موقع النيلين:
2025-07-05@17:07:08 GMT

كيف تطور شركتك؟

تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT


لطالما كان النقاش حول ما يصنع الإنسان.. أهو طبيعته أم بيئته أم كلاهما؟ nature vs nurture؟

‏والإنسان يتغير مع الوقت ولكن يبقى الارتباط بين طبيعته وبيئته وثيقاً بحيث إنه تغيّر بيئته يؤثر على طبيعته وتغيّر طبيعته يؤثر على بيئته ومحيطه. وعادة ما يتم النظر في هذه النقاشات إلى بيئة الإنسان الاجتماعية والعائلية بشكل خاص أكثر من النظر في بيئة عمله، رغم تأثير بيئة العمل الكبيرة عليه، حيث إنها قد تجعل الموظف النشيط في بداية عمله.

. محبطا، وقد تحول الموظف الكسول إلى موظف نشيط بعد أن يحتك بزملاء نشيطين ومجتهدين في مكان عمله.

إذاً، فإن طبيعة الإنسان مثل بيئته وبيئة عمله مهمة وكلاهما مرتبط ويؤثر في الآخر.

‏ولهذا تحرص الكثير من الشركات وخاصة الشركات العملاقة مثل ‫آبل وجوجل‬ ومتا وأمازون على أن توفر لموظفيها بيئة عمل مريحة وإبداعية أو مشجعة على الإبداع والجد في العمل.‬‬

‏وتتناول أيمي والس وايد كاتمل رئيس شركة بيكسار في كتابهما (شركة الإبداع) الحديث عن الإبداع وكيفية خلق بيئة عمل إبداعية للموظفين في شركة بيكسار.

‏ويقول إنه من أهم أسباب نجاح شركة بيكسار هو الحرص على خلق بيئة عمل إبداعية للموظفين بحيث إنه يكون لهم كامل الحرية في أن يتكلموا ويتناقشوا مع رؤسائهم دون أن يخافوا من تأنيب أو جزاء، وأنه يتم تزويدهم بكافة الموارد المادية والمعنوية بحيث إنهم إذا أرادوا أن يعملوا بحثا حول موضوع ما، ستتم إتاحة هذا البحث لهم فمثلاً في فيلم راتاتولي تم إرسال بعض الموظفين إلى فرنسا حتى يطلّعوا على عمل أفضل المطاعم الفرنسية هناك، ومن ثم يطبقونها في الفيلم.

‏ومن المواقف التي ذكراها في الكتاب، كانت بعد اندماج بيكسار مع ديزني حيث كانت بيئة العمل في ديزني أكثر بيروقراطية مما هي عليه في بيكسار، حيث كان الموظفون في ديزني يخافون من الحديث مع رؤسائهم بعكس ما كان عليه الوضع في بيكسار. بل إنه عندما زار ايد ديزني بعد الاندماج مع بيكسار انصدم عندما رأى مكاتب الموظفين خالية تقريباً من أي ممتلكات شخصية بعكس مكاتب الموظفين في بيكسار وعندما سأل أحد الموظفين عن السبب قيل له إنه قبل وصوله طلب منهم رؤساؤهم إزالة أي ممتلكات شخصية.

هذا الموقف ترك أثره مع ايد والذي كان يرى أن سببا من أسباب تدهور ديزني في السنوات التي سبقت اندماج بيكسار معهم هو بيئة العمل المثنية عن الإبداع بعكس بيئة العمل في بيكسار والتي تشجع على الحرية والإبداع والتعبير عن النفس، والذي ينعكس بدوره على الأفلام الناجحة التي ينتجونها في بيكسار.

كم بيئة عمل سامة قتلت الطموح في الموظفين؟ كم بيئة عمل غيرت الموظف وحولت إحباطه إلى نشاط واجتهاد؟ بيئة العمل مهمة بقدر أهمية العمل الذي يعمل عليه الموظفون، وعلى الرؤساء أن يعوا ذلك، وأن يوفروا بيئة عمل مريحة وجاذبة لموظفيهم، تشجعهم على الإبداع كما تشجعهم على العمل.

تطوير بيئة العمل يُطور العمل والموظف. تطوير بيئة العمل ليس رفاهية أو استزادة في العمل، بل هو اهتمام بالمستقبل، ونجاح للرؤساء والمرؤوسين، فليحرص الرؤساء على جعل بيئة العمل مريحة للمرؤوسين قبل أن يطلبوا منهم أن يعملوا لساعات أكثر أو أن يؤدوا عملاً أفضل، لأن بدون بيئة عمل جيدة ستكون النتائج مخيبة للأمل على الأغلب.

جواهر آل ثاني – الشرق القطرية

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: بیئة العمل بیئة عمل

إقرأ أيضاً:

في الإبداع وتلقيه والاستخلاص الإنساني

- عد واقرأ ما قرأته من قبل.

