاح في استثمار الذكاء الاصطناعي، من الأفضل النظر إلى الشركات التي تقدم حلاً شاملًا للصناعة التكنولوجية وتعتمد على مجموعة من التقنيات والمنتجات بجانب الذكاء الاصطناعي. ذلك سيعطي فرصة أكبر للنمو والعائدات المالية الجيدة. بعض من أفضل شركات الذكاء الاصطناعي تحديد أفضل شركات الذكاء الاصطناعي يعتمد على العديد من العوامل مثل أداء الشركات، تقنياتها المستخدمة، حجم استثماراتها، قاعدة عملائها، والتقديرات العامة لأداء الشركات من قِبل الخبراء والمحللين. يُشار إلى أن هذه القائمة قد تتغير بسرعة نظرًا لسرعة نمو هذا القطاع. وفيما يلي بعض الشركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي حسب التقييمات الحالية: جوجل (شركة ألفابت): تعتبر جوجل من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، ولديها تجهيزات قوية في مجال الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة. تستخدم الذكاء الاصطناعي في العديد من منتجاتها مثل محرك البحث، ومساعد الصوت جوجل الذكي “Google Assistant”، ومنصة السحابة. آبل: تستخدم آبل الذكاء الاصطناعي في منتجاتها مثل سيري “Siri” ونظام التعرف على الوجوه في الأجهزة الذكية. تُعد آبل منافساً قوياً في مجال الذكاء الاصطناعي. مايكروسوفت: تستخدم مايكروسوفت الذكاء الاصطناعي في منتجاتها وخدماتها مثل نظام التشغيل ويندوز وخدمة أزور “Azure”. تتمتع مايكروسوفت بخبرة قوية في مجال الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة. أمازون: تستخدم أمازون الذكاء الاصطناعي في مجموعة متنوعة من خدماتها مثل المساعد الصوتي “Alexa” وتوصيل الطلبات وتحسين تجربة التسوق عبر الإنترنت. IBM: تتمتع IBM بخبرة طويلة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتقدم العديد من الحلول الذكية والمنصات للشركات والمؤسسات. هذه بعض الشركات الكبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، ويمكنك أيضًا أن تجد العديد من الشركات الناشئة الواعدة في هذا المجال. قبل الاستثمار، من المهم أن تقوم بإجراء بحث شامل والتواصل مع مستشار مالي لتحديد الفرص الأكثر ملاءمة لمتطلبات وأهداف الاستثمار الخاصة بك. أشهر رجال الأعمال في العالم استثماراً في الذكاء الاصطناعي : تحظى التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بجذب أبرز رجال الأعمال في العالم. من بين أشهر رجال الأعمال الذين استثمروا بشكل كبير في مجال الذكاء الاصطناعي، يمكن ذكر الأسماء التالية: إيلون ماسك: المؤسس والرئيس التنفيذي لشركات مثل تسلا وسبيس إكس ونيورالينك. يستثمر ماسك بشكل كبير في الذكاء الاصطناعي ويهتم بتطوير التكنولوجيا لتعزيز تطور الإنسان. جيف بيزوس: مؤسس والرئيس التنفيذي لأمازون. يستثمر بيزوس بشكل كبير في الذكاء الاصطناعي لتحسين الخدمات والتقنيات في منتجات أمازون. مارك زوكربيرغ: مؤسس والرئيس التنفيذي لفيسبوك. يولي زوكربيرغ اهتمامًا كبيرًا للذكاء الاصطناعي ويستثمر في تطوير التكنولوجيا لتحسين منصاته الاجتماعية. صندر بيتشاي: مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أوبر. يركز بيتشاي على استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير تقنيات قيادة السيارات ذاتية القيادة. بيل غيتس: مؤسس مايكروسوفت. يستثمر غيتس بشكل كبير في تطوير التكنولوجيا ويسعى لاستخدام الذكاء الاصطناعي في مجموعة واسعة من التطبيقات. هذه بعض أشهر رجال الأعمال الذين يستثمرون في مجال الذكاء الاصطناعي. قد يكون هناك العديد من الشخصيات الأخرى التي تستثمر أيضًا في هذا المجال بشكل كبير. أثر الذكاء الاصطناعي في إنعاش صناعة التكنولوجيا صناعة التكنولوجيا تعتبر من أكثر القطاعات التي تستفيد بشكل كبير من تقدمات الذكاء الاصطناعي. يعزز الذكاء الاصطناعي الابتكار ويساهم في إنعاش هذه الصناعة من خلال عدة طرق: تحسين الأداء والكفاءة: يتيح الذكاء الاصطناعي للشركات والمؤسسات تحسين أداء العمليات وزيادة الكفاءة في العمل. فهو يساعد في تحسين عمليات