عمّان- يكثر في أوقات العيد تناول الحلويات والقهوة وغيرها مما يؤثر على صحة الأسنان والفم، ولا سيما في حال تناولها بشكل مفرط، فما أبرز النصائح الواجب اتباعها للتقليل من تأثير ذلك والإضرار بالأسنان؟
يشير الاختصاصي في جراحة وتجميل الأسنان الدكتور محمد نور جعفر -في تصريحات للجزيرة نت- إلى أنه من عادات وتقاليد المجتمعات العربية زيارة الأهل والأقارب والأصدقاء في الأعياد، وهذه الزيارات عادة ما يتخللها تقديم الحلويات بشكل متكرر، مما يؤثر على صحة الفم والأسنان.
ويبيّن الدكتور محمد نور أن بكتيريا "الستربتوكوكس" المسببة للتسوس، توجد بشكل طبيعي على جميع أسطح الأسنان، وتتركز في الشقوق الضيقة والحفر الصغيرة وبين الحواف، وذلك لصعوبة تنظيفها وعدم وصول الفرشاة إلى هذه الأماكن الضيقة، وهذه البكتريا تحتاج إلى السكريات لتنشط وتفرز الإنزيمات المحللة لسطح السنّ.
وعند الاكتفاء بتناول الحلويات لمرة واحدة فقط، حتى وإن كانت كمية السكر فيها كبيرة، فإن ذلك ينشط هذه البكتريا لمدة زمنية قصيرة، ولكن عند تناولها عدة مرات على فترات متقطعة، حتى وإن كان ذلك بكميات قليلة، فإنها تمدّ هذه البكتيريا بالسكريات اللازمة لإفراز الإنزيمات التي تحلل سطح المينا وتذيبه، فتؤدي إلى تسوس الأسنان.
لذلك، يوصي الدكتور محمد بمراعاة النصائح الآتية عند تناول الحلويات:
التأكد من تنظيف الأسنان بعد نصف ساعة. تنظيف ما بين الأسنان بالخيط، لصعوبة وصول الفرشاة إلى تلك المنطقة. أن يكون الفاصل بين الوجبة والأخرى 3 ساعات على الأقل، حتى يستعيد الفم قلويَّته، فالبكتريا تنشط في الوسط الحامضي. استخدام فرشاة ناعمة، أو ناعمة جدا، لتسهيل وصول الشعيرات إلى المناطق الضيقة. مضغ العلكة التي تحتوي على سكر الزايليتول.وتُعدّ القهوة والشاي من المشروبات ذات التأثير المباشر وغير المباشر على الأسنان، بحسب الدكتور محمد نور. ويظهر تأثيرها المباشر عند شربها بشكل متكرر يوميا، فهي تلتصق بسطح السنّ المكون من أنابيب دقيقة، فتمتصّ هذه الأنابيب الملونات الموجودة في القهوة والشاي إلى داخل تركيبة السنّ، مما يؤدي إلى تصبغ الأسنان وصعوبة إزالة هذه التصبغات لاحقا.
أما التأثير غير المباشر، فيحدث عندما ينبّه الكافيين الموجود في القهوة الجهازَ العصبي، مما يؤدي إلى شد عضلات المفصل الفكي وزيادة الضغط على الأسنان، وهو ما يقود إلى تآكل سطح الأسنان بظاهرة تعرف بالصرير أو الصريف (Bruxism).
وينصح الدكتور محمد نور بمسح سطح الأسنان بعد الانتهاء من شرب هذه المشروبات، حتى لايتم امتصاص المصبغات من سطحها، كما أنه ينصح بتجنّب شرب المنبّهات مساء، وخاصة قبل النوم بمدة زمنية لا تقل عن ساعتين.
ويلفت الدكتور محمد إلى أن التدخين يؤدي إلى إبطاء الدورة الدموية وجريان الدم في الأنسجة السطحية والشعيرات الدموية، وبالتالي حرمان هذه الأنسجة من الغذاء والأكسجين اللازم لتجديدها، مما يؤدي إلى التهابات وضعف في الأنسجة الداعمة للأسنان وتراجع اللثة.
