طبيب البوابة: مكملات غذائية طبيعية لخفض نسبة السكر في الدم
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
البوابة - إذا كنت تتناول دواء للتحكم في نسبة السكر في الدم لمرض السكري من النوع 2، فمن الطبيعي أن تتساءل عما إذا كانت هناك مكملات غذائية أو علاجات يمكن أن تساعد في خفض نسبة السكر في الدم دون دواء. في حين أن بعض المكملات الغذائية قد تدعم تحسينات نسبة السكر في الدم، إلا أن أيا منها غير مدعوم بما يكفي من الأبحاث والأدلة لاستبدال الأدوية.
سنتعرف في هذا المقال على مكملات غذائية صحية تؤثر على نسبة السكر في الدم، والأدلة وراءها، وأشياء مهمة يجب معرفتها قبل تناولها.
طبيب البوابة: مكملات غذائية طبيعية لخفض نسبة السكر في الدممكملات غذائية طبيعية لخفض نسبة السكر في الدم
يمكن تشخيص مرض السكري من النوع 2 عندما ترتفع مستويات السكر في الدم بشكل كبير. ويحدث هذا عندما لا يكون لدى الجسم ما يكفي من الأنسولين أو يقاوم مفعوله، مما يتسبب في بقاء الجلوكوز في الدم بدلاً من دخول الخلايا للحصول على الطاقة. هناك العديد من الأدوية التي تستخدم لمساعدة الجسم على تحسين مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني، مثل الميتفورمين.
القرفة
لقد بحثت العديد من الدراسات في فوائد القرفة للتحكم في نسبة السكر في الدم. تشير بعض الأدلة إلى أن القرفة يمكن أن تدعم خطة علاج مرض السكري، ولكن بالإضافة إلى الأدوية الأخرى وعلاجات نمط الحياة. هناك نوعان من القرفة. قرفة كاسيا هي الأكثر شيوعًا، ولكنها تحتوي على مستويات أعلى من مركب كيميائي يسمى الكومارين. عند تناول هذه المادة بكميات كبيرة، يمكن أن تسبب مشاكل في الكبد. قرفة سيلان لا تحتوي على الكثير من هذا المركب. ومع ذلك، يجب عليك توخي الحذر بشأن استخدامه للتحكم في نسبة السكر في الدم لأن المكملات الغذائية لا يتم تنظيمها بشكل وثيق، وفي بعض الأحيان تكون الملصقات غير واضحة أو غير صحيحة.
الصبار (الألوة فيرا)
الصبار نبات له استخدامات عديدة. تمت دراسة الجل أو العصير الموجود في الأوراق لمعرفة تأثيره على مستويات الجلوكوز أثناء الصيام والهيموجلوبين A1c. وجدت النتائج أن الصبار يمكن أن يقلل نسبة الجلوكوز أثناء الصيام بمقدار 26.6 ملجم / ديسيلتر، على الرغم من أن النتائج كانت أكثر وضوحًا لدى الأشخاص الذين لديهم أعلى مستويات السكر في الدم أثناء الصيام. كما تبين أن الصبار يخفض مستويات الهيموجلوبين A1c بنسبة 1.05%.
نظرت الدراسة في تناول هلام الصبار بمقدار 300-500 ملغ يوميًا. على الرغم من أن هذا يبدو واعدًا، إلا أنه يجب استخدام الصبار بحذر إذا كنت تتناول بالفعل دواءً لخفض مستويات السكر في الدم. يمكن أن يتفاعل الصبار أيضًا مع الأدوية والمكملات الغذائية الأخرى.
يجب على الأشخاص الذين يتناولون الأدوية المضادة للتخثر أو الأدوية المضادة للصفيحات أو أدوية القلب عدم تناول الصبار.
فيتامين د
فيتامين د هو عنصر غذائي قابل للذوبان في الدهون ويمكن تصنيعه أيضًا في الجسم من خلال العمليات التي يحركها الهرمونات مع كمية مناسبة من التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية المباشرة. ومع ذلك، لا يستطيع معظم الأشخاص الحصول على ما يكفي من التعرض لأشعة الشمس بشكل منتظم وآمن لتوفير ما يكفي من فيتامين د.
