مركز أبوظبي للغة العربية يختتم مؤتمر “الترجمة الأدبية العربية-الروسية والروسية-العربية”
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
نظم مركز أبوظبي للغة العربية يومي 21 – 22 ديسمبر الجاري، المؤتمر الدولي “على خطى الفهم المتبادل: الترجمة الأدبية العربية-الروسية والروسية-العربية”، بمشاركة نخبة من الكتاب والشعراء والمترجمين وعلماء اللغة الروس والعرب، وذلك ضمن فعالية “أيام العربية” في موسكو، وبالتعاون مع معهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، والجامعة الوطنية للبحوث – المدرسة العليا للاقتصاد، وسفارة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى روسيا.
وشكل المؤتمر جسراً للتلاقي الحضاري بين الثقافات، وتعزيز التقارب والتفاهم والحوار بين المجتمعات عبر نقل التراث والثقافة والأدب، وما تحمله من عادات وأفكار ورؤى، كما سعى إلى تعزيز الوعي باللغة العربية، والإضاءة على تجلّياتها الفنية والثقافية والحضارية، والتعريف بمفكّريها ومبدعيها من خلال تقديم تجارب لغوية ممتعة تجمع الفنون المختلفة التي ترتكز على متانة اللغة العربية وبلاغتها، تزامناً مع احتفاء اليونسكو باليوم العالمي للغة العربية في الثامن عشر من ديسمبر في كل عام.
ودعم المؤتمر أهداف المركز في تعزيز اللغة العربية والنهوض بها، وترسيخ مكانتها التاريخية بوصفها لغة حية، من خلال البرامج المبتكرة والمتخصّصة التي تحتفي بأبرز إنجازاتها بوسائل حديثة قادرة على الوصول إلى الأجيال الجديدة، وإطلاعها على أهمية ما تملكه من تراث لغوي حضاري وأدبي، وهو ما يحفظ مكانة اللغة العربية تاريخياً وحاضراً ومستقبلاً، ويعزز دورها الفاعل والمتجدّد في رفد التراث والثقافة عبر الزمن.
وقال سعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: “إن التركيز على اللغة العربية ونشرها يمثل بعداً رئيساً في تعزيز هويتنا الثقافية الرائدة، التي أثبتت ثقلها ورقيّها بين الحضارات، وننطلق اليوم عبر هذا المؤتمر لتعزيز التواصل الحضاري والثقافي مع أحد أعرق المرتكزات الأدبية الثقافية في موسكو، وتبادل الحوار والتعريف بالإصدارات الخالدة للغتنا وثقافتنا عبر الترجمات، والتعرّف على روائع ما أنتجته الشعوب الأخرى، خصوصاً الأدب الروسي العريق”.
وأضاف: “إن اللغة وتجلياتها في الأدب والشعر والفنون من أرفع الوسائل للتقارب البنّاء بين الشعوب والحوار بين الحضارات؛ إذ تختزل الآدابُ والشعر والفنون رحلةَ الإنسان عبر مراحل نهضة وبناء الحضارات، وتنقل أصداء السعي الإنساني نحو الاستقرار والنجاح والسعادة وصنع المستقبل”.
وتضمّنت فعّاليات المؤتمر عدداً من الأنشطة والجلسات النقاشية الحوارية، بمشاركة مجموعة رفيعة من الأدباء والمختصّين والأكاديميين في مجالات الأدب واللغة، وتخللتها عروض موسيقية متنوّعة أضافت أجواء مميّزة على المؤتمر.
وحملت الجلسة النقاشية الأولى للمؤتمر عنوان “الخيال في الأدب الروسي والعربي”، وتحدّث فيها كل من الدكتور علي بن تميم، ويكاترينا كولوسكوفا، من معهد الثقافات والعصر الكلاسيكي القديم في الجامعة الوطنية للبحوث بالمدرسة العليا للاقتصاد، ومترجمة للأدب العربي؛ ويكاترينا زفونتسوفا، محرّرة، ومدرّسة للمهارات الأدبية، وكاتبة روايات؛ وقدّمها الدكتور فاسيلي كوزنيتسوف، نائب رئيس معهد الدراسات الشرقية في الأكاديمية الروسية للعلوم. وناقشت الجلسة دور أدب الخيال في الثقافات الروسية والعربية، وأهم السمات المحدّدة لنوع الخيال في الأدب الروسي والعربي، وقدّمت سردية متأمّلة حول الرؤية والمفهوم لنوع الخيال في التقاليد الأدبية الروسية والنظرة الأدنى له من أدب الواقعية، وغيرها من التفاصيل والسرديات الغنية حول هذه المفاهيم.
