يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص:

في مثل هذه الأيام يستعد اليمنيون لشهر رمضان المبارك، ليس فقط السكان بل التُجار ورجال الإغاثة فتمتلئ السفن في الموانئ اليمنية بالمواد الغذائية المستوردة.

لكن ذلك لم يحدث بَعد بسبب متغيرات في البحر الأحمر بعد هجمات الحوثيين على الشحن، والهجمات الأمريكية البريطانية المضادة، والتي تجعل انجراف البلاد نحو أزمة غذائية أمراً حتمياً كما تقول منظمات إغاثة وتجار وخبراء اقتصاد.

وتعتبر مدينة الحديدة رابع أكبر مُدن اليمن من حيث الكثافة السكانية، وكان الميناء الحيوي للبلاد يتعامل مع 80% من المساعدات التي تدخل اليمن في الشهر السابق لرمضان لكن مع فوضى البحر الأحمر يبدو أن المساعدات والبضائع تتضاءل مع توقف منظمات عن إرسال المساعدات أو تقليصها. وقال مستورد يمني لـ”يمن مونيتور”: إنها أسوأ الأعوام مع تردد السفن عن شحن بضائع إلى اليمن وارتفاع تكاليف الشحن.

وهو ما يعني صيام اليمنيين طوال النهار والجوع طوال الليل. وهو نهج يبدو أنه سيكون سائداً خلال رمضان هذا العام.

ومع عسكرة الحديدة من جديد، فقد اليمن أحد أهم شرايين الحياة الغذائية، وتعني الجولة الحالية من الصراع أن الشعب اليمني من المرجح أن يعاني من انعدام الأمن الغذائي أكثر من أي وقت مضى.

ووفقاً لبرنامج الأغذية العالمي، فإن أكثر من نصف سكان اليمن يعانون من مستويات الأزمة والطوارئ من انعدام الأمن الغذائي، بما في ذلك 2.2 مليون طفل يعانون من سوء التغذية و1.3 مليون أم حامل ومرضعة.

ومع تراجع المساعدات الإنسانية، وارتفاع الأسعار وتدهور الأمن، يتعرض عدد أكبر من الناس لخطر المجاعة وسوء التغذية أكثر من أي وقت مضى. وهذا لا يشكل ضغطاً على سوق المواد الغذائية التي تعاني بالفعل في اليمن فحسب، بل إن الخدمات الطبية تكافح للتعامل مع حالات سوء التغذية.

والأسبوع الماضي حذرت منظمات الإغاثة العاملة في اليمن من ارتفاع تكاليف الشحن وتأخير التسليم بسبب هجمات البحر الأحمر التي تشنها جماعة الحوثي والتي تهدد بتفاقم واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

 

تضييق على الإغاثة

وقال مسؤول إغاثة في صنعاء لـ”يمن مونيتور” إن منظمته تلقت اخطارات من منظمات تدعم مشاريع إغاثة في أوروبا بتوقف الدعم حتى إشعار آخر.

ولفت إلى أن الأمر مرتبط بالهجمات في البحر الأحمر، حيث أبلغت خارجيات الدول الأوروبية بوقف تمويل مشاريع إنسانية في مناطق سيطرة الحوثيين.

لكن مسؤولاً في منظمة أخرى قال لـ”يمن مونيتور” إن تساؤلات من المنظمات الموجودة في أوروبا حول علاقة المنظمة وموظفيها بالحوثيين وإن كان الحوثيون يحصلون على أي تمويل. مضيفاً: وعلى الرغم من أن منظمتنا بعيدة عن الحوثيين إلا أن مسؤولي الارتباط في تلك المنظمات أبلغونا أن المشروع الحالي قد يكون آخر مشروع حتى تتغير سياسة بلادهم.

في يناير/كانون الثاني منح الحوثيون الموظفين الأممين الأجانب 30 يوماً لمغادرة الأراضي الخاضعة لسيطرتهم. وزادت حملات الملاحقة من “المجلس الأعلى للإغاثة (سكشما)” للمنظمات في مناطق سيطرة الجماعة والحد من عملها والتضييق عن العاملين في قطاع الإغاثة.

وقال المسؤولان الإغاثيان إنهما تعرضا لاتهامات بالعمالة والخيانة وبيع أسرار البلاد للأجانب! وقال أحدهما: كانت هذه الاتهامات في فترات متباعدة في الماضي لكن الآن بشكل شبه يومي توجه لنا هذه الاتهامات.

