صدر مؤخرًا عن دار صفصافة للنشر ضمن إصدارات سلسلة "قراءات صينية" الترجمة العربية لكتاب "موجز تاريخ الدبلوماسية الصينية القديمة" لمؤلفه البروفيسور والدبلوماسي الصيني يوان نان شنغ.

الكتاب من ترجمة الأكاديمي والمترجم حسانين فهمي حسين الأستاذ بكلية الألسن جامعة عين شمس. والذي صدر له العديد من الترجمات من الصينية إلى العربية والعكس، الحاصل على "جائزة "الشباب للترجمة "المركز القومي للترجمة"، "جائزة الإسهام المتميز في ترجمة الكتب الصينية" وهي أكبر جائزة تمنحها الصين للمترجمين الأجانب، وجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي والعديد من شهادات التقدير المحلية والدولية لجهوده في الدراسات الصينية والترجمة.

صدر له العديد من الترجمات بين الصينية والعربية عن دور نشر مصرية وعربية وأجنبية، من أهمها أعمال صاحب نوبل الصيني مويان "الذرة الرفيعة الحمراء" و"الصبي سارق الفجل"، و"مذكرات بائع الدماء" للروائي الصيني يوهوا، و"ثقافة الطعام الصيني" و"مختارات قصصية لكاتبات صينيات معاصرات" وغيرها من الترجمات. 
 يهتم هذا العمل لمؤلفه يوان نان شنغ، وهو دبلوماسي سابق بعدد من القنصليات الصينية بالخارج، شغل منصب سكرتير الحزب الشيوعي ونائب عميد المعهد الدبلوماسي الصيني. صدر له عدد من المؤلفات في مجالات العلاقات الدولية والدبلوماسية والتاريخ. قام بترجمة عدد من الكتب منها "خصمان وحليفان: العلاقات الصينية السوفيتية خلال حرب المقاومة ضد اليابان" و"التنين والدب: بداية ونهاية النزاع الصيني السوفيتي".

يحتوي العمل على أربعة عشر فصلًا وخاتمة، تنبع فيها المؤلف تاريخ الدبلوماسية الصينية القديمة منذ نشأة ما عُرف بالعلاقات الخارجية قديمًا في عصر أسرة شيا الصينية حوالي القرن الـ 21 ق.م، ثم خصائص الدبلوماسية في العصور اللاحقة مرورًا بفترة الربيع والخريف والدويلات المتحاربة، ثم تناول الفكر الدبلوماسي عند أقطاب الفكر والفلسفة الصينية القديمة مثل كونفوشيوس ومنشيوس ولاوتزه وصاحب كتاب "فن الحرب" سون تزه وغيرهم من كبار المفكرين والفلاسفة الصينين المعروفين.  ثم يتطرق المؤلف إلى تناول التطورات التي طرأت على علاقات الإمبراطورية الصينية الخارجية في عصر أسرتي خان الشرقية والغربية التي شهدت تأسيس الدولة الصينية الموحدة، والرحلات الخارجية التي قام بها الرحالة الصيني المعروف جانغ تشيان إلى المناطق الغربية الواقعة خارج حدود الإمبراطورية الصينية آنذاك. كما أهتم المؤلف بتناول ما وصلت إليه الدبلوماسية الصينية القديمة من تطور وازدهار ملحوظ خلال عصر أسرتي تانغ (618-907) وسونغ (960-1279)، تلك الفترة التي شهدت توسع كبير في علاقات الصين مع الدول والممالك الخارجية ومن بينها دولة الخلافة الإسلامية ودول آسيا الوسطى والدول الإفريقية، وهي الفترة التي شهدت دخول الإسلام إلى الصين ووصول السفارات الإسلامية أو العربية إلى الصين. 

وفي هذا يقول المؤلف: وعندما كانت أسرة تانغ في أوج ازدهارها، تمكنت من تحقيق إنجازات كبيرة في مجالات الثقافة والسياسة والاقتصاد والدبلوماسية وغيرها من المجالات، ومثلت أحد أهم فترات الإزدهار على مدار التاريخ الصيني، وأحد أقوى الإمبراطوريات الكبرى على مستوى العالم آنذاك. حتى أن الدول والممالك المجاورة آنذاك مثل كوريو، بايتشي، شيلا، وي قوه وغيرها من الدول المجاورة تأثرت بالأنظمة الثقافية والسياسية لأسرة تانغ. وخلال النصف الأول من عصر تانغ، كان النشاط الاقتصادي والثقافي في البلاد في صعود وتقدم مستمر، وكانت فترة هامة من فترات تصدير الثقافة والتكنولوجيا الصينية للدول المجاورة، كما وفر المناخ الاجتماعي الذي يسوده التكامل والإندماج البيئة المناسبة للعرقيات المختلفة منذ الممالك الخمس والدول الستة عشر، كما شهدت تلك الفترة الاستفادة الكبيرة من الحضارات والثقافات الأجنبية. وخلال النصف الثاني من عصر تانغ، شهدت البلاد فترة تحول تاريخية، حيث أشارت التغيرات التي شهدها نظام الأراضي والملح والحديد والضرائب في البلاد إلى تغيرات بطيئة في المجتمع، وكان لنمو القوى الإنفصالية وتكون الممالك المجاورة تأثيره العميق على التاريخ الصيني.
 ويتابع المؤلف: وصل أول مبعوث لدولة الخلافة الإسلامية إلى تشانغآن في أغسطس 651 م. ومنذ ذلك الحين، لم تنقطع رسل الدولة الإسلامية إلى تشانغآن. وبعد وصول أول مبعوث عربي إلى البلاد عام 651 م، حتى وصول آخر مبعوث لتشانغآن عام 798 م، بلغ عدد بعثات دولة الخلافة الإسلامية التي وصلت إلى تشانغآن على مدار 148 عاماً 39 (مرة) بعثة. من بينهم من كانوا أصدقاء حميمين يتوافدون على البلاد مرات ومرات، ومن يزور تشانغآن مرتين أو ثلاث سنوياً، بيد أن أسرة تانغ لم ترسل أي رسل من جانبها للرد على زيارات مبعوثي دولة الخلافة الإسلامية. وفي الشهر الثاني عشر من العام الحادي عشر من تيانباو عصر الإمبراطور تانغ شيوان زونغ (752)، أرسل أمراء الدولة العباسية مبعوثاً إلى تانغ، وكانت تلك هي المرة الأولى التي ترسل فيها الدولة العباسية التي حلت محل الدولة الأموية مبعوثا إلى الصين لتأسيس علاقات دبلوماسية بين الطرفين، فمنحته أسرة تانغ لقب القائد تكريما له. وفيما بعد وفي شهور مارس وأبريل ويوليو وديسمبر من العام التالي 752، ظهر مبعوثو الدولة العباسية في الصين أكثر من أربع مرات خلال عام واحد فقط. وعلى مدار الأعوام الخمس التالية، لم تنقطع رسل الدولة العباسية إلى بكين. 

