هل يرى «العلــم» الأطعمة المصنّعة مضرّة بالصحة حقًا؟
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
هناك الكثير من النصائح الغذائية التي تشجعنا على تناول الأطعمة الكاملة وتجنب تلك المُصنعة. ولكن لا يوجد فهم كامل وواضح حول السبب الذي يجعل الطعام فائق المعالجة أو طريقة تأثيره على صحتنا. كما أن التصنيف المتدني المعروف على نطاق واسع للأطعمة فائقة المعالجة لا يجعلنا نغفل عن العوامل المحتملة الأخرى التي تساهم في الإصابة بالسمنة فحسب بل ربما يؤدي إلى ظهور مجموعة جديدة من النتائج الصحية غير المقصودة.
وعلى مدار عقودٍ من الزمن، حذر خبراء الصحة من مخاطر الأطعمة فائقة المعالجة وجعلوها العامل الأساسي في الزيادة التي تشهدها معدلات الإصابة بأمراض السمنة والسكري والقلب على مستوى العالم. وتوصي بالفعل كل من كندا والبرازيل بتجنب هذه الأطعمة ضمن توجيهات وقواعد الغذاء المحلية المطبقة في الدولتين كلتيهما. كما أن هناك الكثير من الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا لا تزال تناقش ما إذا كانت ستحذو حذو كل من كندا والبرازيل.
وعلى الرغم من ذلك، لا يزال هناك الكثير من الأشياء غير المؤكدة لتطبيق هذه التوجيهات والقواعد وذلك وفقا للجنة من الباحثين والمهنيين المتخصصين في مجال التغذية، حيث أكدوا ذلك خلال أحد المؤتمرات التي نظمتها الجمعية الأمريكية للتغذية في بوسطن في الثالث والعشرين من هذا العام.
وعلى الرغم من الرسالة المتكررة التي توضح أن الأطعمة فائقة المعالجة تضر بصحة الإنسان، لا يوجد تعريف عالمي موحد لمثل هذه المنتجات. ويستند الوصف الأوسع استخداما على النظام العام لتصنيف الأطعمة المصنّعة (نوفا) والذي ينص على أن الطعام يصبح فائق المعالجة إذا كان يتألف من مكونات مستمدة في الغالب من أطعمة أخرى، «لتقليد أو تحسين الصفات المذاقية لهذه الأطعمة أو إخفاء الأطعمة غير المستساغة في المنتج النهائي. ويصفه تصنيف نوفا أيضا على كونه «يتم استخدام الكثير من التسلسلات أو العمليات لدمج المكونات» ولا يمكن إجراء هذه العمليات في المنزل».
وترى لورين أوكونور، من وزارة الزراعة الأمريكية وإحدى المشاركات في اللجنة، أن هذا التعريف فضفاض وغير واضح. ولذا، قد يصعب تصنيف الأطعمة وفقا لنظام نوفا خاصة في دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية التي تخضع فيها أغلب الأطعمة لشكلٍ من أشكال المعالجة حسب قولها.
والأكثر من ذلك، أنه من الصعب التأكد من كيفية إضرار الأطعمة فائقة المعالجة بالصحة، أو إذا كانت تضر بها. فعلى سبيل المثال، تشير الأبحاث إلى أن النظام الغذائي الغني بالأطعمة التي يتم تصنيفها غالبًا على أنها فائقة المعالجة يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بالسمنة. وتقول أوكونور « لا نعرف العامل الأكثر تسببا في ذلك، إذا كان هناك عامل على العموم». وبدون تعريف واضح للأطعمة فائقة المعالجة، سيكون من الصعب التحقق من ماهية الأطعمة الضارة بالصحة.
ويؤدي تجميع الأطعمة ودمجها معا بهذه الطريقة إلى الوقوف كحائل دون التقاط التأثيرات الدقيقة لبعضها على صحة الإنسان. وتظهر الأبحاث أن الأطعمة التي يتم تصنيفها غالبًا على أنها فائقة المعالجة يمكن أن تمد النظام الغذائي للأشخاص بالعناصر الغذائية الأساسية في نظامهم. وفي وقت سابق من هذا العام، أكدت أوكونور وزملاؤها أنه من بين 1140 طفلا تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و23 شهرًا في الولايات المتحدة، فإن 75% من الحديد و48% من الزنك الذين يحصلون عليه في نظامهم الغذائي جاءت من الأطعمة التي تعتبرها نوفا فائقة المعالجة. وتقول أوكونور: «لعل أكبر فوائد بعض الأطعمة فائقة المعالجة تتمثل في تعزيز المغذيات الدقيقة».
وهذا يعني أن التوصيات بتجنب الأطعمة فائقة المعالجة بشكل كامل يمكن أن تؤدي إلى نقص المغذيات، كما تقول جولي جونز من جامعة سانت كاترين في مينيسوتا، وهي أيضًا إحدى المشاركات في اللجنة.