 

أزمات تموينية قبل رمضان

من الناحية الاقتصادية يبدو الوضع أكثر سوءاً، إذ تصاعد الفوضى في البحر الأحمر أدى إلى ارتفاع تكاليف الشحن البحري وارتفاع أقساط التأمين.

ويقول الحوثيون إنهم يستهدفون السفن المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي الذي يشن عدواناً وحشياً على قطاع غزة. وساهمت هجمات الحوثيين وزيادة الوجود الأمريكي والغربي في البحر الأحمر لشن هجمات على الجماعة المسلحة منذ يناير الماضي في تحويل كثير من سفن طرقها بعيداً عن جنوب البحر الأحمر. ويقول خبراء الاقتصاد إنه رغم حديث الحوثيين عن استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل إلا أن تكاليف الشحن إلى اليمن ارتفعت ما يعني ارتفاع الأسعار بما في ذلك المواد الغذائية .

وقال المستورد في مناطق الحوثيين إن جبايات الجماعة وارتفاع الشحن، وضعف الحصول على العملة الصعبة أدت إلى مصاعب كبيرة للتجار والمستوردين، بما في ذلك التأمين الحكومي لخفض تكاليف الشحن.

وفشلت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في تأمين مبلغ 50 مليون دولار كوديعة تأمينية في نادي التأمين في لندن، سبق وتعهدت بها لخفض تكاليف الشحن البحري للسفن إلى الموانئ في المحافظات المحررة شرق وجنوب البلاد والتي ارتفعت خلال الحرب إلى 16 ضعفاً. فيما ارتفعت تكاليف الشحن إلى موانئ سيطرة الحوثيين منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وقال الباحث والصحافي الاقتصادي وفيق صالح لـ”يمن مونيتور”: لا شك أن تصاعد الصراع في البحر الأحمر وما نتج عنه من ارتفاع تكلفة الشحن البحري وارتفاع أقساط التأمين، إضافة إلى عزوف العديد من شركات الشحن عن العبور في البحر الأحمر وباب المندب،  له تأثيرات مباشرة على سلاسل الإمداد إلى الموانئ اليمنية، ويؤدي إلى حدوث اشكاليات كبيرة في آلية تدفق السلع والبضائع إلى السوق المحلية.

وعادة ما يسبق تجار اليمن شهر رمضان المبارك بزيادة نسبة الاستيراد للسلع والمواد الغذائية –يقول صالح- لذلك فإن “الأزمات الحاصلة الآن في سلاسل الإمداد إلى الموانئ اليمنية ، تضع اشكاليات وصعوبات أمام تدفق السلع”.

 

انهيار العملة ورواتب الموظفين

ويشير وفيق صالح إلى أن ذلك يعود “إلى ارتفاع تكلفة النقل البحري وبسبب عزوف عمالقة الشحن البحري عن العبور في البحر الأحمر وخليج عدن، هذا الأمر ينذر بحدوث اختناقات وأزمات تموينية ، في السوق المحلية بالإضافة إلى حدوث فوضى في أسعار السلع والبضائع”.

وقال إن على الحكومة المعترف بها دولياً والقطاع الخاص البحث عن حلول من الوقت الراهن، لهذه الأزمات المحتملة، و”ضمان عدم وقوع أي نقص في المواد الغذائية والسلع الأساسية خلال شهر رمضان في السوق المحلية، وبالشكل الذي يضمن استقرار الأسعار وعدم ارتفاعها”.

ولفت الباحث الاقتصادي إلى أن “مايثير المخاوف حقا أن هذه الأزمات المتفاقمة في سلاسل التوريد، تأتي بالتزامن مع انهيار قيمة العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية ، وهي إشكالية أخرى تواجه التجار والمستوردين، إذ أن الاضطراب المستمر في سعر الصرف، يقلص من حجم الاستيراد والإنتاج ويؤدي إلى ركود النشاط الاقتصادي بشكل عام”.

وإذا كان الموظفون الحكوميون في مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً يتسلمون رواتبهم والتي أصبحت أقل من 70$ في الشهر فإن الوضع في مناطق الحوثيين يبدو أكثر سوءاً معظم الموظفين الحكوميين في مناطق سيطرة الحوثيين لم يتسلموا رواتبهم منذ سنوات. وبعد 07 أكتوبر/تشرين الأول أصبح مطالبة الموظفين بأي مستحقات مالية جزء من دعاية الجماعة بانتمائهم للعدوان الأمريكي.

فأي رمضان ينتظر اليمنيين هذا العام؟!

