تجربة فريدة يبحث عنها الملايين: حل مشكلة النسيان إلى الأبد وتعزيز قدرات ذاكرتك وذكاءك بنسبة 1000%
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
تشير الأبحاث الجديدة إلى أنه من الأفضل أن نمتنع عن التفكير أثناء فترات الاسترخاء بعد اكتساب مهارة أو معلومات جديدة، يعني ذلك أنه يجب علينا تجنب أي نشاط يمكن أن يعرقل عملية تكوين الذكريات، مثل القيام بمهام أخرى أو قراءة البريد الإلكتروني أو تصفح الإنترنت على الهاتف الذكي.
يجب أن يتاح للدماغ الفرصة للاستعادة نشاطه دون أي تشتيت.
ولكن ربما يكون كل ما نحتاجه هو تخفيض الإضاءة والاستمتاع بفترة استرخاء وتأمل تستمر لمدة 10 إلى 15 دقيقة. ستلاحظ أن قدرتك على استرجاع المعلومات بعد الاسترخاء ستكون أفضل بكثير مقارنة بالتركيز والتكرار.
هذا الاكتشاف يمكن أن يكون فرصة للطلاب الكسالى لتجنب المذاكرة، ولكنه في نفس الوقت يمكن أن يخفف معاناة الأشخاص الذين يعانون من فقدان الذاكرة وبعض أنواع الخرف.
فهو يقترح طرقًا جديدة للاستفادة من قدراتنا الكامنة في التعلم والتذكر، والتي لم تكن معروفة من قبل. وقد كان العالم النفسي الألماني جورج إلياس مولر وتلميذه ألفونس بيلزكر أول من وثقوا أهمية فترات الاسترخاء في تقوية الذاكرة في عام 1900.
في إطار تجاربهما المتعددة حول تثبيت الذكريات، طلب الباحثان من المشاركين حفظ قائمة من مقاطع الكلمات بدون معنى.
وبعد أن أتاحا لهم فترة قصيرة لتعلمها، حصل نصف المشاركين على القائمة الثانية مباشرة، بينما أخذ النصف الآخر فترة راحة لمدة ست دقائق قبل مواصلة الحفظ. وبعد ساعة ونصف، اختبر الباحثان المجموعتين، ولاحظا أن المشاركين الذين حصلوا على فترة راحة تذكروا 50% من المعلومات في القائمة، بينما لم تتذكر المجموعة الأخرى سوى 28% فقط من المعلومات.
تشير هذه النتيجة إلى أن المعلومات الحسية الجديدة تكون أكثر عرضة للنسيان بعد تحويلها إلى رموز يمكن تخزينها في الذاكرة، وهذه العملية تسمى الترميز.
ولذلك، فإن المعلومات الجديدة يمكن أن تتداخل مع المعلومات الأحدث وتؤثر على تذكرها. لكن هذه النتيجة لم تتم دراستها إلا في بداية القرن الحالي، من خلال دراسة أجراها سيرجيو ديلا سالا من جامعة إدنبرة ونيلسون كوان من جامعة ميسوري.
واهتم الفريق بدراسة تأثير الفترات الزمنية بين اكتساب المعلومات الجديدة وتذكر المعلومات القديمة على ذاكرة الأشخاص الذين يعانون من إصابات في الدماغ مثل السكتة الدماغية. وقام الفريق بتطبيق نفس الدراسة التي أجروها مولر وبيلزيكر، حيث حصل المشاركون على قائمة تحتوي على 15 كلمة، ثم خضعوا لاختبار بعد عشر دقائق. وفي بعض التجارب، تم تشغيل المشاركين في اختبارات إدراكية، بينما في تجارب أخرى طُلب منهم الاستلقاء في غرفة مظلمة دون النوم.
تأثير الراحة على الذاكرة والاسترجاع
أظهرت دراسة حديثة أن الاستراحة القصيرة يمكن أن تحسن الذاكرة والقدرة على استرجاع المعلومات. وقد توصل الباحثون إلى هذه النتيجة بعد إجراء تجارب على مجموعة من المشاركين. تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين، حيث تم طلب الاستراحة للمجموعة الأولى بعد تعرضهم لمهمة تتطلب الذاكرة، بينما تم طلب الانخراط في أنشطة أخرى للمجموعة الثانية.
وقد فاق تأثير الفترات القصيرة من الاسترخاء أو الانخراط في أنشطة أخرى كل التوقعات.