وطرحت الجلسة الثانية للمؤتمر، موضوع “فنّ الرواية والمثاقفة بين الروسية والعربية”، وتحدّث فيها شاميل إدياتولين، صحافي وكاتب وفائز بجائزة الكتاب الكبير؛ والدكتورة كريستينا أوسيبوفا، أستاذ مساعد في قسم الفيلولوجيا العربية في معهد الدراسات الآسيوية والأفريقية بجامعة موسكو الحكومية؛ وأدار الحوار رامي القليوبي، صحافي ومترجم مصري روسي، وأستاذ زائر في كلية الاستشراق بالمدرسة العليا للاقتصاد بموسكو. وناقشت الجلسة ملامح الرواية في الأدب الروسي والعربي الحديث، وأسباب رغبة الجمهور في الاستمتاع بهذا النوع الأدبي مرّة أخرى، والعناصر المشتركة بين الروايات الحديثة في كل من الثقافتين والاختلافات بينهما.
وعقدت الجلسة الثالثة للمؤتمر تحت عنوان “هل سيحلّ الذكاء الاصطناعي محلّ فنّ الترجمة؟”، وتحدّث فيها كل من الدكتور ألكسندر كوستيركين، باحث رئيس في قسم اللغات الآسيوية والإفريقية في معهد الدراسات الشرقية بأكاديمية العلوم الروسية، وكسينيابورجسكايا، كاتبة وشاعرة وإعلامية ومدرّبة مختصّة في الذكاء الاصطناعي، والدكتور عبدالله أبو شميس، رئيس وحدة البحوث ودراسات اللغة بالإنابة في مركز أبوظبي للغة العربية، وأدارت الحوار الدكتورة برلنت قابيل، رئيسة قسم البرامج في مركز أبوظبي للغة العربية.
وأجابت الجلسة عن عدد من التساؤلات أهمّها، مم يتكوّن فن الترجمة؟ وهل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحلّ محلّ الإنسان في الترجمة؟ وما هي السمات المحدّدة لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الترجمة الأدبية من الروسية إلى العربية والعكس؟ كما ناقشت مجموعة من الأفكار حول تأثير التقارب بين الشعوب والثقافات، الناجم عن تقنيات الترجمة الآلية، على تهديد الهوية الثقافية.
وناقشت الجلسة الرابعة “كيف يمكننا المساهمة في تطوير فن ترجمة الأدب العربي إلى الروسية والعكس”، تقاليد الترجمة الأدبية من العربية إلى الروسية والعكس منذ قرون عديدة، وكيفية المساهمة في زيادة الاهتمام بالأدب الروسي.
وتحدث في الجلسة كل من إلينا جيمون، محاضرة زائرة في مدرسة الدراسات الشرقية في الجامعة الوطنية للبحوث بالمدرسة العليا للاقتصاد، ومنظِّمة مسابقة الترجمة الروسية العربية للأدب؛ والدكتور ليونيد كوجان، نائب مدير معهد الثقافات والعصر الكلاسيكي القديم في الجامعة الوطنية للبحوث بالمدرسة العليا للاقتصاد، وباحث رئيس في مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الدراسات الشرقية بالأكاديمية الروسية للعلوم، وهند خليفات، إعلامية ومديرة منصّة “دراية” للمتحدّثين، وأدار الحوار الدكتور فيتالي ناومكين، رئيس معهد الدراسات الشرقية في الأكاديمية الروسية للعلوم، ورئيس القسم الأساسي لمعهد الدراسات الشرقية في الجامعة الوطنية للبحوث بالمدرسة العليا للاقتصاد، والعضو الكامل للأكاديمية الروسية للعلوم. وتضمّنت الجلسة عدداً من العناوين ونقاط النقاش، كان من أبرزها الوضع الحقيقي لترجمة الأدب بين اللغتين في الوقت الحالي، وإمكانية زيادة اهتمام القرّاء بالأدب الروسي في العالم العربي والأدب العربي في روسيا، ودور الكُتّاب والمترجمين والناشرين وخبراء الدراسات الشرقية في زيادة هذا الاهتمام.
