الجزيرة:
2025-03-18@20:46:15 GMT

متى يبدأ طفلك تجربة الصوم؟

تاريخ النشر: 15th, March 2024 GMT

متى يبدأ طفلك تجربة الصوم؟

تظل مسألة صوم الأطفال أمرا خلافيا بين مؤيد ومعارض، حيث الكثير من الحيرة بشأن تدريب الأطفال على الصوم تدريجيا أو الانتظار حتى سن البلوغ لبدء تجربة الصوم الكامل، ليبقى السؤال مع دخول شهر رمضان كل عام، حول السن المناسبة للصيام، والطريقة المثالية لشرح معناه الديني والأخلاقي للأطفال، بحيث لا تكون التجربة شاقة.

أسئلة عديدة وإجابات أكثر تسوقها الدراسات العلمية من ناحية وأطباء الأطفال من ناحية أخرى، بشأن الصيام وتأثيره على الأطفال من النواحي المعرفية والإدراكية والبدنية، كل بحسب عمره وصحته.

الأطباء ينصحون بمجموعة من التدابير في حال تزامن الصيام مع الدراسة (شترستوك) متى يصوم الأطفال؟

عشرات الأسئلة تمطر أطباء الأطفال بشأن السن المناسبة لصيام الأطفال، من بينهم الدكتور محمود بشير، استشاري طب الأطفال، وعضو الكلية الملكية بلندن، يقول للجزيرة نت: "ليس هناك دليل طبي واضح للرد على الأسئلة المتعلقة بصيام الأطفال بنسبة 100%، لذلك ألجأ أنا وغيري من الأطباء إلى خبراتنا، وتجاربنا الطبية القائمة على الملاحظة والمعايشة مع الأطفال في هذا الشأن.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2قرنقعوه.. فرحة أطفال قطر بصيام نصف رمضانlist 2 of 2"القرنقعوه" عادة رمضانية في دول الخليج تكافئ الأطفال على صيامهمend of list

يفرق بشير بين نوعين من صيام الأطفال، الصيام كفكرة وفعل، يقول: "حصر فكرة الصيام في منع الأطفال عن الطعام هو نقطة البداية من أجل حسم الحيرة التي تسيطر على الآباء والأمهات بشأن السن المناسبة لهذه التجربة، بينما الصيام كفكرة يجب أن نبدأ في تعليمها للطفل بمجرد اكتمال إدراكه وقدرته على الفهم والتواصل".

وتابع "هكذا يبدأ الوالدان في شرح معنى الإيمان والعزيمة، والثبات أمام المغريات، والتمسك بالأخلاقيات وكبح جماح النفس، والصيام عن الأفعال السيئة في سن مبكرة، ليتعلم الطفل جوهر فكرة الصيام، ومع الوقت، وتقليدا لمن حوله، سيحاول أن يصوم فيبدأ بالصيام التدريجي لعدة ساعات وصولا إلى العمر الذي يمكن أن يصوم فيه صياما كاملا".

وأضاف "بشير"، "هنا تختلف الآراء حيث يرى البعض أنه ببلوغ الطفل عمر الـ10 سنوات يمكنه أن يصوم صياما كاملا، إن كانت حالته الصحية تسمح بذلك، بينما يرى آخرون أن الصيام الكامل يتزامن مع البلوغ، وهو ذاته سن التكليف وهو في المتوسط عند 12- 14 عاما تقريبا، ولا أنصح أن ينتظر الأهل كل هذا الوقت لزرع فكرة الصيام ومعناه عند الطفل".

وينصح عضو الكلية الملكية بلندن بالبدء، عند السن المناسبة عقب التأكد من الحالة الصحية الجيدة للطفل، بالصيام التدريجي، منذ الصباح الباكر وحتى الظهر ثم إلى العصر، أو بالعكس من العصر إلى المغرب، ثم من الظهر إلى المغرب وهكذا حتى يشارك الطفل الأسرة لحظة الإفطار، مع التشديد على ضرورة الرجوع إلى الطبيب في حالة إصابة الطفل بأمراض مزمنة.

