هناك الكثير من النصائح الغذائية التي تشجعنا على تناول الأطعمة الكاملة وتجنب تلك المُصنعة. ولكن لا يوجد فهم كامل وواضح حول السبب الذي يجعل الطعام فائق المعالجة أو طريقة تأثيره على صحتنا. كما أن التصنيف المتدني المعروف على نطاق واسع للأطعمة فائقة المعالجة لا يجعلنا نغفل عن العوامل المحتملة الأخرى التي تساهم في الإصابة بالسمنة فحسب بل ربما يؤدي إلى ظهور مجموعة جديدة من النتائج الصحية غير المقصودة.

وعلى مدار عقودٍ من الزمن، حذر خبراء الصحة من مخاطر الأطعمة فائقة المعالجة وجعلوها العامل الأساسي في الزيادة التي تشهدها معدلات الإصابة بأمراض السمنة والسكري والقلب على مستوى العالم. وتوصي بالفعل كل من كندا والبرازيل بتجنب هذه الأطعمة ضمن توجيهات وقواعد الغذاء المحلية المطبقة في الدولتين كلتيهما. كما أن هناك الكثير من الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا لا تزال تناقش ما إذا كانت ستحذو حذو كل من كندا والبرازيل.

وعلى الرغم من ذلك، لا يزال هناك الكثير من الأشياء غير المؤكدة لتطبيق هذه التوجيهات والقواعد وذلك وفقا للجنة من الباحثين والمهنيين المتخصصين في مجال التغذية، حيث أكدوا ذلك خلال أحد المؤتمرات التي نظمتها الجمعية الأمريكية للتغذية في بوسطن في الثالث والعشرين من هذا العام.

وعلى الرغم من الرسالة المتكررة التي توضح أن الأطعمة فائقة المعالجة تضر بصحة الإنسان، لا يوجد تعريف عالمي موحد لمثل هذه المنتجات. ويستند الوصف الأوسع استخداما على النظام العام لتصنيف الأطعمة المصنّعة (نوفا) والذي ينص على أن الطعام يصبح فائق المعالجة إذا كان يتألف من مكونات مستمدة في الغالب من أطعمة أخرى، «لتقليد أو تحسين الصفات المذاقية لهذه الأطعمة أو إخفاء الأطعمة غير المستساغة في المنتج النهائي. ويصفه تصنيف نوفا أيضا على كونه «يتم استخدام الكثير من التسلسلات أو العمليات لدمج المكونات» ولا يمكن إجراء هذه العمليات في المنزل».

وترى لورين أوكونور، من وزارة الزراعة الأمريكية وإحدى المشاركات في اللجنة، أن هذا التعريف فضفاض وغير واضح. ولذا، قد يصعب تصنيف الأطعمة وفقا لنظام نوفا خاصة في دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية التي تخضع فيها أغلب الأطعمة لشكلٍ من أشكال المعالجة حسب قولها.

والأكثر من ذلك، أنه من الصعب التأكد من كيفية إضرار الأطعمة فائقة المعالجة بالصحة، أو إذا كانت تضر بها. فعلى سبيل المثال، تشير الأبحاث إلى أن النظام الغذائي الغني بالأطعمة التي يتم تصنيفها غالبًا على أنها فائقة المعالجة يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بالسمنة. وتقول أوكونور « لا نعرف العامل الأكثر تسببا في ذلك، إذا كان هناك عامل على العموم». وبدون تعريف واضح للأطعمة فائقة المعالجة، سيكون من الصعب التحقق من ماهية الأطعمة الضارة بالصحة.

ويؤدي تجميع الأطعمة ودمجها معا بهذه الطريقة إلى الوقوف كحائل دون التقاط التأثيرات الدقيقة لبعضها على صحة الإنسان. وتظهر الأبحاث أن الأطعمة التي يتم تصنيفها غالبًا على أنها فائقة المعالجة يمكن أن تمد النظام الغذائي للأشخاص بالعناصر الغذائية الأساسية في نظامهم. وفي وقت سابق من هذا العام، أكدت أوكونور وزملاؤها أنه من بين 1140 طفلا تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و23 شهرًا في الولايات المتحدة، فإن 75% من الحديد و48% من الزنك الذين يحصلون عليه في نظامهم الغذائي جاءت من الأطعمة التي تعتبرها نوفا فائقة المعالجة. وتقول أوكونور: «لعل أكبر فوائد بعض الأطعمة فائقة المعالجة تتمثل في تعزيز المغذيات الدقيقة».

وهذا يعني أن التوصيات بتجنب الأطعمة فائقة المعالجة بشكل كامل يمكن أن تؤدي إلى نقص المغذيات، كما تقول جولي جونز من جامعة سانت كاترين في مينيسوتا، وهي أيضًا إحدى المشاركات في اللجنة.