الإنتاج وتقليل التكاليف وتحسين جودة المنتجات والخدمات. تطوير منتجات وخدمات جديدة: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم في تطوير منتجات وخدمات جديدة ومبتكرة. فهو يمكن من إنشاء تطبيقات ذكية وأجهزة ذكية وحلول تقنية متطورة تلبي احتياجات المستهلكين والشركات. تعزيز الذكاء التجاري واتخاذ القرارات: يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة الشركات في استخدام البيانات الضخمة وتحليلها بطريقة فعالة ودقيقة لاتخاذ قرارات استراتيجية وذكية تؤثر إيجابًا على أداء الشركة. تعزيز الأمان والحماية: يستخدم الذكاء الاصطناعي في تعزيز أمان البيانات والشبكات والأجهزة ومكافحة الجرائم الإلكترونية والاحتيال. تحسين التجربة العملاء: يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين تجربة العملاء من خلال توفير خدمات مخصصة وشخصية واستجابة سريعة لاحتياجاتهم ومتطلباتهم. التطوير في مجال الروبوت والأتمتة: يساهم الذكاء الاصطناعي في تطوير الروبوتات والأتمتة التي تستخدم في الصناعة والخدمات والطب وغيرها من المجالات. بالتأكيد، يعتبر الذكاء الاصطناعي من أهم الابتكارات التكنولوجية التي تحدث ثورة في صناعة التكنولوجيا وتساهم في تطوير الاقتصادات والمجتمعات. توقعات المستقبل تشير إلى استمرار تأثير الذكاء الاصطناعي في إنعاش وتحسين صناعة التكنولوجيا وتقديم فرص جديدة للابتكار والتطوير. أثر الذكاء الاصطناعي في تداولات الأسهم: الذكاء الاصطناعي له تأثير كبير على تداولات الأسهم وأسواق المال بشكل عام. يعتمد تأثيره على قدرته على تحليل البيانات بسرعة ودقة واتخاذ القرارات بناءً على توقعات المستقبل والأنماط السابقة. فيما يلي بعض الطرق التي يؤثر بها الذكاء الاصطناعي في تداولات الأسهم: التحليل الفني والتوقعات السعرية: يستخدم الذكاء الاصطناعي في تحليل الأنماط التاريخية للأسعار والتداولات، ويقوم بتوقعات للأسعار المستقبلية بناءً على تلك الأنماط. يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي المتداولين على اتخاذ قرارات استثمارية أكثر ذكاءً ودقة. تحسين القرارات الاستثمارية: يستخدم الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات المالية والاقتصادية وتوقع تأثيرها على أداء الأسهم. يمكنه توفير توصيات استثمارية وتحليل الخيارات المختلفة للمستثمرين. التداول الآلي والروبوتات التجارية: يستخدم الذكاء الاصطناعي في تطوير الروبوتات التجارية التي تقوم بتنفيذ صفقات الشراء والبيع تلقائيًا بناءً على إشارات وتوقعات الذكاء الاصطناعي. يتيح ذلك تنفيذ صفقات بسرعة ودقة وبدون تدخل بشري. مراقبة السوق واستشعار الأخبار: يمكن للذكاء الاصطناعي مراقبة أخبار السوق والتطورات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وتحليل تأثيرها على الأسهم. يمكن أن يؤثر ذلك في توجيه المستثمرين واتخاذ قرارات استراتيجية. تحسين التنبؤ بالسوق: يساعد الذكاء الاصطناعي في تحسين قدرة التنبؤ بحركة السوق والتطورات الاقتصادية المستقبلية. يمكن أن يُحدث ذلك تحسينًا في أداء المحافظ الاستثمارية وتحقيق عوائد أعلى للمستثمرين. بشكل عام، يعزز الذكاء الاصطناعي تداولات الأسهم ويساعد في تحسين القرارات الاستثمارية وتحسين أداء السوق المالية. يُعتبر الذكاء الاصطناعي أداة هامة للمستثمرين والمتداولين في فهم السوق واتخاذ القرارات المناسبة لتحقيق النجاح في عمليات التداول. مثال على أثر الذكاء الاصطناعي في تداولات الأسهم تم مؤخراً عقد ملتقى ريادة الأعمال والاستثمار في البورصات العالمية في إمارة دبي، حيث تم مناقشة أثر الذكاء الاصطناعي في تداولات الأسهم. وأكد المشاركون في الملتقى، الذي أقامته الأكاديمية العربية للأعمال، أن دبي تواصل ترسيخ مكانتها كمركز مالي بارز، مما أدى إلى زيادة الطلب على منتجات وخدمات أسواق رأس المال فيها وشدد المشاركون على أن دبي فتحت أبواباً واسعة أمام المستثمرين للتداول في سوق الأسهم المستقبلية، بفضل توافر مجموعة واسعة من