موقع 24:
2024-07-06@13:09:32 GMT

كان يمكن تجنب هجوم حماس الوحشي

تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT

كان يمكن تجنب هجوم حماس الوحشي

أضم صوتي بالتأكيد إلى أصوات العديد من القادة الذين أدانوا هجوم حماس بأشد العبارات. لست مندهشاً مثل كثيرين من أن هذا الهجوم قد وقع بالفعل وأودى بحياة العديد من الإسرائيليين الأبرياء، كما أنني لن أتفاجأ من الانتقام الإسرائيلي المستمر الذي سيؤدي بالتأكيد بحياة المئات، إن لم يكن الآلاف من الفلسطينيين، ومن بينهم العديد من المدنيين الأبرياء.

أنا لست مندهشا لأني، مثل كثيرين منا الذين تابعوا تطور الأحداث بين إسرائيل والفلسطينيين في السنوات القليلة الماضية، وخاصة في الأشهر القليلة الماضية، توصلت بسهولة إلى هذه النتيجة، وذكرت ذلك عدة مرات في كتاباتي بأنها لن تكون سوى مسألة وقت فقط حتى يحدث مثل هذا الانفجار.
لقد كتبت الفقرة التالية منذ ما يزيد قليلاً عن عام، نُشرت في الأصل في 2 أكتوبر 2022، والتي حدثت بشكل مأساوي في اليومين الماضيين.
"الخطر الذي يبدو أن جميع الأطراف المعنية تتجاهله هو أنه رغم أن الوضع الراهن بين إسرائيل والفلسطينيين قد يسود على السطح لفترة أطول قليلاً، ولنقل ثلاث إلى أربع سنوات، إلا أنه من غير الممكن أن يستمر لفترة أطول من ذلك بكثير. ولا بد أن ينفجر الوضع في وجه كل من لا يدرك خطورته وعواقبه الوخيمة في غياب حل. والحقيقة أن الأمر لا يتعلق بما إذا كان الفلسطينيون سينهضون ويلجأون إلى العنف، بل متى، الأمر الذي سيجعل الانتفاضة الثانية التي اشتعلت في العام 2000 تبدو وكأنها مجرد بروفة. والإسرائيليون الذين يعيشون في حالة إنكار سوف يضطرون عاجلاً وليس آجلاً إلى مواجهة الحقيقة المرّة. إن المشكلة الفلسطينية لن تنتهي وسوف تستمر في مطاردتهم ولن تقدم لهم أي راحة. علاوة على ذلك، فإن الصراع مع الفلسطينيين سوف يستمر في تقديم ألد أعداء إسرائيل، إيران ووكيلها حزب الله في لبنان، الوصفة المثالية التي يحتاجون إليها لزعزعة استقرار المنطقة وتهديد أمن إسرائيل القومي بشكل مستمر. وبينما تستطيع إسرائيل أن تنتصر عسكرياً على أي من أعدائها، ولو بتكلفة متزايدة من الدماء والمال، فإنها لا تستطيع أن توقف التهديد الأكثر خطورة على الإطلاق، ألا وهو التآكل المميت الناتج عن احتلالها الوحشي المستمر للأساس الأخلاقي الذي قامت عليه إسرائيل".