وتؤكد جونز أن الأطعمة فائقة المعالجة ربما تشكل جزءًا من نظام غذائي صحي. فعلى سبيل المثال، قامت جولي هيس من وزارة الزراعة الأمريكية وزملاؤها مؤخرًا بإعداد قائمة كاملة يأتي بها 91 % من السعرات الحرارية من الأطعمة فائقة المعالجة، ووجدوا أن جودة النظام الغذائي حصلت على 86 من أصل 100. وبالمقارنة، يصل متوسط النظام الغذائي في الولايات المتحدة 58!.
وختاما تقول أوكونر: «لا يزال هناك الكثير من المعلومات غير الدقيقة عن الأطعمة فائقة المعالجة ولذا يجب تحري الدقة حتى لا نوصم أي أطعمة على أنها تضر بحصة الإنسان».
خدمة تربيون عن مجلة «New Scientist»
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الأطعمة فائقة المعالجة الولایات المتحدة النظام الغذائی هناک الکثیر من على أن
إقرأ أيضاً:
أطعمة يجب تجنبها لدعم صحة الغدة الدرقية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قصور الغدة الدرقية هو اضطراب شائع في الغدة الدرقية يمكن أن يؤثر على التوازن الهرموني وصحة الجسم بشكل عام، وعادةً ما يتطلب العلاج تناول الأدوية، لكن إلى جانب الأدوية، يعد النظام الغذائي عاملًا رئيسيًا في تحسين وظائف الغدة الدرقية ودعم الصحة العامة، فهناك بعض الأطعمة التي تؤثر سلبًا على امتصاص الأدوية أو تساهم في إعاقة عمل الغدة الدرقية، ولذلك من المهم تجنب تناول بعض الأطعمة لضمان تحسين صحة الغدة وتحقيق توازن هرموني سليم، فيما يلي أبرز الأطعمة التي يجب تجنبها وفقًا لصحيفة "تايمز أوف إنديا".
1- فول الصويا ومنتجات الصويا
يعتبر فول الصويا من الأطعمة التي تحتوي على مركبات تعرف باسم "أيزوفلافونات"، وهي مركبات قد تعيق إنتاج هرمون الغدة الدرقية أو تؤثر على امتصاصه بشكل فعال، ومنها التوفو وحليب الصويا وبروتين الصويا، لذلك، يُنصح بتجنب الإفراط في تناول هذه المنتجات لضمان تحسين صحة الغدة الدرقية وتعزيز وظائفها بشكل صحيح.
2- المشروبات المحتوية على الكافيين
المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية قد تؤثر سلبًا على امتصاص أدوية الغدة الدرقية، فمن المعروف أن الكافيين يتداخل مع قدرة الجسم على امتصاص الدواء بشكل صحيح، لذا يُنصح بالانتظار لمدة 30-60 دقيقة بعد تناول أدوية الغدة الدرقية قبل شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين لضمان أقصى استفادة من الدواء.
3- الأطعمة الدهنية
الأطعمة المقلية واللحوم الدهنية ومنتجات الألبان كاملة الدسم قد تؤثر على قدرة الجسم على امتصاص أدوية الغدة الدرقية، كما تساهم في زيادة الوزن، وهو ما يعد مشكلة شائعة بين مرضى قصور الغدة الدرقية، ولتجنب ذلك، يفضل تقليل تناول الدهون في النظام الغذائي، مما يساعد على تحسين امتصاص الأدوية ودعم صحة الغدة.
4- الأطعمة المصنعة
الأطعمة المصنعة تحتوي غالبًا على مستويات عالية من الصوديوم، مثل رقائق البطاطس والحساء المعلب والوجبات المجمدة، وتعمل زيادة مستوى الصوديوم في الجسم إلى ارتفاع ضغط الدم، وهو من المشاكل التي يعاني منها العديد من مرضى قصور الغدة الدرقية، ولذلك من الأفضل استبدال هذه الأطعمة بخيارات منخفضة الصوديوم، مما يسهم في الحفاظ على صحة القلب والشرايين ويجنب المشاكل الصحية المرتبطة بارتفاع ضغط الدم.
5- الجلوتين
الجلوتين هو بروتين يوجد في القمح والشعير والجاودار، ويتسبب في مشاكل صحية لمرضى الغدة الدرقية الذين يعانون من أمراض مناعية ذاتية مثل التهاب الغدة الدرقية، لذلك فإن اتباع نظام غذائي خالٍ من الجلوتين قد يساعد في تقليل الأعراض ودعم الغدة الدرقية، كما يساهم التخلص من الجلوتين في تقليل الالتهابات وتحسين الصحة العامة.