كثيرون عند الاستيقاظ كل صباح يشعرون بالغضب ويعانون من سوء المزاج، لذلك قد تحتاج إلى معالجة روتين وقت النوم لإعادة ضبط حالتك المزاجية، حيث تشير نظريات علم النفس إلى أن الشخص يمكنه السيطرة بشكل أكبر على عواطفه.

وخلال هذا التقرير، تقدم بوابة «الأسبوع» لمتابعيها، طرق مجربة من شأنها مساعدة الشخص على الاستيقاظ يوميًا وهو يشعر بسعادة أكثر.

كيف تستيقظ بحالة مزاجية جيدة؟

الامتنان

هناك تقنية قوية متجذرة في اليقظة الذهنية وعلم النفس يمكنها أن تغير الحالة المزاجية في الصباح، وهي تتمثل ببساطة في بدء اليوم بلحظة من الامتنان، حيث أظهرت الأبحاث أن التعبير عن الامتنان يمكن أن يؤدي إلى مستويات أعلى من المشاعر الإيجابية مثل السعادة والاستمتاع وحتى الحب.

وعلى سبيل المثال، عندما يفتح المرء عينيه في الصباح يمكن أن يستبدل الإسراع إلى قائمة مهام اليوم أو الخوض في مشاكل الأمس، بأخذ لحظة للتفكير في شيء يشعر تجاهه بالامتنان، ويمكن أن يكون هذا أمرًا بسيطًا مثل ضوء الشمس الدافئ المتدفق عبر النافذة أو مجرد بدء يوم آخر من الحياة، حيث يمكن لهذا الفعل الصغير من الاعتراف أن يغير طريقة التفكير ويحدد نغمة إيجابية لهذا اليوم.إن السعادة لا تحدث من تلقاء نفسها، بل هي عادة يتم تنميتها.

ممارسة التأمل الصباحي

يعد التأمل هو حجر الزاوية في ممارسات اليقظة الذهنية، وذلك لسبب وجيه. يمكن أن يكون لممارسة تهدئة العقل والتواجد في اللحظة آثار عميقة على الصحة بشكل عام. من خلال دمج بضع دقائق فقط من التأمل في الروتين الصباحي، يمكن تحسين الحالة المزاجية بشكل كبير وبدء يوم مفعم بالحيوية والتفاؤل.

ووفقًا لما نقله موقع العربية، فإن مدرس اليقظة الذهنية الشهير، جون كابات زين، قال: «إن اليقظة الذهنية هي وسيلة لمصادقة أنفسنا وتجربتنا». لا يجب أن يكون التأمل معقدًا. يمكن فقط العثور على مكان هادئ، وإغماض العينين، ثم التركيز على التنفس، لمدة خمس دقائق حيث يمكن صنع فرق كبير.

الاستيقاظ من النوم

تقبل اليوم كما هو عليه

إن تطبيق حكمة القبول والتخلي يتعلق بفهم أن الحياة مليئة بالصعود والهبوط، ولكن كل يوم يمثل فرصة جديدة. إن تطبيق هذه الحكمة في الصباح يمكن أن يساعد المرء على الاستيقاظ أكثر سعادة، فبدلًا من الاستيقاظ مع الخوف أو القلق بشأن ما قد يحمله اليوم الجديد، يمكن محاولة الاستيقاظ مع القبول.

وبعبارة أخرى، أن يتم تقبل أنه ستكون هناك تحديات، ولكن أيضًا فرص للنمو والتعلم. يمكن تقبل أن الأمور قد لا تسير كما هو مخطط لها، ولكن لا بأس. ولا يعني ذلك أن يكون الشخص سلبيًا أو مستسلمًا. يتعلق الأمر بالاقتراب من اليوم بعقل وقلب منفتحين، وعلى استعداد لمواجهة كل ما يأتي في الطريق.