وتابع بأن هذه الظاهرة تعدّ من أبرز مشكلات التدخين لصعوبة علاجها، وتكمن خطورتها بأنها تندرج ضمن الأمراض الصامتة، إذ لا يتم اكتشافها إلا بعد مراجعة طبيب الأسنان، وغالبا ما تكون في مراحل متأخرة.
ودعا الجميع إلى الابتعاد عن كافة أشكال التدخين، ومراجعة طبيب الأسنان بشكل دوري في مدة أقصاها 6 أشهر، حتى يفحص ويشخص أمراض اللثة إن وجدت.
الحلويات وأسنان الأطفالويؤكد اختصاصي طب وجراحة الفم والأسنان الدكتور معين حداد -في تصريحات للجزيرة نت- أن حلويات الأطفال، خصوصا تلك التي تلتصق بالأسنان، يمكن أن تكون لها تأثيرات سلبية ملموسة على صحة الفم والأسنان، وذلك لعدة أسباب:
بيئة مثالية للبكتيريا: الحلويات اللزجة التي تلتصق بالأسنان وتبقى عالقة لفترات طويلة، توفر بيئة مثالية لنمو البكتيريا المسببة للتسوس. تعزيز نمو البكتيريا: السكر الموجود في الحلويات يعدّ مصدر غذاء لبكتيريا الفم التي تتغذى عليه وتنتج أحماضًا تهاجم المينا، مما يؤدي إلى التسوس. تآكل المينا: فالتعرض المستمر للأحماض يؤدي إلى تآكل مينا الأسنان (الطبقة الخارجية الحامية للسن)، مما يجعلها أكثر عرضة للتسوس والحساسية. زيادة خطر التسوس: وهذه ليست مجرد مشكلة جمالية، بل يمكن أن يؤدي التسوس إلى مضاعفات خطيرة مثل: الألم والعدوى، وقد يصل الأمر إلى فقدان السنّ إذا لم يتم علاجه بشكل مناسب. تأثيرات سلبية على صحة الجسم العامة: فالتسوس والأمراض اللثوية يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمشكلات صحية أخرى، مثل أمراض القلب والسكري.ويشير الدكتور حداد إلى بعض الخطوات التي تساعد على حماية أسنان الأطفال من التسوس، وهي:
التنظيف المنتظم مرتين يوميًا: بفرشاة ناعمة وكمية قليلة من المعجون الذي يحتوي على الفلورايد، بحجم حبة الأرز للأطفال دون الثالثة، وبحجم حبة البازلاء لمن هم فوق الثالثة من الأطفال. التحقق من تناول الفلورايد: وذلك بالتحقق من مستوى الفلورايد في مياه الشرب المحلية، واستشارة طبيب الأسنان للتأكد من حاجة الطفل إلى مكملات الفلورايد. تقليل تناول السكريات: ومما يساعد على ذلك تقليل عدد المرات التي يتناول فيها الطفل الأطعمة والمشروبات السكرية، فضلا عن تقليل كمياتها. الزيارة المنتظمة لطبيب الأسنان: بدءا من السنة الأولى من عمر الطفل، أو عند ظهور أول سن له. استخدام الخيط الطبي: لتنظيف ما بين أسنان الطفل يوميا، بمجرد أن تكون الأسنان متقاربة بما يكفي للتلامس. إكساب العادات الصحية: بتعليم الطفل أهمية العناية بالأسنان واللثة، وتعويده على سلوك عادات يومية صحية، ونظام غذائي مفيد. حماية الأسنان أثناء الرياضة: فإذا كان الطفل يشارك في رياضة ما، فيجب التفكير باستخدام واقي الفم لحماية أسنانه من الإصابات.كما أن حركة الأطفال الكثيرة وقضاء معظم أوقاتهم في اللعب قد يصيب أسنانهم بالضرر، لذلك يقدّم الدكتور حداد بعض النصائح للحفاظ على سلامة أسنان الأطفال من الخلع أثناء اللعب، أهمها:
