استنكار برلماني لتحرير توكيلات مزورة لمرشح رئاسى محتمل.. نواب: أفعال تسيئ للعرس الديمقراطي ويعاقب عليها القانون
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
برلمانيون عن تحرير توكيلات مزورة:خطوة غير مسبوقة في تاريخ الحياة السياسيةالوزارة ستتصدى بكل حزم لكل من يُحاول الخروج على القانونالأفعال تُمثل خروجًا على القانون
استنكر عدد من أعضاء مجلس النواب والشيوخ قيام أحد أنصار مرشح رئاسي محتمل، بتحرير توكيلات مُزورة ممهورة بشعار مُزيف للهيئة الوطنية للإنتخابات ومُخالفة للقانون، مُؤكدين أن هذه الأفعال تُمثل خروجًا على القانون وتعليمات الهيئة الوطنية للانتخابات وسوف يُعاقب عليها القانون بكل حزم.
استنكر طارق رضوان رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب قيام أحد أنصار مرشح رئاسي محتمل، بتحرير توكيلات مُزورة ممهورة بشعار مُزيف للهيئة الوطنية للإنتخابات ومُخالفة للقانون، مُؤكداً أن هذه الأفعال تُمثل خروجًا على القانون وتعليمات الهيئة الوطنية للانتخابات وسوف يُعاقب عليها القانون بكل حزم.
الوزارة ستتصدى بكل حزم لكل من يُحاول الخروج على القانونوأشاد رضوان ببيان وزارة الداخلية الذى أوضح أن الوزارة ستتصدى بكل حزم لكل من يُحاول الخروج على القانون، ولن تتهاون في تطبيق الأحكام القانونية الواردة بقرارات الهيئة الوطنية للانتخابات.
وأكد رئيس لجنة حقوق الإنسان أن القيام بمثل هذه الأعمال مُخالف للقانون وتخل بالأمن العام، مُشيرًا إلى أن تحرير التوكيلات يكون من خلال مكاتب التوثيق بالشهر العقاري التي أعلنت عنها الهيئة الوطنية للانتخابات.
ومن جانبه، وصف النائب الدكتور ناصر عثمان، أمين سر اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، واقعة قيام أحد أنصار مرشح رئاسي محتمل، بتحرير توكيلات مُزورة ممهورة بشعار مُزيف للهيئة الوطنية للانتخابات ومُخالفة للقانون، بـ«غير المسبوقة في تاريخ الحياة السياسية في مصر».
ولفت إلى أن هذه الخطوة تؤكد الفشل الذريع في توفير متطلبات الترشح للانتخابات بطريقة طبيعية واستخدام أساليب ملتوية يعاقب عليها القانون وتنبذها الأعراف وتخل بالأمن العام.
وحذر النائب الدكتور ناصر عثمان، من تلك المحاولات الفاشلة والمستمرة لتشويه العملية الانتخابية، بعد عدة محاولات دأب عليها أحد المرشحين المحتملين للرئاسة باستخدام كل وسائل التشويه بجانب الاستقواء بالخارج، دون جدوى، والآن يلجأ لأتباع مثل هذه الطرق المنبوذة قانونًا.
وأشار إلى أن العملية الانتخابية تسير بشفافية ونزاهة، والهيئة الوطنية للانتخابات أعلنت وقوفها على مسافة واحدة من جميع المرشحين للانتخابات الرئاسية المقبلة.
ومن جانبه، قال محمد مرعي، مدير المرصد المصري التابع للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن المرشح المحتمل أحمد الطنطاوي الذي يعتقد في نفسه أنه فوق الدولة وفوق القانون، بدلا من العمل على جمع التوكيلات الشعبية، حاول التغطية على فشله وعجزه في تحقيق هذا الشرط الانتخابي بالتهديد بالوعيد بالفوضى، والتشكيك المبكر في نزاهة العملية الانتخابية، فدعا أنصاره وهذا مثبت وباعترافه إلى تحرير توكيلات مزورة لصالحه وإرسالها على مقر حملته الانتخابية في وسط القاهرة، مشيرًا إلى أن هذا أمر مخالف للقانون لأن نموذج عمل التوكيل هو خاص بالهيئة الوطنية للانتخابات ومتاح فقط في 217 فرع من فروع الشهر العقاري.
