أفادت دراسة جديدة بأن شرب القهوة والشاي في منتصف العمر قد يرتبط بانخفاض احتمال الإصابة بضعف البدن في أواخر العمر.
وأظهرت الدراسة، التي أجريت في سنغافورة، أن البالغين، الذين تناولوا كمية أكبر من الكافيين عن طريق شرب القهوة أو الشاي، كانت وظائفهم البدنية أفضل بكثير في أواخر حياتهم.
قاد الدراسة البروفيسور كوه وون بوي من برنامج البحوث الانتقالية لطول العمر الصحي في كلية "يونج لو لين" للطب بجامعة سنغافورة الوطنية، بناءً على معلومات جمعت من أكثر من 12 ألف مشارك، تتراوح أعمارهم بين 45 إلى 74 عامًا على مدى فترة متابعة مدتها 20 عامًا.


نُشرت هذه الدراسة، في 21 يوليو 2023، في مجلة جمعية المديرين الطبيين الأميركيين Journal of the American Medical Directors Association (JAMDA).
تمت مقابلة المشاركين لأول مرة في منتصف العمر، بمتوسط ​​عمر 53 عامًا، باستخدام استبيان منظم (1993-1998). خلال هذه المقابلات الأساسية، سُئل المشاركون عن عادتهم في شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين (مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية) والأطعمة (مثل الشوكولاتة) من حيث التكرار وحجم الحصة. كما قدموا معلومات عن خصائصهم الاجتماعية والديموغرافية والتاريخ الطبي والطول والوزن والعادات الغذائية والأنشطة البدنية ومدة النوم.
خلال مقابلات المتابعة الثانية (2006-2010)، طُلب من المشاركين الإبلاغ عن وزنهم، من بين أسئلة أخرى. وفي المقابلات الثالثة والمتابعة، التي أجريت في الفترة من 2014 إلى 2017، عندما تم إجراء مقابلات مع المشاركين الذين يبلغ متوسط ​​أعمارهم 73 عامًا، وطرح عليهم، من بين أمور أخرى، سؤال عن وزنهم، وسؤال محدد "هل تشعر بأنك مليء بالطاقة؟" تم فحصهم أيضًا لمعرفة قوة قبضة اليد، والوقت المستغرق لإكمال اختبار المتابعة والانطلاق (TUG) المحدد بوقت.
تم تعريف الضعف البدني على أنه يحتوي على اثنين على الأقل من العناصر الأربعة التالية:
فقدان الوزن (أكثر من 10% فقدان في الوزن بين المتابعة الثانية والمتابعة الثالثة).
الإرهاق (إذا كان الجواب نعم على السؤال).
البطء في تنفيذ المهام.
ضعف قوة قبضة اليد.
كانت القهوة والشاي المصدران الرئيسيان لتناول الكافيين في هذه المجموعة، حيث يمثلان 84% و12% من إجمالي الكافيين على التوالي. شرب ما مجموعه 68.5% من المشاركين القهوة يوميًا. في هذه المجموعة، شرب 52.9% منهم كوبًا واحدًا يوميًا، واستهلك 42.2% كوبين إلى ثلاثة أكواب يوميًا بينما شرب 4.9% أربعة أكواب أو أكثر يوميًا.
لذلك، قُسم المشاركون في الدراسة إلى أربع فئات بناءً على كمية القهوة التي تناولوها، وهي: من لم يشربوا القهوة يوميًا، ومن شربوا كوبًا واحدا يوميًا، ومن شربوا كوبين إلى 3 أكواب يوميًا، ومن شربوا أربعة أكواب أو أكثر يوميًا. بينما قُسم شاربو الشاي إلى أربع فئات: من لم يشربوا الشاي مطلقًا، ومن شربوه مرة واحدة على الأقل في الشهر، ومن شربوه مرة ​​واحدة على الأقل في الأسبوع، وشاربو الشاي يوميًا.
وقال البروفيسور كوه، الذي قاد الدراسة "أظهرت نتائجنا أن شرب القهوة أو الشاي الأسود أو الشاي الأخضر، في منتصف العمر، ارتبط بشكل مستقل بانخفاض كبير في احتمال الإصابة بالضعف الجسدي في أواخر العمر. المشاركون الذين شربوا أربعة فناجين أو أكثر من القهوة يوميا قللوا بشكل كبير من احتمالات الضعف الجسدي في أواخر العمر، مقارنة بالمشاركين الذين لم يشربوا القهوة يوميا. كما أن المشاركين، الذين شربوا الشاي الأسود والشاي الأخضر يوميًا، انخفضت لديهم بشكل كبير احتمالات الضعف الجسدي، مقارنة بمن لم يشربوا الشاي".
قام الباحثون أيضًا بتقييم العلاقة بين تناول الكافيين واحتمالات الضعف الجسدي في أواخر العمر. وارتبط تناول كميات أكبر من الكافيين بانخفاض احتمالات الضعف الجسدي، بغض النظر عن مصدر الكافيين. ومن بين المكونات الأربعة للضعف الجسدي، كانت الارتباطات أقوى في الاختبارات المقاسة لقوة قبضة اليد وشد الحبل، مقارنة بالمقاييس المبلغ عنها ذاتيًا لفقدان الوزن والإرهاق.
ومن المثير للاهتمام أنه في أبحاث تجريبية أخرى، تبين أن الكافيين يزيد من تكاثر الخلايا العضلية ويحسن وزن العضلات لدى الفئران. بالإضافة إلى الكافيين، تحتوي القهوة والشاي أيضًا على مادة "البوليفينول" الغنية النشطة بيولوجيًا، والتي تمتلك خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات، وترتبط بانخفاض خطر الإصابة بالأمراض التي تزيد من ضعف الجسد، مثل مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والسمنة والأمراض التنكسية العصبية.
مع ذلك، من الضروري إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد المكونات والآليات الفعلية الكامنة وراء الارتباط بين القهوة/الشاي والوظيفة البدنية لدى الإنسان.
وأضاف البروفيسور كوه "تعد القهوة والشاي من المشروبات الأساسية في العديد من المجتمعات حول العالم. تشير دراساتنا إلى أن استهلاك هذه المشروبات، التي تحتوي على الكافيين، في منتصف العمر قد يرتبط بانخفاض احتمال الإصابة بالضعف البدني في أواخر العمر. مع ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لمعرفة ذلك". 

