التدريس والمنهاج القائمان على المفاهيم: لغرف صفّيّة مفكّرة
تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT
الوحدة نيوز/متابعات:
نشرت «إصدارات ترشيد التربويّة»، حديثًا، كتابًا جديدًا بعنوان «التدريس والمنهاج القائمان على المفاهيم: لغرف صفّيّة مفكّرة»، تأليف كلٍّ من هـ لن إريكسون، ولويس أ. لاننغ، ورايتشل فرنش. ومن ترجمة هيفاء أبو النادي وعبد الله بيّاري، ومراجعة د. ريام كفري.
يتألّف الكتاب، وهو ثامن كتب «إصدارات ترشيد التربويّة»، من 352 صفحة من القطع المتوسّط، ضامًّا خمسة فصول، هي: الصفّ المدرسيّ المفكّر، وبنيتا المعرفة والعمليّة؛ وتصميم وحدات التدريس القائمة على المفاهيم، والتعلّم بالاستقصاء في الدروس القائمة على المفاهيم، والتقويمات الذاتيّة والمعلّم الناشئ المعتمد على المفاهيم.
«إصدارات ترشيد التربويّة» برنامج يهدف إلى نشر كتب متخصّصة في الحقل التربويّ العربيّ، وهو أحد برامج «ترشيد» الّتي أنشأها «المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات»؛ لتقديم الدعم الفنّيّ للمبادرات والمنظّمات الّتي تساهم في تنفيذ الخطّة الوطنيّة لقطر لعام 2030، وذلك لزيادة فعاليّة الخدمات وضمان استدامتها، واستجابةً لمسيرة التطوّر والنموّ الّتي تمرّ بها دولة قطر بما يتماشى وتحقيق رؤية 2030.
تنشر فُسْحَة – ثقافيّة فلسطينيّة مقدّمة كتاب «التدريس والمنهاج القائمان على المفاهيم: لغرف صفّيّة مفكّرة» بالتعاون مع الناشر.
بات مفهوم التعقيد، في عالم مترابط عالميًّا، إطارًا للعديد من القضايا الاجتماعيّة والسياسيّة والبيئيّة اليوم؛ إذ تؤدّي المعتقدات والقيم الراسخة إلى زيادة حالات الاستقطاب والصراع، وتدفع الأيديولوجيّات المتصارعة باستمرار في هذا الاتّجاه، وذاك.
ويحمل المعلّمون عبء إعداد الطلّاب للعيش والعمل في هذا العالم التفاعليّ المعقّد. وبشكل حدسيّ، يدركون أنّ مساعدة الطلّاب على تعلّم استخدام عقولهم استخدامًا جيّدًا يجب أن يكون محورًا رئيسًا للتعليم، ولكن حتّى مع هذا الإدراك، فإنّهم يكافحون مع واقع التحدّيات التعليميّة:
1. كيف يمكنني تطوير العقول النقديّة والإبداعيّة والمفاهيميّة لدى الطلّاب، مع الاستمرار في تدريس المحتوى المطلوب؟
2. كيف يمكنني تلبية توقّعات المعايير الأكاديميّة، بالنظر إلى ضيق الوقت وتنوّع احتياجات الطلّاب؟
3. كيف يمكنني تصميم المناهج والتعليمات؛ لتطوير تفكير كلّ طالب وقدرته على حلّ المشكلات؟
4. أين يمكنني أن أجد الوقت والتدريب المهنيّ؛ لإعداد نفسي لمواجهة تعقيدات التدريس في القرن الحادي والعشرين؟
5. كيف يمكنني إيجاد الوقت للتخطيط الفعّال للتعليم والتعلّم؟
يقدّم هذا الكتاب العديد من الإجابات عن الأسئلة، ولكنّه يتطلّب تحوّلًا في التفكير في الطرائق التقليديّة للنظر في تصميم المناهج الدراسيّة والبيداغوجيا؛ إذ يتطلّب تحوّلًا نحو النموذج الّذي نسمّيه ’التدريس والمنهاج القائمان على المفاهيم‘ أو (CBCI). ترتكز الأفكار الواردة في هذا الكتاب على العلوم المعرفيّة ونظريّة التعلّم والتحليل المنطقيّ لما ينجح في التدريس والتعلّم. ولقد أتاحت رحلاتنا التعليميّة فرصًا لتدريس ما ينجح في التدريس والتعلّم، وتقويمه وتصميمه وتوليفه. وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، ركّز عملنا بشكل مكثّف على تصميم التدريس والمنهاج على جميع المستويات، وفي جميع الموادّ. نشارك في هذا الكتاب فهمنا للتدريس والمنهاج اللذين استقيناهما من رحلاتنا. وليست هذه الأفكار صيحات ركيكة، أو تأمّلات خياليّة. إنّها رؤًى أعمق في البنى المتأصّلة للمعرفة والعمليّة المعرفيّة، وفي العلاقات ما بين تصميم المناهج والتعليم وتطوير الذكاء.
