قد لا يرى النور.. الحرب على غزة تعصف بمشروع الممر الاقتصادي
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
مع استمرار الحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وتوسيع خطوط الصدع بين تل أبيب والعالم العربي، فإن التأثيرات كبيرة بشأن احتمالات نجاح مشروع الممر الاقتصادي للربط بين الهند وأوروبا، عبر دول بينها السعودية والإمارات وإسرائيل، بحيث سيتأخر تنفيذ المشروع، وربما لا يرى النور أبدا.
ذلك ما خلص إليه بيبو براساد روتراي، في تحليل بمركز "أوراسيا ريفيو" للأبحاث (Eurasia review) ترجمه "الخليج الجديد"، مشيرا إلى أنه تم إطلاق المشروع على هامش قمة مجموعة العشرين بنيودلهي في سبتمبر/ أيلول الماضي.
وآنذاك وقَّعت الهند والولايات المتحدة والسعودية والإمارات وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي مذكرة تفاهم بشأن مشروع الممر، الذي يرتبط بشكل حاسم بـ"اتفاقيات إبراهيم" لتطبيع العلاقات بين دول عربية وإسرائيل، وكذلك بترقية العلاقة الفاترة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، كما أضاف روتراي.
ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 5 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي تحتل أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان منذ عقود.
ويقترح المشروع تعزيز روابط النقل والاتصالات بين أوروبا وآسيا عبر شبكات السكك الحديدية والشحن، ويتجاوز النطاق الضيق للتجارة والاقتصاد ليشمل كل شيء بدءًا من شبكات الكهرباء وحتى الأمن السيبراني.
والمشروع يهدف إلى ربط الهند بأوروبا من خلال طريق يمر عبر الإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل واليونان، ويُنظر إليه على أنه منافس أمريكي لمبادرة الحزام والطريق الصينية، بحسب روتراي.
اقرأ أيضاً
تركيا وطريق التنمية.. حرب غزة تعزز دعم أنقرة لمنافس الممر الهندي الأوروبي
صراع أوسع
رورتاي قال إن "الحرب في غزة هددت بإثارة صراع أوسع نطاقا يجذب دول الخليج، التي كانت تأمل في وقف التصعيد في المنطقة، مما يسمح لها بالتركيز على خطط طموحة لتنويع اقتصاداتها".
وتابع: "من المؤكد أن للحرب تأثير كبير على تطبيع إسرائيل للعلاقات مع الدول العربية، وفي أعقاب حادثة 7 أكتوبر/تشرين الأول (الماضي) مباشرة، انتقدت الإمارات والبحرين هجوم (حركة) حماس، لكن مع مرور الأيام واستمرار الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة في إزهاق أرواح المدنيين، تغير الموقف".
وفي 7 أكتوبر الماضي، أطلقت "حماس" هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات محيط غزة؛ ردا على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما السمجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة.
ولفت روتراي إلى أن "البحرين استدعت سفيرها من إسرائيل، في 2 نوفمبر/تشرين الثاني الجاريي، وعلقت علاقاتها التجارية مع تل أبيب، كما غادر السفير الإسرائيلي المنامة، وجدد البرلمان البحريني، في بيان، موقفه التاريخي والثابت الداعم للقضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق".
وبالنسبة للإمارات، قال روتراي إنها "أحد أقرب شركاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وتستضيف قوات أمريكية، وتريد إضعاف حماس".
وأردف: "وعلى الرغم من أن المسؤولين الإماراتيين أكدوا إيمانهم باتفاقيات إبراهيم، إلا أن الإمارات وصفت رد إسرائيل بأنه "غير متناسب" وفشل في سياسة الاحتواء التي تنتهجها تل أبيب منذ عقدين بشأن القضية الفلسطينية".
كما انتقدت دول مثل الكويت وسلطنة عمان وقطر إسرائيل، وتضع الحرب في غزة ضغطا هائلا على احتمالات التقارب السعودي الإيراني، كما زاد روتراي.
وتعتبر كل من إيران وإسرائيل الدولة الأخرى العدو الأول لها، فيما استأنفت الرياض وطهران علاقتهما الدبلوماسية بموجب اتفاق توسطت فيها الصين في مارس/ آذار الماضي؛ ما أنهى قطيعة استمرت نحو 7 سنوات.
اقرأ أيضاً
غزة تعيق تطبيع السعودية.. فهل تحرم إسرائيل من الممر الاقتصادي؟
الرياض وتل أبيب
ورأى الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤامرة أوسع في هجوم "حماس" على إسرائيل، أي أنه هدف إلى منع التوصل إلى اتفاق سلام بين السعودية وإسرائيل. وقال: "كنت على وشك الجلوس مع السعوديين. أراد السعوديون الاعتراف بإسرائيل"، بحسب روتراي.
وأضاف روتراي أن "الولايات المتحدة أنفقت الكثير من طاقتها على انطلاق الصفقة بين الرياض وتل أبيب، مقابل اتفاقية دفاع بين الرياض وواشنطن".