وبالرغم من أن اثنين من المشاركين الذين كانوا يعانون جميعا من فقدان الذاكرة الحاد لم يظهر عليهما أي تحسن، فإن عدد الكلمات التي تذكرها المشاركون الآخرون زاد ثلاثة أضعاف، من 14 في المئة إلى 49 في المئة، وهذا المعدل يكاد يكون نفس معدل الكلمات التي يتذكرها الأصحاء.
كما طُلب من المشاركين الاستماع إلى قصص والإجابة عن الأسئلة بعد ساعة. ولم يتذكر المشاركون الذين لم يأخذوا قسطا من الراحة إلا سبعة في المئة فقط من الأحداث، بينما تذكر الباقون 79 في المئة من الأحداث، بزيادة قدرها 11 ضعفا في عدد المعلومات التي تذكروها.
ولاحظ الباحثون أيضا مزايا مشابهة في حالة الأصحاء، وإن كانت أقل وضوحا، إذ زادت القدرة على استرجاع المعلومات بعد فترة الاسترخاء بنسبة تتراوح بين 10 و30 في المئة في هذه التجربة. وقادت مايكلا ديوار، من جامعة هيريوت وات بإدنبرة، فريقا من الباحثين لإجراء العديد من الدراسات المكملة لهذه الدارسة، وتوصلوا إلى نفس النتائج في سياقات مختلفة، إذ لاحظوا في إحدى الدراسات التي أجريت على مشاركين أصحاء أن الفترات القصيرة من الراحة تحسن الذاكرة المكانية، وساعدت المشاركين في تذكر مواقع معالم مختلفة في بيئة الواقع الافتراضي على سبيل المثال.
والأهم من ذلك، أنهم استطاعوا استرجاع المعلومات والمهارات بعد أسبوع من تعلمها. ويبدو أن هذه الميزة تفيد الكبار والصغار على حد سواء. ولاحظوا أيضا أن فترات الاسترخاء تحقق مزايا مشابهة للأشخاص الناجين من السكتة الدماغية والمصابين بمرض ألزهايمر في مراحله المبكرة والمعتدلة.
وفي جميع الحالات، طلب الباحثون من المشاركين الجلوس في غرفة هادئة وخافتة الإضاءة، بلا هواتف محمولة أو أي مشتتات مماثلة.
تقول ديوار: “لم نضع لهم تعليمات محددة بشأن طريقة الاسترخاء، ولكن أغلب المشاركين، كما يتضح من الاستبيانات في نهاية التجارب، فضلوا أن يسبحوا في خيالهم”. ومع ذلك، فإنه ليس من المستحب أيضًا الاستغراق الكامل في أحلام اليقظة، حيث توصلت إحدى الدراسات إلى أن المشاركين الذين طُلب منهم تخيل أحداث من الماضي أو المستقبل أثناء فترة الراحة، ضعفت قدرتهم على استرجاع المعلومات التي اكتسبوها حديثًا. ولذلك، فإنه من الأفضل تجنب بذل أي مجهود ذهني أثناء فترة الراحة. ومن المعروف أن المعلومات الحسية بعد ترميزها تمر بمرحلة تثبيت تترسخ من خلالها في الذاكرة طويلة المدى.
وكان العلماء يعتقدون أن هذه العملية تحدث في الغالب أثناء النوم، عندما يزيد الاتصال بين منطقة الحصين بالدماغ – حيث تتكون الذكريات في البداية – وبين قشرة الدماغ، وهذه العملية مسؤولة عن تكوين روابط جديدة بين الخلايا العصبية وتقويتها، وهذه الروابط ضرورية لاسترجاع المعلومات لاحقًا.
وقد يُعزى تحسن قدرتنا على التعلم قبل النوم مباشرة إلى زيادة النشاط في الدماغ أثناء الليل. ولكن دراسة جديدة أجرتها الباحثة ليلا دافاشي بجامعة نيويورك في عام 2010، توصلت إلى أن النشاط العصبي في الدماغ يزيد أيضًا في فترات الاسترخاء أثناء اليقظة.
طُلب من المشاركين في الدراسة حفظ أزواج من الصور، ثم سُمح لهم بالاستلقاء وإطلاق العنان لمخيلتهم لمدة قصيرة. ولاحظت دافاشي زيادة في التواصل بين منطقة الحصين وبعض المناطق من القشرة البصرية أثناء فترة الراحة. وتقول دافاشي إنه كلما زاد الاتصال بين هذه المناطق، زادت القدرة على تذكر المعلومات.
ومن الواضح أن الاضطرابات العصبية تجعل الدماغ أكثر عرضة لنسيان المعلومات بسبب تداخلها مع المعلومات الجديدة. لهذا، فإن الحصول على فترة راحة بعد اكتساب معلومات جديدة يساعد الناجين من السكتة الدماغية ومرضى ألزهايمر تحديدا على استرجاع المعلومات.