قدّم هذا الكتاب العديد من الإجابات عن الأسئلة، ولكنّه يتطلّب تحوّلًا في التفكير في الطرائق التقليديّة للنظر في تصميم المناهج الدراسيّة والبيداغوجيا…
تلخّص النتائج الستّ الآتية الحكمة ممّا سبق. وأمّا الأولى منها فهي المحور الأساسيّ لهذا الكتاب:
1. مفتاح التطوّر الفكريّ هو التفاعل التآزريّ بين مستويات التفكير الواقعيّة والمفاهيميّة؛ إذ يشير التآزر إلى تفاعل يكون فيه تأثير المجموع أكبر من أيّ عامل يعمل بمفرده. تخفق نماذج المناهج التقليديّة عمومًا في إنشاء هذا التآزر الفكريّ بشكل منهجيّ. فعندما تتطلّب المناهج والتعليمات من الطلّاب معالجة المعلومات والعمليّات الواقعيّة؛ من خلال المستوى المفاهيميّ للتفكير، يُظهر الطلّاب تمسّكًا أكبر بتعلّمهم، ومستويات أعمق من الفهم، وزيادة الدافع إلى دراساتهم.
2. تخفق نماذج تصميم المناهج التقليديّة في توفير بنية مفاهيميّة قويّة لقاعدة المعلومات؛ فالنتيجة التعليميّة هي نموذج التغطية المنهجيّة، الّذي يشجّع التدريس والتعلّم السطحيّين معرفيًّا.
3. كلّ تخصّص له بنية مفاهيميّة متأصّلة. ومع توسّع قاعدة المعلومات، تصبح هذه الهياكل المفاهيميّة ذات أهمّيّة متزايدة لتصميم المعلومات الواردة وفرزها ومعالجتها. وكلّما زادت كمّيّة المعلومات الواقعيّة، زادت الحاجة إلى الارتقاء إلى مستوًى أعلى من التجريد؛ لتنظيم تلك المعلومات ومعالجتها.
4. بالإضافة إلى المعرفة والمهارات المرتبطة بالمحتوى المحدّد، يحتاج المنهاج إلى توضيح المفاهيم المهمّة والتصوّرات المفاهيميّة لكلّ مستوًى صفّيّ معيّن، ولكلّ تخصّص؛ فهذه العبارات هي الأفكار الأساسيّة الّتي يجب على الطلّاب فهمها على مستوًى أعمق. المعرفة الواقعيّة والمهارات ذات المستوى الأدنى هي ما يجب أن يعرفه الطلّاب، وأن يكونوا قادرين على القيام به من أجل وصف المفاهيم الأعمق، أو مناقشتها، أو شرحها، أو تحليلها. ولا يمكن للمرء أن يدرك على المستوى المفاهيميّ من دون معرفة الحقائق والوقائع، واكتساب المهارات اللازمة لتلك المعرفة. ولكن يجب أن يكون هناك تآزر بين مستويات التفكير الدنيا والعليا، إذا أردنا تطوير الذكاء بشكل منهجيّ.