كما تضمّن المؤتمر الإعلان عن مسابقة الترجمة التي سيتم تنظيمها بالتعاون بين مركز أبوظبي للغة العربية، ومعهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، إلى جانب تقديم عمل فني بعنوان “روح الإمارات”، وهي فقرة موسيقية لمجموعة من أشهر القصائد المُغنّاة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يحييها كل من شيرين تهامي، أستاذة العود في بيت العود، والموسيقي وعازف الكمان علي محمد دريدي، والموسيقي الإيقاعي حسين الحمادي.
وحضر افتتاح المؤتمر كل من الدكتور فيليكس أزهيموف، عميد كلية العلوم الإنسانية في الجامعة الوطنية للبحوث بالمدرسة العليا للاقتصاد، والدكتور فيتالي ناومكين، رئيس معهد الدراسات الشرقية في الأكاديمية الروسية للعلوم، وسعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، ومحمد راشد المنصوري، رئيس القسم السياسي في سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى روسيا الاتحادية.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: مرکز أبوظبی للغة العربیة الترجمة الأدبیة اللغة العربیة الأدب الروسی الخیال فی فی الأدب
إقرأ أيضاً:
مجمع الملك سلمان العالمي للُّغة العربيَّة يختتم أعمال ندوةٍ لإطلاق تقرير “حالة تعليم اللُّغة العربيَّة في العالم”
اختتم مجمع الملك سلمان العالميّ للُّغة العربيَّة بالتَّعاون مع منظَّمة العالم الإسلاميِّ للتَّربية والعلوم والثَّقافة (الإيسيسكو) اليوم، أعمال النَّدوة الدوليَّة لإطلاق تقرير “حالة تعليم اللُّغة العربيَّة في العالم”، وهو التَّقرير الأوَّل من نوعه، وذلك في مقرِّ المنظَّمة بالمملكة المغربيَّة، بمشاركة نخبةٍ من الخبراء والمتخصِّصين في تعليم اللُّغة العربيَّة لُغةً ثانيةً، وصنَّاع القرار، وممثِّلي المؤسَّسات التَّعليميَّة الإقليميَّة والدَّوليَّة المعنيَّة.
وتأتي هذه النَّدوة ضمن جهود المجمع في تعزيز حضور اللغة العربية وتوسيع نطاق انتشارها في هذا المجال وفق أفضل الممارسات التربوية، وشهدت النَّدوة مشاركات واسعة من أكثر من (50) خبيرًا ومختصًّا من جهاتٍ دوليَّةٍ وإقليميَّةٍ، إلى جانب ممثِّلي مجمع الملك سلمان العالميّ للُّغة العربيَّة ومنظَّمة (الإيسيسكو) وغيرهما من المؤسَّسات اللُّغويَّة والأكاديميَّة.
وتضمَّنت الندوة مجموعة من الجلسات العلميَّة المتخصِّصة استُهلَّت بكلماتٍ ترحيبيَّةٍ من ممثِّلي الجهتين المُنظِّمتين؛ وألقى الأمين العام لمجمع الملك سلمان العالمي للُّغة العربيَّة الدُّكتور عبدالله بن صالح الوشمي، كلمةً أكَّد فيها أهميَّة تضافر الجهود لتطوير تعليم اللُّغة العربيَّة للنَّاطقين بغيرها، وضرورة توفير بيئةٍ تعليميَّةٍ متكاملةٍ تُواكب المستجدَّات التِّقنيَّة والتَّربويَّة على نحو يُسهِم في تحقيق انتشارٍ أوسع للُّغة العربيَّة على المستوى الدَّولي.