ترتبط المستويات المنخفضة من فيتامين د بالعديد من المشاكل الصحية، مثل مشاكل الجهاز المناعي والاضطرابات الأيضية مثل مرض السكري من النوع الثاني. ومع ذلك، هذا لا يعني أن مكملات فيتامين د تعالج مرض السكري من النوع الثاني أو تحسن استجابة الأنسولين.
تناول الكثير من مكملات فيتامين د يمكن أن يؤدي إلى التسمم لأن الجسم يتراكم ويخزنه في الخلايا الدهنية. يمكن أن تؤدي سمية فيتامين د إلى مضاعفات صحية خطيرة. يمكن لطبيبك أن يطلب إجراء فحص دم بسيط لمعرفة كمية فيتامين د الموجودة في جسمك. إذا كانت مستوياتك منخفضة جدًا، فسيوصي مقدم الرعاية الصحية بجرعة وخطة علاج لدعم المستويات الطبيعية دون أن يؤدي ذلك إلى تناول زائد.
المغنيسيوم
يعد المغنيسيوم معدنًا مهمًا للعديد من وظائف الجسم، بما في ذلك أكثر من 300 نظام إنزيمي، وانهيار البروتين، والعضلات الصحية، ووظيفة الأعصاب الطبيعية. ومن المهم أيضًا كيفية تنظيم الجسم للجلوكوز واستخدامه للحصول على الطاقة.
عدم الحصول على ما يكفي من المغنيسيوم يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. ومع ذلك، فإن تناول مكملات المغنيسيوم لا يمنع حدوثه أو يعكس مشاكل السكر في الدم. وجدت بعض الأبحاث أن مكملات المغنيسيوم يمكن أن تحسن مقاومة الأنسولين لدى الأشخاص الذين يعانون من انخفاض مستويات المغنيسيوم. لكن الدراسة خلصت إلى أن المزيد من البحث
هناك حاجة إلى rch لتحديد نوع المغنيسيوم المحدد ومدة العلاج والجرعة لتحقيق الفوائد.
تناول الكثير من المغنيسيوم في شكل مكملات يمكن أن يؤدي إلى الإسهال والتشنجات المعوية. في الجرعات الكبيرة للغاية التي تزيد عن 1000 ملغ يوميًا، يمكن أن يكون للمغنيسيوم بعض التأثيرات الخطيرة والتي قد تهدد الحياة. الحد الأعلى المسموح به للمغنيسيوم من المكملات الغذائية هو 350 ملغ يوميًا.
الجينسنغ الأمريكي
الجينسنغ الأمريكي هو نبات أصله من أمريكا الشمالية. إنه ليس مثل باناكس الجينسنغ أو إليوثيرو، المعروف أيضًا باسم الجينسنغ السيبيري. لم يتم اختبار الجينسنغ الأمريكي في تجارب كبيرة. تظهر الدراسات الصغيرة فائدة طفيفة لتحسين أرقام الهيموجلوبين A1c، ولكن نظرًا لوجود عدد قليل جدًا من المشاركين في الدراسة، فمن غير الممكن معرفة ما إذا كانت النتائج ستكون فعالة في مجموعات أكبر من الأشخاص. يمكن أن يسبب الجينسنغ الأمريكي الصداع، ومن المعروف أن له خصائص منشطة للمناعة، لذلك قد يتفاعل مع الأدوية المصممة لعلاج الاضطرابات المرتبطة بالمناعة. لا ينبغي تناول الجينسنغ الأمريكي من قبل أي شخص يتناول أدوية مضادة للتخثر.
البروبيوتيك
تحتوي مكملات البروبيوتيك على بكتيريا مفيدة تدعم الميكروبيوم. يقال إن "الأمعاء"، حيث يوجد جزء كبير من جهاز المناعة، مدعومة بمكملات البروبيوتيك. في حين تؤكد الأبحاث الدور الأساسي لميكروبيوم الأمعاء الصحي في الاستجابة المناعية الصحية والوقاية من الأمراض، بما في ذلك مرض السكري من النوع 2، فإن الأبحاث حول مكملات بروبيوتيك محددة لعلاج نسبة السكر في الدم محدودة.