لا بد أن هذا الهجوم غير المسبوق الذي قامت به حركة حماس والذي لا يمكن تصوره من البر والجو والبحر قد استغرق أشهراً للتخطيط والتدريب والتحضير للتنفيذ. ومع ذلك، فإن وكالات الاستخبارات "الأكثر تطوراً" في إسرائيل لم تكتشف حتى أي تلميح لمثل هذه الخطة المدمرة. فماذا يقول لنا هذا عن الحكومة الإسرائيلية التي يقودها رئيس الوزراء المتغطرس والمغرور نتانياهو الذي يتفاخر بقدرات إسرائيل العسكرية واستعدادها الذي لا مثيل له؟
وبينما كان نتانياهو مشغولاً بالتخطيط لسحق الديمقراطية الإسرائيلية من خلال ما يسمى بإصلاحاته القضائية، وتعزيز أمن إسرائيل في الضفة الغربية، عن طريق إرسال آلاف القوات لحماية المستوطنين الذين يهاجمون الفلسطينيين، كانت حماس تستعد لهذا الهجوم المميت على الإسرائيليين على نطاق غير مسبوق أودى بحياة 700 إسرائيلي، حتى كتابة هذه السطور، واختطف أكثر من 100، بينما كشف ضعف إسرائيل في أعين أقوى أعدائها، بما في ذلك حزب الله، وإيران.
من الواضح أن توقيت هجوم حماس لم يكن عرضياً. كان من المخطط له أن يتم ذلك بالضبط في الذكرى الخمسين لحرب يوم الغفران عام 1973. وكان المقصود منها تذكير الإسرائيليين بشكل فظ، بأن حقوق الفلسطينيين وتطلعاتهم ليست صندوقًا يمكن إلغاؤه، كما وصفها نتنياهو مؤخراً عندما سُئل عن التطبيع المحتمل للعلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.
لم يكن من الممكن لأي إسرائيلي أن يصدق أن ما يسمى بـ"مجموعة متناثرة" تحمل "مفرقعات نارية"، كما وصف بعض المسؤولين الإسرائيليين حماس، التي توجد تحت الحصار منذ 18 عاماً، ستكون في وضع يمكنها من شن هجوم بهذا الحجم، مجبرة عشرات الآلاف من الإسرائيليين للهروب إلى الملاجئ، وهم يرتعدون من الخوف. فعلى مدى عقود من الزمن دفعت الحكومة الإسرائيلية الناس إلى الاعتقاد بأن الفلسطينيين لن يتوقفوا عن كفاحهم من أجل الاستقلال ما لم تستخدم إسرائيل القوة الوحشية ضدهم. وقد أثبت هذا الهجوم خطأ هذا الادعاء، وأنه حتى في ظل أقسى الظروف لن يتخلى الفلسطينيون أبداً عن كفاحهم من أجل الحرية والاستقلال من خلال الرد على العنف بالعنف، ولن يستسلموا أبداً للقوات الإسرائيلية.
إن الحكومة الإسرائيلية الحالية، التي دعا وزيرها المسؤول عن الشؤون المدنية في الضفة الغربية، بتسلئيل سموتريش، في وقت سابق من هذا العام إلى محو قرية حوارة الفلسطينية، وأطلقت العنان للمستوطنين لمضايقة الفلسطينيين في كل منعطف، لم تفعل شيئا سوى اغتصاب آخر بقايا للأمل لدى الفلسطينيين في أن يتحرروا مرة أخرى.

إن معاملة الفلسطينيين وكأنهم قوة إحتلال بدل محتلين، كما ادعى سموتريش، ليس أمراً مشيناً فحسب، بل هو هزيمة ذاتية كما ثبت على مدى السنوات الخمس والسبعين الماضية. إن وقوع الهجوم الوحشي الذي شنته حماس يوم السبت تحت أنظار الحكومة الأكثر تشدداً في تاريخ إسرائيل، لا يثبت إلا عدم كفاءتها وأن تجاهل المشكلة الفلسطينية سوف يكون على حساب إسرائيل.
كانت حماس تعلم جيداً أن سكان غزة سوف يتكبدون خسائر فادحة في الأرواح والدمار إذا هاجموا إسرائيل على هذا النطاق غير المسبوق وحجم الخسائر البشرية والدمار الذي أحدثته إسرائيل، يشهد بالفعل على ذلك. ومع ذلك، فقد أقدموا على مثل هذه المخاطرة القاتلة، ولكن المحسوبة لأنهم كانوا مصممين على تغيير ديناميكية الصراع مع إسرائيل، وخلق نموذج جديد وإجبار إسرائيل على إعادة تقييم موقفها تجاه الفلسطينيين.