وأكَّد المجمع أنَّ مشروع تقرير “حالة تعليم اللُّغة العربيَّة في العالم” جاء استجابةً للحاجة المُلحَّة إلى وضع قاعدة بياناتٍ شاملةٍ ترصد واقع تعليم اللُّغة العربيَّة في الدُّول النَّاطقة بغيرها؛ مع تقديم وصفٍ دقيقٍ وشاملٍ للعملية التَّعليميَّة، وتحليل أبعادها الإيجابيَّة، واستكشاف فرص ازدهارها وانتشارها، وتحديد أبرز التَّحديات التي تواجهها.
ويُقدِّم التقرير تحليلًا شاملًا لواقع تعليم اللُّغة العربيَّة في أكثر من (300) مؤسسة تعليمية للغة العربية من (30) دولة من الدول غير النَّاطقة بالعربيَّة، مع استعراض المعايير التعليميَّة وطرق التدريس والتقييم، واقتراح سبل تطوير جودة التعليم.
وناقش المشاركون في النَّدوة (4) محاور رئيسة، شملت إطلاق تقرير “حالة تعليم اللُّغة العربيَّة لُغةً ثانيةً”، ومعايير تعليم العربيَّة وسبل تحسينها، واستشراف مستقبل تعليمها لغةً ثانيةً.
وخلص التقرير إلى تحليل واقع تعليم اللُّغة العربيَّة عالميًّا، ورصد أبرز التحديات التي تواجه انتشارها، وتقديم توصيات لدعم الجهود الإقليميَّة والدوليَّة في تحسين جودة التعليم وتوسيع نطاقه.
ومن هذه التوصيات: شُكر مجمع الملك سلمان العالميّ للُّغة العربيَّة ومنظَّمة العالم الإسلاميّ للتَّربية والعلوم والثَّقافة (الإيسيسكو) على جهودهما الحثيثة في خدمة اللُّغة العربيَّة خاصةً، وفي خدمة المعرفة والثَّقافة عامَّةً، وتثمين جهود المجمع في بناء (مشروع حالة تعليم العربيَّة لغةً ثانيةً في العالم)، وجمع بياناته، وتحليلها وتصنيفها، وطباعتها، ونشرها، وتثمين دور منظَّمة العالم الإسلاميّ للتَّربية والعلوم والثَّقافة (الإيسيسكو) في المساهمة في المشروع، وذلك باستضافة فعاليَّات النَّدوة الدَّوليَّة عن حالة تعليم العربيَّة لغةً ثانيةً في العالم, والإشادة بنتائج (مشروع حالة تعليم العربيَّة لغةً ثانيةً في العالم)، والأثر الإيجابي المتوقَّع للمشروع في دعم نشر اللُّغة العربيَّة، ورفع مستوى تعليمها والدعوة إلى الإفادة من نتائج تقرير المشروع، وما تضمَّن من توصيات ومقترحات, والتَّوصية بإيصال التَّقرير إلى الجهات المعنيَّة، من المنظَّمات الدَّوليَّة، وأصحاب القرار، والتَّنفيذيّين، والباحثين، والمستثمرين، والإعلاميّين، والتَّربويّين، وغيرهم, ودعوة الدُّول الأعضاء في منظَّمة العالم الإسلاميّ للتَّربية والعلوم والثَّقافة (الإيسيسكو) إلى زيادة الاهتمام بالسّياسات اللُّغويَّة، ووضع خطط إجرائيَّة واضحة لتطبيقها، تشرف عليها المؤسَّسات التَّنفيذيَّة، وتُوفّر لها الموارد اللازمة, والحثّ على توحيد جهود المنظَّمات والمؤسَّسات الدَّوليَّة، والجهات التَّنفيذيَّة المعنيَّة بنشر العربيَّة، والإفادة من التَّجارب والخبرات التَّطبيقيَّة في مجال تعليم العربيَّة.