يمكن أن تدعم مكملات البروبيوتيك تحسينات طفيفة في كيفية تعامل الجسم مع الجلوكوز، ولكن أفضل الفوائد تظهر عندما يتم تناولها لمدة تزيد عن 8 أسابيع وعندما تحتوي مكملات البروبيوتيك على أكثر من سلالة واحدة من البكتيريا. تتوفر العديد من مكملات البروبيوتيك، ولكل منها نقاط قوة ومجموعات مختلفة من السلالات. نظرًا لأن الأبحاث لم تجد مزيجًا محددًا من السلالات، إذا كنت ترغب في تجربة البروبيوتيك، فيجب عليك أن تطلب من طبيبك اقتراحًا.
جيمينيما
الجيمنيما هو عشب يستخدم في طب الأعشاب الأيورفيدا التقليدي. وجدت الأبحاث أن الجيمنيما لديه القدرة على تقليل نسبة السكر في الدم أثناء الصيام عن طريق التفاعل مع خلايا بيتا في البنكرياس، مما يحفز إطلاق المزيد من الأنسولين. ومع ذلك، فإن الدراسات التي أجريت على الجيمنيما كانت صغيرة، وبالتالي فإن جودة البحث غير واضحة. ارتبطت الجيمنيما بتقرير واحد على الأقل عن تلف الكبد، ويمكن أن تتفاعل مع أدوية أخرى.
حمض ألفا ليبويك
حمض ألفا ليبويك، أو ALA، هو مركب له خصائص تشبه الفيتامينات. وقد وجدت بعض الأبحاث أنه يمكن أن يدعم صحة الأعصاب، بما في ذلك الاعتلال العصبي السكري. له خصائص مضادة للأكسدة ويمكن تصنيعه في الكبد. ويوجد أيضًا في بعض الأطعمة، مثل البروكلي والسبانخ.
تظهر الأبحاث أن حمض ألفا ليبويك قد يكون مفيدًا أيضًا في التحكم في نسبة السكر في الدم إلى جانب العلاجات الأخرى، لكن الدراسات مستمرة. يعتبر ALA آمنًا بشكل عام وليس له أي آثار جانبية عند تناوله بشكل مناسب، حيث تتراوح الجرعات اليومية بين 200 و2400 ملغ.
يجب على الأشخاص عدم تناول حمض ألفا ليبويك إذا كانوا حاملاً، أو يعانون من أمراض الكبد، أو نقص الثيامين، أو اضطراب الغدة الدرقية. استهلاك كميات كبيرة من الكحول أثناء تناول حمض ألفا ليبويك يمكن أن يزيد من احتمالية تلف الكبد.
ملاحظة هامة:
قبل تناول أي مكملات غذائية للتحكم في نسبة السكر في الدم أو المساعدة في علاج مرض السكري، تحدث مع مقدم الرعاية الطبية. نظرًا لأن المكملات الغذائية والأدوية يمكن أن تتفاعل ويكون لها آثار سلبية على الصحة، فمن المهم التحدث عن سلامة ومخاطر المكملات الغذائية والعلاجات الطبيعية قبل البدء بشيء جديد.
المصدر: khealth.com
اقرأ أيضا:
دراسة: ما علاقة العبث بالأنف بمرض الزهايمر ؟
ما هي فيروسات الزومبي وهل هي جائحة جديدة؟
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: طبيب البوابة مكملات غذائية فيتامين د فيتامينات السکری من النوع الثانی مستویات السکر فی الدم مرض السکری من النوع المکملات الغذائیة مکملات غذائیة أثناء الصیام ما یکفی من فیتامین د ومع ذلک یمکن أن
إقرأ أيضاً:
السكر والقمح والأرز والخضراوات والفواكه: محاصيل أتلفها والحصاد
30% نسبة الفاقد والمهدر فى العنب و23% للبرتقال و29% للطماطم و23% للبطاطس
استغلال التجار وغياب الرقابة الحكومية.. أهم أسباب ارتفاع الأسعار
مطالب بإنشاء مصانع للتجفيف وتشميع المنتجات قبل تداولها بالأسواق
خبراء: لا بد من إعادة الإرشاد الزراعى والتوسع فى الميكنة الزراعية لتحقيق الأمن الغذائى
يعانى المواطن المصرى منذ عدة سنوات من ارتفاعات متتالية فى أسعار الغذاء بمختلف أنواعه، وخاصة الخضراوات والفاكهة التى تعتمد عليها الأسر المصرية فى نظامها الغذائى بشكل كبير.