لقد وجدت أنه من المثير للاهتمام أن المتحدث باسم حماس لم يدعُ إلى تدمير إسرائيل، بل دعا إلى وضع حد للانتهاكات ضد الفلسطينيين، قائلاً: "نريد من المجتمع الدولي أن يوقف الفظائع في غزة ضد الشعب الفلسطيني وأماكننا المقدسة مثل المسجد الأقصى. كل هذه الأمور هي السبب وراء بدء هذه المعركة" يأتي ذلك رداً على المحرض إيتمار بن غفيرالذي قام منذ توليه منصب وزير الأمن القومي بزيارة جبل الهيكل عمدا،ً والذي مُنع اليهود من زيارته بموجب اتفاقية عام 1967 بين الأردن وإسرائيل.
وبينما لم يتصالح جناح حماس العسكري، كتائب القسام، مع وجود إسرائيل قط، ويجب تدميره، ينبغي لإسرائيل أن ترسل رسالة واضحة مفادها أنها مستعدة لبدء مفاوضات سلام مع القادة الفلسطينيين المعتدلين، لخلق عملية مصالحة طويلة الأمد التي ستؤدي إلى حل دائم.

لقد حان الوقت لتدرك إسرائيل أن سياسة الذهاب إلى غزة "لجز العشب" كل بضع سنوات قد فشلت فشلاً ذريعًا ولم تحقق شيئًا سوى تعميق مقاومة الفلسطينيين. ويشهد الهجوم المروع الأخير على هذه السياسة الإسرائيلية المضللة بشكل خطير.
ورغم أن لإسرائيل كل الحق في الدفاع عن نفسها، وسحق إرهابيي حماس، والجهاد الإسلامي، الذين تدعمهم إيران وحزب الله ولن يقبلوا بالواقع الإسرائيلي، يجب على إسرائيل أن تتذكر أيضا أن الغالبية العظمى من الشعب الفلسطيني تريد العيش في سلام وقبول حق إسرائيل في الوجود. لكن من المؤسف أن الحكومات المتطرفة، مثل الحكومة الحالية بقيادة نتانياهو، تصور الفلسطينيين وكأنهم جميعاً إرهابيون ولا يمكن الثقة فيهم أبداً، ومن ثم يجب التعامل معهم بقبضة من حديد.
فإلى متى ستستمر إسرائيل في التمسك بهذه الفكرة التي لا أساس لها من الصحة، والتي تؤدي إلى نتائج عكسية قبل أن تدرك أن الفلسطينيين هم أناس عاديون، إلى حد كبير يريدون أن يعيشوا حياة طبيعية، تماماً مثل أي إسرائيلي؟ على قادة إسرائيل أن يتذكروا أن اليأس يولد اليأس، واليأس يولد الغضب والاستياء، الأمر الذي يترك بدوره الشعب الفلسطيني بلا خيار سوى اللجوء إلى العنف والمجازفة بالموت مفضلين ذلك على عيش حياة يأس لا نهاية له.
وهذا يذكرني بالموقف السخيف الذي اتخذه الجمهوريون الذين يعارضون السيطرة على الأسلحة في الولايات المتحدة في أعقاب حوادث إطلاق النار الجماعية. بعد مثل هذه الحوادث مباشرة يستقر الرأي بهم على إرسال الصلوات، والتعازي للعائلات الثكلى، مصرين على أن "هذا ليس الوقت المناسب" للحديث عن قوانين مهمة للسيطرة على الأسلحة، كما لو أن صلواتهم وتعازيهم ستوقف حوادث إطلاق النار الجماعي التالية. ولكن من الواضح أن هذا لم يحدث قط، حيث أن عمليات إطلاق النار الجماعية تستمر حاصدة أرواح أكثر من خمسين ألف أمريكي كل عام، وحتى الآن لم يتم تفعيل أي قوانين سيطرة فعّالة على الأسلحة. وهكذا هي الحال مع أي وقف إطلاق نار جديد بين إسرائيل وحماس، أو إسرائيل والفلسطينيين.

