بين الواقع الذي تتحكم فيه الظروف ومحاربة الأسرة لحماية أبنائها ضد التدخلات الغربية، يسعى الآباء إلى تنشئة أبنائهم التنشئة السليمة، وخاصة في شهر رمضان المبارك يسعون إلى تعزيز القيم الإسلامية وتعليمهم العبادات وتشجيعهم على الصيام وتعزيز السلوك الإيجابي لديهم، كما أن شهر رمضان شهر الخير وبه مكاسب ينبغي على الإنسان أن يرفع وينمي عاداته الإيجابية ويعتبر الشهر الفضيل عاملا مهما الذي يجعل مهارات وقدرات الأسرة تتطور بشكل أكبر وتعززها العادات الاجتماعية والقيم والسلوكيات الحميدة.

استطلعت «عمان» الآراء للتعرف على الأساليب التي يجب اعتمادها في شهر الخير لتشجيع الأبناء وأهمية تعزيز القيم التربوية والدينية التي تغرس فيهم.

في البداية تحدث عبدالله بن سالم الهاشمي أخصائي اجتماعي عن أهمية الأسرة في تشجيع أبنائها على صيام شهر رمضان فقال: على الأسرة أن تتبنى تشجيع الأبناء من خلال بعض القيم في شهر رمضان من أجل ترسيخها والعمل بها وتشجيعهم عليها، مثل الصبر على الصيام والمحافظة على العادات والصدقة وصلة الرحم، كل ذلك يساهم في تشجيع الأبناء على الاستمرار في الصيام وتعزيزهم بهذه القيم التي تؤثر إيجابيا على حياتهم وتحفزهم مستقبلا.

ويضيف: هناك العديد من الأساليب التي يجب على الأسرة أن تقوم بها خلال الشهر الفضيل من أجل تشجيع الأبناء، وذلك من خلال عمل أنشطة مشتركة في كل أسبوع على الأقل، ووضع جدول لحفظ القرآن الكريم مع وجود التحفيز المادي والمعنوي لذلك، والتحفيز على أداء صلاة التراويح في كل يوم وربطها بمخطط إنجاز ودعم أو تقديم رحلة ترفيهية قادمة مستقبلا للأبناء، ومشاركات الأبناء في التطوع والمبادرات الخيرية التي تقام في المجتمع للإحساس بالمسؤولية وغيرها.

وحول مدى مساهمة رمضان في تعزيز السلوك الإيجابي لدى الأبناء؟ أكد الهاشمي أن الشهر الفضيل يساهم في تعزيز بعض السلوكيات الإيجابية من خلال تعديل سلوك سلبي سابق لدى الأبناء، وكذلك تغيير بعض العادات غير الحميدة، ويسهم كذلك هذا الشهر في ترسيخ مبدأ الصدقة وأهميتها لدى الأبناء والتبرع ببعض أموالهم البسيطة، بالإضافة إلى تعزيز صلة الرحم وما لها من تأثير قوي على العلاقات الأسرية، والاعتماد على النفس والمساعدة في المنزل من أجل إعداد الإفطار وبر الوالدين.

مشيرا الهاشمي إلى أهم القيم التربوية والدينية التي يمكن أن تغرس لدى الأبناء بقوله: الشهر الفضيل يسهم في ترسيخ المبادئ والقيم العُمانية الأصيلة المستمدّة من الدين الحنيف والتصدّي للأفكار الدخيلة من أجل حماية الأسر والمجتمعات، ومعاني الصيام لا بد أن تنعكس على الأخلاق؛ والسلوكيات في التعامل مع أفراد الأسرة، ومع الآخرين أيضا خارج نطاق الأسرة من أهمها: حسن الخلق؛ والكلمة الطيبة؛ ومساعدة الآخرين ليكون رمضان؛ شهر طاعة وتربية وتعديل سلوك نحو الأفضل.

أنشطة دينية

وعن أبرز الأنشطة الدينية التي يمكن للأسرة مشاركة الأطفال فيها خلال شهر رمضان، تقول أسماء البلوشية عضوة بجمعية الاجتماعيين العُمانية: الإنسان مهما كانت مكانته أو صفته سواء كان معلما أو مربيا أو مصلحا اجتماعيا، لديه فرص عظيمة في شهر رمضان المبارك لغرس العادات الدينية وتعزيز الأخلاق الإسلامية والاجتماعية لدى الأطفال. فشهر الرحمة هو الوقت المناسب لترسيخ القيم في نفوس وأرواح فلذات أكبادنا. وكذلك لأجل رفع المهارات الحياتية والحسية والحركية والذهنية لدى الأطفال يجب على المربي أن يعمل على تفعيل الأنشطة والفعاليات ومشاركتها بطريقة تجعلهم يبادرون ويتشجعون لفعل الخير في الشهر الفضيل، ويقضون الوقت مع عائلاتهم بمتعة وسعادة.