ودأب الكثيرون على تحليل الأسباب، ومنها طبعاً استغلال التجار وانعدام الرقابة الحكومية على الأسواق، ولكن هل خطر على بال أحد منا أن هناك سبباً آخر يؤدى إلى هذا الارتفاع، وهو الفاقد والهدر الذى تتسبب فيه ممارساتنا الخاطئة بداية من الزراعة وحتى الحصاد والجمع ثم الاستهلاك.
فوفقاً لتقارير صادرة عن مركز البحوث الزراعية، فإن نسبة الفاقد والمهدر من الحاصلات البستانية تمثل 23% فى البرتقال وترتفع إلى 30% فى حالة اليوسفى، و22% لليمون المالح و30% للعنب والموز و25% للمانجو والمشمش و23% للبطاطس و30% للفلفل الأحمر و24% للبسلة الخضراء و33% للخرشوف و29% للطماطم و23% للتفاح و14% للبلح الطازج و15% للبلح المجفف و15% للبطيخ والشمام والثوم و18% للبصل و19% للخيار و15% للثوم و18% للبطاطا.
وفى الوقت الذى تزداد فيه احتياجات الغذاء فى مصر، تزداد معدلات الفاقد والهدر الغذائى خاصة فيما يتعلق بالمنتجات الأكثر عرضة للتلف.
فما الفاقد؟.. الفاقد الغذائى هو الغذاء أو المحصول الذى يتلف أو يفسد قبل أن يصل إلى المستهلك فى مرحلة سلسلة الإمداد الغذائية، ويحدث أثناء الإنتاج والحصاد والتداول والتصنيع والتوزيع فى السلسلة الغذائية نتيجة أسباب عديدة سوف نتعرض لها فى السطور التالية.
أما الهدر الغذائى فهو الفاقد الذى يحدث فى نهاية السلسلة الغذائية، والذى لا يُستهلك بسبب تركه حتى يفسد أو يستبعده تجار التجزئة أو المستهلكون.
فى هذا الصدد، قال الدكتور عبدالعليم متولى، أستاذ المحاصيل بكلية الزراعة جامعة القاهرة، إن هناك عدة أسباب وراء زيادة نسبة الفاقد فى المحاصيل الزراعية، تتمثل فى سوء التداول ونقص محطات الفرز والاهتمام بالمحاصيل، مشيرا إلى أن التداول اليدوى للمحاصيل سئ جدا، سواء فى الفرز أو الجمع، أو النقل إلى الأسواق، وكلها عوامل تؤدى إلى زيادة الفاقد.
وأشار أستاذ المحاصيل بكلية الزراعة جامعة القاهرة، إلى أن عدم وجود مراكز تجميع فى الأماكن القريبة من المساحات المنزرعة يساهم أيضاً فى زيادة الفاقد، كما أنه لا بد من غسيل المحاصيل جيداً وتشميعها قبل تداولها فى الأسواق المحلية مثلما يحدث مع المحاصيل التى يتم تصديرها، مؤكداً أن ما يتم تصديره هو أفضل أنواع المحاصيل.
وأوضح متولى أن من ضمن الأسباب أيضا حصاد أو جمع المحصول فى غير أوانه، سواء كان ذلك مبكراً أو متأخراً، مؤكداً ضرورة حماية المحصول فى الحقل من الآفات أو الأمراض التى تصيبه من أجل تقليل نسبة الفاقد، مشيراً فى الوقت نفسه إلى أن استخدام المبيدات بكثرة يسهم فى تلف المحصول وزيادة الفاقد.
وأكد أستاذ المحاصيل بكلية الزراعة جامعة القاهرة، أن زيادة نسبة الفاقد تؤثر سلباً على الفلاح والمستهلك على حد سواء، لأن قلة الإنتاجية تؤدى إلى انخفاض أرباح الفلاح، ومن ثم رفع التجار للأسعار من أجل تحقيق أعلى هامش ربح ممكن، ما يعنى تأثر المستهلك بهذا كله، ويظهر ذلك فى معاناته مع الأسعار، وبدلاً من شراء 4 كيلو مثلاً من سلعة معينة يشترى كيلو واحد فقط.
وتابع، «السوق المصرى يعانى من غياب الضوابط بشكل كبير، وتسعير المنتجات يتم وفقا لأهواء كل تاجر».
ولفت إلى أنه من الممكن الاتجاه إلى تجفيف المحاصيل الزراعية من أجل تقليل الفاقد، بإنشاء مصانع مخصصة لهذا الغرض بالقرب من أماكن الزراعة، ثم طرح هذه المنتجات المجففة فى الأسواق بأسعار مناسبة للمستهلك.