لن يوقف وقف إطلاق النار أو الإدانات الصراع بين الجانبين. ينبغي على الذين يسعون إلى السلام والاستقرار والأمن والازدهار في الشرق الأوسط، أن يتذكروا أنه إذا تم التطبيع الإسرائيلي السعودي ولم يتضمن هذا التطبيع مساراً واضحاً لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فهو ليس سوى وصفة من أجل زيادة العنف الإقليمي وزعزعة الاستقرار بما يتجاوز بكثير ما شهدناه حتى الآن.
لقد حان الوقت لإدارة بايدن التي كانت تتحدث فقط عن حل الدولتين مثل كل سابقاتها، أن تتصرف بناءً على موقفها الرسمي وتصر على أن الوقت قد حان لتأخذ إسرائيل هذا الصراع مع الفلسطينيين على محمل الجد. يجب على إدارة بايدن ألا تفترض للحظة أن وقف إطلاق نار آخر، بغض النظر عن نطاقه، سيوفر حلاً دائمًا. علاوة على ذلك، يتعين على السعوديين أن يوضحوا علناً أنه لن يكون هناك تطبيع للعلاقات مع إسرائي،ل ما لم يتم تحديد مسار واضح يؤدي إلى حل دائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

إن قول ذلك علناً من شأنه أن يهدئ مخاوف الفلسطينيين من أنهم لن يُتركوا ليتدبروا أمورهم بأنفسهم، في حين يبعث برسالة واضحة إلى الجمهور الإسرائيلي مفادها أن حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يجب أن يكون جزءاً لا يتجزأ من أي اتفاق بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، وذلك بما يتفق مع مبادرة السلام العربية لعام 2002. وفي التحليل النهائي، لن تتمكن أي حكومة إسرائيلية من التصرف بجدية لتحقيق هذه الغاية إلا عندما يطالب الجمهور الإسرائيلي بشكل جماعي بمبادرة سلام جديدة.
وبالفعل، لا يكفي أن يتوحد الإسرائيليون في أوقات الأزمات. عليهم الآن أن يتحدوا للمطالبة بحل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. عليهم الآن أن يتدفقوا إلى الشوارع بمئات الآلاف، على نحو أقرب إلى احتجاجاتهم ضد جهود نتانياهو الشريرة "لإصلاح" السلطة القضائية، وأن يبقوا مصرّين بلا هوادة إلى أن توافق حكومتهم على الدخول في مفاوضات ذات مصداقية مع الفلسطينيين. إن الفشل في ذلك هو ببساطة انتظار، مرة أخرى، للحرب المروعة التالية التي قد تكون أكثر خطورة من هذا الهجوم، مسبّبة خسائر لا حصر لها في الأرواح لا يمكن لأي إسرائيلي أن يتخيلها في أعنف كوابيسه.
بمجرد أن تنتهي الحرب المروعة ويتم التوصل إلى نوع من وقف إطلاق النار بشكل مأساوي بعد مقتل الآلاف من الجانبين، فلابد من تشكيل لجنة تحقيق للبحث في الكيفية التي فوجئت بها حكومة نتانياهو. ليس هناك شك في أن هذه الحكومة اعتبرت المقاومة السلبية نسبياً للفلسطينيين أمراً مفروغا منه، ولم تفكر أبدا في أنهم سيكونون في وضع يسمح لهم بشن مثل هذا الهجوم غير المسبوق. ولابد من محاسبة المسؤولين في الحكومة ودفع الثمن.
وعلاوة على ذلك، على زعماء المعارضة، بيني غانتس، ويائير لابيد، وأفيغدور ليبرمان، وميراف ميخائيلي، أن يستجيبوا لدعوة نتانياهو لتشكيل حكومة وحدة بشرط أن يستقيل نتانياهو بمجرد انتهاء الحرب، وإجراء انتخابات جديدة.
ودون ذلك، على الجمهور الإسرائيلي أن يطالب بالاستقالة الفورية لرئيس الوزراء ناتنياهو. فبدلاً من الاهتمام باحتياجات الأمن القومي لإسرائيل، كان مشغولاً بالتخطيط لتقويض السلطة القضائية بشدة والتضحية بالمصلحة الوطنية فقط من أجل إنقاذ نفسه. لقد خان قسم منصبه، وعليه الآن أن يخليه لاستعادة الكرامة والثقة في اللقب الذي يحمله دون استحقاق.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: غزة وإسرائيل زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الإسرائیلی الفلسطینی إطلاق النار بین إسرائیل إسرائیل أن إسرائیل فی هذا الهجوم وقف إطلاق على ذلک من أجل ا یمکن