5. يحدث نقل الفهم على المستوى المفاهيميّ؛ إذ تسمح التعميمات والمبادئ المدعومة بالحقائق والمهارات للطلّاب برؤية الأنماط، وإجراء روابط بين أمثلة جديدة للمفهوم نفسه والتصوّرات المفاهيميّة نفسها، الّتي جرى تعلّمها سابقًا.
6. غالبًا ما يتساءل المعلّمون عن سبب دخول الأطفال إلى المدرسة متعلّمين متحمّسين للتعلّم، ومتحفّزين، ولكن يصبح من الصعب تحفيزهم مع انتقالهم إلى ما بعد الصفّ الثالث. هل يمكن أن تكون هناك علاقة عكسيّة بين توسيع قاعدة الحقائق من خلال مستويات الصفّ، ومشاركة العقل الشخصيّ والمفاهيميّ للطفل؟ يمكن لنموذج التدريس والمنهاج القائمين على المفاهيم أن يخفّف من هذه المشكلة؛ من خلال ضمان بقاء عقل الطالب منخرطًا في زيادة قاعدة الحقائق، من خلال مستويات الصفّ.
ويُعَدّ منهج الصفّ الابتدائيّ المبكّر مفاهيميًّا أكثر بكثير من كونه واقعيًّا؛ إذ بينما يدعو المعلّمون الأطفال إلى وضع عقولهم وقلوبهم وأيديهم؛ للعمل على فهم مفاهيم مثل الألوان والطقس والأسرة والحكايات الخياليّة والأرقام، يجلب هؤلاء الأطفال فكرهم الشخصيّ إلى المهامّ في أثناء تعاونهم وإنتاجهم، وحلّ المشكلات.
وبينما يشعر كلّ طفل بالبهجة الشخصيّة لاستخدام عقله استخدامًا جيّدًا، يحبّ جوي التعلّم لأنّه يستخدم عقله، ولكنّه يتحرّك عبر الدرجات، وهناك يحدث شيء ما. ثمّة تحوّل دقيق من إشراك عقل جوي المفاهيميّ إلى تغطية المجموعة المتزايدة من المحتوى الواقعيّ، بشكل يكاد يكون غير محسوس تقريبًا. في البداية، يبدأ جوي بفقدان الاهتمام بالتعلّم، فيظنّ المعلّمون حينذاك أنّ ألعاب الفيديو والبرامج التلفزيونيّة الصوتيّة هي الّتي تخلق فقدان المبالاة في الفصول الدراسيّة. ومع زيادة حجم ما هو واقعيّ، وأيضًا ما هو مهاريّ، تقلّ المشاركة الفكريّة المفاهيميّة، وما يترتّب على ذلك من دافع إلى التعلّم في نماذج المناهج التقليديّة. ولكن يمكن للمدرّسين حلّ مشكلة التصميم هذه باستخدام التدريس والمنهاج القائمين على المفاهيم.
نحن نعيش في عصر يطرح مشكلات معقّدة على الجبهات البيئيّة والاجتماعيّة والسياسيّة. وتتطلّب الاستجابات الفعّالة لهذه المشكلات أن تقوم العلاقات بالتحليل والتجريد والتصوّر والتنبّؤ والتعاون والتخطيط والتصرّف بمسؤوليّة؛ إذ يتعرّض المواطنون باستمرار إلى وابل من التقارير الإعلاميّة المقنعة، الّتي تستخدم الكلمات والصور لتقديم وجهات نظر معيّنة. ويغدو حينها تعلّم كيفيّة النظر في جوانب متعدّدة من قضيّة ما، وطرح أسئلة توضيحيّة، وتحدّي الحجج المتحيّزة أو غير الصحيحة أو غير المدعومة بشكل متساوٍ، أكثر من مجرّد ’مهارات لطيفة‘؛ إنّها مهارات أساسيّة للعيش في القرن الحادي والعشرين، وحلّ المشكلات.