الأطباء ينصحون بالصيام التدريجي للأطفال دون العاشرة، منذ الصباح الباكر وحتى الظهر ثم إلى العصر (شترستوك) تأثير الصيام على الوظائف المعرفية للطفل

بعنوان "آثار شهر رمضان على الوظائف المعرفية لدى الأولاد الصغار"، اختبرت دراسة منشورة في مايو/أيار 2023 فرضية أن الصيام خلال شهر رمضان والذي يتضمن الامتناع عن الطعام والشراب من الفجر وحتى غروب الشمس، قد يؤثر على الوظائف المعرفية الأساسية للتطور الفكري لدى الشباب.

وقد انطلق الباحثون في هذه الدراسة من تلك الفرضية لفهم آثار الصيام على الوظائف العقلية، لدى الأطفال والمراهقين، وتحديدا على الوظائف المعرفية لدى الأطفال، بما في ذلك سرعة معالجة المعلومات، واتخاذ القرار، وعمليات الانتباه السمعي بين الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و15 عاما.

وأشارت الدراسة التي أجريت على 24 طفلا /مراهقا يتمتعون بصحة جيدة، إلى أن الصيام لم يؤثر على أي من سرعة المعالجة، أو أوقات رد الفعل المختلفة أو اتخاذ القرار، أو حتى على الاستجابة للأحداث غير المتوقعة، ما يعكس الحفاظ على الوظيفة المعرفية للأطفال في وقت الصيام.

النتائج ذاتها أثبتها مزيد من الدراسات، من بينها تلك التي بحثت أثر الصيام على التوتر والإدراك عند الأطفال من عمر 9 إلى 11 عاما، والتي خلصت إلى أن الصيام كان مفيدا في الاستدعاء الفوري للذاكرة قصيرة المدى.

مع ذلك ينصح الخبراء بمجموعة من التدابير في حال تزامن الصيام مع الدراسة، منها:

تخفيف الأنشطة البدنية والرياضية، تجنبا للجفاف والإرهاق، خاصة في الأجواء الحارة.

المرونة من جانب المدرسة والمنزل، في الواجبات المنزلية والامتحانات، عبر تخفيف الكميات، والتعاطف مع الأطفال الذين يحاولون المواءمة بين صيام أيام كاملة، ويوم دراسي كامل.

الدكتور محمود بشير: لا أنصح أن ينتظر الأهل حتى سن البلوغ لزرع فكرة الصيام ومعناه عند الطفل (شترستوك) فوائد مثبتة وأضرار محتملة

برغم الفوائد المثبتة معنويا وبدنيا للصيام في السن الملائمة للأطفال الأصحاء، فإن هناك بعض المحاذير التي يتوجب الانتباه لها قبل اتخاذ قرار الصيام بالنسبة للأطفال، أهمها:

مستوى الحديد في الدم، حيث تشير دراسة حول الآثار الفسيولوجية والسلوكية العصبية لصيام رمضان لدى الأولاد في مرحلة ما قبل المراهقة والمراهقة، إلى أنه مقابل زيادة الأداء في مهام الذاكرة العاملة من حيث السعة والقدرة على التخطيط، كان هناك انخفاض ملحوظ في مستويات الهيموغلوبين ومصل الحديد بحلول الأسبوع الرابع من الصيام، لدى الصائمين من الأطفال في مرحلة ما قبل المراهقة، بينما كان الوضع جيدا للأطفال في مرحلة المراهقة، ما يتطلب الحيطة، ومراجعة الحالة الصحية للطفل، ونسب الحديد لديه، مع متابعة المؤشرات الخاصة به إن كان لا يزال بعد في مرحلة ما قبل المراهقة. يُنصح بتخفيض الواجبات الدراسية وممارسة الرياضة خلال الأسبوعين الأولين في صيام الأطفال (شترستوك) الإصابة بمرض السكري، ففي الوقت الذي يحرص فيه العديد من الأطفال والمراهقين المصابين بمرض السكري، من النوع الأول، على صيام شهر رمضان، ويستطيعون بالفعل صيام عدد كبير من الأيام، إلا أن السيطرة على نسبة السكر في الدم خلال بقية أيام الشهر، وأيضا خلال عيد الفطر تتدهور، ما يتطلب متابعة طبية دقيقة. ممارسة الرياضة أثناء الصيام، قد يكون لها أثر سلبي على الأطفال الصغار، حيث يفضل أن يمارس الأطفال الرياضة عقب الإفطار في حالة الصيام، وبحسب دراسة حول آثار الصيام على قدرة الأطفال على العدْو، تبين أنه يمكن للطفل أن يستعيد نشاطه الرياضي بالنهار عقب مرور أسبوعين، على الأقل. عدد ساعات نوم الطفل، فمع حلول شهر رمضان، وتغير مواعيد الوجبات، تضطرب الساعة البيولوجية لدى الكثير من الأطفال، وهو الأثر الذي تناولته دراسة أشارت إلى أنه في بعض الأحيان ينخفض انتباه الطلبة بسبب اضطراب أنماط النوم خلال شهر رمضان، وهو ما يمكن تلافيه عبر ضبط عدد ساعات النوم، وأوقاته.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات السن المناسبة صیام الأطفال الصیام على شهر رمضان أن الصیام فی مرحلة إلى أن

إقرأ أيضاً:

وسيلة للتواصل الاجتماعي.. التطبيقات الذكية تعزّز روحانيات الشهر الفضيل

خولة علي (أبوظبي) 
مع قدوم شهر رمضان الفضيل، تتضح الحاجة إلى استثماره في غرس القيم الدينية والروحية في نفوس الأطفال، خاصة في ظل عصرنا الرقمي الذي يتيح وسائل تعليمية مبتكرة، وتعد التطبيقات الذكية من أبرز الأدوات التي تسهم في تعليم الأطفال القيم الرمضانية مثل الصيام، الصبر، والتكافل الاجتماعي، بأسلوب يجمع بين التعلم والترفيه، ضمن تجربة ممتعة وشاملة، مما يساعد الأطفال على فهم جوهر الشهر الكريم وترجمته إلى سلوكيات عملية في حياتهم اليومية.

أبرز التطبيقات
تشير خلود الحبسي، مدربة معتمدة في مجال الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، قائلة «مع تطور التكنولوجيا، أصبحت التطبيقات الذكية وسيلة مبتكرة لتعليم الأطفال القيم الإسلامية ومبادئ الصيام بطريقة عصرية وشيّقة، حيث توفر هذه التطبيقات محتوى تفاعلياً يمزج بين التعليم والترفيه، مما يساعد الأطفال على فهم روحانية شهر رمضان ومدى أهمية الصيام وأجره العظيم».
وتلفت الحبسي، إلى أبرز التطبيقات التي تستهدف الطفل العربي، ومنها تطبيق «عدنان معلم القرآن» حيث يقدم محتوى تفاعلياً للأطفال يتضمن تعليم الأدعية والأخلاقيات المرتبطة بشهر رمضان بأسلوب ممتع وسهل، وهناك تطبيق «قصص الأطفال» ويضم مجموعة من القصص التربوية الإسلامية التي تعرّف الطفل بمفهوم الصيام وقيمه، مثل الصبر والتحمل والكرم، إلى جانب تطبيق «سلوكيات رمضان» الذي يساعد الأطفال على تعلم العادات الرمضانية الصحيحة من خلال ألعاب تفاعلية مثل تحديات الصيام وأوقات الإفطار، فضلاً عن تطبيق «تعليم الإسلام للأطفال»، والذي يقدم دروساً بسيطة عن أركان الإسلام، بما فيها الصيام، مع رسوم متحركة وألعاب تناسب مختلف الأعمار. 