وقد أثارت هذه النتائج اهتمام الكثير من علماء النفس. ويقول أيدان هورنر بجامعة يورك: “توصلت أغلب الدراسات التي أجريت في الوقت الحالي عن هذا الموضوع إلى نفس النتائج. وهذا رائع”. ويرى هورنر أن هذه النتائج قد تسهم في إيجاد سبل جديدة لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية.
ويشير هورنر إلى أنه قد يكون من الصعب حصول ذوي الإعاقة على فترات الاسترخاء التي تكفي لتحسين قدرتهم على استرجاع المعلومات يوميا بشكل عام، لكن فترات الاسترخاء قد تساعد المريض في حفظ معلومات جديدة مهمة، مثل اسم مقدم الرعاية الجديد، أو قسمات وجهه.
وتقول ديوار إنها سمعت بمريضة تمكنت بفضل فترة قصيرة من الاسترخاء من تعلم اسم حفيدتها، إلا أنها تؤكد أن هذا الدليل غير موثق.
ويشير أيضا توماس باغيولي، من جامعة نوتنغهام ترينت بالمملكة المتحدة، إلى أن بعض مرضى ألزهايمر يُنصحون بممارسة الاستغراق الذهني والتأمل لتخفيف التوتر وتحسين الصحة العامة.
يقول الباحث باغيولي إن بعض الأساليب التي تساعد على الاسترخاء يمكن أن تؤثر على الذاكرة بمنع التداخل بين المعلومات وقد تكون لها أسباب أخرى. ولكنه يشير إلى أن هذه النتائج قد تكون صعبة التطبيق على المصابين بالخرف الحاد.
ومع ذلك، يتفق كل من باغيولي وهورنر على أن أخذ فترات من الراحة بانتظام طوال اليوم بدون أي مشتتات يمكن أن يساعد في ترسيخ المعلومات الجديدة في الذاكرة إلى حد ما. وعلى الرغم من أن التحسن الذي سجلته هذه الدراسات يتراوح بين 10 و30 في المئة، إلا أنه يعني زيادة في الدرجات للعديد من الطلاب.
ويقول هورنر: “إذا قمت بأخذ فترة قصيرة من الراحة بين الحين والآخر خلال فترة المراجعة، فقد تتحسن قدرتك على استرجاع المعلومات لاحقًا”. ويجب أن نتذكر أيضًا، عندما نشحن هواتفنا المحمولة، أن عقولنا تحتاج أيضًا إلى فترات منتظمة من الراحة لاستعادة نشاطها.
المصدر: الميدان اليمني
كلمات دلالية: علاج النسيان المعلومات الجدیدة من المشارکین المعلومات ا من الراحة قصیرة من من جامعة فی المئة یمکن أن ط لب من إلى أن أن هذه
إقرأ أيضاً:
الخاسر الذي ربح الملايين !
رغم مرور أيام على النزال الذي أقيم فـي تكساس بالولايات المتحدة بين الملاكم الشهير مايك تايسون ومنافسه الملاكم واليوتوبر، جيك بول، إلّا أنّ تداعياته ما زالت تشغل وسائل الإعلام، وقد تعرّض تايسون لانتقادات كونه دخل نزالًا خاسرًا سلفًا، فقد بلغ من الكبر عتيّا، بينما منافسه يصغره بأكثر من «31» عامًا، وجيك بول صانع محتوى وممثل، والأمر بالنسبة له زيادة أعداد متابعين، وشهرة وثراء، وخوض هذا اليوتوبر النزال يعني أنّ صنّاع المحتوى قادرون على دخول مختلف المجالات، لِمَ لا؟ وسلطة الإعلام الجديد بأيديهم! النزال، وها هو يوتوبر يعيد بطلًا من أبطال العالم للملاكمة لحلبة النزال بعد انقطاع بلغ «19» سنة! والواضح أن تايسون دخل ليس بنيّة الفوز، بل لكسب المال، بعد أن مرّ بأزمات عديدة، وتراكمت عليه الديون، خصوصا أن هذه النزالات تدرّ على المتبارين مبالغ طائلة، يجنونها من أرباحها، ويكفـي أنّ سعر تذكرة كبار الزوار بلغت مليوني دولار، ولنا أن نتخيّل الأموال التي كسبها القائمون على هذا النزال الذي أعاد إلينا أمجاد الملاكم محمد علي كلاي وهناك عدّة