إقرأ أيضاً:

مندوب فلسطين بالجامعة العربية يدعو لتجميد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة

دعا مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير مهند العكلوك، إلى بدء العمل على تجميد مشاركة إسرائيل في في الجمعية العامة للأمم المتحدة، على أساس عدم التزامها بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وتهديدها للأمن والسلم الدوليين، وعدم وفائها بالتزاماتها التي كانت شرطاً لقبول عضويتها في الأمم المتحدة.


جاء ذلك في كلمة السفير مهند العكلوك المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية اليوم الخميس أمام الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين لبحث سبل مواجهة جرائم الإبادة الجماعية والعدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني والتوسع الإستيطاني والإجراءت العقابية التي أقرتها حكومة الإحتلال مؤخرا.


وقال السفير العكلوك "لقد أخرج الإرهاب الإسرائيلي الصهيوني الفلسطينيين من ديارهم بغير حقٍ، حتى بلغ عدد اللاجئين والنازحين والمهجرين من الشعب الفلسطيني في يومنا هذا ما يقرب من 9 ملايين،ولم يدفع الناس بعضهم بعضاً عن الظلم والباطل والأذى حتى هُدّمت مساجدُ يُذكر فيها اسم الله كثيراً"،مضيفا "أن عدد المساجد التي دمرتها إسرائيل في قطاع غزة، كلياً أو جزئياً، خلال الأشهر التسعة الماضية،بلغ  608 مساجد و3 كنائس،إلى جانب مقتل أكثر من 136 ألف مدني فلسطيني بين شهيد وجريح ومدفونٍ تحت الركام، 70% منهم أطفالا ونساء".


وأشار إلى أن هناك 16 ألف طفل قتلتهم إسرائيل، وأصابت 34 ألفا، ومازال 3600 طفل تحت الأنقاض، وفقد 1500 أطرافهم وعيونهم، ويتّمت إسرائيل 17 ألفا آخرين،وكل هؤلاء الأطفال ليسوا أضراراً جانبية، بل استهدفتهم إسرائيل بإصرار وترصد في مذبحة أطفال قالت فيها وكالة الأمم لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) أن عدد من قتل من أطفال فلسطين على مدار الأشهر التسعة الماضية، يفوق عدد من قُتل من الأطفال في كل صراعات العالم على مدار السنوات الأربع الماضية.
ولفت إلى أن إسرائيل جوعت 34 طفلاً حتى الموت، و من تبقى من أطفال غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وكثير منهم معرضون للموت جوعاً أو عطشاً أو مرضاً، بسبب جريمة التجويع والحصار التي تستخدمها إسرائيل كأداة من أدوات جريمة الإبادة الجماعية. وكل أطفال غزة خارج عملية التعليم، وكل مواليد غزة لم يتلقوا التطعيمات الواجبة.


وقال إن إسرائيل قتلت 10600 امرأة، وتركت 60 ألف امرأة حامل عرضة للموت قبل أو أثناء أو بعد الولادة، ودمرت كل طرق الإنجاب الصحية والآمنة، وبذلك منعت إسرائيل عمليات الإنجاب الآمنة، كأداة من أدوات الجريمة،مضيفا "136 ألف مدني فلسطيني لا يمكن أن يكونوا أضراراً جانبية ،وهذه ليست حرباً، بل جريمة إبادة جماعية".


وأشار إلى أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة مجلس الإرهاب المُصغّر المنبثق عنها، المُسمى ب"الكابينت"، صادقت بتاريخ 28 يونيو الماضي، على مجموعة من السياسات والإجراءات والعقوبات العدوانية ضد دولة فلسطين، تهدف إلى منع تجسيد استقلالها على الأرض، والإمعان في خطط ضم أراضي الضفة الغربية المحتلة، والتوسع الاستعماري الاستيطاني، وتقويض صلاحيات الحكومة الفلسطينية وقرصنة أموالها، وفرض عقوبات على المسؤولين الفلسطينيين.


