وسط نصائح وتحذيرات في يوم الأغذية العالمي.. فما قصة عادل إمام مع القوزي العراقي؟
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
شفق نيوز/ حذر مختصون عراقيون في مجال التغذية من أن بعض الأطعمة الطبيعية والمعلبة التي تدخل ضمن النظام الغذائي اليومي للأسرة العراقية، قد تتسبب بتداعيات صحية وربما أمراض سرطانية، فيما شددوا على ضرورة اتباع نظام صحي لضمان حياة أفضل.
واحتفل العالم يوم امس الاثنين الموافق 16 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، باليوم العالمي للغذاء تحت شعار "المياه هي الحياة والمياه هي الغذاء"، ويهدف هذا العام للتوعية بأهمية المياه من أجل الأغذية.
واليوم العالمي للغذاء هو مناسبة سنوية تحتفل بها منظمة الأغذية والزراعة "فاو" التابعة للأمم المتحدة، بهدف زيادة الوعي بأهمية الغذاء الصحي والتغذية السليمة.
وتشجع "فاو" أيضاً على تغيير النمط الغذائي العالمي ليصبح أكثر صحة واستدامة، وينبغي زيادة استهلاك الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، وتقليل استهلاك الدهون المشبعة والملح والسكر المضاف.
ويجب أيضاً تعزيز التوعية بأهمية توفير الغذاء الصحي والتوازن للأطفال والشباب والنساء الحوامل والرضع.
الغذاء غير الصحي
"الغذاء يؤثر على صحة الإنسان بدرجة كبيرة، والغذاء غير الصحي يعني به السكريات والنشويات التي تؤدي إلى السمنة وأمراض القلب والسكري"، بحسب استشاري طب الأسرة والصحة العامة الدكتور حسن قزاز.
ومن هذه الأغذية، يوضح قزاز لوكالة شفق نيوز "القمح والشعير وهي الخبز والصمون، وكذلك الأرز (التمن)، والمعلبات والجبس (رقائق البطاطا) والأندومي (نوع من الشعيرية سريعة التحضير)، التي تحتوي على مواد حافظة تسبب السرطانات".
"وكذلك اللحم المجمد والمجفف إذ أنه يحتوي على النيتروجين الذي يسبب سرطان القولون في أغلب الأحيان، وكذلك الابتعاد عن الدهون التي ترفع الكوليسترول وتسبب أمراض القلب"، وفق قزاز.
الغذاء الصحي
ويؤكد قزاز، أن "الحل هو الغذاء الصحي الذي يشمل الفواكه والخضار الطبيعية غير المعرّضة إلى تغير الجينات في الزراعة، والتي قد تؤدي إلى تغيرات جينية في جسم الإنسان".
ويوضح أن "الإكثار من الفواكه والخضروات الطبيعية يمنع الكثير من الأمراض ومنها الإمساك المزمن، خصوصاً لدى كبار السن، وكذلك تناول البروتينات بشكل طبيعي سوف يفيد الغذاء الصحي".
ويتابع "كلما كان الابتعاد عن الغذاء غير الصحي وتناول الغذاء الصحي فهذا سوف يقلل من احتمالية الإصابة بالأمراض خاصة أمراض الضغط والسكر والسمنة والقلب".
ويبيّن قزاز، أن "الرياضة جزء مهم من هذه العملية التي تضيف للغذاء الصحي قيمة كبيرة، وتقلل من الاحتياج إلى الإنسولين، وبذلك تقلل من الإصابة بمرض السكري".
الطعام العراقي
يتميز المطبخ العراقي بتقديم أطباق دسمة لكن بطريقة شهية يُصعب مقاومتها، ما يؤثر سلباً على الصحة العامة "وتعد الدولمة - وهي من الأكلات الدسمة - الأكثر رغبة في جميع أنحاء العراق"، بحسب الطبّاخ خلف صبري، المعروف بـ(خلف جنان).