الانخراط في الحركة الذهنية

إن فترة الصباح لا ينبغي تكريسها لمجرد وقت للاندفاع في الأعمال المنزلية والاستعداد للعمل. يمكن أن يكون في الواقع وقت مثالي للانخراط في حركة مدروسة. إن اليقظة الذهنية تدور حول التواجد الكامل في اللحظة الحالية، وما هي أفضل طريقة للقيام بذلك من تحريك الجسم؟ يمكن أن يكون هذا بمثابة تدفق يوغا لطيف، أو المشي السريع في الحديقة، أو حتى بعض تمارين التمدد البسيطة في المنزل.

إن المفتاح يدور حول التركيز على ما يشعر به الجسم أثناء الحركة، بمعنى استشعار عمل العضلات ونبض القلب وتدفق التنفس بما يمكن أن يزيد الاحساس بالرفاهية والسعادة.

احتضان كرم الروح

إن أحد أكثر الطرق إرضاءً عند بداية اليوم هو احتضان كرم الروح، الذي يتعلق تحديدًا بتقديم مزيد من اللطف والتفاهم والرحمة للآخرين. إن احتضان الكرم يمكن أن يؤدي إلى تحول شخصي عميق ومستويات أعلى من السعادة.

إذا قام المرء بفعل شيء لطيف لشخص آخر، فإنه يمكن أن يتفاجأ بالتأثير الإيجابي الذي يحدثه على حالته المزاجية.

تذوق الوجبة الصباحية

في عالمنا سريع الخطى، أصبحت وجبة الفطور للأسف أمرًا مستعجلًا بالنسبة للكثيرين، الذين يقومون بتناول الطعام أثناء التحقق من رسائل البريد الإلكتروني أو متابعة الأخبار، وبالكاد يتذوقون ما يأكلونه. إذا تمكن أخذ الوقت الكافي لتذوق الوجبة الصباحية، فإنه يؤدي إلى تحسن كبير في الحالة المزاجية وبدء يوم هادئ بموقف إيجابي ومدروس.

زراعة عقلية إيجابية

يكمن العنصر الأساسي في الاستيقاظ كل يوم أكثر سعادة في الذهن، يكون للأفكار تأثير قوي على الحالة المزاجية والنظرة العامة للحياة. إن تنمية عقلية إيجابية عند الاستيقاظ قد يعني استبدال الفكرة الأولى في اليوم من فكرة سلبية إلى فكرة إيجابية، فبدلاً من التفكير في كل الضغوط التي تنتظر المرء، يمكنه التركيز على الفرص والإمكانيات التي يجلبها اليوم الجديد.

احتضان الصمت

في العصر الحالي الصاخب والمزدحم، غالبًا ما يتم تجنب الصمت. تمتلئ فترة الصباح بالأخبار والموسيقى والبودكاست أو الأفكار المستمرة حول اليوم التالي. إن اعتناق الصمت يمكن أن يجعل الشخص أكثر سعادة، لأنه يعلمه الوعي التام بقيمة اللحظة التي يعيشها في الوقت الحالي.

ينصح خبراء علم النفس بأنه بدلًا من الوصول فورًا إلى الهاتف أو تشغيل التلفزيون عند الاستيقاظ، يمكن أن يحاول الشخص الجلوس في صمت لبضع دقائق. يتيح الصمت الفرصة للتواصل مع الذات الداخلية، والتأمل، والعيش ببساطة. إنه يساعد على أن بدء اليوم من مكان يسوده الهدوء والسلام، بدلاً من التوتر والتسرع.

كيف تصبح سعيدا في يومك؟

رسم ابتسامة

إن محاولة رسم ابتسامة على الوجه، حتى ولو كانت متعمدة، يمكن أن تغير كيمياء المخ ويشعر الإنسان عندها بسعادة أكبر.

التمتع بالنعم

إن مجرد قيام الشخص بتذكر كل ما هو جيد في حياته والنظر إلى الجانب المشرق يساعده على الاستمرار في التركيز على الجانب الإيجابي للحياة.