وأشارت السجلات الرسمية لأسرة تانغ إلى مبعوثو الدولة العباسية باسم "داشي أصحاب الملابس السوداء" للتمييز بينهم وبين مبعوثو الدولة الأموية الذين كان يُطلق عليهم "داشي أصحاب الملابس البيضاء". 
 وشكل تأسيس العلاقات الودية بين أسرة تانغ الصينية والدولة العباسية بداية جديدة لتطور العلاقات الصينية العربية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الحزب الشيوعي الدول المجاورة الترجمة العربية القومي للترجمة المركز القومي للترجمة جائزة الشيخ حمد للترجمة دبلوماسي سابق كلية الألسن جامعة عين شمس الخلافة الإسلامیة

إقرأ أيضاً:

الإفتاء تكشف عن كيفية الاستفادة من ليلة النصف من شعبان

كشف الشيخ أحمد عبد العظيم، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن كيفية الاستفادة من ليلة النصف من شعبان، والتي تصادف 14 من شهر شعبان، مؤكدًا أنها من الليالي المباركة التي يجب على المسلم استغلالها في العبادة والطاعة.

وخلال حواره مع الإعلامية زينب سعد الدين ببرنامج "فتاوى الناس" المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أشار أمين الفتوى إلى أنه من المستحب في هذه الليلة بعد صلاة العشاء وسنتها، قراءة سورة "يس" والدعاء، ثم أداء صلاة التسابيح.

وأوضح عبد العظيم أن صلاة التسابيح هي إحدى الصلوات التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم لسيدنا العباس بن عبد المطلب، ويمكن للإنسان أداء هذه الصلاة مرة واحدة في السنة، أو كل شهر، أو حتى كل أسبوع حسب استطاعته.

كيفية أداء صلاة التسابيح

وأشار الشيخ أحمد عبد العظيم إلى طريقة أداء صلاة التسابيح، حيث يبدأ المسلم بتكبيرة الإحرام ثم قراءة الفاتحة وما تيسر من القرآن، بعد ذلك يقول "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر" 15 مرة. ثم يركع ويكرر التسبيحات عشر مرات، وبعد رفعه من الركوع، يكررها عشر مرات، ثم يسجد ويكرر التسبيحات عشر مرات في السجود الأول، ويرفع من السجود ويكررها عشر مرات، ثم يسجد مرة ثانية ويكرر التسبيحات عشر مرات. وبذلك، تُؤدى صلاة التسابيح المكونة من أربع ركعات بمجموع تسبيحات يصل إلى 300 تسبيحة.

صلاة قيام الليل

وأضاف أمين الفتوى أنه من المستحب أيضًا في هذه الليلة أداء صلاة قيام الليل، ويمكن لكل مسلم أن يقرأ القرآن أو يصلي منفردًا، أو حتى يجمع أهل بيته للصلاة معهم إذا كانت الظروف تسمح بذلك. وأكد على أهمية اغتنام هذه الليلة بأي شكل من أشكال العبادة والطاعة، سواء بالصلاة أو الدعاء أو قراءة القرآن، حيث إنها تحمل بركة عظيمة في الدنيا والآخرة.

مقالات مشابهة

  • نائب وزير الخارجية يبحث مع مبعوث الحكومة الصينية تعزيز التعاون الإفريقي-الصيني
  • حزب المؤتمر: زيارة رونالد لاودر تعكس ثقة العالم في الدبلوماسية المصرية
  • الحرية المصري: كثرة الشائعات في 2024 يعكس حجم التحديات التي تواجهها مصر
  • زيارة روبيو لـ تل أبيب| بين تصعيد الأزمة في غزة والتحولات الدبلوماسية الدولية.. تفاصيل
  • بي-2 الأميركية ضد إتش-20 الصينية.. من يربح حرب القاذفات المقاتلة؟
  • بعد القدس الدور على مكة.. قراءة في كتاب العودة إلى مكة
  • الإفتاء تكشف عن كيفية الاستفادة من ليلة النصف من شعبان
  • فضل قراءة سورة يس في النصف من شعبان.. نفحات ربانية من «قلب القرآن»
  • خبير: جهود الدبلوماسية المصرية لا تتوقف عن دعم القضية الفلسطينية
  • الإذاعة المصرية منارة الإعلام التي رسمت تاريخ الأمة.. تفاصيل