قد تصعب المبالغة في تقدير مدى أهمية غرينلاند، وطبقتها الجليدية التي يبلغ سمكها كيلومترات، في تغير المناخ.

فماذا سيحدث إذا فشلنا في الحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية (كما يبدو مرجحا على نحو متزايد)؟ وماذا سيحدث إذا تمكنا لاحقا من تصحيح هذا "التجاوز" وخفض درجات الحرارة مرة أخرى؟.

الآن، نشر فريق من الباحثين الذين يكتبون في مجلة Nature دراسة تستكشف هذه الأسئلة.

باختصار، يُظهِر عملهم أن السيناريو الأسوأ المتمثل في انهيار الغطاء الجليدي وما يترتب على ذلك من ارتفاع في مستوى سطح البحر، يمكن تجنبه ــ بل وعكس اتجاهه جزئيا ــ إذا تمكنا من خفض درجات الحرارة العالمية المتوقعة بعد عام 2100.

علاوة على ذلك، كلما انخفضت درجات الحرارة بشكل أسرع، كلما زادت فرصة تقليل ذوبان الجليد وارتفاع مستوى سطح البحر.

ويفقد الغطاء الجليدي في غرينلاند أكثر من 300 مليار متر مكعب من الجليد سنويا، ما يؤدي حاليا إلى ارتفاع مستويات سطح البحر العالمية بما يقل قليلا عن ملليمتر واحد سنويا.

ويتمثل أحد المخاوف الرئيسية في أن المزيد من الاحترار قد يتجاوز الحدود الحرجة، التي يشار إليها أحيانا باسم "نقاط التحول".

كيفية محاكاة طبقة جليدية ضخمة في الكمبيوتر

من المهم للغاية أن نكون قادرين على التنبؤ بكيفية استجابة الغطاء الجليدي في غرينلاند لارتفاع درجات الحرارة في المستقبل. ولتحقيق ذلك، يستخدم الباحثون بشكل عام نماذج حاسوبية لحركة الجليد.

إقرأ المزيد العلماء يتوقعون كيف ستموت الشمس!

ويتمثل ذلك في تقسيم الغطاء الجليدي إلى عشرات الآلاف من الأجزاء ثلاثية الأبعاد، كما تطبّق القوانين الفيزيائية لحركة الجليد لحساب كيفية تغير كل جزء على مدى آلاف الخطوات الزمنية الفردية، مع الأخذ في الاعتبار أشياء مثل التغير المناخي المتوقع، وسمك الجليد، وانحدار الجليد و درجة حرارة الجليد الداخلي وقاعدة الجليد.

ومع ذلك، فإن هذه التوقعات تخضع لشكوك كبيرة. فمن الصعب أن نعرف بالضبط كيف يتحرك الجليد فوق الصخر، أو ما هي درجة حرارته الداخلية. 

وقد تتغير أيضا الدورة في الغلاف الجوي والمحيطات بشكل جذري على مدى آلاف أو عشرات الآلاف من السنين التي يستغرقها الغطاء الجليدي حتى يستقر في توازن جديد. وفي مواجهة مثل هذه التحديات، قام فريق من الباحثين بقيادة نيلز بوتشو من جامعة القطب الشمالي في النرويج، بتشغيل برنامجين حاسوبيين مستقلين ومتطورين كانا قادرين على محاكاة كيفية استجابة الغطاء الجليدي في غرينلاند للمستويات المختلفة المحتملة من ظاهرة الاحتباس الحراري، على مدى عشرات الآلاف من السنين.

وإذا بلغت درجات الحرارة ذروتها عند درجتين مئويتين أو نحو ذلك، وبقيت هناك، فإن النماذج - كما هو متوقع - تتنبأ بانهيار كبير للغطاء الجليدي بعد عدة آلاف من السنين.

ومع ذلك، فإن الأمور تتغير إذا تم تخفيف الاحتباس الحراري بشكل جدي بعد عام 2100. ففي هذه النماذج، يعني القصور الذاتي في استجابة الغطاء الجليدي، أن التجاوز يمكن عكسه جزئيا على الأقل طالما تم خفض درجات الحرارة بسرعة.