وأضاف "مرعي"، في تصريحات له، أنه نتيجة لما قام به الطنطاوي تم القبض على 8 أشخاص من محافظات (الإسكندرية- الجيزة – الفيوم – السويس) أثناء تحريرهم توكيلات مزورة لصالحه، وعثر بحوزتهم على 596 توكيلا مزورا، وتم تحويلها للنيابة العامة مع صاحب المطبعة التي قامت بطباعة هذه التوكيلات المزورة.
وأشار إلى أن هناك تضخيما وتهويلا وتم في حالة أحمد الطنطاوي وقدرته على جمع التوكيلات، هو ظن في نفسه أن دعم تنظيم الإخوان الإرهابي له وقنواتهم ومنصاتها واحتشاد كل المجموعات الهاربة في الخارج حوله سيجعل منه مرشحا حقيقيا؛ فاتجه للتزوير والتشكيك والأخطر التهديد بالفوضى ظنا منه أنه بالإمكان العودة للماضي.
كان مصدر أمني أعلن عن ضبط عدد من أشخاص بنطاق محافظات (الإسكندرية- الجيزة – الفيوم – السويس) أثناء قيامهم بتحرير توكيلات مزورة لصالح أحد المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية ووضعهم توقيعات عليها للادعاء بأنها صادرة عن مكاتب الشهر العقاري.
وقد عثر بحوزتهم على إجمالى عدد ( 596) نسخة من التوكيلات المزورة "خالية البيانات" كما أمكن تحديد وضبط صاحب المطبعة التى قامت بطباعة التوكيلات المزورة .. وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم وعرضهم على النيابة العامة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الهیئة الوطنیة للانتخابات توکیلات مزورة علیها القانون على القانون بکل حزم إلى أن
إقرأ أيضاً:
أزمات وتحديات الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال: بين التهميش والعلمانية
الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال (SPLM-N) هي امتداد للحركة الأم التي أسسها الدكتور جون قرنق عام 1983، لكنها واجهت تناقضات داخلية وضعفًا في الرؤية السياسية الشاملة منذ انفصال جنوب السودان في 2011. ورغم تبنيها شعارات التغيير والمساواة، إلا أن الممارسة السياسية والتنظيمية كشفت عن أزمات فكرية وبنيوية جعلتها غير قادرة على التحول إلى قوة سياسية موحدة ذات مشروع وطني واضح.
أولًا أزمة الهوية والانقسام الداخلي
بعد انفصال الجنوب، لم تتمكن الحركة الشعبية – شمال من تحديد هوية سياسية واضحة؛ هل هي حزب قومي سوداني، أم حركة مسلحة ذات طابع إقليمي (جبال النوبة والنيل الأزرق)؟
الانقسام الكبير في 2017 بين جناحي عبد العزيز الحلو وياسر عرمان/مالك عقار كشف عن تباين الرؤى داخل الحركة بشأن العلمانية، طبيعة الدولة، ومستقبل السودان الموحد.
عبد العزيز الحلو يصر على العلمانية الصارمة، بينما جناح عقار/عرمان حاول تقديم طرح أكثر براغماتية لكنه لم يتمكن من الحفاظ على وحدة الصف الداخلي.
ثانيًا التناقض في الخطاب السياسي
الحركة رفعت شعار السودان الجديد كبديل عن الدولة السودانية التقليدية، لكنها ظلت تكرر نفس أخطاء النخب السودانية من خلال الارتباط بالمناطقية والعرقية أكثر من بناء مشروع وطني شامل.
رغم دعواتها للديمقراطية، إلا أنها لم تقدم نموذجًا ديمقراطيًا داخل مؤسساتها، حيث ظلت القيادة محصورة في قلة قليلة من الشخصيات التاريخية دون تداول حقيقي.
تبنت خطابًا يساريًا ثوريًا في بعض الأوقات، لكنها في مفاوضاتها مع الحكومة أبدت استعدادًا لتسويات مرنة جدًا، مما أفقدها جزءًا من قاعدتها الجماهيرية.
ثالثًا أزمة التحالفات والرهانات الخاطئة
فشلت الحركة الشعبية – شمال في بناء تحالفات سياسية طويلة الأمد مع القوى المدنية في السودان، رغم شعاراتها الداعية لـ"السودان الجديد".