صداقة جديدة

إن قضاء بعض الوقت مع أشخاص مريحين ويشاركون نفس الاهتمامات تمنح شعورا بالسعادة. يمكن تكوين صداقات جديدة سواء مع زملاء في العمل أو صالة الألعاب الرياضية أو الحديقة العامة في منطقة السكن. تظهر الدراسات أنه كلما كان الشخص على اتصال بدوائر من الأصدقاء كلما كان أكثر سعادة.

السعادة في الحياة

التسامح

إن اتخاذ الشخص قرار التسامح ونسيان أي ضغينة تجاه أي من معارفه أو المحيطين به في الأسرة أو العمل أو الأصدقاء، يمنحه الفوز بالتحرر من الأفكار السلبية ويتيح له مساحة أكبر للاستمتاع بحياته في سلام داخلي.

ممارسة التأمل

إن ممارسة التأمل لمدة ساعة واحدة فقط أسبوعيا تعطي جرعة من الفرح والسلام والرضا. وتؤدي أيضًا إلى إنشاء مسارات جديدة في المخ لتسهيل الشعور بالبهجة.

سماع الموسيقى والأغنيات

يمكن لسماع الموسيقى والأغنيات أن يكون لها تأثير قوي على العواطف. وعند اختيار موسيقى أو أغنية مفضلة تأخذ المستمع إلى أجواء محببة وتهتز مشاعره طربا وبالتالي يعيش لحظات رائعة.

النوم الجيد

يحتاج معظم البالغين إلى 7 أو 8 ساعات من النوم كل ليلة للبقاء في مزاج جيد.ومن المرجح أن النوم الجيد يساعد على تحسن الصحة وبالتالي يكون من السهل على الإنسان أن يصبح في حالة مزاجية جيدة ومتفائلة.

تجنب الطاقة السلبية

كما يقولون عادة في الأمثال إن «العواطف معدية»، ويمكن تجنب الأشخاص أصحاب الطاقات السلبية والاقتراب من أشخاص واثقين ومتفائلين وصحيين. ويجب أن يحاول الشخص نفسه أن يكون مصدر طاقة إيجابية للآخرين وبالتالي سيصبح إيجابيا وسعيدا.

اقرأ أيضاًأفضل أوقات النوم خلال اليوم.. حاذروا من الاستيقاظ في هذه الأوقات

5 نصائح للتغلب على الاستيقاظ من النوم في منتصف الليل

4 طرق للتغلب على صعوبة الاستيقاظ من النوم.. «ابعد عن غفوة المنبه»

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: علم النفس الحالة المزاجية الحالة المزاجیة الیقظة الذهنیة یمکن أن یکون الترکیز على أکثر سعادة من النوم

إقرأ أيضاً:

كن عنصرًا فاعلًا.. لتنجح مع فريقك

 

 

 

د. ذياب بن سالم العبري

في أي فريق، سواء كان في بيئة العمل، في الرياضة، أو حتى داخل العائلة، هناك دائمًا أشخاص يصنعون الفرق. هؤلاء ليسوا بالضرورة القادة، ولكنهم الأعضاء الذين يُعتمد عليهم، الذين يعرفون كيف يضيفون قيمة حقيقية للفريق، ويعملون من أجل تحقيق الأهداف المشتركة. أن تكون عضوًا مقدرًا ومؤثرًا في الفريق ليس مجرد مسألة حضور أو تنفيذ مهام، بل هو دور أساسي في نجاح الفريق وتحقيق الإنجازات.

الفريق الناجح ليس مجرد مجموعة من الأفراد يعملون معًا، بل هو منظومة متكاملة حيث يكون لكل فرد دور مُحدد، وكل مساهمة لها تأثير في النتيجة النهائية. الأعضاء الفاعلون هم الذين لا يكتفون بأداء ما يُطلب منهم فقط، بل يبادرون، يقترحون، ويعملون بروح إيجابية تجعل من الفريق وحدة متماسكة بدلاً من مجموعة متفرقة من الأفراد. عندما يشعر الفريق أنَّ كل عضو فيه له قيمة، فإن ذلك يعزز الروح الجماعية، ويخلق بيئة من الثقة والتعاون، مما يؤدي إلى تحقيق الأهداف بكفاءة أكبر.