يركّز هذا الإصدار تركيزًا خاصًّا على دعم المعلّمين، في الصفوف من مرحلة ما قبل المدرسة حتّى المدرسة الثانويّة، في أثناء استمرارهم في رحلاتهم القائمة على المفاهيم. إضافة مهمّة إلى هذا الكتاب هي بنية تلك العمليّة للأستاذة لويس لاننغ، الّتي تُعَدّ مجرّد تكملة لبنية المعرفة. بنية العمليّة تتطرّق إلى التخصّصات المبنيّة على العمليّاتيّة، من نماذجها: فنون اللغة الإنجليزيّة، ولغات العالم، والفنون البصريّة والمسرحيّة، والموسيقى.
ركّز هذا الإصدار تركيزًا خاصًّا على دعم المعلّمين، في الصفوف من مرحلة ما قبل المدرسة حتّى المدرسة الثانويّة، في أثناء استمرارهم في رحلاتهم القائمة على المفاهيم….
تدعم كتابات القادة التربويّين والباحثين، مثل رون ريتشهارت وليندا إلدر وريتشارد بول وكارول توملينسون، أنماط التفكير المحدثة في هذا الكتاب؛ إذ يوفّر هذا الكتاب مجموعة مفصّلة من خطوات تصميم الوحدة، والوحدات النموذجيّة للمعلّمين هي نماذج لنقل (CBCI) إلى فصولهم الدراسيّة.
يعزّز فصل التعلّم الاستقصائيّ في تخطيط الدروس العلاقة الوثيقة بين التعليم القائم على المفاهيم والتعلّم من خلال البحث. ويُشرك التدريس الاستقرائيّ الطلّاب في عمليّة الاستقصاء؛ لكونها واحدة من الإستراتيجيّات المهمّة للوصول إلى التصوّرات المفاهيميّة. ويجري تضمين خطط الدروس في الفصل الّذي يوضّح كيفيّة معالجة الصعوبات الشائعة، الّتي تواجه المعلّمين عندما يستعدّون للتعليم والتعلّم القائمين على الاستقصاء.
يناقش الفصل الأخير مواقف المعلّمين ومعتقداتهم في أثناء عمليّة التغيير. على حين أنّ أربعة نماذج – طوّرها لويس لاننغ – تساعد المعلّمين على التقويم الذاتيّ لرحلاتهم لكونهم معلّمين مبتدئين متوسّطين، إلى معلّمين متمرّسين، في التعليم على أساس مفاهيميّ. توفّر نماذج التقويم معايير واضحة لتقويم “فهم نهج التدريس والمنهاج القائمين على المفاهيم”، و”تخطيط الوحدة القائم على المفاهيم”، و”تخطيط الدروس القائم على المفاهيم”، و”التدريس القائم على المفاهيم”.
ويحتوي الإصدار على العديد من الأمثلة الجديدة والمفصّلة؛ لمساعدة المعلّمين على القراءة ذات المعنى، ووضع التصاميم موضع التنفيذ، ويساعدنا فهمنا في تطوّره على شرح الأفكار المعقّدة بوضوح أكبر للقارئ.
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي القائمین على المفاهیمی ة ة المعلومات کیف یمکننی التقلیدی ة هذا الکتاب الواقعی ة الدراسی ة المعل مین والتعل م فی أثناء مین على من خلال التعل م فی هذا
إقرأ أيضاً:
"معرض الكتاب" يرفض التهجير
كعادة كل دورة لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، الحدث الثقافى الأهم والمؤثر فى المشهد الثقافى والفكرى العربى، يحل الكيان الصهيونى «إسرائيل» كضيف ثقيل غير مرغوب فيه على فعاليات المعرض وأنشطته، ويشارك الجميع بتفعيل قاعدة المواجهة الذهبية «اعرف عدوك»، حيث يتم إصدار عشرات الكتب لباحثين وكتاب عرب يقدمون قضية الصراع العربى الإسرائيلى بألف زاوية من الحقيقة والتحليل، متوقعين زوال هذا الكيان الطفيلى وطرده خارج الجسد العربى، كما تقام أيضاً عشرات الندوات لمحاربين قدامى شاركوا فى حرب الأستنزاف ونصر أكتوبر المجيد 1973، مستعرضين كواليس الأستعداد العسكرى والنفسى لتلك الأيام المجيدة فى تاريخ الأمة المصرية والعربية.