ويشير جنان خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى استحداث أكلات خاصة بالتنحيف والرشاقة "الرجيم"، مبيناً أن "أكلات (الرجيم) سابقاً هي لحم صدر الدجاج على رز مطبوخ بطريقة (البزل) فقط، لكن حالياً لدينا البروكلي والخضروات وحتى الحلويات دخلت في أكلات (الرجيم)".
عادل إمام والقوزي العراقي
من جهته، يقول الطبّاخ محمد سوادي، إن "الدسومة ترافق الأكل العراقي، وحتى في المشويات يطلب الزبائن شيّ الشحم (الليّة) معها"، لافتاً إلى أن "العرب أول ما يصلون إلى العراق يسألون عن السمك المسكوف، ولكن السمك ليس طبقاً يومياً وإنما يقدم في المناسبات، أو بالأسبوع مرة إلى مرتين، كحد أعلى".
ويؤكد سوادي لوكالة شفق نيوز، أن "الطبق الرئيسي على كل مائدة عراقية والترند العربي هو القوزي، وحصل معي موقف عام 1999 عندما زار الفنان المصري عادل إمام العراق، وقمت بتجهيز الأسماك البحرية والأكلات الغربية بأنواعها كافة، لكنه طلب القوزي، وقال أتيت إلى العراق خاصة لتناول القوزي العراقي".
أزمة المياه
وبالعودة إلى مناسبة يوم الأغذية العالمي، فقد جاء في بيان الأمم المتحدة، إن المياه ضرورية للحياة على كوكب الأرض، فهي تشكل أكثر من 50% من أجسادنا وتغطي نحو 71% من سطح الأرض، و2.5% فقط من المياه عذبة وصالحة للشرب والزراعة ولمعظم أغراض الاستخدامات الصناعية.
وتابعت "المياه هي القوة الدافعة للناس والاقتصادات والطبيعة وأساس غذائنا. وفي الواقع، تستحوذ الزراعة على 72% من كميات المياه العذبة المسحوبة في العالم، غير أن المياه العذبة، على غرار كل الموارد الطبيعية، محدودة".
وحذرت الأمم المتحدة من النمو السكاني السريع والتوسع الحضري والتنمية الاقتصادية وتغير المناخ أن تعرّض موارد المياه على كوكب الأرض لإجهاد متزايد، كما تراجعت موارد المياه العذبة للشخص الواحد بنسبة 20% خلال العقود الماضية.
أسوأ خزين مائي
وفي هذا الجانب، يقول الخبير في الموارد المائية، تحسين الموسوي، إن "أزمة نقص المياه ممتدة بغض النظر عن التغيرات المناخية التي جعلت العراق ضمن خمس دول تعتبر الأكثر تضرراً من التغير المناخي".
ويضيف الموسوي لوكالة شفق نيوز، أن "وزارة الموارد المائية ما تزال في متاهة كبيرة"، مبيناً أن "الخزانات العراقية تستخدم الجزء الميت، وهو أسوأ خزين متدني على مر التاريخ، وعليه حتى لو كانت في هذا الموسم موجة سيول وأمطار فإن البلاد بحاجة إلى إعادة التوازن للخزانات".
ويتابع "كما أن العراق لم يتوصل لحد الآن مع دول المشاركة المائية لاتفاق يلزمهم على اطلاق الحصص المائية، وكمية تلك الحصص، وهل سوف تتناسب مع الزيادة السكانية الكبيرة في العراق؟".
ويؤكد الموسوي، أن "على وزارة الموارد المائية أن تكون صاحبة قرار شجاع فإن التاريخ لا يرحم، والجميع يلاحظ أن مستوى حوضي النهر أصبح مناطق للعبور، إضافة إلى ارتفاع التلوّث بدرجة كبيرة".