نقاط تشابه، بين كلاي وتايسون، فكلاهما من ذوي البشرة السمراء ونشآ فـي ظروف صعبة بمجتمع عنصري، وكلاهما أعلن إسلامه وانتماءه لقضايا كبرى، فكلاي رفض انضمامه للجيش الأمريكي أيام حرب فـيتنام عام 1967م ودفع ثمن موقفه غاليا، فقد أُنتزع منه لقب بطل العالم للوزن الثقيل، وكان نجمه قد لمع بدءًا من عام 1960 عندما حصل على ذهبية الوزن الثقيل فـي دورة روما الأولمبية 1960، فـيما لف تايسون جسمه بعلم فلسطين، وكلاهما عاد ليجرب حظّه بعد توقف، مع اختلاف النتيجة، فكلاي عاد للملاكمة فـي 30 أكتوبر 1974، فـي زائير (جمهورية الكونغو) بعد انقطاع عن خوض النزالات والتدريب استمرّ سنوات، ليخوض نزالًا أمام جورج فورمان الذي يصغره بسبع سنوات (فورمان ولد عام 1949م فـيما ولد كلاي عام 1942م)، وصار النزال حديث الناس، فأسمته وسائل الإعلام «قتال فـي الغابة»، وُعدّ أعظم حدث رياضي فـي القرن العشرين، شاهده حوالي مليار مشاهد، فـي وقت لم تكن به فضائيات ولا وسائل تواصل اجتماعي، وحقّق إيرادات بلغت 100 مليون دولار فـي ذلك الوقت، لكن نهاية النزالين كانت مختلفة، فقد انتهت مباراة مايك تايسون (58 عامًا) مع جيك بول الملاكم واليوتوبر (27 عامًا)، بهزيمة تايسون بالنقاط، فـي الجولة الثامنة، فـيما تمكّن محمد علي كلاي من إلحاق الهزيمة بفورمان بالضربة القاضية فـي الجولة الثامنة، فـي مباراة أبهرت العالم، يقول فورمان: إنه كاد أن يحقّق الفوز لولا أن كلاي همس بأذنه «أهذا كل ما لديك؟» فأثار فـي نفسه الرعب، وتغيّرت موازين المعادلة، فقد هزمه نفسيا قبل أن يهزمه على حلبة النزال، فكسب القتال، واستعاد اللقب وصار حديث الناس ومنهم الشعراء، ومن بينهم الشاعر محمد مهدي الجواهري الذي كتب فـي عام 1976 م قصيدة عنوانها «رسالة إلى محمد علي كلاي»: شِسْع لنعلِك كلُّ موهبةٍ وفداء زندك كلُّ موهوبِ كم عبقرياتٍ مشت ضرمًا فـي جُنح داجي الجنْحِ غِربيب! يا سالبًا بجماع راحتيه أغنى الغنى، وأعزَّ مسلوبِ شِسْعٌ لنعلِكَ كلُّ قافـيةٍ دوّت بتشريق وتغريبِ وشدا بها السُّمار ماثلةً ما يُفرغُ النَّدمان مِن كوبِ وفـيها سخرية من العالم الذي يمجّد القوّة، ولا يرعى الموهوبين، فالجواهري، كما يقول الباحث رواء الجصاني: كان يحسب ألف حساب فـي كيفـية تسديد إيجار شقة صغيرة فـي أثينا، وكان لا يملك الكثير لتسديد الإيجار وفجأة يقرأ أن كلاي ربح الملايين من الدولارات لأنه أدمى خصمه»! أمّا تايسون، فقد عاش سنوات المجد، فـي شبابه، وحمل لقب «الرجل الأكثر شراسة فـي التاريخ، الذي لا يهزم «كما وصفه زملاؤه الملاكمون، وحين عاد، عاد كهلا حتى أن منافسه أشفق عليه وصرّح أنه كان يستطيع أن يوجّه إليه لكمات موجعة لكنه خشي أن يوجّه إليه مثلها ويحتدم الصراع! وهذا يعني وجود اتفاق ضمني بأن يستمر النزال ثماني جولات وتحسم نقاط الفوز. وإذا كان العالم قد تذكّر كلاي بعد أن اعتزل الملاكمة، وأصيب بمرض باركنسون (الشلل الرعاش)، فأسند إليه إيقاد الشعلة الأولمبية فـي دورة أتلانتا 1996 وعاد ثانية ليحمل العلم الأولمبي فـي دورة لندن 2012م، فقد كاد أن ينسى تايسون، فعاد لحلبة النزال ليذكّر العالم بنفسه، ولو بهزيمة وخسارة ثقيلة فـي نزال استمرّ لدقائق ربح خلالها (20) مليون دولار، وبذلك بطل العجب. |