‎أصدَر المركز القومي للترجمة التابع لوزارة الثقافة، الطبعة العربية من «الزواج والحداثة.. الأسرة والأيدلوجيا والقانون بمصر في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين»، من تأليف كينيث كونو وترجمة سحر توفيق‎.

ويقدم هذا الكتاب تاريخًا للزواج والعلاقات الزوجية في مصر في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، إذ تطور نظام الزواج المعاصر في مصر حينها، وبنيت أيدلوجية الأسرة، وأصبحت القواعد الدينية أساسًا لقانون العائلة شديد الاتساع.

وتناولت الدراسة الزواج والعلاقات الزوجية منذ أواسط القرن التاسع عشر حتى عام 1920، قبل بداية وضع قانون العائلة، وبحسب المؤلف، يسلط الدستور المصري دائمًا على أن الأسرة أساس المجتمع، وأن قوامها بحسب ما ورد في النص -الدين والأخلاق والوطنية-‎ وكان دستور 1971، أضاف الالتزام بالحفاظ على الطابع الأصيل للأسرة المصرية و مد دستور 2012، مظلة هذا الالتزام، لتشمل الحفاظ على تماسكها واستقرارها، وترسيخ قيمها الأخلاقية، واحتفظ دستور 2014 بهذه التعبيرات في المادة 10.

‎ومثلت «الأيدلوجية المنزلية» أو فكرة أن دور المرأة الخاص والوحيد هو تدبير المنزل وتربية الأطفال، أحد مكونات الأيدلوجية المصرية تجاه العائلة، ولم تكن تتسق بالطبع مع مثاليات تحرير المرأة، وعكست الدساتير الجمهورية المتعاقبة هذا التوتر، في تناول وضع النساء.

تحقيق المساواة بين المرأة والرجل

وألزم دستور 2014 الدولة، بأن تكفل تحقيق المساواة بين المرأة والرجل في جميع الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، واحتفظ بالتزام الدولة بتوفير الرعاية والحماية للأمومة والطفولة.

‎ويضيف المؤلف، أنَّ الدساتير المتعاقبة أشارت إلى العائلة بلفظ الأسرة، وهو مصطلح أصبح في القرن العشرين يدل على الأسرة المكونة من زوجين أو الأسرة النواة، وأن الاهتمام بالمرأة «الوحيدة» المعيلة والمسنة والأشد احتياجًا، يشير ضمنيا الى وجود فئتين من النساء البالغات، المتزوجة والتي كانت متزوجة، وبعض هؤلاء ليس لهن عائل ذكر وحتى وقت قريب كان الزواج مسألة شاملة بالنسبة للنساء المصريات.

ولفت إلى أنَّ معاملتهنّ كمعيلات في النص الدستوري، يعكس ما أطلق عليه «علاقة النفقة مقابل الطاعة» في الزواج، وهو ما يعني أن واجب الزوج الإنفاق على زوجته وأطفاله مقابل طاعة الزوجة وخضوعها له، لكن هذا الشكل المثالي للعلاقة، لا يتفق غالبا مع واقع الحياة اليوم، إذ أن معظم النساء المتزوجات يعملن نتيجة الحاجة للمساهمة في دخل الأسرة.

6 فصول تتناول الزواج

‎يتكون الكتاب من 312 صفحة و6 فصول، تأتي بعنوان: «الزواج والسياسة.. زوال حكومة البيت العائلي والانتقال الى الزواج الأحادي في العائلة الخديوية»، «الزواج في الواقع العملي.. تغير نظام الزواج وتشكيل البيت العائلي»، «إصلاح الزواج.. المثقفون التجديديون وأيدلوجية العائلة الجديدة»، «أحكام الزواج.. تحولات في التطبيق»، «تقنين الزواج.. نشأة القانون المصري للأحوال الشخصية»، و«هل أصبح الزواج عصريًا.. التاريخ الغريب لبيت الطاعة».