مراقبة الأطفال من كثب خاصة أثناء اللعب العنيف، أو الألعاب التي قد يتعرضون فيها للسقوط أو الاصطدام. إزالة المخاطر من منطقة اللعب، مثل الأثاث القاسي أو القطع الصلبة أو الزوايا المؤذية. تعليم الأطفال كيفية اللعب بأمان، وتجنب الألعاب التي قد تؤدي إلى إصابات. تجنب إعطاء الأطفال الأطعمة الصلبة أو اللزجة التي قد تتسبب في كسر الأسنان. تشجيع الأطفال على شرب الماء بانتظام، للحفاظ على رطوبة الفم ومنع تسوس الأسنان. زيارة طبيب الأسنان بانتظام لإجراء فحوص منتظمة.لكن، كيف علينا أن نتصرف إذا فوجئنا بسقوط سن أحد الأطفال؟، يرشدنا الدكتور حداد إلى الخطوات الآتية:
البحث عن السن وحفظها في كوب من الحليب أو الماء البارد. محاولة إعادة السن إلى مكانها في الفم إذا كان ذلك ممكنا، بالضغط برفق عليها حتى تستقر في مكانها. إذا لم تتم إعادة السن إلى مكانها، فيجب أخذ الطفل إلى طبيب الأسنان في أسرع وقت ممكن. يجب تجنّب وضع السن في الماء الساخن. أو في الفم، لأن ذلك قد يتلفها. يجب تجنّب الضغط على السن بقوة، لأن ذلك قد يؤدي إلى تلف جذرها. الحفاظ على الهدوء وطمأنة الطفل بأن كل شيء سيكون على ما يرام. إذا كانت السن مكسورة أو متشققة، فمن المهم أخذ الطفل إلى طبيب الأسنان في أسرع وقت ممكن. مراقبة السن التي سقطت، للتأكد من أنها تنمو بشكل صحيح.وينصح الدكتور حداد من كان يضع تقويم أسنان خلال العيد، بالأمور الآتية:
الحفاظ على نظافة الفم من خلال تنظيف الأسنان مرتين يوميًا على الأقل، بفرشاة ناعمة ومعجون يحتوي على الفلورايد. استخدام خيط التنظيف مرة واحدة يوميا، لإزالة بقايا الطعام والبلاك من بين الأسنان. استخدام غسول الفم مرة واحدة يوميا، بحسب تعليمات طبيب الأسنان. تناول الطعام باعتدال، وتجنب الأطعمة القاسية أو اللزجة التي قد تتسبب في تلف التقويم. مضغ الطعام ببطء باستخدام الأسنان الخلفية. تجنب قضم الأظافر أو العلكة، لأن ذلك قد يتسبب في تلف التقويم. ارتداء واقي الفم أثناء ممارسة الرياضات أو الألعاب العنيفة. المحافظة على موعد زيارة طبيب الأسنان، لإجراء الفحوص المنتظمة وتعديل التقويم.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الدکتور محمد نور أسنان الأطفال الفم والأسنان طبیب الأسنان الدکتور حداد مما یؤدی إلى على صحة التی قد
إقرأ أيضاً:
في يومهم الوطني أطفال غزة تحت مقصلة الإبادة الإسرائيلية
في يوم الطفل الفلسطيني الموافق 5 أبريل/نيسان من كل عام، تواصل إسرائيل منذ 18 شهرا حرمان الأطفال في قطاع غزة من أبسط حقوقهم جراء حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها، مما تسبب في مآس إنسانية جسيمة من قتل وتهجير وتيتيم وتجويع.
ففي الوقت الذي يجهز فيه أطفال العالم حقائبهم صباح كل يوم استعدادا ليوم دراسي حافل، يستيقظ أطفال غزة على دوي انفجارات ضخمة ومشاهد للموت والدمار بينما عاد عشرات الآلاف منهم لتجهيز حقائبهم استعدادا لإنذارات الإخلاء الإسرائيلية.
