أفريقيا سلة غذاء العالم تواجه تهديدات الجوع.. كيف تنجو القارة من الأزمات الاقتصادية؟.. أراض صالحة للزراعة ومياه عذبة وكنوز ذهب ومعادن غير مُستغلة
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
يواجه 249 مليون أفريقي تهديدات الجوع، فبلغ عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع 828 مليون فرد حول العالم، كان ثلثهم في القارة السمراء حسب تقرير مجموعة البنك الأفريقي للتنمية الصادر مؤخراً، تناقضات تواجه أبناء القارة الأفريقية، منبع غذاء العالم من ناحية من خلال ما تمتلكه من ثروات طبيعية، ومساحات زراعية شاسعة قادرة على إنقاذ العالم بأكمله من مخاطر الجوع، ورغم أن الإحصائيات الرسمية تؤكد أن القارة لديها القدرة بالاكتفاء وإطعام نفسها دون الحاجة إلى الغرب، ولكن مخلفات الاستعمار جعلها تواجه أسوأ فترة لأزمة الغذاء في السنوات الماضية.
الطبيعة تنصف القارة الأفريقية
أنصفت الجغرافيا المتمثلة في غناء الأراضي الأفريقية بالمقومات اللازمة للزراعة، فجعلت أراضيها الأفضل للزراعة، بالإضافة لمصادر المياه المتمثلة في الأنهار، والأمطار الغزيرة من ناحية أخرى، فتستحوذ أفريقيا على 10 بالمئة من المياه العذبة في العالم، حسب دراسة أعدها الأكاديمي التونسي حسن الرحيلي، كما تمتلك 60 بالمائة من مساحات الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، بالإضافة للغابات والبحيرات، كما تستطيع الأراضي الزراعية في الكونغو على إطعام أكثر من مليار ونصف المليار من الأشخاص في حالة زراعة الأراضي كاملة.
كما تمتلك القارة السمراء 30 في المائة من احتياطات المعادن في العالم، ولديها 8 في المائة من حجم الغاز الطبيعي ، حيث تنتج 22 مليون قدم مكعب من الغاز، قابلة للزيادة خلال الفترات القادمة بفضل الاكتشافات الجديدة، 22
ولديها احتياطات نفط تصل لـ 12 بالمائة من احتياطي العالم، أي نحو 75 بليون برميل من النفط، كما تنتج 300 مليون برميل لتوليد الطاقة،
بالإضافة لامتلاكها 40 في المائة من الذهب العالمي ونحو 90 في المائة من الكروم والبلاتين. كما يوجد أكبر الاحتياطيات من الكوبالت والماس والبلاتين واليورانيوم في العالم في أفريقيا حسب ما ذكره برنامج الأمم المتحدة للبيئة.
ويعتمد أكثر من 70 في المائة من سكان القارة، وتحديدا في منطقة جنوب الصحراء الكبرى على الأراضي الزراعية للحصول على المال، وتكوين ثرواتهم، ما يُعني أن الاعتماد الأكبر على الزراعة في القارة، وهو أصل التنمية الاقتصادية في إفريقيا.
أفريقيا تستحوذ على احتياطي المعادن
بلغ استحواذ القارة الأفريقية حوالي 95 بالمائة من احتياط الماس في العالم، كما تنتج نصف إنتاج المعدل العالمي من الماس، وتمتلك 70 في المائة من الإنتاج العالمي من الذهب، و33 في المائة من النحاس، ولديها احتياط بلغ 76% من الكوبالت، و90% من البلاتين، ولديها احتياطي من 15 إلى 30 % من إجمالي إنتاج العالم من المنجنيز والفوسفات واليورانيوم، وكل هذه النسب قابلة للزيادة نظراً لعدم شمول المسوحات الجيولوجية كافة المناطق في القارة.
كما أنعمت الطبيعة على القارة على احتواء صخورها البلورية والمتحولة القديمة على النسب الأعلى من المعادن في العالم، وهذا يجعل القارة مستقبلاً المورد الأساسي للصناعة في العالم، إذا نجحت دول القارة الأفريقية في توفير 100 مليار دولا سنويا لإعادة هيكلة البنية التحتية، واستجابة للخط الاستثمارية ومواجهة الزيادات السكانية التي تتخطى المليار نسمة.
الاستعمار الجديد
وقال الدكتور السيد خضر، الخبير الاقتصادي تستطيع أفريقيا الاستفادة من ثرواتها الاقتصادية من خلال تنمية القطاع الزراعي حيث تعتبر الزراعة مصدرا رئيسيا للدخل في أفريقيا، حيث يعمل العديد من السكان في القطاع الزراعي، ويمكن للقارة تعزيز الإنتاجية الزراعية وتحسين التكنولوجيا والممارسات الزراعية لزيادة الإنتاج وتوفير الغذاء لسكانها وتصدير المنتجات الزراعية للأسواق العالمية، كذلك استغلال الموارد الطبيعية.