- .......................؟

- وشاهد ما أمكنك ما شاهدته من قبل ولا تقول قد فعلت من قبل. واقرأ ما كتب عن تلك الأعمال.

- ......................؟

يبدأ اختبار الإنسان للحياة منذ ولادته، بما يحسه المولود لحظة دخول العالم، إلا أنه قد قيل بأن الجنين قبل الولادة، يحسّ، ويتأثر خاصة بالموسيقى والصوت المنغّم. إذن الأصل هو الشعور من خلال الحواس، والعقل، فهو كما يحس فهو يفكّر. وتتطور حواسه واستخداماته له، كذلك يتطور تفكيره. ورغم أنه قد يصل إلى اكتمال ما في عمر معين بالنسبة للحواس والفكر، إلا أن الإنسان يستمر في تطوير الشعور والفكر، ويمكن أن نقيس ذلك علينا وفينا، ما دامت الصحة النفسية والعقلية.

إذن الإحساس بالحياة والتفكير فيها سابق على وصف ذلك؛ ومع عملية التعلم وتعرّض الطفل لما هو مواز للحياة من معارف وفنون، فإنه يبدأ بالتلقي حسب مرحلته العمرية، وبذلك يحدث الانفعال والتفاعل والتكوين. وخلال ذلك في الوقت الذي يتعرض لما هو جديد من المعرفة والفنون، فإنه يستمر في التعرّض لما كان يتعرّض له، كأن يشاهد الطفل مثلا دراما للأطفال مع أخيه الصغير، كان قد شاهدها من قبل عام أو أعوام.

من خلال هذا المثال، نستطيع الآن أن ندخل في صلب الموضوع وجوهره، في عالم الكبار، حين نجد أنفسنا جميعا متعرضين لمعارف وثقافات وفنون قديمة وجديدة.

وسنركّز هنا على تلقي الأدب والفن، لعلنا في قادم الأيام نخصص لكل جنس أدبي ونوع فني مقالا خاصا، كأن نناقش ذلك مثلا في عالم الشعر والرواية والسينما والمسرح.

وهنا نحن إزاء المتلقي، أي الجمهور القارئ مثلا أو المستمع والمشاهد. كذلك نحن إزاء المتلقي والمبدع في آن واحد.

أما المتلقي، فهو يتلقى ما تلقاه من قبل، وما يتلقاه جديدا. وهنا فإن اختباره للحياة، في كل مرحلة عمرية، يؤثر في رؤية ما رآه من قبل (الرؤيا القلبية)؛ فقراءته للنصوص المقدمة للصغار والكبار، كذلك الفنون، تجعله في الوعي واللاوعي يعيد التلقي من جديد، بمعنى تعرفه على ظواهر ما وتفسيرها من جديد. لذلك، فإن رؤيته لما يجدّ تكون مختلفة عما قبل، حيث إنه يرى العمل الجديد من خلال خبرتين في الحياة أولا وفي تلقي الأدب والفن ثانيا.

أما المتلقي-المبدع، فهو ذلك الإنسان الذي يجد نفسه في مرحلة معينة يترك مقعده من بين مقاعد الجمهور، ويقدم إبداعه للجمهور، لكنه بالطبع يتابع القراءة والاستماع والمشاهدة.

المبدع إنسان، والأدب والفن من الحياة أولا، فهو حين ينتج الأدب والفن، ويستمر في ذلك، فإن استمراره باختبار الحياة نفسها، واختبار الفنون المختلفة، يمنحه تطويرا لما يقدم من إبداع؛ فلا يستمر بإعادة نفسه، بل يتجدد ويجدد.

وهنا ربما نصل إلى تلقي الجمهور (بمن فيهم المبدعون) للإبداع خاصة في ظل وجود جمهور مثقف ذي ذائقة فنية وأدبية ووعي على الحياة وعلى الأدب والفن. إن العمل الأدبي والفني لا يقدم لمرة واحدة، وإلا لماذا قيل بخلود الروائع!

كل عمل أدبي وفني، له تاريخ الخاص، وتاريخنا معه، من قصيدة ونص أدبي وأغنية وفيلم ومسرحية. لذلك فإن مشاهدتنا فيلم سينمائي ظهر في عقد الثمانينيات، أي قبل أربعة عقود لمخرج معين، تجعلنا ننظر إلى تجربتنا حسب أعمارنا، فإن رأيناه تحت العشرين، فإننا نراه بعينين مختلفتين حين صرنا ثلاثينيين وأربعينيين، وفي جميع الأعمار حسب سنة الأساس، أي سنة المشاهدة الأولى. وحتى المخرج نفسه، يجد نفسه معنا كمشاهدين، فيرى عمله ضمن مراحله العمرية بشكل مختلف ومتطور، بحيث يدفعه ذلك إلى تطوير الفن شكلا ومضمونا.