وأوضحت البلوشية قائلة: تتوفر العديد من الأنشطة الدينية التي يمكن مشاركتها مع أبنائنا الأطفال في شهر رمضان المبارك، كتشجيع الطفل على أداء صلاة الجماعة مع الأسرة أو مصاحبة الطفل والذهاب معه إلى المسجد، وترسيخ مفهوم طاعة الوالدين لدى الطفل وأيضا تخصيص وقت محدد على سبيل المثال لمدة ساعة يوميا لقراءة القرآن وتدبر آياته طوال شهر رمضان، ومن الأنشطة المحببة لدى الأطفال تزيين المنزل بزينة رمضانية وهي لإضافة السرور في المنزل والأطفال في نفوسهم، وحبذا لو كانت الزينة من عمل الأطفال بأنفسهم كعمل قصاصات أدعية أو غيرها من الأعمال.

ومن الأنشطة التي تضم ما بين التسلية والحماس والاستفادة هي قراءة قصص الأنبياء والصحابة لما لها من عبر واقتداء الأطفال بالصحابة والأنبياء، وعند قراءة القصص المشوقة والتي بها عبر ومنافع تجعل الأطفال يتمسكون بالمناسبات الدينية ويتشوقون لقراءة ومعرفة هذه القصص، والأجمل أن يتعرف الطفل على التاريخ الإسلامي والقيم الإسلامية. وأيضا من الأنشطة الدينية التي يجب ممارستها في شهر المغفرة هي حضور حلقات العلم والاستفادة من أهل الدين. ومما لا شك فيه أنه يجب على كل فرد منا أن يعمل على ترسيخ عادة الصيام عند الطفل ويجب أن يمارسها بطريقة متسلسلة ومدروسة وألا تشق على الطفل. وعلى المربين أن يعوّدوا الطفل على الصيام لفترات متقطعة لبضع ساعات والأهم هو عدم إجبار الطفل على الصيام حتى أذان المغرب، حيث يمكن أن يؤدي الصيام لفترات طويلة تفوق قدرة الطفل على التحمل بمضاعفات تؤدي لردة فعل عكسية في نفس الطفل تؤدي بأن يشعر الطفل بضيق وكره لموضوع الصيام.

أعمال الخير

وتابعت في حديثها: من الأنشطة الجميلة التي يجب أن تمارس في الشهر الذي أنزل فيه القرآن، أن يتم تعليم الطفل التبرع والتصدق. والصدقة تشمل الكلمة الطيبة أو إماطة الأذى عن الطريق وأيضا فكرة التبرع للمحتاجين وهي من أهم الأعمال الخيرية التي يتعلمها الأطفال فهي تعمل على توعية الطفل بالأعمال الخيرية ليس خلال شهر رمضان فقط بل طوال فترة حياته. ولكي يشعر الطفل بسعادة الصيام ويقبل عليه، يجب على أولياء الأمور أن يتركوا أبناءهم يشاركون في تحضير سفرة الإفطار ليشجعه على الصيام وأن يمر الوقت بمتعة وهو يخلق جوا من المحبة والألفة بين أفراد الأسرة.

وأن شهر رمضان هو وقت العائلة وصلة الرحم وزيارة الأقارب والأحباب للمّ الشمل وشعورهم بالألفة والمحبة والتسامح، وعلى الآباء والأمهات أن يهيئوا الأجواء الرمضانية لأطفالهم لكي يشعروا بأجواء البهجة والحماس ويسعدوا بتجمع العائلة بأكملها. ولا نغفل الجانب الرياضي والذي يجب علينا الاهتمام به وممارسته وتعليم أبنائنا أهمية الرياضة في حياتنا. وفي شهر الرحمة يجب علينا تخصيص الوقت اليسير من أجل ممارسة الرياضة برفقة الأطفال. ومن الأنشطة المهمة التي يجب ممارستها في شهر رمضان مع الأطفال هو النشاط الثقافي، بعمل مسابقات ثقافية مختلفة سواء تاريخية أو اجتماعية أو عامة داخل المنزل لكي يستفيد منها الجميع، كذلك بالإمكان عمل دورات في الفقه والسنة تناسب مستوى الأطفال.