دعوات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء والأردن، فرضت نفسها وبقوة على أنشطة المعرض هذا العام، حيث أكد اللواء أركان حرب وائل ربيع، مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بالأكاديمية العسكرية المصرية، فى ندوة عقدتها تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، بعنوان «بؤر الصراع الإقليمى ومخاطر الأمن القومى المصرى»، إن الوصول إلى مرحلة وقف إطلاق النار جاءت بعدما فشلت إسرائيل فى تنفيذ مخططها بضرب البنية التحتية الأساسية لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، مضيفاً أن مصر هى الدولة الوحيدة التى ساندت قطاع غزة والتحركات الدبلوماسية كانت على مستوى عالٍ.
وأوضح أن النقطة الأغرب كانت جحود أمريكا والغرب فهم لم يشاهدوا أى دليل على الإبادات الجماعية للفلسطينيين، رغم كل ما كان يحدث، لذلك تركوا المجال لإسرائيل لتفعل ما تشاء، مضيفاً أن المبادرة التى على أساسها تم وقف إطلاق النيران كانت من مصر حيث قدمتها فى مارس وفى مايو من العام الماضى.
وتابع: مصر كان لها باع طويل من الدبلوماسية مع قطر وأمريكا فى توقيع هذا الاتفاق والمحاور المصرى ذكى جداً، حيث أصرت ومصر على انسحاب إسرائيل من محور صلاح الدين.
وأضاف أن الرئيس الأمريكى جو بايدن ادعى أنه هو من أقام هذا الاتفاق ولم توافق عليه إسرائيل، موضحاً أن إسرائيل وصلت لمرحلة لم تستطع معها اتخاذ أى قرار استراتيجى، ولا يردعها إلا حروب الاستنزاف، لذلك الهدنة ستستمر لأن إسرائيل لن تتحمل حرب استنزاف مرة أخرى فى غزة لأنها أنهكت فى غزة ولبنان.
وواصل: القضية الفلسطينية لمصر قضية أمن قومى، والمستقبل ليس جيداً لأن إسرائيل لم تعرف العيش فى استقرار وتحل الأزمات بأزمات، لذلك يجب أن تتماسك الجبهة الداخلية للحفاظ على بلدنا فالجيش المصرى له طبيعة مختلفة عن جيوش المنطقة بالكامل.
وأكد اللواء أيمن عبدالمحسن، المتخصص فى الشأن العسكرى والاستراتيجى، أن منطقة الشرق الأوسط تعيش فى دوامة من الصراعات المتشابكة، موضحاً أن الصراعات فى المنطقة ستمتد، لذلك فتواجد الجيش المصرى فى سيناء حق مشروع ومعلن لإسرائيل بما لا يخالف معاهدة السلام، موضحاً أن العلاقات المصرية الأمريكية استراتيجية وممتدة ولكن هذا لا يمنع أن يكون هناك مناوشات وموضوع المساعدات ثانوى بالنسبة لمصر، والدولة المصرية هى دولة مؤسسات ومصر أعلنت بشكل رسمى التزامها بمسئوليات تجاه المنطقة ولن تترك الساحة لدول غير عربية للتدخل.
من جانبه، قال النائب طارق الخولى، وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن مصر هى المعضلة الرئيسية فى وجه إسرائيل، فالجيش المصرى جيش الدولة المصرية، وفى عز الحرب والمماطلة استطاعت مصر إدخال المساعدات إلى الفلسطينيين.
