هل تصبح قراءة مستويات السكر بالدم دون ألم حقيقة؟
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
توصلت دراسة يابانية حديثة إلى طريقة جديدة لقياس مستويات الغلوكوز في الدم باستخدام الهاتف المحمول.
وأجرى الدراسة باحثون يابانيون، ونُشرت بداية مارس/آذار الجاري في مجلة البصريات الطبية الحيوية ( Journal of Biomedical Optics) وكتب عنها موقع "يوريك ألرت" (EurekAlert).
ويعد السكري من الأمراض الأكثر انتشارا في العالم، ورغم التطورات الطبية الكبيرة فإن العلم لم يتمكن حتى اليوم من إيجاد علاج نهائي له.
ويحتاج المصابون بالسكري إلى مراقبة مستويات الغلوكوز في الدم بشكل منتظم مما يمكنهم من إدارة جرعات الأنسولين بشكل فعال، وذلك للإبقاء مستوى السكر في الدم تحت السيطرة طوال اليوم.
وعادة ما يتطلب قياس مستوى السكر في الدم إلى وخز الإصبع بإبرة دقيقة وذلك للحصول على عينة صغيرة من الدم لتحليلها باستخدام أجهزة قياس السكر. وبسبب الألم الذي ينتج عن هذا الإجراء، يسعى العلماء إلى البحث عن بدائل أقل إيلاما تعتمد على التقنيات الإلكترونية الحديثة.
وقد تم اقتراح العديد من الطرق الحديثة لقياس نسبة السكر في الدم دون ألم، بما في ذلك استخدام ضوء الأشعة تحت الحمراء، حيث أظهرت الأجهزة التي تعتمد على ضوء الأشعة تحت الحمراء المتوسطة "إم آي دي-آي آر" (Mid-IR) (طولها الموجي من 3- 8 مايكرومترات) أداءً جيدا في قياس نسبة السكر بالدم. ولكن، تعد تكلفة هذه الأجهزة باهظة الثمن بسبب ارتفاع تكلفة مكوناتها، كما أنه يصعب دمجها في الأجهزة الإلكترونية المحمولة. في المقابل، يمكن إنتاج ضوء الأشعة تحت الحمراء القريبة "إن آي آر" (NIR) (طولها الموجي من 0.75–1.4 مايكرومتر) والتقاطه بسهولة باستخدام مكونات غير مكلفة.
مستشعرات
تستخدم العديد من الهواتف والساعات الذكية بالفعل مستشعرات "إن آي آر" لقياس معدل ضربات القلب ومستويات الأكسجين في الدم. إلا أنه ولسوء الحظ، لا يوجد لسكر الغلوكوز قمة امتصاص فريدة ضمن نطاق أشعة "إن آي آر" مما يجعل تمييزه عن المواد الكيميائية الأخرى في الدم (مثل الدهنيات والبروتينات) عن طريق الأشعة تحت الحمراء مهمة صعبة.
ولحل هذه المشكلة قام فريق البحث بتطوير منهجية جديدة لتقدير نسبة السكر في الدم من قياسات "إن آي آر" حيث يتوقع أن تحدث هذه المنهجية ثورة جديدة في مراقبة نسبة سكر الدم بطريقة غير جراحية. فقد وجدت هذه الدراسة مؤشرات ضوئية جديدة لمستويات السكر في الدم.
وقام الباحثون باستخدام مستشعر "إن آي آر" الموجود في ساعة ذكية عن طريق وضعه على إصبع مشاركين سليمين بالدراسة وهم في حالة راحة. ثم تناول المشاركون مشروبات سكرية وأخرى خالية من السكر لإحداث تغييرات في نسبة السكر بالدم.
وكانت نتائج الدراسة واعدة للغاية، حيث إن التغيرات في مؤشر الأيض على "إن آي آر" تطابقت بشكل وثيق مع الاختلافات في مستويات السكر بالدم التي تم قياسها بواسطة جهاز مراقبة السكر التقليدي.
ولم تجر تجارب على مرضى السكري حتى الآن. ولكن الباحثين يعتقدون أن هذه التكنولوجيا الجديدة ستحدث ثورة في مراقبة السكر بالدم.
وأشار الباحث تومويا ناكازاوا إلى أنه يمكن استخدام هذه الطريقة بالأجهزة الذكية الحالية التي تقوم بقياس نسبة الأكسجين في الدم، وهي غير مكلفة وبسيطة مقارنة بتقنيات قياس السكر غير الجراحية الأخرى.
وبالتالي، يمكن أن تكون هذه الطريقة أداة قوية لتطوير أجهزة مراقبة محمولة للسكر في الدم مستقبلا، مما يمنح مرضى السكري تحكمًا أفضل في مستويات السكر في الدم دون الحاجة إلى أي إجراءات مؤلمة.
