لماذا يجب تجنب الحمية النباتية في أثناء الحمل؟
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
يتجه الكثيرون إلى النظام الغذائي النباتي لأسباب صحية أو بيئية أو اقتصادية، وتشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 1.5 مليار شخص حول العالم لا يأكلون اللحوم، وتؤكد الدراسات العلمية أن النباتيين بالفعل أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 32%، غير أن هذه الحمية الغذائية قد تشكل مخاطر ومضاعفات صحية للنساء في سن الإنجاب، إن لم تكن تحت إشراف طبيب ومتابعة دقيقة، ولا سيما أن المرأة الحامل تحتاج إلى المزيد من العناصر الغذائية مثل البروتين والحديد وحمض الفوليك واليود والكولين وكذلك الكالسيوم والبوتاسيوم وفيتامين دي.
ووفق دراسة دولية حديثة تبحث في صحة الأمهات قبل وبعد الحمل، فإن أكثر من 90% ممن يخططن للحمل يعانين من نقص في العناصر الغذائية الأساسية المتوفرة في اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان، وترجح الدراسة استمرار ارتفاع هذه النسبة مع زيادة شعبية الأنظمة الغذائية النباتية وبالأخص بين النساء، بما يؤثر على صحة الحوامل وأطفالهن.
وفي الدراسة التي نشرت في مجلة "بلس ميديسن" في ديسمبر/كانون الأول 2023، تابع الباحثون من جامعة ساوثهامبتون البريطانية وجامعة سنغافورة الوطنية أكثر من 1700 امرأة يخططن للحمل، ويعشن في بلدان مرتفعة الدخل، بما في ذلك بريطانيا ونيوزيلندا وسنغافورة، وكان متوسط عمر المشاركات 28 عاما، وكشفت فحوصات الدم عن انخفاض ملحوظ للفيتامينات الأساسية في أجسامهن، وأشارت الدراسة إلى أن 9 من كل 10 سيدات يفتقرن إلى هذه العناصر، والتي تشمل حمض الفوليك والريبوفلافين وفيتامين "ب 6″ و"ب 12" وفيتامين "د".
يقول أستاذ علم الأوبئة بجامعة ساوثامبتون، والباحث الرئيسي للدراسة، الدكتور كيث جودفري، إن كل امرأة تقريبا تخطط للحمل لديها مستويات غير كافية من فيتامين واحد أو أكثر، بما يؤكد أن مشكلة نقص التغذية لم تعد قاصرة على البلدان الفقيرة وحدها بل تشمل كذلك البلدان ذات الدخل المرتفع.
وبحسب جودفري، يرجع ذلك إلى السياسات التي تعلي من شأن الخيارات الغذائية النباتية لبلوغ هدف صافي انبعاثات كربونية صفرية، ونصح جودفري أي امرأة تخطط للحمل بضرورة اتباع نظام غذائي صحي متوازن وعالي الجودة وتعزيزه بالمكملات الغذائية.
وأشار البروفيسور شياو ينج تشان من جامعة سنغافورة، وأحد المشاركين في الدراسة، إلى أن استمرار التحرك نحو الحميات الغذائية الحديثة والضغط من أجل تقليل الاعتماد على اللحوم ومنتجات الألبان، من شأنه التأثير على الأجيال القادمة ورفاهية الأطفال الذين لم يولدوا بعد، لأن صحة الأم ترتبط بصحة الطفل ونموه البدني مدى الحياة.
وتتفق في الرأي كاثرين سودر، أستاذة طب الأطفال بجامعة كولورادو الأميركية، مؤكدة أن اتباع نظام غذائي صحي متوازن واختيار مكملات غذائية موثوقة أمران ضروريان لصحة الأم والطفل وتفادي العديد من المخاطر الصحية.
وترفض سودر الاعتماد بشكل كلي على المكملات الغذائية، لأنه وفق دراسة قامت بها ونشرتها المجلة الأميركية للتغذية 2023 فإن فيتامين واحد من بين 20 ألف من الفيتامينات المتوفرة في الأسواق، يمنح النساء الحوامل الجرعات المثالية من العناصر الغذائية.