‎المؤلف كينيث كونو، أستاذ التاريخ في جامعة إلينوي بالولايات المتحدة، له مجموعة كبيرة من المؤلفات.‎

يُذكر أنَّ سحر توفيق، روائية ومترجمة، ترجمت أكثر من 30 كتابًا، نذكر منها: «الأصول العرقية والرق في الشرق الأوسط»، «صعود أهل النفوذ»، و«الهوية والعنف.. وهم المصير الحتمي».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المركز القومي للترجمة القومي للترجمة

إقرأ أيضاً:

"القومي للمرأة" ينظم ندوة تثقيفية بالتعاون مع الهيئة الإنجيلية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نظم المجلس القومي للمرأة فعاليات الندوة التثقيفية "يوم المرأة المصرية"، بالتعاون مع الهيئة الإنجيلية، بحضور المستشارة أمل عمار رئيسة المجلس، والدكتورة نسرين البغدادي نائبة رئيس المجلس، وعضوات المجلس كل من الدكتورة سوزان القليني ،الدكتورة ماريان عازر ،  إيزيس محمود  رئيس الادارة المركزية للتدريب والتنمية سابقا، والدكتور القس اندريه زكى رئيس الطائفة الانجلية وابونا انطونينوس ممثل الكنيسة الارثوذكسية، والشيخ محمد عزت مساعد رئيس  القطاع الدينى بوزارة الأوقاف.

 وأعقب الندوة إفطارا لجميع الحضور تجسيداً للمحبة والاخوة، والمشاركة فى فرحة رمضان .

وفى كلمتها أكدت المستشارة أمل عمار على أن هذا اللقاء
ليس مجرد لقاء اعتيادي، بل هو انعكاس لروح التعاون الوثيق بين مختلف المؤسسات الوطنية فى الدولة  التي تسعى جاهدة لتمكين المرأة المصرية وتعزيز دورها في بناء المجتمع، وأعربت عن سعادتها بوجود سفيرات المحبة والسلام من الواعظات والراهبات اللائى نفخر بتجربتهن الرائدة والملهمة .. مؤكدة أننا لن ننسى دورهن فى حماية الوطن فى الأوقات الصعبة ، وأنهن يعملن بشكل تطوعي دون تقاضى أى أجر لايمانهن العميق أن أجرهن  عند الله، حيث عملن على العديد من ملفات المجلس مثل قضايا ختان الإناث وحملة مراكب النجاة وغيرها.
وأضافت رئيسة المجلس أن الندوة التثقيفية تأتى على هامش تدريب المطابخ الخاص بمطبخ المصرية، ذلك المشروع الرائد الذي أسسه  المجلس على مدار ٣ سنوات  بالتعاون مع وزارة الأوقاف ومؤسسة حياة كريمة، بهدف تأهيل النساء بمهارات اقتصادية واجتماعية تفتح لهن آفاقا جديدة من التمكين حيث  لا يقتصر على مجرد إعداد الوجبات، بل هو جسر يعبر به النساء نحو مستقبل أكثر استقرارًا، حيث تصبح كل متدربة قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي والمشاركة الفاعلة في التنمية المجتمعية، والمساهمة في الارتقاء بالمستوى المعيشي لعائلتها ووطنها. 
كما أشادت المستشارة أمل عمار بالدور الريادي للهيئة الإنجيلية، التي كانت ولا تزال نموذجا يحتذى به في دعم قضايا المرأة، وتعزيز العدالة الاجتماعية، وترسيخ ثقافة العيش المشترك. فمن خلال مشاريعها التنموية، ومبادراتها الإنسانية، والبرامج  التوعوية تسهم الهيئة في تمكين المرأة، ليس فقط من خلال الدعم المادي، ولكن أيضًا عبر بناء قدراتها وتعزيز الثقة بذاتها، لتكون عنصرا فاعلا ومؤثرًا في المجتمع مشيدة بجهود الهيئة في تقديم الخدمات الاجتماعية المتنوعة، التي تستهدف الأيتام والفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة، وهو ما يعكس التزامها الراسخ بتكريس مبادئ التكافل الإنساني، وإعلاء قيم الرحمة والتعاون.