وأوضحت عن مساهمة الشهر الفضيل في تعزيز السلوك الإيجابي لدى الأبناء؟ بقولها: الأخلاق في اللغة جمع خلق والخلق اسم لسجية الإنسان وطبيعته التي خلق عليها. والأخلاق في الإسلام موصولة بالإيمان وتقوى الله.. وفي شهر رمضان المبارك، يسعى الآباء والأمهات لتلقين الأبناء سلوكيات جديدة تعزز شخصياتهم وتمنحهم الثقة بأنفسهم، فتضبط لهم مسارات حياتهم، لتعطي لهم قيما جديدة. ومن السلوكيات الإيجابية التي يتم تعليمها للأبناء تنظيم الوقت واستغلاله أفضل استغلال وتجنيبهم الانشغال بالهاتف والألعاب الإلكترونية. وكذلك التقيد بأوقات الصلاة والمحافظة على تلاوة القرآن ليستشعروا السكينة التي تقربهم من الله. وشهر رمضان هو الوقت المناسب لاكتساب المهارات والسلوكيات الإيجابية وعلى الجميع أن ينتهز الشهر الفضيل لاكتساب سلوكيات جديدة.

وتذكر البلوشية قائلة: من المهارات المهمة والمراد اكتسابها في الشهر الفضيل هي مهارة العمل الجماعي والتعاون مع بعضهم البعض والمشاركة في أعمال المنزل، والتجهيز للإفطار وهذا ما يجعلهم يشعرون بحس المسؤولية لديهم. ومن السلوكيات المهمة والتي على أولياء الأمور تعليمها لأبنائهم هي التصدق بأبسط الأمور كالكلمة الطيبة أو الابتسامة وغيرها من الصدقات، لكي يشعروا بشعور رائع، يلهمهم بالعطاء وعمل الخير. شهر رمضان شهر الخير وبه مكاسب ينبغي على الإنسان أن يرفع وينمي عاداته الإيجابية ويعد الشهر الفضيل عاملا مهما لجعل مهارات وقدرات الأسرة تتطور بشكل أكبر ويعززها اجتماع العائلة في وقت الإفطار الذي يتميز بأنه وقت الألفة والمحبة، لذلك شهر رمضان هو فرصة لتغيير العادات والسلوكيات وتدعيم وزرع القيم المحببة في نفوس الأطفال.

مكافأة تشجيعية

من جانبها ترى مريم المعمرية أن التحفيز وإيجاد جدول تتبع لأيام الصيام، وفي نهاية كل أسبوع أو شهر توضع مكافأة مادية أو معنوية لتشجيع الأبناء هي من الأساليب التي يمكن أن تعتمدها الأسرة لدفع الأبناء إلى أداء فريضة الصيام في السنوات الأولى لهم، مؤكدة المعمرية على الدور الذي يمكن أن يسهم فيه الشهر الفضيل في تعزيز السلوك الإيجابي لدى الأبناء وقالت: يُسهم الصيام في تعزيز السلوكيات الإيجابية مثل الكرم والتعاون والمساعدة، والصبر والتحمل لذلك من المهم تكريس مهام ثابتة يقوم بها الطفل خلال شهر رمضان، مما يُسهم في بناء شخصية اجتماعية إيجابية.

وأضافت عن القيم التربوية والدينية التي يمكن أن تغرس لدى الأبناء قائلة: رمضان فرصة ذهبية لتعليم الأبناء القيم التربوية والامتثال بها مثل أداء العبادات والالتزام بالوقت، وأيضا من القيم التربوية يجب علينا القيام بها أن نزرع في أبنائنا قيمة الإحسان والإحساس بهموم واحتياجات الغير. وتبادل الزيارات بين أفراد الأسرة وغرس أهمية صلة الرحم واجتماعهم على مائدة الإفطار يغرس في نفوس الطفل أهمية الرحم وعدم قطعه.

وتشير المعمرية إلى تعزيز أواصر الرحم في شهر رمضان وتنمية هذا الوصل لدى الناشئة مع ضرورة المحافظة على الصلاة، والإقبال على حفظ القرآن، حيث يحفظ مثلا آية كل يوم بعد توقيت معين مثلا بعد كل صلاة العصر يحفظ آية واحدة فقط؛ وهكذا وتشجيعهم على الصدقات ومساعدة المحتاجين إما بالمال أو بالأكل أو بالابتسامة أو المساعدة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: السلوکیات الإیجابیة فی شهر رمضان المبارک القیم التربویة الشهر الفضیل لدى الأبناء من الأنشطة على الصیام الطفل على التی یجب یمکن أن یجب على من أجل

إقرأ أيضاً:

لسه فاكر كلام اهلك السلبي عنك؟.. تعرف على آثار الأذى النفسي للأطفال

لسه فاكر كلام أهلك السلبي عنك؟ تعرف على آثار الأذى النفسي الذي يتعرض له الأطفال من قِبل الوالدين..على الرغم من توقيع العديد من الدول على اتفاقية حقوق الطفل، التي تضمن حق الأطفال في الحماية من العنف بجميع أشكاله، فإن الواقع يعكس أرقامًا صادمة. 