رغم هذه النتائج، يمكن أن يكون النظام النباتي صحيا خلال الحمل، هذا ما أكدته بيانات رسمية صادرة عن الجمعية الأميركية للتغذية، ولكنها اشترطت المتابعة الجيدة مع اختصاصي التغذية والمراقبة الدقيقة لضمان تعويض أوجه القصور المحتملة في العناصر الغذائية مثل:
فيتامين ب 12: تخلو منه الوجبات الغذائية النباتية بشكل كبير، ويعزز نقصه مشاكل الإجهاض والولادة المبكرة والإصابة بسكري الحمل والتشوهات الخلقية للجنين.
فيتامين دي: تؤدي المستويات غير الكافية منه إلى زيادة خطر الإصابة بتسمم الحمل وانخفاض وزن المولود.
الحديد: لا يمتص الجسم الحديد غير الهيم الموجود في الأطعمة النباتية بسهولة، بخلاف الحديد الهيم المتوفر في المغذيات الحيوانية.
اليود: يؤثر نقص اليود على نمو الدماغ وينبئ بانخفاض الذكاء اللفظي وضعف القدرة على القراءة لدى الأطفال في عمر 8 سنوات، ومن المصادر الغذائية الرئيسية لليود منتجات الألبان والمأكولات البحرية.
أوميغا 3: يعزز النظام الغذائي النباتي انخفاض مستويات أحماض أوميغا 3 في الدم، وهي من الأحماض الضرورية لنمو عيون الجنين ودماغه وجهازه العصبي.
الزنك: تقل مستويات الزنك لدى النباتيين بسبب صعوبة امتصاص الزنك النباتي في الجسم، ويعد نقصه أحد أسباب الولادة المبكرة وطول مدة المخاض.
الكولين: تحتوي الأطعمة النباتية على كميات قليلة جدا منه، وهو عنصر ضروري لنمو الجهاز العصبي للجنين ومنع تشوهات العمود الفقري.
البروتين: يتوفر البروتين في النظام الغذائي النباتي ولكن يصعب هضمه، وهو ما يزيد من احتياجات المرأة الحامل للبروتين الحيواني.
إلى جانب المغذيات النباتية والخضروات والحبوب الكاملة والفواكه الطازجة، تحتاج المرأة الحامل إلى:
منتجات الألبان: تعد مصدرا غذائيا موثوقا للكالسيوم اللازم لنمو عظام الجنين، وتتوفر في الحليب والزبادي والجبن.
المأكولات البحرية: توفر للحامل ما تحتاجه من أوميغا 3، ويُنصح بتناول الأسماك الطازجة مثل السلمون والأنشوجة والسردين، وتجنب الأسماك المدخنة؛ إذ قد تسبب داء الليستيريا (عدوى بكتيرية منقولة بالغذاء)، كذلك ينبغي تجنب الأسماك التي تحتوي على نسبة عالية من الزئبق مثل سمك القرش والماكريل الملكي وسمك مارلن وأبو سيف وسمك القرميد.
البيض: تحتوي البيضة الواحدة على حوالي 71 سعرا حراريا و 3.6 من البروتين والدهون، كما يعد مصدرا مهما للكولين، إذ تحتوي البيضة على 147 مليغراما (تحتاج الحامل 450 مليغراما يوميا).
اللحوم: يعتبر الدجاج ولحوم البقر مصادر غنية بالبروتين والحديد الذي تحتاجه الحامل.