تقنيات قياس السكر بالدم غير الجراحية
هنالك عدة طرق مقترحة لقياس مستويات السكر في الدم بطريقة غير جراحية، والتي لم تزل فعاليتها حتى الآن قيد البحث والدراسة:
استخدام الأشعة الضوئية وتشمل التحليل الطيفي لانعكاس الأشعة تحت الحمراء القريبة "إن آي آر" المشار إليها بهذا البحث وغيرها من الأطياف الضوئية. استخدام أشعة الميكروويف الكهرومغناطيسية والتي بإمكانها اختراق الأنسجة البيولوجية بسهولة، مما يجعلها أكثر كفاءة من بعض طرق الكشف الضوئي. استخدام الطرق الكهروكيميائية التي تعتمد على قياس نسبة السكر في سوائل الجسم المتعددة (مثل: اللعاب، الدمع، العرق، السائل الدماغي الشوكي).المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات الأشعة تحت الحمراء مستویات السکر السکر فی الدم السکر بالدم نسبة السکر قیاس نسبة
إقرأ أيضاً:
هل ثواب قراءة القرآن من الهاتف أقل من المصحف الورقي؟.. الإفتاء تجيب
تلقت دار الإفتاء سؤالًا من أحد المتابعين جاء نصه: "أقرأ دائمًا من المصحف الموجود في الموبايل وليس الورقي، فهل هذا حرام أم أن ثوابه أقل من المصحف الورقي؟".
وأجاب الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ومدير إدارة التدريب، مؤكدًا أنه لا حرمة في الأمر، وأن الثواب واحد سواء تمت القراءة من المصحف الورقي أو من الهاتف المحمول.
وأوضح الورداني أن قراءة القرآن من الموبايل ليست حرامًا مطلقًا، لأن المصحف الموجود في الهاتف هو في الحقيقة مجرد تعبير رقمي عن المصحف الورقي، مشيرًا إلى أن "الكلمات هي كلمات المصحف الشريف نفسها، وصحيح أنه بالنسبة لنا يظهر رقميًا، لكنه يؤدي نفس المعنى".
وأضاف أن السؤال في جوهره يتعلق بما إذا كان ثواب التلاوة من الهاتف أقل من القراءة من المصحف الورقي، ليؤكد أن الثواب واحد تمامًا، مستشهدًا بما كان يفعله الصحابة في بداية الإسلام حين كانوا يقرؤون القرآن من رقاع الجلد وجذوع النخل قبل أن يُجمع المصحف بين دفتي كتاب، ومع ذلك كان لهم نفس الثواب، مما يعني أن قراءة القرآن من الموبايل تُعد قراءة صحيحة وكاملة الثواب.
هل قراءة القرآن بسرعة تقلل من الثواب؟وفي سياق متصل، أوضح الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، حكم قراءة القرآن بسرعة، مؤكدًا أن ذلك جائز بشرط ألا يتجاوز القارئ نطق الحروف بشكل صحيح، وأن يكون واعيًا لما يقرأ وليس مجرد تلاوة عابرة دون تدبر.
وأشار ممدوح إلى أن القراءة بسرعة تُعرف في علم التجويد باسم "الحدر"، وهي إحدى مراتب قراءة القرآن الثلاث، التي تشمل أيضًا "التحقيق" و"التدوير".
هل يجوز قراءة القرآن بدون وضوء من الهاتف المحمول؟كما تطرّق ممدوح إلى مسألة قراءة القرآن من الهاتف المحمول على غير وضوء، موضحًا أن ذلك جائز، لأن الهاتف لا يُعد مصحفًا حقيقيًا، وبالتالي لا ينطبق عليه الحكم الشرعي الخاص بعدم جواز مس المصحف إلا للمطهّرين.
هل يجوز قراءة القرآن على جنابة؟وفيما يتعلق بقراءة القرآن على جنابة، أوضحت دار الإفتاء أن من آداب تلاوة القرآن الكريم الحرص على الطهارة والنظافة، والجلوس في مكان طاهر، واستقبال القبلة بخشوع، مع مراعاة أحكام التلاوة والتجويد.
وأشارت إلى أن الفقهاء أجمعوا على جواز قراءة شيء من القرآن الكريم في جميع الأحوال، إذا لم يكن القارئ ينوي بها التلاوة التعبدية، بل لمطلق الذكر والدعاء أو الرقية.
كما فرّق الفقهاء بين حالتين فيما يخص قراءة المحدث للقرآن:
الحالة الأولى: إذا كان الحدث أصغر (أي فقدان الوضوء العادي)، فيجوز له قراءة القرآن باتفاق الفقهاء، استنادًا إلى حديث السيدة عائشة رضي الله عنها: "أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يذكر الله على كل أحيانه"، أي أنه كان يذكر الله في جميع أوقاته وأحواله سواء كان على طهارة أو لا، باستثناء الأوقات التي يمتنع فيها الذكر مثل أثناء قضاء الحاجة، وكلمة "يذكر" في الحديث تشمل قراءة القرآن وغيره من الأذكار.