المنصات الإلكترونية التي تمنحهم ولوجاً مباشراً نسبياً إلى الأوراق المالية العالمية مقابل متطلبات العناية الواجبة والمعايير المطابقة للقطاع. وأشار المشاركون إلى أن الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً مهماً في برامج التداول، حيث يؤثر بشكل مباشر في آليات اتخاذ القرار، ولكنه يتطلب أيضاً التدخل البشري لتحقيق أفضل النتائج. وضم الملتقى العديد من المحاور المهمة، من بينها شرح البرامج الاستثمارية المتنوعة مثل الصناديق الاستثمارية المتداولة والشهادات الاستثمارية ونظام الودائع طويلة الأجل ومشروع بنك الخليج الرقمي. أثر الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد العالمي: وفقًا لدراسة شركة برايس ووترهاوس كوبرز، من المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي بما يصل إلى 15.7 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، وهذا يمثل زيادة بنسبة تصل إلى 26% في الناتج المحلي الإجمالي للاقتصادات المحلية. تشير الدراسة إلى أن 45% من المكاسب الاقتصادية المتوقعة بحلول عام 2030 ستكون نتيجة لتحسينات المنتجات التي سيقودها الذكاء الاصطناعي، مما يحفز الطلب من المستهلكين. توقعات الدراسة تتحدث أيضًا عن تنوع أكبر في المنتجات بفضل الذكاء الاصطناعي، مما يزيد من جاذبيتها وقدرتها على تلبية متطلبات السوق عبر الوقت. أما بالنسبة لتوزيع المكاسب الاقتصادية من الذكاء الاصطناعي في عام 2030، فمن المتوقع أن تكون أكبر في الصين بنسبة زيادة تبلغ 26% في الناتج المحلي الإجمالي، وفي أميركا الشمالية بنسبة زيادة تبلغ 14.5%. وبشكل عام، يمثل هذا التأثير الاقتصادي ما يقرب من 10.7 تريليون دولار، ويمثل حوالي 70% من التأثير الاقتصادي العالمي تحذر تقارير أخيرة من شركة غولدمان ساكس من تطور الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT وقدرتها على إنشاء محتوى لا يمكن تمييزه عن الإنتاج البشري. وتتوقع أن تساهم هذه التكنولوجيا الحديثة في زيادة بنسبة 7% في الناتج المحلي الإجمالي العالمي بمقدار حوالي 7 تريليونات دولار، وتزيد من نمو الإنتاجية بمعدل 1.5 نقطة مئوية خلال العقد القادم. بهذه الطريقة، يمكن رؤية الأثر المتوقع للذكاء الاصطناعي في تغيير المشهد الاقتصادي العالمي وتحسين فعالية الإنتاج والتجارة على نطاق واسع في السنوات القادمة. أثر الذكاء الاصطناعي على الوظائف رغم التحفظات حول مستقبل الذكاء الاصطناعي التوليدي، يعتبر الاقتصاديون في غولدمان ساكس، جوزيف بريغز وديفيش كودناني، أن قدرته على إنشاء محتوى لا يمكن تمييزه عن الإنتاج البشري وتجاوز حواجز التواصل بين الإنسان والآلة يشكل تطورًا مهمًا يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد. هذه التطورات قد تؤثر أيضًا على أسواق العمل حول العالم. يُشير التقرير إلى أن تحولات في سير عمل الشركات الناجمة عن الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى أتمتة ما يصل إلى 300 مليون وظيفة بدوام كامل. ويقدر الخبراء الاقتصاديون أن نحو ثلثي المهن في الولايات المتحدة معرضة لدرجة ما من الأتمتة باستخدام الذكاء الاصطناعي. ويتوقعون أن يمكن استبدال نصف العمل البشري في تلك المهن. ومع ذلك، يجدر بالذكر أن هذا العمل الآلي قد لا يؤدي بالضرورة إلى فقدان وظائف بشكل كامل، بل قد يتيح فرصًا جديدة ومختلفة لتطوير القوى العاملة واستغلال المهارات الإنسانية بشكل أكبر. تبقى هذه التحولات قضية حاسمة يجب أن تُناقش وتُدرس جيدًا لمعرفة كيفية التعامل مع هذه التحديات المستقبلية وتحقيق التوازن بين تطور التكنولوجيا واحتياجات سوق العمل والبشرية. في نهاية المطاف، إن استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل ذكي ومسؤول يُعَدُّ أحد أهم التحديات التي تواجهنا في العصر الرقمي الحديث. إن تحقيق التوازن بين التكنولوجيا والإنسانية، وتوجيه قوة الذكاء الاصطناعي نحو الخير والتقدم، يمكن أن يُحَدِّث فارقًا حقيقيًا في مستقبلنا ومستقبل الجيل القادم.
المصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية:
فی مجال الذکاء الاصطناعی
الذکاء الاصطناعی ی
الشرکات الناشئة
فی هذا المجال
الشرکات التی
رجال الأعمال
بشکل کبیر فی
الاصطناعی ا
فی الشرکات
العدید من
یمکن أن ی
فی تطویر
بشکل عام
فی تحسین
تحسین ا
تطور ا
ا یمکن
إلى أن
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي.. أمل اللغات المهددة
بعد عقود من التراجع، تجد لغة الأينو اليابانية القديمة، التي كانت يومًا صوتًا نابضًا لسكان شمال البلاد الأصليين، فرصة جديدة للحياة، لكن هذه المرة عبر الخوارزميات. مشروع بحثي جديد بقيادة جامعة كيوتو يوظّف الذكاء الاصطناعي لتحليل وترميز مئات الساعات من التسجيلات الصوتية النادرة، في محاولة لإعادة بناء هذه اللغة الموشكة على الاندثار.
من الشريط إلى الشيفرة
في غرفة ضيقة داخل أحد المعامل الجامعية، يدير البروفيسور تاتسويا كاواهارا فريقًا من الباحثين وهم يستمعون إلى مقاطع صوتية مهترئة سُجلت قبل عقود على أشرطة كاسيت. تدور البكرات، ويتكرر الطنين، ثم يصدح صوت امرأة مسنة تروي حكاية من التراث الشفهي لشعب الأينو. هذه التسجيلات، التي كانت في طي النسيان، أصبحت اليوم المادة الخام لبناء نظام ذكاء اصطناعي يتعلم كيف «يفهم» لغة الأينو، وينطقها.
يقول كاواهارا: «الكثير من المواد الصوتية تعاني من رداءة واضحة، فهي مسجلة بأجهزة تناظرية قديمة وفي بيئات منزلية مليئة بالتشويش، رغم ذلك استطعنا بفضل أدوات المعالجة الحديثة رقمنة حوالي 400 ساعة من المحتوى وتحويلها إلى بيانات قابلة للتعلم»
بناء نظام لا يعرف اللغة
بخلاف أنظمة التعلم الآلي التقليدية التي تعتمد على قواعد لغوية وهيكل نحوي موثق، يواجه مشروع إحياء لغة الأينو تحديًا فريدًا يتمثل في ندرة البيانات اللغوية وتضاؤل عدد المتحدثين الأصليين.
وبسبب غياب مصادر كافية، اعتمد فريق جامعة كيوتو على نموذج «نهاية إلى نهاية» (end-to-end) يتيح للذكاء الاصطناعي تعلم اللغة مباشرة من التسجيلات الصوتية، دون الحاجة إلى معرفة مسبقة بالبنية اللغوية.
بدأ المشروع بتحليل نحو 40 ساعة من قصص «أويبيكير» النثرية، رواها ثمانية متحدثين وتم الحصول عليها من متحف الأينو الوطني ومؤسسات ثقافية في نيبوتاني. وبحسب كاواهارا، فإن الأرشيف الكامل يضم نحو 700 ساعة من المحتوى الصوتي، معظمها مخزنة على أشرطة كاسيت قديمة.
من التسجيل إلى التحدث
لم يقتصر مشروع جامعة كيوتو على التعرف الآلي على لغة الأينو، بل امتد إلى تطوير نظام لتوليد الكلام، في محاولة لإعادة إحياء النطق الشفهي للغة المهددة بالاندثار.
وباستخدام تسجيلات لأشخاص ناطقين بالأينو قرؤوا نصوصًا بلغتهم لأكثر من عشر ساعات، درّب الباحثون نموذجًا صوتيًا قادرًا على تحويل النصوص إلى كلام منطوق. والنتيجة، بحسب الفريق، كانت صوتًا اصطناعيًا يحاكي نبرة وإيقاع امرأة أينو مسنّة، يروي قصصًا شعبية بإلقاء طبيعي نسبيًا، وإن بدا أسرع من المعتاد.