أنواع الفرز
وقال رائف تمراز، عضو لجنة الزراعة بالبرلمان سابقا، إن هناك 3 أنواع من الفرز، ودائماً ما يكون الفرز الأول مخصص للتصدير، والثانى والثالث للأسواق المصرية.
أضاف تمراز أن المشكلة تكمن فى أننا لا نزال نعتمد على الجمع والفرز اليدوى ولم نصل إلى المستوى العالى من التكنولوجيا فيهما، خاصة أن دولاً كثيرة أصبحت تعتمد فى جنى محصول مثل الطماطم وغيره على الطرق الآلية، كما يتم الفرز أثناء الجمع فى نفس الوقت.
وأوضح عضو لجنة الزراعة بالبرلمان سابقاً، أن جنى وحصد المحاصيل مبكراً يؤدى إلى زيادة نسبة الفاقد، خاصة مع رش المزارعين مبيدات ومغذيات قد تؤثر على المحصول وتتسبب فى التلف، كما أن رش الكبريت على الطماطم وجمعها بسرعة يزيد نسبة الفاقد أيضاً، لأن الكبريت يؤثر على المواد الخضرية فى المحصول ويجعلها تجف سريعاً، ما يؤثر بالسلب فى النهاية على المحصول وهكذا مع محاصيل أخرى، وفى المقابل، فإن إبقاء المحصول فى الأرض لفترة أطول من المناسب يتسبب فى التلف أيضاً.
وتابع: «الحشرات والذبابة البيضاء تؤثر أيضاً على إنتاج المحاصيل وتزيد نسبة الفاقد، بالإضافة إلى أن غياب المرشد الزراعى يعد سبباً أساسياً فى زيادة الفاقد خاصة مع عدم وجود تعيينات جديدة منذ عام 1984، وترك الفلاح وحده فى الأرض».
وأكد تمراز ضرورة إعادة الإرشاد الزراعى والتوسع فى إدخال الميكنة الزراعية، وحل مشكلة تفتت الملكية الزراعية التى تقف عائقاً أمام التوسع فى الميكنة، لأن كل فلاح أصبح يمتلك 5 قراريط أو أقل أو أكثر، وبالتلى لا يمكنه استخدام الميكنة الزراعية، بينما الأراضى الكبيرة التى يمتلكها كبار المستثمرين فتتوافر فيها فرصة اسخدام الميكنة بصورة أفضل.
وأشار إلى أن الفاقد يؤثر سلباً على كل أطراف المنظومة سواء الدولة أو الفلاح أو المستهلك النهائى، لأن زيادة الفاقد تعنى انخفاض إيرادات الفلاح وارتفاع الأسعار، ما يسبب ضرراً كبيراً على المستهلك، أما الدولة فإن هذا الفاقد كان من الممكن أن يساهم فى زيادة التصدير وجلب عملة صعبة.
عوامل زيادة الفاقد
ووفقاً لدراسة أعدها باحثون بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، التابع لمركز البحوث الزراعية، فإن العوامل المسببة لفاقد محاصيل الخضر والفاكهة، تتمثل فى العوامل البيولوجية والحيوية وتشمل مختلف أنواع الآفات والحشرات بالإضافة إلى الأمراض الفيروسية، والعوامل التكنولوجية والفنية، والعوامل الاقتصادية والاجتماعية خاصة ضعف الأسعار وعدم إمكانية استخدام الأساليب الحديثة فى الإنتاج والتسويق، وقلة التسهيلات الإئتمانية اللازمة لإدخال المستحدثات الزراعية العلمية والقصور فى دور الإرشاد الزراعى بالريف.
بجانب ذلك هناك عوامل طبيعية، مثل درجات الحرارة والرياح والأمطار، حيث تؤدى درجات الحرارة المرتفعة إلى زيادة معدل التنفس ما يؤثر على صفات المحاصيل ونضارتها وحيويتها، وبالتالى تقلل من وزنها عن طريق زيادة نسبة التمثيل الغذائى لها.
أما العوامل التى تتسبب فى زيادة نسبة الفاقد، فتتمثل فى الممارسات الزراعية والثقافية السيئة، ونقص المعلومات عن الممارسات الجيدة خلال الإنتاج والحصاد وما بعد الحصاد بسبب ضعف خدمات الإرشاد الزراعى وخاصة لأصحاب الحيازات الصغيرة.