يمن مونيتور11 فبراير، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام نتنياهو يقرّ بوجود "قطيعة" مع بايدن بسبب الحرب على غزة مقالات ذات صلة نتنياهو يقرّ بوجود “قطيعة” مع بايدن بسبب الحرب على غزة 11 فبراير، 2024 السعودية توْدع الدفعة الثانية لدعم موازنة اليمن بقيمة 250 مليون دولار 11 فبراير، 2024 “ملف الكهرباء” على طاولة رئيس الحكومة اليمنية الجديد 11 فبراير، 2024 الأهلي يتوج بلقب الدوري اليمني للمرة السابعة 11 فبراير، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية مسيرة حاشدة في تعز اليمنية احتفاءً بذكرى الثورة الشبابية (صور) 11 فبراير، 2024 الأخبار الرئيسية كيف تجرف فوضى البحر الأحمر وسلوك الحوثيين اليمنيين نحو أزمة غذائية قبل شهر رمضان المبارك؟! 11 فبراير، 2024 السعودية توْدع الدفعة الثانية لدعم موازنة اليمن بقيمة 250 مليون دولار 11 فبراير، 2024 “ملف الكهرباء” على طاولة رئيس الحكومة اليمنية الجديد 11 فبراير، 2024 مسيرة حاشدة في تعز اليمنية احتفاءً بذكرى الثورة الشبابية (صور) 11 فبراير، 2024 في ذكراها الـ13.. كيف تفاعل اليمنيون مع ثورة التغيير الشبابية السلمية؟ 11 فبراير، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 اخترنا لكم السعودية توْدع الدفعة الثانية لدعم موازنة اليمن بقيمة 250 مليون دولار 11 فبراير، 2024 “ملف الكهرباء” على طاولة رئيس الحكومة اليمنية الجديد 11 فبراير، 2024 مسيرة حاشدة في تعز اليمنية احتفاءً بذكرى الثورة الشبابية (صور) 11 فبراير، 2024 في ذكراها الـ13.. كيف تفاعل اليمنيون مع ثورة التغيير الشبابية السلمية؟ 11 فبراير، 2024 “العليمي” يطالب المبعوث الأممي بالتحقق من جدية الحوثيين في التعاطي مع جهود السلام 11 فبراير، 2024 الطقس صنعاء سماء صافية 17 ℃ 17º - 15º 61% 2.42 كيلومتر/ساعة 16℃ الأحد 22℃ الأثنين 22℃ الثلاثاء 23℃ الأربعاء 24℃ الخميس تصفح إيضاً كيف تجرف فوضى البحر الأحمر وسلوك الحوثيين اليمنيين نحو أزمة غذائية قبل شهر رمضان المبارك؟! 11 فبراير، 2024 نتنياهو يقرّ بوجود “قطيعة” مع بايدن بسبب الحرب على غزة 11 فبراير، 2024 الأقسام أخبار محلية 25٬724 غير مصنف 24٬149 الأخبار الرئيسية 12٬793 اخترنا لكم 6٬708 عربي ودولي 6٬112 رياضة 2٬125 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬020 كتابات خاصة 2٬008 منوعات 1٬842 مجتمع 1٬761 تراجم وتحليلات 1٬532 تقارير 1٬468 صحافة 1٬456 آراء ومواقف 1٬419 ميديا 1٬262 حقوق وحريات 1٬224 فكر وثقافة 846 تفاعل 762 فنون 461 الأرصاد 184 بورتريه 62 أخبار محلية 55 كاريكاتير 27 صورة وخبر 23 اخترنا لكم 7 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 أكثر المقالات تعليقاً 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 19 يوليو، 2022 تامر حسني يثير جدل المصريين وسخرية اليمنيين.. هل توجد دور سينما في اليمن! 27 سبتمبر، 2023 “الحوثي” يستفرد بالسلطة كليا في صنعاء ويعلن عن تغييرات لا تشمل شركائه من المؤتمر 27 سبتمبر، 2023 وفاة رجل الأعمال اليمني محمد حسن الكبوس 15 ديسمبر، 2021 الأمم المتحدة: نشعر بخيبة أمل إزاء استمرا الحوثي في اعتقال اثنين من موظفينا أخر التعليقات Fathi Ali Alfaqeeh

الهند عندها قوة نووية ماهي كبسة ولا برياني ولا سلته...

راي ااخر

ما بقى على الخم غير ممعوط الذنب ... لاي مكانه وصلنا يا عرب و...

رانيا محمد

عملية عسكري او سياسية اتمنى مراجعة النص الاول...