ولفت إلى أن هذه الخطوات العدوانية شملت شرعنة 5 بؤر استيطانية، كانت قد أنشأتها عصابات المستوطنين الإرهابية دون إذن مسبق من حكومة الاحتلال، والآن منحتها الحكومة الإسرائيلية الموافقة الرسمية، وتقع هذه البؤر الاستيطانية في مواقع جغرافية هامة من أراضي الضفة الغربية المحتلة، مما يزيد من تشتيت الأرض الفلسطينية وتعميق نظام الفصل العنصري، وهو تمهيد لمنح التراخيص لـ 63 بؤرة استيطانية مماثلة في المستقبل،إلى جانب نزع السلطات المدنية للحكومة الفلسطينية في ما يُعرف بالمنطقة "باء"، والتي تبلغ مساحتها 22% من الضفة الغربية المحتلة، في إطار خطة إسرائيلية لتحويلها إلى وضع شبيه بالمنطقة "ج" من الضفة الغربية، والتي تبلغ مساحتها 60% من الضفة الغربية، وتعمل إسرائيل على استيطانها وضمها وحرمان الشعب الفلسطيني من كل مقدراتها وموارده الطبيعية فيها، وبذلك تكون حكومة الاحتلال الإسرائيلي قد سيطرت مباشرة أمنياً ومدنياً على 82% من مساحة الضفة الغربية المحتلة، والـ 18% الباقية والمسماة بالمنطقة "أ" تستبيحها قوات الاحتلال الإسرائيلي كل يوم قتلاً وحرقاً وتدميراً.


وأوضح أن هذه الخطوات شملت أيضا تطبيق القانون المدني الإسرائيلي على المستوطنات الاستعمارية في الضفة الغربية، ما يعني ضمها بحكم الأمر الواقع،وإنشاء مستوطنة استعمارية جديدة في الضفة الغربية المحتلة مع كل اعتراف جديد بدولة فلسطين،وزيادة وتيرة التهويد والسيطرة على مدينة القدس المحتلة، عاصمة دولة فلسطين، ورعاية وحماية المزيد من اقتحامات المسجد الأقصى المبارك،فضلا عن هدم منازل المواطنين الفلسطينيين ومقدراتهم وبنيتهم التحتية المدنية بوتيرة أعلى.


وأشار إلى فرض عقوبات إضافية على المسؤولين الفلسطينيين تشمل الإبعاد ومنع السفر والتنقل،مؤكدا أن هذه الخطوات العدوانية هي عبارة عن خطة أعدها الإرهابي" سموتريتش" وزير مالية الاحتلال، والتي احتفى بنجاح إقرارها بالقول" إننا سنؤسس حقائق على الأرض قبل أن نعلنها بشكل تشريعي ورسمي في "يهودا والسامرة" الضفة الغربية المحتلة، تجعل منها جزءً لا يتجزأ من إسرائيل وتمنع إلى الأبد قيام دولة فلسطينية"،مضيفا "أن هذه هي خطة هذا الإرهابي سموتريتش التي أعدها وسمّاها عام 2017 بخطة الحسم، والتي تضمنت منح الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة 3 خيارات لا رابع لها: إما أن يقبل أن يكون خادماً مدنياً في إسرائيل، أو أن يُهجر قسرياً إلى خارج أرضه، أو أن يُقتل، والآن تحول خيال الإرهابي العنصري سموتريتش إلى برنامج حكومة إسرائيل، حكومة الاحتلال والفصل العنصري والإبادة الجماعية.