الدهون والزيوت الصحية: تعد في مقدمة المحاذير الغذائية خلال فترة الحمل، لكن خبراء التغذية لا ينصحون بالتخلي عنها بشكل كامل لأنها تساعد في نمو دماغ الجنين، (ينصح بـ6 ملاعق صغيرة يوميا)، وينبغي الاعتماد على الزيوت النباتية فقط مثل زيت الزيتون والكانولا أو القرطم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الغذائیة النباتیة العناصر الغذائیة
إقرأ أيضاً:
فيتامين ك يدعم التعلم ويقي من ضعف الذاكرة
كشفت دراسة حديثة عن الدور الذي يلعبه فيتامين ك في الحفاظ على صحة الدماغ، حيث أظهرت النتائج أن له تأثيرا إيجابيا في حماية الوظائف الإدراكية من التدهور مع التقدم في العمر.
وأوضحت الدراسة أن الحصول على كميات كافية من هذا الفيتامين عبر النظام الغذائي المتوازن يسهم في دعم وظائف الدماغ، خاصة تلك المتعلقة بالذاكرة والقدرة على التعلم.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 47 نصائح لحماية مفاصلكlist 2 of 4ماذا يتناول مريض السرطان في يوم العلاج الكيميائي؟list 3 of 4لماذا يشعر بعض الناس بالبرد أكثر من غيرهم؟list 4 of 4هل الجرعات العالية من حمض الفوليك أثناء الحمل آمنة؟ دراسة جديدة تجيبend of listوأجرى الدراسة باحثون من جامعة تافتس في الولايات المتحدة، ونشرت في "مجلة التغذية" (Journal of Nutrition)، وكتب عنها موقع يوريك ألرت.
فيتامين ك في نظامك الغذائييُوصى بتناول فيتامين ك بكمية 120 مايكروغراما للرجال و90 مايكروغراما للنساء يوميا من مصادره الطبيعية. ويوجد فيتامين ك بشكل أساسي في الخضروات الورقية مثل السبانخ والبروكلي، كما يوجد أيضا في الزيوت النباتية مثل زيت الزيتون، زيت فول الصويا، وزيت الكانولا، وتوجد منه كميات أقل في اللحوم ومنتجات الألبان.
ويمكن الحصول على كفاية فيتامين ك من خلال نظام غذائي متنوع ومتوازن. على سبيل المثال، نصف كوب من السبانخ يكفي لسد أكثر من نصف الاحتياج اليومي من فيتامين ك، بينما نصف كوب من البروكلي المسلوق يغطي كامل الاحتياج اليومي تقريبا. كما أن ملعقة كبيرة من زيت الزيتون تُغطي حوالي 10% من الاحتياج اليومي.
درس الباحثون تأثير فيتامين ك على مجموعتين من الفئران لمدة 6 أشهر، مقارنين بين مجموعة تناولت نظاما غذائيا فقيرا بفيتامين ك ومجموعة تناولت نظاما غذائيا متوازنا.
إعلانوأظهرت النتائج انخفاضا كبيرا في مستويات الميناكينون-4، وهو شكل من فيتامين ك ينتشر في أنسجة الدماغ، لدى الفئران التي تناولت نظاما غذائيا فقيرا بفيتامين ك. وارتبط هذا النقص بتدهور إدراكي واضح تم قياسه عبر اختبارات سلوكية مخصصة لتقييم التعلم والذاكرة.
وعانت الفئران التي تعرضت لنقص فيتامين ك ضعفا في التمييز بين الأجسام المألوفة والأجسام الجديدة في اختبار التعرف على الأجسام الجديدة، وهذا يدل على ضعف الذاكرة. وفي اختبار آخر لقياس التعلم مكان الأشياء، طُلب من الفئران تحديد موقع منصة مخفية داخل حوض ماء، واستغرقت الفئران التي تعاني من نقص فيتامين ك وقتا أطول بكثير لتعلم المهمة مقارنة بالفئران الأخرى.
ولاحظ الباحثون انخفاض عدد الخلايا العصبية الجديدة في منطقة الحُصين (Hippocampus) في الدماغ والتي تلعب دورا في تكوّن الذاكرة والتعلم، بالإضافة إلى وجود عدد أكبر من الخلايا المناعية النشطة في أدمغة الفئران المصابة بنقص فيتامين ك، وهذا يشير إلى ارتفاع مستويات الالتهاب العصبي.