 

 

الصحة النفسية للأطفال تتأثر بشكل كبير بالأساليب التي يتبعها الآباء في التربية

 

حيث تشير الإحصاءات إلى أن نحو مليار طفل سنويًا يتعرضون للعنف العاطفي، البدني، أو الجنسي، في حين يفقد طفل حياته جراء هذا العنف كل خمس دقائق  والأطفال الذين يعيشون في بيئة تخلو من الحب والدفء، ويتلقون بدلًا من ذلك العداوة أو التهديد، غالبًا ما تتشكل لديهم شخصيات غير متوازنة كما  ينعكس أسلوب الوالدين بشكل مباشر على نفسية الطفل، سواء كان ذلك عبر الطلبات المستحيلة أو التعامل كأن الطفل عبء أو شخص غير مرغوب فيه.

العنف الأسري تعرف على العلاقة بين الصحة النفسية للوالدين وتأثيره على الأطفال 

 

أوضح العديد من أساتذة  علم النفس الإكلينيكي أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين مشكلات الصحة العقلية لدى الآباء وتأثيرها على الأطفال.

 فالطفل الذي يعاني أحد والديه من اضطرابات القلق يكون معرضًا للإصابة بنفس الاضطراب بمعدل يتراوح بين أربع إلى ست مرات. 

أما الأطفال الذين ينشأون في بيئة يعاني فيها أحد الوالدين من الاكتئاب، فإن احتمالية إصابتهم بالاكتئاب ترتفع بمعدل ثلاث إلى أربع مرات.

 

إقرأ أيضًا..تنفصل عن الواقع لعدة ساعات؟ تعرف على أعراض مرض الذهان وطريقة علاجه

 تعرف على أشكال العنف النفسي ضد الأطفال

 

• يتعرض الأطفال لعدة أشكال من العنف النفسي من قبل الوالدين مثل:

•التقليل من شأن الطفل وتحطيم ثقته بنفسه.

•التضارب في أساليب التربية، كالعقاب القاسي أحيانًا، وترك السلوك دون ردع أحيانًا أخرى.

•الترهيب وخلق جو من الخوف.

•مقارنة الطفل بأقرانه مما يؤدي إلى شعور بالدونية.

الآثار النفسية للعنف والأذى النفسي الذي يتعرض له الأطفال يترك آثارًا طويلة الأمد، منها:

التوتر والقلق نتيجة فقدان الأمان داخل الأسرة وفقدان التركيز بسبب الانشغال بسلوكيات الوالدين العدوانية كرد فعل على العنف الممارس ضدهم.

والاكتئاب، الذي قد يتطور إلى محاولات انتحار في الحالات الشديدة وضعف الأداء الدراسي والعزلة الاجتماعية.

و لكي تتجنب هذه الآثار السلبية، يجب تعزيز وعي الوالدين بأهمية اتباع أساليب تربوية صحية تضمن بناء شخصيات متوازنة ومستقرة نفسيًا.

مقالات مشابهة

  • حريق في شركة لتصنيع السفنج بمدينة العاشر من رمضان
  • لسه فاكر كلام اهلك السلبي عنك؟.. تعرف على آثار الأذى النفسي للأطفال
  • دار الإفتاء تحدد موعد استطلاع هلال شهر رجب لعام 1446 هجريا.. الثلاثاء 31 ديسمبر
  • دليل الأم الذكية في التعامل مع غضب الأطفال
  • قرار الترجي التونسي يقرب الأهلي من حسم صفقة محمد بن رمضان
  • رئيس المجلس القومي للطفولة تلتقي محافظ أسيوط لدعم قضايا الطفل
  • 4 اختراعات وابتكارات ليس لها أي فائدة.. أبرزها القلم الطائر وقفص الطفل
  • 5 خطوات لوقاية الأطفال من دور البرد المنتشر.. حافظ على صحة ابنك
  • قصور الثقافة تحتفل بيوم ذوي الهمم في حديقة السيدة زينب
  • «الثقافة» تستعد لـ«معرض الكتاب».. واحتفاء خاص بالكاتبة فاطمة المعدول