وعلى سبيل المثال، إذا استقرت درجة الحرارة بحلول عام 2200 عند أقل من 1.5 درجة مئوية، فيجب أن تظل الطبقة الجليدية أصغر مما هي عليه الآن، ولكنها مستقرة. وهذا هو الحال بغض النظر عن مدى تجاوز درجات الحرارة القصوى 1.5 درجة مئوية في عام 2100.

ومع ذلك، يصبح مثل هذا التعافي مستحيلا إذا استغرق خفض درجات الحرارة وقتا طويلا. وفي هذه السيناريوهات، يصبح انهيار الغطاء الجليدي وارتفاع مستوى سطح البحر أمرا لا مفر منه.

وفي هذا الصدد، يبذل الباحثون قصارى جهدهم لملاحظة أن نتائجهم ليست بالضرورة تنبؤات محددة ولكنها توفر نظرة ثاقبة للمسارات المحتملة.

التقرير من إعداد برين هوبارد، الأستاذ في علم الجليد، من جامعة أبيريستويث.

المصدر: ساينس ألرت

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الاحتباس الحراري التغيرات المناخية المناخ جبال جليدية الغطاء الجلیدی درجات الحرارة سطح البحر

إقرأ أيضاً:

طقس الأحد..حار نسبيا مع تساقطات مطرية ورياح قوية ببعض المناطق

تتوقع المديرية العامة للأرصاد الجوية، اليوم الأحد، أن يكون الطقس نسبيا حار بالسهول الداخلية الشمالية والوسطى، والجنوب الشرقي وجنوب الأقاليم الجنوبية.

 

ومن المرتقب نزول قطرات مطرية مصحوبة برعد بالهضاب العليا الشرقية، والأطلس المتوسط، وشمال الأطلس الكبير والسفوح الجنوبية الشرقية، مع احتمال تساقط أمطار جد خفيفة فوق كل من الواجهة المتوسطية وشمال الريف.

 

وستتكون كتل ضبابية محلية بالسهول الأطلسية الوسطى والشمال الشرقي خلال الليل والصباح، مع تسجيل هبات رياح قوية نوعا ما بمنطقة طنجة.

 

وستكون درجات الحرارة الدنيا ما بين 22 و 29 درجة بأقصى جنوب المملكة، و ما بين 11 و 17 درجة بالأطلس والريف، وما بين 16 و 22 درجة في باقي ربوع المملكة. أما درجات الحرارة خلال النهار، فستعرف ارتفاعا ملموسا بالمناطق الشمالية والوسطى.

 

وسيكون البحر قليل الهيجان إلى هائج بالواجهة المتوسطية والبوغاز، وهائجا ما بين الجرف وطرفاية، وقليل الهيجان إلى هائج بباقي السواحل.

 

 

مقالات مشابهة

  • ارتدوا الملابس الخريفية.. الأرصاد تحذر المواطنين من تراجع الحرارة في هذا التوقيت
  • أمطار ورياح وشبورة.. ماذا يحدث في طقس الـ72 ساعة المقبلة؟
  • طقس الثلاثاء..سحب منخفضة كثيفة مع أجواء حارة
  • طقس الثلاثاء: أجواء حارة نسبيا بعدد من الجهات
  • انخفاض الحرارة واضطراب الملاحة.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الثلاثاء
  • «الأرصاد»: انخفاض جديد في درجات الحرارة الساعات المقبلة
  • منخفضات جوية وموجات صقيع وثلوج.. ماذا سيحدث في شتاء 2025؟
  • طقس الأحد..حار نسبيا مع تساقطات مطرية ورياح قوية ببعض المناطق
  • نصائح مهمة من «الأرصاد» لطلاب المدارس والجامعات لمواجهة طقس الخريف
  • طقس الأحد: أجواء حارة نسبيا بعدد من الجهات