الصفحة العربية

انا لله وانا اليه راجعون ربنا يتقبله ويرحمه...

رانيا محمد

ان عملية الاحتقان الشعبي و القبلي الذين ينتمون اغلبيتهم الى...

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: مناطق سیطرة الحوثیین فوضى البحر الأحمر شهر رمضان المبارک الحکومة الیمنیة فی البحر الأحمر فی مناطق سیطرة لـ یمن مونیتور الشحن البحری تکالیف الشحن ملیون دولار فی الیمن أکثر من

إقرأ أيضاً:

معهد أمريكي: لماذا لا يستطيع الغرب هزيمة الحوثيين دون تأمين موانئ اليمن؟

لقد كان ميناء الحديدة شريان حياة للمتمردين الحوثيين في اليمن لفترة طويلة. وفي حين يتلقى الحوثيون أيضًا أسلحة إيرانية عبر طرق التهريب عبر عُمان، فإن الأسلحة الإيرانية الأكثر تطورًا تدخل عبر الحديدة.

 

يعرف الحوثيون أن الميناء هو شريان حياتهم، ويعملون بشكل استباقي لضمان بقائه في أيديهم. ومع تكثيف السعوديين والإماراتيين لحملتهم لدعم الحكومة المعترف بها دوليًا ضد الحوثيين، دخلت الدعاية الحوثية في حالة من النشاط المفرط، وتضخمت من خلال المنافذ القطرية مثل الجزيرة التي أعطت الأولوية في ذلك الوقت لعداء قطر للسعودية والإمارات على الحقيقة. تقبل التقدميون في كل من الحزب الديمقراطي واليساريين الأوروبيين ومعظم المجتمع الإنساني على ظاهره خطهم القائل بأن تكلفة إخراج الحوثيين من الحديدة ستكون باهظة للغاية بحيث لا يمكن تحملها، خاصة إذا أوقف عمليات الموانئ وتسليم المساعدات الإنسانية.

 

دخلت الأمم المتحدة التي سعت إلى إشراك الأطراف المختلفة في الصراع في حوار لتخفيف المعاناة الإنسانية. وقد بلغت هذه العملية ذروتها في ديسمبر/كانون الأول 2018 في ما يسمى باتفاقية ستوكهولم التي تطلبت من الحوثيين، من بين أحكام أخرى، السماح لطرف ثالث محايد بإدارة الميناء، ثم استخدام العائدات من الميناء لدفع رواتب القطاع العام. وقد فشل الحوثيون منذ البداية في الالتزام بالاتفاقية. وطالبوا الميناء بالحفاظ على موظفيه، مما أدى فعليا إلى خلق وضع تدفع فيه الأمم المتحدة رواتب الحوثيين.

 

كان نظام التفتيش الذي بدأته الأمم المتحدة هو نوع الحل الذي يعطي الأولوية للرمزية على الفعالية والذي تخصصت فيه الأمم المتحدة: يمكن للسفن أن تذهب إلى جيبوتي للتفتيش قبل التوجه إلى الحديدة. ويمكن للأمم المتحدة بعد ذلك أن تؤكد أن مفتشيها وجدوا فقط سلعا إنسانية على كل سفينة. ومع ذلك، كانت الثغرة هائلة: إذا اختارت السفن عدم الإبلاغ للمفتشين، فلا يزال بإمكانها الذهاب مباشرة إلى الحديدة وتفريغ إمداداتها - غالبًا الأسلحة وغيرها من المواد المهربة - إلى عمال الموانئ الحوثيين الذين ينقلونها بسرعة بعيدًا.

 

كان لاتفاقية ستوكهولم وظيفة أخرى. لقد وفرت ذريعة لتجنب العمل العسكري. ولكن إذا كان بوسع العالم أن يزعم أن الاتفاق حل مشكلة تهريب الأسلحة عبر الحديدة وحل النقص الإنساني، فإنه قد يتجنب معركة وشيكة.

 

لكن رعاة الحوثيين الإيرانيين سعوا إلى التأمين. فقبل اتفاق ديسمبر/كانون الأول 2018، بدت قوات الإمارات العربية المتحدة متجمعة للسيطرة على المدينة. وكان للإماراتيين قوات في جنوب اليمن، وقاعدة عسكرية في بربرة، أرض الصومال، وسفينة قيادة بحرية قريبة.