يذكر أن العديد من الدول والمنظمات تحتفل باليوم العالمي للغذاء من خلال تنظيم فعاليات ومبادرات مختلفة، قد تشمل هذه الفعاليات حملات توعية وتثقيف حول الغذاء الصحي والتغذية السليمة، وتوزيع المواد الغذائية للفقراء والمحتاجين، وتنظيم مؤتمرات وندوات لمناقشة قضايا الأمن الغذائي.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي عادل امام اليوم العالمي للغذاء الغذاء الصحي لوکالة شفق نیوز الغذاء الصحی
إقرأ أيضاً:
التقسيم والدولة الشيعية: جدل جديد في الفضاء السياسي العراقي
مارس 16, 2025آخر تحديث: مارس 16, 2025
المستقلة/- تعيش الساحة السياسية العراقية في الفترة الأخيرة حالة من الجدل حول فكرة “التقسيم” و”الدولة الشيعية”، وهو نقاش غير مسبوق في تاريخ العراق الحديث. لطالما كانت فكرة “الإقليم السني” تثار بين الحين والآخر خلال الأزمات السياسية المتعلقة بالمكون السني، ولكن ظهور فكرة “الدولة الشيعية” يشكل تحولًا دراماتيكيًا في الطروحات السياسية.
البداية كانت مع تصريح لزعيم ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، في أحد البرامج التلفزيونية، عندما قال إن الشيعة قد “سينفردون بالنفط” إذا ما تم إجبارهم على التقسيم. هذا التصريح أثار موجة من النقاشات السياسية والشعبية، ودفع النائب حسين مؤنس، عضو كتلة حقوق، إلى الترويج لهذه الفكرة، التي تتجاوز مفهوم “الإقليم” إلى فكرة “دولة شيعية” تحت اسم “دولة العراق الشيعية”.
من اللافت في هذه الدعوات أن الحديث لم يعد يدور حول مجرد إقليم مستقل بل حول “تقسيم” العراق وإنشاء دولة جديدة تقتصر على المحافظات الشيعية التسع. كما تم طرح فكرة تغيير علم العراق، باستبدال عبارة “الله أكبر” بعبارة “علي ولي الله”، ما جعل هذا النقاش أكثر إثارة للجدل والتساؤلات حول خلفياته وأهدافه.
الحديث عن تقسيم العراق إلى دول شيعية، سنية وكردية، ليس أمرًا جديدًا، لكن ما يميز هذه المرة هو توقيت طرحه، خاصة مع تراجع تأثير “الهلال الشيعي” في المنطقة بعد فقدان إيران لموقعها الاستراتيجي في بعض الدول العربية مثل سوريا ولبنان. يعتقد البعض أن هذا الطرح يأتي في سياق محاولات لتحصين “الحاكمية الشيعية” في العراق في مواجهة أي محاولات لتغيير توازن القوى داخل البلد أو حتى في المنطقة.
وقد أثار هذا الموضوع قلقًا واسعًا بين السياسيين والمثقفين السنة، وبعض المدونين الليبراليين، الذين شككوا في وجود توجهات خفية تعمل على تأسيس “دولة شيعية” وفقًا لخطة سياسية تستهدف إعادة رسم الخارطة السياسية للعراق. وربط بعضهم هذا الجدل بمحاولات للحد من قوة وتأثير الحاكمية الشيعية في العراق، في وقت تتصاعد فيه التكهنات حول إعادة ترتيب النفوذ في المنطقة بعد التغيرات الكبيرة التي شهدتها بعض الدول العربية.
التفاعل مع هذا الموضوع لم يقتصر على السياسيين، بل انتقل إلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث شهدت الكثير من النقاشات والمواقف المعادية لهذه الفكرة، معتبرة أن هذا الطرح قد يهدد وحدة العراق ويقوي الانقسامات الطائفية، في وقت يشهد فيه البلد أزمات اقتصادية وأمنية تتطلب توحيد الجهود للتصدي للتحديات الداخلية والخارجية.
في ختام هذه القضية، يمكن القول إن الدعوات التي ظهرت مؤخرًا حول تقسيم العراق إلى “دولة شيعية” تعد استثنائية وتعكس تحولًا في الخطاب السياسي الشيعي الذي كان يعارض بشدة أي حديث عن التقسيم، وهو ما يعكس حالة من الضبابية حول المستقبل السياسي للعراق. يتبقى أن نراقب كيفية تطور هذه الدعوات وما إذا كانت ستظل مجرد حديث في الغرف المغلقة أم ستتحول إلى مشروع سياسي حقيقي في المستقبل.