أخبار ذات صلة الحكام يواصلون استقبال المهنئين بشهر رمضان المبارك 180 ألف وجبة إفطار قدمها «الهلال» في مدينة أبوظبي وضواحيها

إرشاد وتوجيه
تساعد التطبيقات الذكية الأطفال على التعرف على القيم الدينية بطريقة تفاعلية ومشوقة، فهي تقدم المعلومات الدينية، كأحكام الصيام وآدابه، من خلال ألعاب تعليمية، مسابقات، وقصص قصيرة مدعومة بالصور والرسوم المتحركة، وفي هذا السياق، تقول فاطمة الظنحاني، أخصائية اجتماعية «هذه الأساليب من أنجح الطرق لتوصيل المعلومات للأطفال، لأنها تجمع بين الترفيه والتعليم، مما يساهم في زيادة إقبالهم على التعلم الديني بطريقة محببة وسهلة وممتعة»، وتشير إلى أن الأطفال يميلون بشكل كبير إلى المحتوى الذي يعتمد على الألوان الجذابة والأصوات التفاعلية، حيث تقدم التطبيقات القيم الدينية بأسلوب محبب وسهل الفهم، فعلى سبيل المثال، التطبيقات التي توفر تحديات يومية مرتبطة بالصيام أو تقدم مكافآت افتراضية عند استكمال المهام تشجع الأطفال على تطبيق ما يتعلمونه في حياتهم اليومية.
دور الأهل
وعن دور الأهل، تضيف الظنحاني «لا يمكننا الاعتماد كلياً على التكنولوجيا لتعليم الأطفال، فالأهل يلعبون دوراً كبيراً في اختيار التطبيقات المناسبة ومتابعة استخدامها، والتأكد من أن المحتوى يتماشى مع القيم الدينية الصحيحة، مع تشجيع أطفالهم على ترجمة ما تعلموه إلى سلوكيات عملية»، وتنصح الأهل بالمشاركة في الأنشطة التعليمية التي تقدمها هذه التطبيقات لتعزيز الروابط الأسرية وجعل عملية التعلم تجربة جماعية وممتعة.
تطبيق «رمضاني»
تشير سندية الزيودي (ولية أمر)، إلى أهم التطبيقات المناسبة للأطفال في تعلم المفاهيم والقيم الرمضانية، وأهمها تطبيق «رمضاني» (My Ramadan)، الذي يهدف إلى تحفيز الأطفال على الصيام وأداء العبادات الإسلامية خاصة صلاة التراويح وتلاوة القرآن، بالإضافة إلى تطبيق قصص الأنبياء للأطفال، والذي يتمتع بطريقة سهلة ومبسطة.
جذابة وملائمة للأطفال
تؤكد خلود الحبسي، أن التطبيقات الذكية تتميز بتوفير محتوى باللغة العربية مصحوباً بالرسوم التوضيحية والصوتيات، مما يجعلها جذابة وملائمة للأطفال، كما تسهم في تعزيز ارتباط الطفل بهويته الدينية وتعريفه بقيم الصيام بشكل تدريجي يناسب عمره وقدراته، مما يسهم في تربية جيل واعٍ بأصول دينه.

مقالات مشابهة

  • رئيس "القومى لثقافة الطفل" يكشف لـ "البوابة نيوز" استعدادات المركز للاحتفال بعيد الفطر
  • أحمد عبدالعليم لـ "البوابة نيوز": «ليالي رمضان» وجبة ثقافية تعزز روح الشهر الكريم
  • كيف تحمي طفلك الصغير من التسمم في المنزل؟
  • فعاليات للأطفال واليافعين على مسرح قصر الثقافة بحمص في الذكرى الـ 14 للثورة السورية
  • لحماية طفلك من التقلبات الجوية.. نصائح للوقاية من الالتهاب الرئوي
  • نصائح لصيام صحي وآمن للأطفال
  • طرق سهلة لـ تهدئة الطلاب من التوتر قبل الامتحانات
  • الهربس الفموي.. فيروس قد يُهدد طفلك بأعراض خطيرة (تحذير من تقبيل الرضع)
  • باحثون يحذرون: مثلجات "سلاش" ليست آمنة للأطفال دون 8 سنوات
  • وسيلة للتواصل الاجتماعي.. التطبيقات الذكية تعزّز روحانيات الشهر الفضيل