والدَّعوة إلى التَّكامل بين المؤسَّسات المعنيَّة باللُّغة العربيَّة داخل الدَّولة الواحدة، وبين الدُّول المختلفة، في مجال تعليم العربيَّة لغةً ثانيةً, وتأكيد أهميَّة الدّراسات العلميَّة، والتَّقارير الميدانيَّة الرَّاصدة لواقع السّياسات اللُّغويَّة وتنفيذها، وإنشاء المشروعات العلميَّة المختصَّة بهذا المجال، والاستفادة من التَّجارب العالميَّة الرَّائدة فيه, والحثُّ على إتاحة مزيد من فرص الانغماس اللُّغويّ، والتَّبادل الطلابيّ للمؤسَّسات المعنيَّة بتعليم العربيَّة لغةً ثانيةً مع المؤسَّسات التَّعليميَّة في البلدان العربيَّة, وتنشيط التَّعاون الأكاديمي بين المؤسَّسات؛ لتبادل الخبرات، والتعاون مع المؤسَّسات البحثيَّة؛ لتأليف المواد العلميَّة المناسبة للطلبة, ورفع جودة الموارد والمرافق؛ لتواكب توقُّعات الطلبة، وذلك بتحسين بيئات الفصول الدّراسيَّة، وتحديث الوسائل التَّعليميَّة، وإدماج وسائل التّقنية الحديثة في العمليَّات التَّعليميَّة, وتحسين إدارة موارد المؤسَّسات البشريَّة؛ لتوفير بيئة عمل جاذبة وداعمة للمعلّمين؛ لضمان الاحتفاظ بذوي الكفاءات، وتعزيز فاعليَّتهم, وتوسيع نطاق الدَّعم الماليّ؛ لتتمكَّن المؤسَّسات من استهداف المزيد من الطلاب، وتقديم برامج المنح الدّراسيَّة والإعانات الماليَّة للمهتمّين بتعلُّم اللُّغة العربيَّة؛ لضمان تكافؤ فرص الالتحاق ببرامج تعليم اللُّغة العربيَّة, وتوفير فرص للتَّطوير المهنيّ المستمر للمعلّمين، إضافةً إلى إتاحة برامج التَّبادل الطلابيّ، والانغماس اللُّغويّ للطلبة في الدُّول العربيَّة, وإقامة النَّدوات، واللقاءات التَّفاعليَّة، وتفعيل الزّيارات التَّبادليَّة بين المؤسَّسات التَّعليميَّة اللُّغويَّة؛ لتعزيز التَّواصل، وتبادل الخبرات, وتحسين المناهج، وتطويرها، وزيادة التَّركيز على احتياجات المتعلّمين، ومراعاة الجوانب الإنتاجيَّة اللُّغويَّة التي تبدو مهملةً في العديد من المناهج, وتصميم مناهج تعليميَّة تراعي تنوُّع البيئات اللُّغويَّة والثَّقافيَّة للدَّارسين، مع الاستيقان من موافقتها لأحدث أساليب التَّدريس في مجال تعليم اللُّغات الثَّانية والأجنبيَّة، إضافةً إلى تقديم الدَّعم اللازم للمؤسَّسات بالمصادر التَّعليميَّة، والتّقنيات الحديثة, وتعزيز التَّطوير المهنيّ للمعلّمين، وذلك بإنشاء برامج تدريب متخصّصة تُنفَّذ بالتَّعاون مع مؤسَّسات ومنظَّمات ذات خبرة في مجال تعليم اللُّغة الثَّانية, وبناء سياسات لغويَّة تعليميَّة تلبّي احتياجات المتعلّمين، وأهدافهم المتعدّدة.
وتُمثِّل هذه النَّدوة مرحلةً محوريَّةً ضمن مشروع تقرير “حالة تعليم اللُّغة العربيَّة في العالم”؛ وسيُنشر التَّقرير لاحقًا لإتاحته للجهات المعنيَّة وصنَّاع القرار؛ للإسهام في وضع سياسات تعليميَّة تدعم انتشار تعليم العربيَّة عالميًّا.
ويأتي هذا التَّعاون بين مجمع الملك سلمان العالمي للُّغة العربيَّة ومنظَّمة (الإيسيسكو) في إطار الشَّراكة المستمرَّة لتعزيز حضور اللُّغة العربيَّة، ودعم مبادراتها التَّعليميَّة والثَّقافيَّة، وتمكين النَّاطقين بغيرها من تعلُّمها تعلُّمًا حديثًا ومتطوِّرًا؛ على نحوٍ يتماشى مع رؤية المملكة 2030, التي تهدف إلى رفع مكانة اللُّغة العربيَّة عالميًّا، وتعزيز هويَّتها في المجالات التَّعليميَّة والتِّقنيَّة والثَّقافيَّة.