بالإضافة إلى عدم إتباع الممارسات الجيدة أثناء الحصاد والتعبئة والتخزين التى تؤمن سلامة المحاصيل والغذاء من التلوث والعدوى، فضلاً عن الحصاد المبكر أو المتأخر ونقص المعلومات عن مؤشرات النضج، وعدم استخدام تقنيات الحصاد الحديثة ما يؤدى إلى حدوث أضرار ميكانيكية وتلف للمحاصيل.
وتابعت الدراسة: «من ضمن العوامل أيضاً عدم اختيار الحاويات ومواد التغليف المناسبة للمحاصيل التى تم حصادها، وعدم تنفيذ معايير الصحة والنظافة وخاصة بالنسبة للحاويات المستخدمة فى نقل المنتج، والإفراط فى الاستخدام غير السليم للمواد الكيميائية الزراعية، وضعف البنية التحتية للطرق والطاقة والأسواق، وعدم ملائمة مرافق التخزين وضعف تقنيات التخزين الذى يؤدى إلى تدهور الجودة وانتشار الآفات والأمراض».
ومن ضمن الأسباب أيضاً عدم اتباع الطرق الجيدة فى التجهيز والتعبئة التى تؤدى إلى فساد أو تلف المحاصيل أو الغذاء ما يتسبب فى فقدان الجودة والكمية، مع سوء نظم النقل والتوزيع المتبعة والتى ينتج عنها تلف أو فساد المحاصيل أو الغذاء.
وعن الحلول التى يمكن تنفيذها لتقليل الفاقد، أشارت الدراسة إلى ضرورة اختيار الأصناف المناسبة للموقع لتحقيق أفضل جودة، واختيار أصناف المحاصيل المقاومة للأمراض والإجهاد، واتباع الممارسات الزراعية الجيدة لضمان الحصول على منتجات ذات جودة عالية، واتباع ممارسات الحصاد والتخزين والتجهيز الجيدة وتجنب الفاقد الغذائى.
كما طالبت الدراسة بإجراء عمليات الفرز والتدريج المناسب بعد الحصاد مع الفرز على أساس الحجم والإصابة والعدوى بالأمراض والآفات ودرجات النضج المختلفة للثمار لتسهيل التعبئة والتغليف لتسليمها إلى الأسواق، وتحسين مرافق التخزين على مستوى المزرعة للمنتجات القابلة للتلف، واستخدام الحاويات النظيفة والملائمة للسلع، مع تشجيع ودعم الصناعات المنزلية فى مواقع الإنتاج لخفض تكاليف النقل، والخسائر خلال النقل لمسافات طويلة وذلك للإعداد والتجهيز وتشجيع ودعم تصنيع وحدات تجهيز مناسبة محليا، فضلا عن تشجيع وإقامة وحدات تجفيف شمسى لتجقيف الخضراوات والفاكهة بجانب مناطق الإنتاج، وتشجيع وإقامة وحدات للتصنيع الغذائى ( تخليل – مربات – مركزات ) بجانب مناطق الإنتاج.
وفى دراسة أخرى بعنوان أثر الفاقد على إهدار الموارد الزراعية المتاحة والأمن الغذائى فى مصر، أظهرت أن إجمالى الفقد فى الموارد المائية نتيجة زيادة نسبة الفاقد فى المحاصيل بلغ حوالى 12.51 مليار م3 عام 2016، أما فيما يتعلق بأثر الفاقد على الأمن الغذائى لأهم السلع الاستراتيجية فى مصر، فقد تبين أن زيادة حجم الفاقد للقمح والسكر المكرر والأرز بنسبة 10% تؤدى إلى تناقص مستوى الأمن الغذائى بنسبة 9%، 17.7%، 33.1% لكل منها على التوالى.
وأوصت الدراسة بالتوسع فى استخدام التقنيات الحديثة ما بعد الحصاد لعمليات النقل والتخزين والتصنيع، والتوسع فى إنشاء صوامع الغلال فى مختلف المحافظات لتخزين الحبوب للقضاء على شون تخزين الحبوب فى العراء، وتحويل الفاقد الغذائى إلى أعلاف للماشية فى حالة عدم ملائمته للاستهلاك الآدمى.