أكد البروفيسور كاواهارا إن الأطفال أصبحوا قادرين على الاستماع إلى القصص التقليدية بلغة الأينو عبر مساعدين افتراضيين، مضيفًا أن الفريق يسعى لتوسيع نطاق المبادرة لتشمل لهجات مختلفة ومحتوى حديث يعبّر عن الجيل الشاب.
الدقة تحت الاختبار
على الرغم من التقدم التقني، تظل التساؤلات قائمة بشأن دقة أنظمة الذكاء الاصطناعي المستخدمة في إحياء لغة الأينو. ويقول الفريق البحثي إن نظام التعرف على الكلام يحقق دقة تصل إلى 85% في التعرف على الكلمات، وأكثر من 95% في تمييز وحدات الصوت «الفونيمات»، إلا أن هذه النسب تنخفض عند التعامل مع لهجات محلية أو متحدثين غير مدرّبين.
مايا سيكينه، شابة من أصول أينو تدير قناة على يوتيوب لتعليم اللغة، تنظر إلى المشروع بعين متحفّظة. وتقول: «التقنية مثيرة للإعجاب، لكن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه التقاط التفاصيل الدقيقة في نطق الأينو. هناك أخطاء قد تصبح شائعة إذا لم تُراجع بدقة».
وتشير سيكينه إلى أن بعض أفراد المجتمع أعربوا عن قلقهم من المشروع، في ظل تاريخ طويل من الإهمال والتعامل غير المناسب مع الثقافة.
وتقول سيكينه: «هناك خشية من إساءة استخدام اللغة مجددًا».
وأضافت: «لكن مشاركة مراجعين من الأينو داخل المشروع ساعد على تخفيف هذا القلق جزئيًا».
السياق أهم من النطق
وفي السياق ذاته، تقول سارة هوكر، مديرة مؤسسة «Cohere for AI»: «القلق لا يتوقف عند النطق. إن الخطر الحقيقي في تقنيات اللغة النادرة هو فقدان السياق».
وأضافت هوكر: «اللغة ليست فقط أصواتًا أو نصوصًا، بل بيئة وثقافة. عندما يختفي المتحدثون، تفقد اللغة معناها الحقيقي حتى لو تم توليدها تقنيًا».
ويتفق معها فرانسيس تايرز، مستشار علم اللغة الحاسوبي في مشروع «Common Voice» التابع لمؤسسة موزيلا، مشيرًا إلى أن المستقبل الحقيقي لتقنية اللغة يكمن في أن يقودها المجتمع نفسه. في مناطق مثل إسبانيا، طوّر متحدثو الباسك والكاتالان أدوات الترجمة الخاصة بهم بأنفسهم.
الملكية والشفافية
لا تزال مسألة ملكية البيانات الناتجة عن استخدام الذكاء الاصطناعي في إحياء لغة الأينو مثار جدل. ويؤكد البروفيسور تاتسويا كاواهارا أن التسجيلات الصوتية الأصلية تعود ملكيتها إلى المتحف الوطني للأينو، وقد جُمعت بموافقة عائلات المتحدثين، في حين تحتفظ جامعة كيوتو بحقوق النظام التقني المطوّر.
وقال كاواهارا: «النظام ببساطة لا يعمل بدون البيانات، وفي نهاية المطاف، لا يمكن إحياء لغة بصورة حقيقية من دون المتحدثين الأصليين»
ويرى الباحث ديفيد أديلاني، أستاذ علوم الحاسوب بجامعة ماكغيل الكندية، أن بناء الثقة مع المجتمعات المحلية يجب أن يكون أساس أي مبادرة لغوية.
وقال أديلاني: «غالبًا ما يشعر الناس أن بياناتهم تُؤخذ ثم تُستخدم لتحقيق أرباح، دون إشراكهم الحقيقي في العملية. السبيل الأمثل هو تدريبهم ليكونوا في موقع القيادة بأنفسهم».
في نهاية المطاف، يثبت مشروع جامعة كيوتو أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة فعالة في حماية اللغات المهددة، شرط أن يُستخدم بحذر، وأن يرافقه تمكين حقيقي للمجتمعات الناطقة. هكذا تتحول الأصوات القديمة إلى مستقبل حي، يحافظ على الذاكرة الثقافية ويعزز التنوع اللغوي في عالم سريع التغير.
أخبار ذات صلة

الإمارات و«بريكس».. آفاق جديدة لتطوير تطبيقات «الذكاء الاصطناعي»

عندما تشهد علينا أعضاؤنا يترجم الـ AI اعترافاتها!