حيث إن أفريقيا تحتوي على موارد طبيعية هائلة مثل المعادن والنفط والغاز والمياه وبالتالى استغلال هذه الموارد بشكل استدامة ومسئول لتحقيق النمو الاقتصادي، يجب أن تعمل الحكومات الأفريقية على ضمان مشاركة القطاع الخاص المحلي وتوجيه الاستثمارات نحو تنمية الصناعات التحويلية وتعزيز القيمة المضافة للموارد الطبيعية، تعزيز القطاعات الصناعية والتصنيعية من خلال تعزيز القطاعات الصناعية المحلية وتطوير الصناعات التحويلية وتشجيع الاستثمارات في التصنيع وتوفير البنية التحتية اللازمة وتطوير المهارات العاملة، يمكن للقارة زيادة قدرتها التنافسية على المستوى العالمي وتوفير فرص العمل وتحقيق التنمية المستدامة، تعزيز السياحة.
وتتمتع آفريقيا بتنوع طبيعي وثقافي رائع، مما يجعلها وجهة سياحية مغرية ويمكن للقارة استغلال قدراتها السياحية من خلال تطوير البنية التحتية السياحية وتعزيز التسويق وتقديم تجارب سياحية فريدة، يمكن للسياحة أن تكون مصدرا هاما للعملة الصعبة وتعزيز التواصل الثقافي وتعزيز التنمية المحلية، تعزيز التجارة الإقليمية والدولية يجب على أفريقيا تعزيز التجارة الإقليمية بين الدول الأفريقية وتذليل العقبات التجارية وتسهيل حركة البضائع والخدمات والإجراءات، بالإضافة إلى ذلك يجب أن تعمل الحكومات الأفريقية على توسيع قاعدة عملائها في الأسواق العالمية وتشجيع التجارة الدولية من خلال تفعيل اتفاقية القارة الحرة الأفريقية التى تساهم في تعزيز التجارة والاستثمار في القارة، كذلك تعزيز التعليم والتدريب.
ويعتبر التعليم والتدريب أساسيين لتعزيز القدرات وتطوير المهارات في أفريقيا، وبالتالى على الحكومات الأفريقية الاستثمار في التعليم الأساسي والتعليم الفني والمهني والتعليم العالي وتوفير برامج تدريبية لتطوير المهارات المطلوبة في سوق العمل ،بتعزيز التعليم والتدريب، يمكن لأفريقيا تعزيز الابتكار وريادة الأعمال وتنمية القوى العاملة الماهرة، تعزيز الحوكمة ومكافحة الفساد الإدارى من خلال تعزيز الحوكمة ومكافحة الفساد حيث يعد أمرا حيويا للاستفادة الكاملة من ثروات أفريقيا الاقتصادية لذا يجب على الحكومات الأفريقية تعزيز الشفافية والمساءلة وتعزيز أنظمة الرقابة ومكافحة الفساد من خلال تعزيز الحوكمة، يمكن لأفريقيا خلق بيئة أعمال ملائمة وجاذبة للاستثمارات والأعمال، السعى إلى مواجهة التحديات الغذائية في أفريقيا حيث تعاني العديد من البلدان الأفريقية من تحديات غذائية جمة، مثل الجوع وسوء التغذية.
يعود ذلك جزئيا إلى ضعف البنية التحتية للزراعة ونقص التمويل والتكنولوجيا الزراعية لذلك يجب أن تولي الحكومات الأفريقية اهتماما كبيرا لتطوير الزراعة وتعزيز الإنتاجية الزراعية، وتعزيز التجارة الزراعية الإقليمية وتوفير الدعم للمزارعين الصغار، أيضا تعزيز التكامل الإقليمي يجب على الدول الأفريقية تعزيز التكامل الإقليمي وتعزيز التعاون الاقتصادي بينها، حتى يساهم فى دعم التكامل الاقتصادي في تعزيز التجارة الإقليمية وتعزيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل وتعزيز الاستدامة البيئية، دعم الابتكار والريادة يجب على الدول الأفريقية تشجيع الابتكار والريادة من خلال توفير بيئة ملائمة للأعمال وتشجيع الاستثمار في البحث والتطوير وتوفير الدعم المالي والتقني للشركات الناشئة والمبتكرين.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: القارة الأفریقیة البنیة التحتیة تعزیز التجارة فی المائة من فی أفریقیا فی القارة فی العالم یجب على من خلال
إقرأ أيضاً:
التعامل مع الجوع أثناء الصوم
التعامل مع الجوع الشديد أثناء الصيام قد يكون تحديًا كبيرًا، خاصة في الأيام الأولى من شهر رمضان أو عندما تكون ساعات الصيام طويلة. ومع ذلك، هناك عدة استراتيجيات يمكن اتباعها لتخفيف الشعور بالجوع وتحمل الصيام بشكل أفضل. في هذا المقال، سنستعرض بعض النصائح العملية التي تساعد على التعامل مع الجوع الشديد أثناء الصيام.