وتابع :"أما المجرم الآخر"بن غيفير"، ما يُسمى بوزير الأمن الإسرائيلي بصلاحيات واسعة، فيعكف على إعداد وتنفيذ سياسات قتل الفلسطينيين، وهو مهتم حالياً بتنفيذ الموت البطيء لـ 21 ألف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي، 5 آلاف أسير قبل 7 أكتوبر أضيف لهم 16 ألفا( 10 آلاف من الضفة الغربية و6 آلاف من غزة)،منبها إلى أن" بن غيفير" وضع سياسة مؤداها أن قتل الفلسطيني أفضل من اعتقاله، وجعل ذلك حقيقة حيث أصبح الشهيد  أفضل حالاً من الأسير،فقد فرضت سلطات السجون الإسرئيلية أصنافاً من العذاب، لا يندى لها الجبين، بل تذوب لها الإنسانية، عندما يُعرى الأسرى وتُطع أجسادهم ويُجعلون دروعاً بشرية ويربطون  بأسلاك بلاستيكية حادة لشهور طويلة حتى تُقطع أطرافهم منها أو تختلط هذه الأسلاك مع لحومهم ودمائهم. وعندما يُلقى الأسير في أقفاص حديدية تحت أشعة الشمس، وإذا طلب الماء سُقي من ماء المجاري، وإذا طلب قضاء حاجته أمره السجان أن يقضيها على نفسه، وإذا طلب الطعام فُيعطى منه ما يقتله ببطء وليس ما يوفر له الغذاء.


وتابع "العكلوك":"،هذه هي السياسة المُعلنة للإرهابي بن غيفير أن يحصل الأسير على سعرات حرارية تتسبب في قتله ببطء وعلى مر الأشهر والسنوات،وهكذا تحول خيال بن غيفير العنصري المريض، أيضاً إلى برنامج حكومي يُطبق على المدنيين والأسرى الفلسطينيين".


وأضاف "هذه هي إسرائيل في مرحلة الوحشية العنصرية المريضة الشاذة، وهذه هي إسرائيل تُمعن في تخريب النظام الدولي الذي تم تأسيسه بعمل متراكم على مدار ثمانية عقود، منذ أن توصل العالم عام 1945 إلى إنشاء الأمم المتحدة على أساس حفظ السلم والأمن الدوليين، بعد قرون طويلة من الصراعات والاستعمار والحروب العالمية والإقليمية، والعلاقات الدولية غير المحكومة بقانون ونظام دولي أخلاقي متوازن، واشترط ميثاق الأمم المتحدة لقبول عضوية الدول فيها، أن تكون هذه الدول مُحبّةً للسلام وأن تلتزم بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة".


ونبه إلى أن إسرائيل أضرت بهذا المجهود المتراكم إضراراً بالغاً حتى بات على شفير الهاوية، من خلال ارتكابها انتهاكات جسيمة وممنهجة لكل القوانين والاتفاقيات والعهود التي ذكرتها، ومع ذلك استطاعت أن تفلت إسرائيل من العقاب، بل وتعمق جرائمها.
وأكد أن العالم صمت على الاحتلال الإسرائيلي المُطول وغير القانوني لفلسطين، حتى تحول إلى استعمار استيطاني، واستمر الصمت، فتحول الاستعمار إلى نظام فصل عنصري.

مقالات مشابهة

  • سفير الاتحاد الأوروبي بالسودان: لابد من تجنب مزيد من المجاعة والمعاناة
  • نعيم قاسم: لا خيار أمام إسرائيل سوى الموافقة على شروط حماس
  • الاحتلال الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط في هجوم على الجبهة الشمالية مع لبنان
  • باحث سياسي: إسرائيل في حالة فوضى تزداد بمرور الوقت
  • فلسطين والنِّكروبوليتيكس: هل يملك أحد الحق في قتلنا؟
  • مندوب فلسطين بالجامعة العربية يدعو لتجميد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة
  • هل يمكن أن تؤدي المواجهات بين حزب الله وإسرائيل إلى حرب أهلية في لبنان؟.. تقرير يجيب
  • إسرائيل تكشف تفاصيل الهجوم على مقر الجيش في لبنان عام 82
  • مكتب نتنياهو: تلقينا اليوم رد حماس من الوسطاء وسندرسه ونرد عليه
  • خبراء أمميون يدينون 57 عامًا من غياب العدالة في الضفة الغربية المحتلة