وأشار إلى أن هناك مماطلة حقيقية فى إقامة الدولة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية الحالية هى الأكثر تطرفاً، مضيفاً أنه مع الإدارة الأمريكية الجديدة سنجد إحياء لعملية التطبيع.
مؤكداً أن مصر مارست الصبر الاستراتيجى مع غزة وخسرت نحو 7 مليارات دولار كانت تدخل لقناة السويس، وأمريكا تستفيد بعلاقتها بمصر أكبر من استفادة مصر من أمريكا ولا يمكن الاستغناء عن مصر.
وأشار السفير حازم خيرت، مساعد وزير الخارجية السابق وسفير مصر فى سوريا وإسرائيل سابقاً، إلى أنه فى منتصف التسعينات نظمت كوندليزا رايس مؤتمراً مع بعض السفراء فى أمريكا وتحدثت عن خطة الفوضى الخلاقة وهى كانت رسالة لاقت فى حينها معارضة، مضيفاً أن الخطة لم تطبق وقتها إلى أن جاء الربيع العربى وكان التفكير على أن يكون شرق أوسط جديد.
وتابع: منذ أن كنت سفيراً فى إسرائيل كانت هناك خططاً لتقسيم الدول وكل ما يحدث مدبر ولكن طوفان الأقصى عليه علامات استفهام، الفلسطينيين وصلوا لمرحلة الذروة وكنت أتوقع انتفاضة منهم والولايات المتحدة الأمريكية لن تكون منصفة ودائماً تنحاز لإسرائيل.
أيضاً شهدت قاعة «فكر وإبداع» فى أول أيام معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ56، ندوة لمناقشة كتاب «الجولة العربية الإسرائيلية الرابعة 1973: رصد ودراسة، الإعداد والتحضير ومعالم إدارة الحرب»، من إعداد اللواء محمود محمد طلحة، ناقش الكتاب كل من اللواء أركان حرب على الببلاوى، واللواء أركان حرب محمد هلال.
فى بداية الندوة، حرص اللواء على الببلاوى، الذى أدار الندوة، على التعريف بشخصية اللواء محمود محمد طلحة، موضحاً أنه من مواليد عام 1942، واستعرض مسيرته العسكرية التى بدأت بتولى فصيلة كتيبة الصاعقة وتدرجه فى المناصب العسكرية المختلفة.
كما تناول الببلاوى الدراسات التى حصل عليها طلحة فى كلية قادة الحرب العليا وفى الأمم المتحدة، مؤكداً أهمية دوره فى وزارة الأركان والمهام التى تولاها فى مجالات الخرائط والخطط العسكرية.
وأضاف: «اللواء طلحة دائماً يقدم نفسه بأنه ضابط صاعقة، وفى تقديرى أن هذا الكتاب يعد موسوعة ومرجعاً عسكرياً لكل المدنيين والعسكريين».
من ناحيته، قال اللواء أركان حرب محمد هلال: «على الرغم من صدور العديد من الكتب والمذكرات عن حرب أكتوبر 1973، إلا أن كتاب «الجولة العربية الإسرائيلية» تطرق للعديد من التفاصيل والوثائق التى لم يتناولها أحد من قبل، موضحاً الكتاب يتناول أدق تفاصيل المعارك العسكرية من زوايا جديدة، وأطالب بضم هذا الكتاب إلى لجنة الوثائق بالقوات المسلحة».
وذكر هلال، أن الكتاب يتألف من 6 أبواب و21 فصلاً، حيث استعرض فى الباب الأول خلفية تاريخية لنشأة الصراع العربى الإسرائيلى، مع شرح الموقف الإقليمى والدولى قبل حرب أكتوبر، مقدماً معلومات من وجهة النظر الإسرائيلية.
كما تناول الكتاب فى الباب الثانى العقيدة المصرية فى ذلك الوقت والصراع المسلح فى فترة حرب الاستنزاف، واستعرض بشكل مفصل ذكريات هذه الحرب. فى الباب الرابع، تناول الكتاب فترة الإعداد لحرب أكتوبر والجهود التى بذلتها الدولة المصرية، بينما خصص الباب الخامس للموقف الاستراتيجى ومعالم اتخاذ قرار الحرب على المستوى العسكرى.