لكن ما الذي يجعل الشخص عضوًا مؤثرًا في فريقه؟ أولًا، المسؤولية، فالعضو المقدر هو الذي يتحمل مسؤولية مهامه بجدية، ولا ينتظر من الآخرين أن يصححوا أخطاءه أو يذكّروه بما يجب أن يفعله. ثانيًا، المبادرة، فالأعضاء الأكثر تأثيرًا هم من يبحثون عن حلول، ويقترحون أفكارًا، ولا يخشون اتخاذ خطوات جديدة من أجل تحسين الأداء الجماعي. وثالثًا، التعاون والمرونة، فالفريق الناجح لا يعمل فيه كل شخص بمفرده، بل يقوم على التعاون والتفاهم بين الأفراد، والقدرة على التكيف مع الظروف والتحديات.

العضو الفاعل ليس بالضرورة الأكثر خبرة أو الأذكى بين أفراد الفريق، لكنه الشخص الذي يفهم أهمية العمل الجماعي، ويعرف كيف يجعل من نفسه جزءًا أساسيًا من المنظومة. في بيئة العمل، الموظف الذي يدعم زملاءه، ويشاركهم معرفته، ويعمل بإيجابية، يصبح عنصرًا لا غنى عنه في الفريق، ويكتسب احترام الجميع. في الرياضة، اللاعب الذي يفكر في مصلحة الفريق وليس فقط في أدائه الفردي، هو الذي يساعد الفريق على تحقيق البطولات. حتى في العائلة، الشخص الذي يشارك في تحمل المسؤوليات، ويكون داعمًا للآخرين، هو الذي يعزز التماسك الأسري، ويجعل الجميع يشعرون بروح الوحدة.

الفريق الذي يضم أعضاء مقدَّرين ومؤثرين هو الفريق الذي يُحقق النجاح، لأنه يعمل بروح واحدة، ويستفيد من إمكانيات كل فرد فيه. أما الفريق الذي يعتمد على أفراد غير مبالين، أو لا يشعرون بالانتماء إليه، فهو غالبًا ما يُواجه صعوبات في تحقيق أهدافه. ولهذا، أن تكون جزءًا من فريق يعني أن تدرك أن نجاحه هو نجاحك، وأن مساهمتك، مهما كانت صغيرة، تصنع الفرق.

في النهاية.. النجاح الجماعي لا يتحقق إلا عندما يدرك كل فرد في الفريق أنه عنصر مُهم ومؤثر، ويعمل بجدية من أجل تحقيق الهدف المشترك. فهل أنت ذلك العضو الذي يقدر دوره ويؤثر إيجابيًا في فريقه؟ الإجابة على هذا السؤال هي التي تحدد مكانتك الحقيقية في أي فريق تنتمي إليه.

مقالات مشابهة

  • علماء يسبرون أغوار نجم الموت الذي يمكن أن يدمر الأرض
  • كن عنصرًا فاعلًا.. لتنجح مع فريقك
  • بنغلاديشي يزيف اختطافه في أربيل لابتزاز عائلته.. فيديو
  • أهمية الصيام لتحسين التركيز والحالة المزاجية.. استاذ بالقومي للبحوث يوضح
  • لماذا يصعب التركيز أثناء الصيام؟.. أطعمة تحسن الحالة المزاجية
  • أذكار الصباح.. ابدأ بها يومك يحفظك الله من شياطين الإنس والجن ويرزقك
  • المفتي: القتال في سبيل الله لا يكون إلا دفاعًا عن النفس.. فيديو
  • مفتي الجمهورية: القتال في سبيل الله لا يكون إلا دفاعًا عن النفس
  • أذكار لا تفوتها يوميًا للتحصين من الحسد.. تجعلك في معية الله
  • لمناسبة تسلمه مهامه.. قائد الجيش في أمر اليوم: وحدة اللّبنانيين والتفافهم حول جيشهم كفيلة بتجاوزِ العقبات مهما عَظمت