وجبة السحور التي يتناولها الصائم قبل بدء الصيام تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد مستوى الجوع خلال النهار. من المهم أن تحتوي هذه الوجبة على عناصر غذائية توفر الطاقة لفترة طويلة، مثل الكربوهيدرات المعقدة (كالخبز الأسمر والشوفان)، والبروتينات (كالبيض والجبن)، والدهون الصحية (كالأفوكادو والمكسرات)، والألياف (كالخضروات والفواكه). هذه العناصر تساعد على إبطاء عملية الهضم وتوفير الطاقة بشكل مستمر. تناول الأطعمة المالحة في السحور يزيد من الشعور بالعطش خلال النهار، بينما الحلويات ترفع مستوى السكر في الدم بسرعة ثم تخفضه بشكل مفاجئ، مما يؤدي إلى الشعور بالجوع بعد فترة قصيرة. لذلك، يُنصح بتجنب هذه الأطعمة في وجبة السحور والتركيز على الأطعمة الصحية والمشبعة. في الجانب الآخر، الجفاف يمكن أن يزيد من الشعور بالجوع، لذا من المهم شرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور. يُفضل توزيع شرب الماء على مدار الفترة المسموح بها، وعدم شرب كمية كبيرة دفعة واحدة. يمكن أيضًا تناول المشروبات الطبيعية مثل العصائر الطازجة (بدون سكر مضاف) وشوربات الخضار لترطيب الجسم.
وجبة الإفطار هي الوجبة الرئيسية التي تعوّض الجسم عن الطاقة المفقودة خلال النهار. من المهم أن تكون هذه الوجبة متوازنة وتحتوي على الكربوهيدرات (كالتمر والأرز)، والبروتينات (كاللحوم أو الدجاج)، والخضروات الغنية بالفيتامينات، والدهون الصحية (كزيت الزيتون). هذه العناصر تساعد في استعادة الطاقة والشعور بالشبع. الإفراط في تناول الطعام عند الإفطار يمكن أن يسبب الشعور بالثقل والتعب، كما أنه قد يؤدي إلى زيادة الشعور بالجوع في اليوم التالي. من الأفضل البدء بكميات صغيرة من الطعام، مثل التمر والماء، ثم الانتظار قليلًا قبل تناول الوجبة الرئيسية. بدلًا من تناول وجبة واحدة كبيرة عند الإفطار، يمكن تقسيم الوجبات إلى عدة وجبات صغيرة بين الإفطار والسحور. هذا الأسلوب يساعد في الحفاظ على مستويات الطاقة وتقليل الشعور بالجوع.
الانشغال بأنشطة خفيفة مثل القراءة أو المشي أو الأعمال المنزلية يمكن أن يساعد في تشتيت الانتباه عن الشعور بالجوع. ومع ذلك، يجب تجنب الأنشطة الشاقة التي تستهلك الكثير من الطاقة. قلة النوم يمكن أن تزيد من الشعور بالجوع، حيث تؤثر على هرمونات الجوع مثل الجريلين واللبتين. لذلك، من المهم الحصول على قسط كافٍ من النوم خلال شهر رمضان. التوتر والقلق أيضا يمكن أن يزيدا من الشعور بالجوع، لذا من المهم ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو التنفس العميق لتقليل التوتر.
الألياف تساعد في الشعور بالشبع لفترة أطول، لذلك من المهم تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة في وجبتي الإفطار والسحور. المشروبات المحتوية على الكافيين مثل القهوة والشاي يمكن أن تزيد من الجفاف وتزيد من الشعور بالجوع، لذلك من الأفضل تجنبها أو تقليلها خلال شهر رمضان. التمر هو غذاء مثالي للصائمين، حيث يحتوي على سكريات طبيعية توفر طاقة سريعة، بالإضافة إلى الألياف التي تساعد في الشعور بالشبع. يمكن تناول بضع حبات من التمر عند الإفطار والسحور. الأطعمة المصنعة تحتوي على نسبة عالية من السكريات والدهون غير الصحية، والتي يمكن أن تزيد من الشعور بالجوع. من الأفضل استبدالها بأطعمة طبيعية وصحية.
التحدث مع الأصدقاء أو العائلة أو المشاركة في الأنشطة الاجتماعية يمكن أن يساعد في تشتيت الانتباه عن الشعور بالجوع. في الأيام الأولى من الصيام، قد يكون الشعور بالجوع شديدًا، ولكن مع مرور الوقت، يعتاد الجسم على النظام الجديد ويصبح التعامل مع الجوع أسهل. الشعور بالجوع أثناء الصيام أمر طبيعي، لكنه يمكن التحكم فيه من خلال اتباع نظام غذائي متوازن في السحور والإفطار، وشرب كمية كافية من الماء، وتجنب العادات الغذائية التي تسبب الجوع السريع. كما يمكن تقليل الإحساس بالجوع عن طريق إشغال العقل، تقليل النشاط البدني المرهق، والحصول على قسط كافٍ من النوم. مع اتباع هذه النصائح، يمكن جعل تجربة الصيام أكثر راحة وفائدة للجسم والعقل.