وتحدث مؤلف الكتاب، اللواء محمود محمد طلحة، عن فكرة الكتاب والموضوعات المختلفة التى تناولها، حيث بدأ حديثه بعرض مقولة الجنرال ديفيد اليعازر، رئيس أركان الجيش الإسرائيلى أثناء فترة الحرب، الذى قال: «حرب أكتوبر تختلف عن كل الحروب، وكانت المبادأة دائماً فى أيدينا وكان التحرك بالنسبة لنا أمراً سهلاً، لأننا نحن الذين كنا نهاجم».
وأضاف اللواء طلحة: «مصر استعادت سيناء كاملة فى هذه الحرب»، مشيراً إلى أن هذا الكتاب يكشف الكثير عن تفاصيل الحرب.
كما تساءل طلحة عن «ما هى سيناء ولماذا سميت بهذا الاسم؟»، موضحاً عبر شاشة العرض حدود سيناء الدولية وأهمية المنطقة، مستعرضاً أفكار المفكر الكبير الدكتور جمال حمدان، الذى ألف كتاباً عن استراتيجية سيناء. وأضاف طلحة: «الذهنية الإسرائيلية مشبعة بالفكر التوسعى، وأنه قائم ومستمر».
واستعرض طلحة أيضاً تفاصيل حرب الاستنزاف والعدوان الثلاثى على مصر، مشيراً إلى محاولات إسرائيل ضم سيناء إليها.
وقال إن الإسرائيليين كانوا يشيعون فى العالم أن سيناء ليست مصرية، مؤكداً أن فكرة الإسرائيليين للتمسك بسيناء وقناة السويس كانت فكرة صهيونية تهدف إلى إقناع العالم بذلك.
وفى ختام حديثه، عرض طلحة منشورات وبيانات عبر شاشة العرض لشرح سيناء فى الفكر الإسرائيلى، مميزاً بين المنظور العسكرى الإسرائيلى وسيناء من الناحية الجغرافية.
وأوضح طلحة مميزات سيناء بالنسبة للإسرائيليين، مثل عمقها البالغ 240 كم والمراكز السكانية الإسرائيلية، بالإضافة إلى الساحل الشرقى لخليج السويس وامتداد الحدود المصرية على البحر الأحمر.
واختتم اللواء طلحة الندوة بعرض خلاصة الموقف الإسرائيلى فى تلك الفترة، مؤكداً عدم التخلى عن أى جزء من سيناء، واستمرار حالة السلم والحرب، والنظرة المتدنية للجيوش العربية، مع الإشارة إلى بناء إسرائيل لأقوى خط دفاع حصين.
وعلى الرغم من عدم المشاركة الرسمية لإسرائيل على مدار تاريخ معرض القاهرة الدولى للكتاب سوى مرتين انتهوا بفشلها الذريع فى التواجد وسط احتجاجات شعبية بعدم أستضافتها، غير أن لها حضوراً على رفوف المكتبات داخل المعرض.
وفى دورات معرض الكتاب السابقة وإلى الآن هناك كتب تاريخية وتحقيقات عن زعماء إسرائيل والصراع العربى الإسرائيلى، إضافة إلى تراجم قليلة معظمها للكاتب والمترجم عمر زكريا خليل الذى طرح ترجمة «معبر مندلباوم» للكاتبة داليا كوهين قنوهل، والطبعة الثانية لكتاب «ألف ليلة دوت كوم» لمحلل الشئون العربية جاكى حوجى، والطبعة الثانية لكتاب «بين القاهرة والقدس» للسفير الإسرائيلى الأسبق دافيد سلطان. وكذلك تواجدت فى المعرض ترجمة كتاب «اليهود العرب: قراءة ما بعد كولونيالية فى القومية والديانة والإثنية» لمؤلفه يهودا شنهاف.