تحالفت بشكل انتهازي مع قوى مختلفة وفق الظرف السياسي، مما جعلها تبدو غير موثوقة كحليف استراتيجي.
أحيانًا تتحالف مع الحركات المسلحة، لكنها في مفاوضاتها تقبل بحلول فردية دون تنسيق مع الآخرين.
لم تستطع كسب تأييد القوى المدنية السودانية، التي ترى فيها كيانًا مسلحًا أكثر من كونه حزبًا سياسيًا.
علاقتها بالمجتمع الدولي لم تكن مستقرة؛ حيث أنها لم تستطع تقديم نفسها كبديل ديمقراطي يمكن التعويل عليه.
رابعًا فشل في التحول إلى حزب سياسي مؤسسي
رغم مرور أكثر من عقد على انفصال الجنوب، لم تتمكن الحركة الشعبية – شمال من الانتقال من عقلية التنظيم المسلح إلى حزب سياسي قادر على المنافسة الانتخابية.
ظلت الحركة تعتمد على جيشها بدلًا من بناء قاعدة جماهيرية مدنية، مما جعلها ضعيفة في الأوساط الحضرية وخارج مناطق نفوذها التقليدية (جبال النوبة والنيل الأزرق).
لم تستطع تقديم برنامج اقتصادي واضح، مما جعلها أقل جاذبية كنموذج حكم مقارنة بأحزاب أخرى.
خامسًا أزمة التفاوض مع الخرطوم
أظهرت المفاوضات أن الحركة تفتقر إلى رؤية موحدة حول شكل الدولة، فبينما يدعو الحلو للعلمانية كشرط أساسي، يقبل عقار بتسويات غامضة دون حسم هذه القضية.
تناقضات خطابها التفاوضي جعلت الحكومة تستغل الخلافات الداخلية وتضعف موقفها في المفاوضات.
لم تقدم الحركة مشروعًا واضحًا لما بعد الاتفاقيات، هل ستتحول إلى حزب؟ هل ستندمج قواتها في الجيش السوداني؟ هذه الأسئلة ظلت دون إجابات واضحة.
سادسًا هل يمكن أن تتحول الحركة إلى حزب سياسي حقيقي؟
أ. العقبات أمام تحول الحركة إلى حزب سياسي
الحركة لا تزال تعتمد على البنية العسكرية، مما يجعل قرارها غير ديمقراطي وخاضعًا للقيادات العسكرية.
ضعف الهياكل السياسية والتنظيمية يجعل من الصعب عليها المنافسة كحزب ديمقراطي.
تركيزها على مناطق النزاع فقط دون توسيع قاعدتها الجماهيرية في المدن الكبرى.
ب. كيف يمكن تجاوز العقبات؟
إعادة صياغة الخطاب السياسي ليشمل كل السودانيين وليس فقط مناطق النزاع.
بناء تحالفات قوية مع الأحزاب المدنية والحركات الشبابية.
طرح برنامج اقتصادي واجتماعي متكامل يعالج القضايا القومية.
تقليل الطابع العسكري للحركة والتركيز على العمل السياسي السلمي.
أي طريق ستختار الحركة؟
الحركة الشعبية – شمال عند مفترق طرق: إما أن تتحول إلى حزب سياسي ديمقراطي، أو تظل تنظيمًا عسكريًا معزولًا.
إذا لم تعالج تناقضاتها الداخلية، فقد تفقد أهميتها السياسية وتتحول إلى مجرد جماعة مسلحة محصورة في مناطق محدودة.
مستقبلها يعتمد على قدرتها على تجاوز خطابها المناطقي وبناء رؤية وطنية شاملة.
ونهاية القول تبقي هنالك هذه الاسئلة التي تظل في ذهنية كل راصد لتاريخ الحركة الشعبية
هل يمكن للحركة أن تتخلى عن بنيتها العسكرية وتتحول إلى حزب سياسي مدني بالكامل؟
كيف يمكنها إقناع السودانيين خارج جبال النوبة والنيل الأزرق بأنها حزب وطني يمثل الجميع؟
هل ستنجح الحركة في بناء تحالفات استراتيجية مع القوى الديمقراطية في السودان؟
zuhair.osman@aol.com