ورأى أنه "لدى الولايات المتحدة أسباب تجعلها تشعر بأن الحرب الإسرائيلية واضطرارها إلى دعمها وتمويلها، تجعل طريق مشروع الممر الاقتصادي أكثر وعورة من المعتاد، وفي ظل احتمال تصاعد الحرب إلى صراع إقليمي، يمكن أن يتوقف المشروع بشكل كبير".
ومشيرا إلى التداعيات المحتملة للحرب الراهنة، قال روتراي إنه "في أي مشروع اتصال يتضمن شركاء متعددين، تلعب كل دولة عضو دورا حاسما في تنفيذ المشروع وتشغيله، ولا يمكن للهند ولا الولايات المتحدة ولا المصلحة الأوروبية في المشروع أن تضمن البدء فيه".
وزاد بأن "الحرب في غزة لا تمثل بالضرورة نهاية الطريق للمشروع. لكن من المؤكد أن هذا ينطوي على إمكانية تأخير المشروع بشكل مفرط أو حتى إخراجه عن مساره. ويجب استيفاء شرطين لإحياء المشروع، هما أن تتوقف الحرب في غزة بشكل عاجل واتباع دبلوماسية هادئة".
اقرأ أيضاً
الممر التجاري بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا.. خارطة معقدة لتحديات المشروع
المصدر | بيبو براساد روتراي/ أوراسيا ريفيو- ترجمة وتحرير الخليج الجديد
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: غزة حرب مشروع الممر الاقتصادي إسرائيل الولایات المتحدة الممر الاقتصادی الحرب فی غزة مشروع الممر
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تعلن توسيع «المنطقة العازلة» في غزة
حسن الورفلي (غزة، القاهرة)
أخبار ذات صلةقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن غزة «ستصبح أصغر وأكثر عزلة»، وأعلن ضم 10% من أراضي القطاع إلى «المناطق الأمنية الإسرائيلية»، في إشارة إلى «المنطقة العازلة» التي أقامها الجيش الإسرائيلي على حدود القطاع، وأضاف أنه تم إجلاء مئات الآلاف من الفلسطينيين بالفعل.
وزعم كاتس، في بيان، نشرته وسائل إعلام إسرائيلية، أن الهدف الرئيس هو تشديد الضغط على حماس لإبرام صفقة تبادل أسرى، موضحاً أن عمليات الجيش ستستمر في التصاعد طالما استمرت الحركة على موقفها.
وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن «المنطقة العازلة» التي أقامها الجيش الإسرائيلي في جنوب غزة، ستمتد من الحدود المصرية إلى مشارف خانيونس، على بُعد أكثر من 5 كيلومترات، وتشمل مدينة رفح بأكملها داخلها، أي نحو 20% من مساحة القطاع.
سياسياً، أعلنت مصادر فلسطينية ومصرية، أمس، أن أحدث جولة من المحادثات في القاهرة للعودة إلى وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين انتهت من دون أن تلوح في الأفق أي انفراجة.
وذكرت المصادر أن حركة «حماس» متمسكة بضرورة أن يؤدي أي اتفاق إلى وقف الحرب على غزة. وقالت المصادر إن وفد حماس بقيادة خليل الحية رئيس الحركة في غزة أبدى بعض المرونة فيما يتعلق بعدد الرهائن الذين يمكن أن تطلق الحركة سراحهم مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل في حالة تمديد الهدنة.
وغادر وفد «حماس» القاهرة، عائداً إلى العاصمة القطرية الدوحة بعد جولة من المفاوضات مع الوسطاء تركزت حول الرد الإسرائيلي الأخير على مقترح مصري لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين.
وقالت مصادر مطلعة على المفاوضات، إن وفد «حماس» وعد بدراسة الرد الإسرائيلي وتقديم رد عليه في غضون أيام.
وكشفت المصادر أن الورقة الإسرائيلية تضمنت العديد من النقاط، منها المطالبة بإطلاق سراح 11 محتجزاً إسرائيلياً مقابل إطلاق سراح عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، وفق مفاتيح المرحلة السابقة، ووقف إطلاق النار لمدة 40 يوماً يجري خلالها التفاوض على المرحلة الثانية التي تشمل مطلباً إسرائيلياً بتجريد قطاع غزة من السلاح، وإبعاد حركة «حماس» والسلطة الفلسطينية عن الحكم.
وتضمنت الشروط الإسرائيلية بقاء الجيش الإسرائيلي في مواقع جديدة أعاد احتلالها مؤخراً في القطاع الفلسطيني، بما يخالف الاتفاق السابق الذي جرى التوصل إليه في الـ 17 من يناير، وينص على انسحاب إسرائيلي من محوري «نتساريم» و«فيلادلفيا» وغيرهما.
وقالت المصادر: إن مصر نقلت إلى وفد حماس تأكيدات أميركية بأن المفاوضات ستكون جدية لجهة وقف الحرب، وإن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يبدي استعداداً للإعلان عن ذلك بنفسه لإظهار جدية المسعى الأميركي لوقف الحرب في غزة.
وأضافت أن مصر أبلغت «حماس» أن العرض الأميركي يخلق فرصة مهمة للعمل على وقف الحرب، وقدمت مصر في اللقاء أفكاراً بشأن تنظيم السلاح في قطاع غزة لتسهيل مهمة التوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الثانية يوقف الحرب.