وأغلب المؤلفات تتعلق بشئون سياسية وعسكرية فيما تغلب على كتب زكريا الثقافة الإسرائيلية التى يمكنها أن تكون خير جسر لتعرف الجانب المصرى على الجانب الإسرائيلى وثقافته وطريقة تفكيره بدون وكلاء يشرحون له الواقع من منظورهم.
كتاب «المتاحف والصراع الفلسطينى الإسرائيلى على هوية القدس الثقافية المعاصرة»، عنوان إحدى الإصدارات التى تشارك بها دار روافد للنشر، فى الدورة السادسة والخمسين، لمعرض القاهرة الدولى للكتاب 2025.
والكتاب من تأليف الباحثة الفلسطينية، نسب أديب حسين، ومن خلال الكتاب تتناول مؤلفته ميدان آخر، من ميادين الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، ألا وهو المتاحف والصراع على هوية القدس الثقافية المعاصرة.
وفى كلمة الناشر التى جاءت على الغلاف الأخير للكتاب نقرأ: هذا ميدان آخر من الميادين المهمة فى الصراع الفلسطينى الإسرائيلى. يحاول هذا الكتاب إبراز أهمية الدور الثقافى فى الحفاظ على الهوية الثقافية للقدس، مبيناً دور المتاحف كأداة ثقافية تشكل مواقع مهمة، لحفظ تاريخ وموروث الشعوب وتقديم رواياتها.
يقدم كتاب المتاحف والصراع الفلسطينى الإسرائيلى، نبذة عن التاريخ الثقافى لمدينة القدس منذ العهد الأخير للحكم العثمانى وحتى اليوم، لتشكل خلفية معرفية للقارئ تساعده فى فهم التحريف الذى تطرحه الرواية الإسرائيلية، كما يسلط الضوء على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلى على الحياة الثقافية فى المدينة، ويبين الخطر الذى يحدق بها. ساعياً إلى الإجابة على السؤال التالى: ما هو دور المتاحف فى الصراع الفلسطينى الإسرائيلى على هوية القدس الثقافية المعاصرة؟.
أيضاً صدر كتاب «الفترة الصحيحة لبنى إسرائيل فى مصر» للباحث مصطفى أحمد متولى الزياتى، وهو دراسة تاريخية توضح الفترة الصحيحة التى أقام خلالها بنو إسرائيل الأوائل فى مصر، وتحدد متى عاش النبى يوسف عليه السلام؟ ومن عاصر من الملوك؟، وكذلك الفراعين الذين عاصرهم النبى موسى عليه السلام، ومتى خرج بنو إسرائيل من مصر؟ ومكان غرق فرعون وجنوده، ومكان التيه الصحيح، وتصحح مفاهيم تاريخية وجغرافية مغلوطة، وتكشف أسراراً هام عن أحداث وشخصيات مرتبطة بتلك الفترة، وتفسر معانى بقيت مجهولة لقرون، وإثبات ذلك بالأدلة التاريخية والأثرية، والمصادر العلمية، وإثبات صدق ما جاء فى القرآن الكريم عن قصص بنى إسرائيل.
كما يشارك المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية فى فعاليات الدورة الـ56 من معرض القاهرة الدولى للكتاب، بكتاب “إسرائيل من الداخل” الذى يتناول النظام السياسى الإسرائيلى بكل تعقيداته، بالإضافة إلى نظرية الأمن والمؤسسة العسكرية.
ويتميز جناح المركز بتقديم مجموعة متنوعة من الإصدارات الحديثة التى تعكس الأنشطة البحثية الواسعة التى يقوم بها المركز فى مجالات السياسة، والأمن، والاقتصاد، والمجتمع، وغيرها. تناولت هذه الإصدارات قضايا مهمة مثل الأمن القومى، والتحديات الإقليمية والدولية، والتطورات الاقتصادية، والتحولات التكنولوجية.