واختتمت رئيسة المجلس كلمتها بالتأكيد على أهمية العمل التنموي الحقيقي الذ   لا يُقاس فقط بحجم المشروعات بل بتأثيره العميق والمستدام في حياة الناس. وما نشهده اليوم هو مثال حي على ذلك، حيث تتضافر الجهود بين مختلف مؤسسات الدولة لخلق فرص حقيقية للمرأة، وتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات، والمضي قدما نحو مستقبل أكثر إشراقًا.

وأكدت  الدكتورة نسرين البغدادي على أهمية التعاون بين المؤسسات المختلفة لدعم قضايا المرأة وتعزيز دورها في المجتمع واهمية الوعى داخل المجتمع المصرى ، و استعرضت المشكلات التى واجهت السيدات خلال الحملات التوعوية التى يقوم بها المجلس.

فيما أكد الدكتور القس اندريا زكى على أن هذا اللقاء يمثل الوطن الواحد ويعزز روح المحبه والتسامح بين أبناء الشعب العظيم ، مشيدا بالدور الكبير الذى يقوم به المجلس القومى للمراة فى تعزيز دور المرأة ومكانتها فى المجتمع محققا لها المزيد من  التمكين الاقتصادي والاجتماعي وتغيير الصورة النمطية لها.

كما أكد على دعم الهيئة القطبية الانجلية للخدمات الاجتماعية للمرأة و حرصها على توفير برامج ومبادرات تعكس قيمة المرأة على المستوى الوطنى وتعزز تمكينها الاقتصادي والاجتماعي.

فيما أكدت الدكتورة سوزان القليني أهمية دور الرسائل الإعلامية والثقافية في تعزيز الصورة الإيجابية للمرأة ومواجهة التحديات التي تؤثر على حقوقها، وعلى رأسها الموروثات السلبية تجاه المرأة مشددة على دور القائمين على الإعلام و التوعية فى تغيير هذه الصورة السلبية، وتناولت جهود لجنة الرصد المنبثقة عن لجنة الإعلام بالمجلس  الذى عمل على مدار تسع سنوات لرصد صورة المرأة ومتابعة مدى الالتزام بالكود الاعلامى .

وأكدت الدكتورة ماريان عازر على أن المرأة كنز مصر الحقيقي ، موضحة أن الفتاة منذ قديم البشرية ومنذ الحضارات القديمة لها الحق فى التعليم والتوريث حيث وصلت ملكات الى عرش الحكم مثل حتسبشوت وكيلوباترا والملكة تيم والدة الملك اخناتون الذى نادى بالتوحيد مرورا بعد ذلك بهدى شعراوى ولطيفة النادى وحتى اطلاق الاستراتجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية ٢٠٣٠ والتى تؤكد على دعم الدولة والقيادة السياسية للمرأة.

وتحدثت إيزيس حافظ عن دور الواعظات والراهبات وجهودهن خلال عملهن فى حملات المجلس المختلفة على مدار سنوات،  من خلال حملات طرق الأبواب وحملة بلدى أمانة  وغيرها ، مؤكدة أن تلك الجهود تكللت بتكريم رئيس الجمهورية لهن واطلاق لقب سفيرات المحبة والسلام عليهن.

مقالات مشابهة

  • قومي المرأة يطرح استبيان حول صورة النساء في دراما وبرامج رمضان
  • ما هي دول أفضل دول الاتحاد الأوروبي في مجال صحة المرأة؟
  • علي جمعة: مسيحيو مصر أخوال المسلمين.. وهكذا انتشر الإسلام في العائلة
  • لأجل تمكين المرأة.. مطالبات بمنح النساء 30% من المناصب القيادية
  • وزارة التضامن والإدماج الإجتماعي والأسرة تحتفل باليوم الدولي لحقوق المرأة وتكرم رائدات مغربيات
  • المركز القومي للترجمة يعلن أسماء الفائزين بجوائزه السنوية
  • وزير الثقافة يعتمد جوائز المركز القومي للترجمة في دورتها الثالثة
  • تقرب منتصر من هند.. أحداث الحلقة الـ 12 من مسلسل حسبة عمري
  • المجلس القومي للمرأة ينظم ندوة تثقيفية بعنوان "يوم المرأة المصرية"
  • "القومي للمرأة" ينظم ندوة تثقيفية بالتعاون مع الهيئة الإنجيلية