هنا، سنصل معا إلى أن المتلقي قارئا ومشاهدا، يستطيع الاستفادة من الوعي الجديد في فهم ما مضى من إبداع، أما ما يتراكم من خبرات حياة وتذوق ووعي، فإنه يصبح أكثر تفاعلا إيجابيا مع ما يتعرض له، مكتسبا ما نشأ لديه من فكر نقديّ.

كذلك حال المبدع، الذي يرى ما أبدعه هو والآخرون، فإنه يحرص على التطوير، وعدم الاستمرار في إنتاج مضامين تقليدية بأشكال من جنسها.

إذن الوعي هو ما سيضمن تجديد كل من المتلقي والمبدع أيضا. وهو ما يجعل أمة مستمرة بالإبداع والوجود.

وهنا، سنصل جميعا لاستخلاص مهم ونبيل، وهو أننا جميعا نمر بمراحل من الوعي في الحياة والأدب والفن. لذلك فإن إعادة النظر والتفكير بهذا كله لا تنتج معرفة فقط، بل تقترح حيوات أخرى.

إنها الحياة الجديدة، والأدب الجديد، والفن كذلك، ومن هنا فإن وعي المنظومة على نفسها كمجتمع وحكومات، تستثمر في الحياة والمعرفة، حتى لا تستمر الأمم بعيشها التقليدي، بل إنها من وقت لآخر تقوم بضخ دماء جديدة في مختلف مواقع المعرفة والفعل.

أما المنظومات التقليدية التي يستفيد من وجودها كما هي حفنة من البشر، فإنهم يحاربون الجديد مطلقا، كونه يشكل خطرا عليها وأهلها. ذلك أن الخلاص لديها خلاص فرديّ لا خلاصا عاما.

لذلك، فإن ما مضى يشكل تفسيرا جيدا لقراءة مستوى الإبداع، ونظم الحكم، دون أن ننتبه بالطبع إلى الاستثناءات الإبداعية التي وجدت طريقها في وجود نظم قامعة للإبداع والمبدعين.

وماذا بعد؟

لسنا الأوائل، فقد مرّت هنا حضارات عظيمة، واختبر ناسها الحياة، وأبدعوا، ثم كان ما كان من فلسفة ونقد. وهنا في هذه المرحلة اللاحقة، التي تلت الإبداع والحياة بالطبع، صار للنقد دور في الرأي لأجل التطوير.

الوعي شرط الاستمرار، لذلك يشكل الوعي القادم من الأدب والفن قوة للمتلقي الواعي والفاعل، لتطوير تفكيره النقدي تجاه نفسه ومنظومة الحياة والمجتمع. وهنا فإن الساسة انقسموا إلى مستويات تجاه الوعي الفني، من مستوى متقدم يشجع الفن الراقي إلى مستوى يفضّل أن يكون الفن والأدب إلهاء للشعب لتمضية الوقت. وهنا ثمة علاقة بين الثقافة الرفيعة ونظم الحكم.

يكمن الاستخلاص الإنساني النبيل والحكيم في التطوير ومواكبة الحياة، ولنا هنا في بلادنا العربية أن نتأمل موقعنا من هذا كله والعالم وما يتحرك فيه. كلنا مجال للتطور، وللتعلم، بحيث نتعلم من الآخرين قبل أنفسنا. وتلك بداية لتحرير النفس أولا والجماعة، وذلك هو بداية الخلاص.

مقالات مشابهة

  • برواتب تصل لـ 8 آلاف جنيه.. شروط جديدة لتعيين الموظفين بالقطاع الخاص
  • "يُحسّن بيئة التعلم".. هولاندا تستمر في حظر الهواتف الذكية في المدارس
  • المنصات الرقمية تمكن بيئة الأعمال وترفع ثقة المستثمرين
  • للاحتفال بثورة 30 يونيو..عرائس ديزني يرسمون البهجة على وجوه الأطفال محاربين السرطان بالأقصر
  • عرائس ديزني يرسمون البهجة على وجوه الأطفال محاربي السرطان في شفاء الأورمان
  • «بيئة أبوظبي» تفوز بجائزة «لييد» الذهبية
  • فيلم في عز الضهر.. هل ينجح مينا مسعود في مصر بعد نجاحه في ديزني؟
  • في الإبداع وتلقيه والاستخلاص الإنساني
  • الأكبر في عُمان.. "جدارية الجرافيتي" بخصب تُوظِّف الإبداع لخدمة السياحة
  • برج السرطان.. حظك اليوم الخميس 3 يوليو 2025: تطور في العمل