 

في مايو/أيار 2019، بينما كانت الإمارات العربية المتحدة تستعد للاستيلاء على ميناء الحديدة الرئيسي الذي يسيطر عليه الحوثيون في اليمن لتوجيه ضربة قاضية للمتمردين الحوثيين، قام عناصر يشتبه في أنهم من الحرس الثوري الإسلامي بتخريب أربع سفن في المياه الإماراتية باستخدام عبوات تحت الماء. وفي الشهر التالي، قام عناصر يشتبه في أنهم من الحرس الثوري الإسلامي بربط ألغام لاصقة بسفينتين، مملوكتين لشركة يابانية وأخرى نرويجية على التوالي. ولم تعترف أبو ظبي قط بالصلة بحادثة الألغام اللاصقة، ولكنها ألغت الهجوم على الحديدة في تتابع سريع وسحبت معظم قواتها من أرض الصومال القريبة.

 

في ديسمبر/كانون الأول 2015، حدد علي فدوي، رئيس الحرس الثوري الإسلامي - البحرية، خليج عدن على أنه ضمن الحدود الاستراتيجية لإيران. بالنسبة للإماراتيين، كانت الرسالة واضحة: قد لا يوافقون على الرؤية الاستراتيجية التوسعية لطهران، ولكن إذا ضربت الإمارات العربية المتحدة مصالح إيران في الحديدة، فإن إيران ستضرب الإمارات العربية المتحدة في خاصرتها.

 

بدلاً من إحلال السلام، أدى التلاعب بالحديدة إلى تمكين الحوثيين وتفاقم التهديد الذي يشكلونه على الشحن. إذا كانت الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر والشركاء الدوليين الآخرين جادين في إنهاء التهديد الحوثي، فيجب عليهم إنهاء الوهم بأن اتفاق ستوكهولم يعمل وسد الثغرة التي تجعل التفتيش طوعيًا في الأساس. وبدلاً من إرسال إشارات الفضيلة عسكريًا بدوريات بحرية غير فعالة كما فعلت إدارة بايدن، يجب على الولايات المتحدة وشركائها حصار الحديدة، والسماح فقط للسفن التي تخضع لعمليات تفتيش حقيقية بالمرور.

 

يجب وقف جميع المدفوعات لعمال الموانئ التابعين للحوثيين؛ إن الحوثيين لا يتمتعون بشعبية في الحديدة، وسيطرتهم ضعيفة، وسيطرتهم سوف تنهار في المدينة الساحلية بشكل أسرع من انهيار حكم بشار الأسد في حلب ودمشق خلال الهجوم الأخير لهيئة تحرير الشام.

 

إن الضوابط الإنسانية مشروعة، ولكن طائرات أوسبري المتمركزة مؤقتًا في مطار بربرة في أرض الصومال يمكنها إسقاط الإمدادات جوًا، تمامًا كما فعلت الولايات المتحدة للأكراد السوريين أثناء حصار كوباني.

 

يرفض دونالد ترامب الانتشار الأمريكي المطول، ولكن كما تظهر حالة رئيس فيلق القدس الراحل قاسم سليماني، فإنه ليس رافضًا لاستخدام الجيش بالكامل. ترامب محق في معايرة السياسة بالواقع بدلاً من التفكير التمني. اليمن سيكون مكانًا جيدًا للبدء.

 

البلاد مهيأة لبداية جديدة، واليمنيون مستعدون وينتظرون أن يتبع الحوثيون حزب الله إلى النسيان.

 

يمكن الرجوع للمادة الأصل على موقع معهد المشروع الأمريكي لأبحاث السياسة العامة (   (aei


مقالات مشابهة

  • “ميرسك” تستبعد العودة إلى البحر الأحمر رغم اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • “ميرسك” تستبعد عودة الإبحار عبر البحر الأحمر
  • عملاق الشحن الدنماركية ميرسك تستبعد عودتها للبحر الأحمر
  • أزمة البحر الأحمر تدفع ميرسك إلى المركز الثالث من حيث الأرباح السنوية على الإطلاق
  • "ميرسك" الدنمركية تعتزم إعادة شراء أسهم بملياري دولار
  • معهد أمريكي: لماذا لا يستطيع الغرب هزيمة الحوثيين دون تأمين موانئ اليمن؟
  • السلطات اليمنية تعلن ضبط بحارين إيرانيين يعملان لصالح الحوثيين شرقي البلاد
  • بعد تطمينات صنعاء .. شركات شحن عالمية تعاود الإبحار عبر البحر الأحمر
  • “لويدز ليست” البريطانية: شركات الشحن بدأت في العودة التدريجية إلى البحر الأحمر
  • هل يؤثر وصم الحوثيين بالإرهاب على القطاع المالي في اليمن؟