وتؤكد جونز أن الأطعمة فائقة المعالجة ربما تشكل جزءًا من نظام غذائي صحي. فعلى سبيل المثال، قامت جولي هيس من وزارة الزراعة الأمريكية وزملاؤها مؤخرًا بإعداد قائمة كاملة يأتي بها 91 % من السعرات الحرارية من الأطعمة فائقة المعالجة، ووجدوا أن جودة النظام الغذائي حصلت على 86 من أصل 100. وبالمقارنة، يصل متوسط النظام الغذائي في الولايات المتحدة 58‏!.

وختاما تقول أوكونر: «لا يزال هناك الكثير من المعلومات غير الدقيقة عن الأطعمة فائقة المعالجة ولذا يجب تحري الدقة حتى لا نوصم أي أطعمة على أنها تضر بحصة الإنسان».

خدمة تربيون عن مجلة «New Scientist»

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الأطعمة فائقة المعالجة الولایات المتحدة النظام الغذائی هناک الکثیر من على أن

إقرأ أيضاً:

تعيين المهندس سامي يوسف رئيساً لصرف الإسكندرية خلفاً للواء محمود نافع

أعلنت شركة الصرف الصحي بالإسكندرية عن تولي المهندس سامي يوسف قنديل رئاسة مجلس إدارتها اعتبارًا من اليوم الأربعاء، ليواصل مسيرة تمتد لأكثر من ثلاثة عقود في خدمة قطاع المرافق والصرف الصحي بالمحافظة بعد ما اصدر المهندس احمد جابر القائم بأعمال رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى بتعيين رؤساء جدد لبعض شركات المياه والصرف الصحى على مستوى المحافظة.

يُعد المهندس سامي قنديل أحد الكفاءات البارزة في مجال هندسة ومعالجة مياه الصرف الصحي، حيث تخرّج في كلية الهندسة عام 1991، حاصلًا على بكالوريوس الهندسة الميكانيكية، وبدأ مشواره المهني في شركة الصرف الصحي بالإسكندرية عام 1993 مهندسًا بمحطة معالجة الشرقية، قبل أن يتدرج في المناصب القيادية بين قطاعات المعالجة والتشغيل والصيانة، وصولًا إلى منصب رئيس قطاع التشغيل والصيانة بمناطق غرب الإسكندرية، ثم رئيسًا لمجلس الإدارة.

خلال مسيرته، أشرف على تنفيذ التركيبات الكهروميكانيكية لعدد من محطات المعالجة الثانوية بالمحافظة، من بينها محطات إسكان مبارك والهانوفيل والعجمي، كما مثّل مصر في مؤتمر شرق إفريقيا بكينيا عام 2007 لبحث سبل تطوير أنظمة معالجة مياه الصرف الصحي، حيث قدم ورقة بحثية حول الخطط المستقبلية للمعالجة.

شارك المهندس قنديل في إعداد دراسات فنية متخصصة لتحديد أنسب نقاط إضافة الكلور المسال، وأعد أبحاثًا لتطوير محطات المعالجة في أبو قير والقرى السياحية، إلى جانب تنفيذ مشروع لاستخدام المياه المعالجة في تنظيف المحطات، دعمًا لجهود ترشيد استهلاك مياه الشرب.

كما أسهم في وضع وتنفيذ آليات بيع المياه المعالجة لاستخدامها في الزراعة، تنفيذًا لتوجهات الدولة نحو تعظيم الاستفادة من الموارد المائية، بالإضافة إلى تطبيقه برامج الصيانة الوقائية وفقًا لكتالوجات المصنع، ما ساعد على رفع كفاءة الأداء وتقليل معدلات الأعطال.

وخلال مسيرته المهنية، حصل على دورات تدريبية متخصصة بالولايات المتحدة وألمانيا في مجالي التشغيل والصيانة، وأسهم في نقل الخبرات وتدريب الكوادر الفنية الجديدة بمركز التدريب التابع للشركة. كما حصلت إحدى المحطات التي تولى إدارتها على شهادة الإدارة الفنية المستدامة مرتين، إلى جانب حصوله على شهادة مفتش محطات معالجة من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ).

مقالات مشابهة

  • الصرف الصحي تكرم اللواء محمود نافع لمجهودته بالإسكندرية
  • هند الضاوي: بن جفير من الأشخاص المصنّفين إرهابيين على مستوى العالم
  • من هو رئيس شركة الصرف الصحي الجديد بالإسكندرية؟
  • المهندس سامي قنديل رئيسًا لشركة المياه بالإسكندرية
  • تعيين المهندس سامي يوسف رئيساً لصرف الإسكندرية خلفاً للواء محمود نافع
  • ماذا يحدث عندما تضيف الأطعمة المخمرة إلى نظامك الغذائي؟
  • وزارة الشباب تطلق مبادرة لرفع وعي الشباب بالصحة النفسية ومخاطر الإدمان
  • هالاند يحذر: «لا يزال لدي الكثير»
  • نهيان بن مبارك: العلم رمز لقيمنا وحضارتنا التي نفاخر بها العالم أجمع
  • كيف يستفيد المواطن من خطة تطوير مستشفيات المؤسسة العلاجية؟.. مسؤول بالصحة يجيب