وبينما يداوي أطفال العالم جراحاتهم بتقربهم من والديهم خلال فتراتهم الحرجة، فإن عشرات الآلاف من أطفال غزة باتوا أيتاما، وفق ما تؤكده تقارير إحصائية وحقوقية.
ومنذ بدء إسرائيل حرب الإبادة على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يواجه أطفال القطاع أوضاعا كارثية، حيث أفادت تقارير حكومية فلسطينية بأن الأطفال والنساء يشكلون ما يزيد على 60% من إجمالي ضحايا الإبادة الجماعية المتواصلة.
ويشكل الأطفال دون سن 18 عاما نسبة 43% من إجمالي عدد سكان دولة فلسطين الذي بلغ نحو 5.5 ملايين نسمة مع نهاية عام 2024، توزعوا بواقع 3.4 ملايين في الضفة الغربية و2.1 مليون بقطاع غزة، وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
ولاحقت هذه الإبادة الأطفال بمختلف مراحلهم العمرية، بدءا بالأجنة في أرحام أمهاتهم، مرورا بالخدج بعمر أقل من 9 أشهر داخل الحضانات، وحتى السن التي حددتها اتفاقية حقوق الطفل الأممية على ألا يتجاوز "18 عاما".
إعلانوخلال أشهر الإبادة، قتلت إسرائيل في غزة نحو 17 ألفا و954 طفلا بحسب بيان جهاز الإحصاء الفلسطيني في بيان، عشية يوم الطفل الفلسطيني.
ومنذ بدء الإبادة، قتلت إسرائيل فلسطينيين بينهم أطفال بحرمانهم من حقوقهم الأساسية بالسكن والمأكل والمشرب ومنع الإمدادات الرئيسية والمساعدات عنهم.
ورغم التحذيرات الدولية من خطورة الإجراءات الإسرائيلية المميتة ضد الفلسطينيين -التي تسببت في مقتل العشرات بينهم أطفال- يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي هذه السياسة ويستخدمها سلاحا ضد الفلسطينيين.
ويقول الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إن 52 طفلا قضوا بسبب سياسة التجويع الإسرائيلية وسوء التغذية الممنهج.
ومن جانبه قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة -عبر بيان في 23 مارس/آذار الماضي- إن 3 آلاف و500 طفل معرضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء والجوع.
إلى جانب ذلك، فإن حرمان الأطفال من السكن -بعدما دمر الجيش الإسرائيلي معظم منازل القطاع بنسبة بلغت 88% من البنى التحتية، ومنعه لاحقا السكان من إدخال خيام النزوح والبيوت المتنقلة "الكرفانات"- أدى إلى مقتل 17 طفلا جراء البرد القارس داخل الخيام المهترئة.
ورغم التحذيرات الدولية من خطورة تعرض الأطفال للبرد القارس والشتاء والمطالبات بإدخال الخيام والكرفانات لتوفير الحد الأدنى من مقومات الحياة للنازحين، تعنتت إسرائيل وأصرت على مواصلة ممارسات الإبادة.
كما يحرم الأطفال من حقهم في التعليم الذي ما لبثوا أن استعادوه لأقل من شهر خلال فترة وقف إطلاق النار، إلا أن إسرائيل سرعان ما فتكت به.
وفي 16 مارس/آذار الماضي، حذرت منظمة اليونيسيف من أن أطفال فلسطين يواجهون أوضاعا "مقلقة للغاية" حيث يعيشون في "خوف وقلق شديدين" ويعانون تداعيات حرمانهم من المساعدة الإنسانية والحماية.
إعلانويقول توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، في 24 يناير/كانون الثاني الماضي، إن "مليون طفل بقطاع غزة يحتاجون إلى دعم نفسي واجتماعي بسبب الاكتئاب والقلق" الناجم عن الإبادة.
وأضاف فليتشر بأحد اجتماعات مجلس الأمن الدولي "على مدى 15 شهرا في غزة (خلال الإبادة وقبل استئنافها) قُتل الأطفال، وتُركوا للجوع، وماتوا من البرد".