أخبار ذات صلة «اجتماعية الشارقة» تكرّم 11 جهة مراعية للسن دراسة: كوب من الشاي يقي من الإصابة بمرض السكري المصدر: الاتحاد - أبوظبي

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: القهوة الشاي كبار السن القوة البدنية فی منتصف العمر القهوة والشای القهوة یومی شرب القهوة یومی ا

إقرأ أيضاً:

هل تتحدث النساء أكثر من الرجال؟.. دراسة تكشف الحقيقة

لطالما اعتقد الكثيرون أن النساء يتحدثن أكثر من الرجال، لكن دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة أريزونا كشفت الحقيقة وراء هذا الافتراض.

ووفقاً لصحيفة "دايلي ميل" البريطانية، قام الباحثون بتسجيل أكثر من 2000 شخص لمعرفة ما إذا كان الرجال أم النساء أكثر ميلًا للكلام، وأظهرت النتائج أن الرجال يتحدثون بمعدل 11,950 كلمة يومياً، بينما تجاوزتهم النساء بمعدل 13,349 كلمة يومياً.
ورغم تفوق النساء في عدد الكلمات اليومية، إلا أن الباحثين أشاروا إلى أن الفرق أقل مما كان يُعتقد سابقاً، مؤكدين أن الفكرة الشائعة بأن النساء أكثر حديثاً من الرجال ما هي إلا صورة نمطية، غالباً ما تحمل دلالات سلبية.

تفاصيل الدراسة

تم تزويد 2197 مشاركاً بأجهزة تسجيل صوتي التقطت مقاطع قصيرة من أحاديثهم خلال ساعات استيقاظهم، وبعد جمع أكثر من 600 ألف تسجيل صوتي، تم تحليل البيانات لمعرفة متوسط عدد الكلمات اليومية لكل فرد.

ورغم أن الدراسة أثبتت أن النساء يتحدثن أكثر من الرجال، إلا أن الفرق بلغ 1073 كلمة فقط في المتوسط، وهو فارق غير كافٍ لتأكيد أن الاختلاف بين الجنسين في هذا الجانب ذو دلالة علمية موثوقة.
كما لاحظ الباحثون تفاوتاً كبيراً بين الأفراد في معدل الحديث اليومي، حيث كان أقل المشاركين تحدثاً يستخدم أقل من 100 كلمة يومياً، بينما وصل الأكثر تحدثاً إلى أكثر من 120 ألف كلمة يومياً، أي بمعدل 7500 كلمة في الساعة أو 125 كلمة في الدقيقة.

دراسات سابقة ونتائج متضاربة

في عام 2007، وجدت دراسة أخرى أن الرجال والنساء يستخدمون تقريباً 16 ألف كلمة يومياً دون اختلاف ملحوظ بين الجنسين، لكنها واجهت انتقادات بسبب حجم العينة الصغيرة التي اقتصرت على طلاب الجامعات.
أما الدراسة الجديدة، فتوفر صورة أكثر دقة، لكنها لا تجزم ما إذا كان الفرق بين الجنسين له أهمية عملية كبيرة، مما يستدعي إجراء مزيد من الأبحاث حول الفروقات اللغوية بين الرجال والنساء.

الاختلافات اللغوية بين الجنسين على مدار عقود، كان هناك جدل حول أسباب ميل النساء إلى الحديث أكثر من الرجال. ففي كتابها "الدماغ الأنثوي"، ادعت العالمة لوآن بريزندين أن النساء يستخدمن حوالي 20 ألف كلمة يومياً مقابل 7 آلاف كلمة للرجال، وأرجعت ذلك إلى اختلافات في الدماغ مرتبطة بهرمون التستوستيرون. لكن لاحقاً، تبين أن هذه الأرقام مقتبسة من كتاب مساعدة ذاتية وليست مستندة إلى مصادر أكاديمية موثوقة.

وبينما أكدت الدراسة الحديثة أن النساء يتحدثن أكثر من الرجال، فإن الفرق بين الجنسين ليس بالقدر الكبير الذي تصوره الصورة النمطية الشائعة، مما يترك المجال مفتوحاً أمام المزيد من الأبحاث لفهم الفروقات الفعلية في أنماط الحديث بين الرجال والنساء.

مقالات مشابهة

  • إضافة الحليب أو الكريمة تقلل من فوائد القهوة
  • هل تتحدث النساء أكثر من الرجال؟.. دراسة تكشف الحقيقة
  • أسباب غير متوقعة وراء مرض التوحد.. دراسة جديدة تكشف التفاصيل
  • الشؤون اطلقت خطة العمل التنفيذية للاستراتيجية الوطنية لكبار السن
  • تصاعد الجدل بين العلماء.. هل الشيخوخة مرض أم مجرد مرحلة عُمرية؟
  • الشيخوخة بين الطب والطبيعة: جدل علمي حول مستقبل مكافحة التقدم في العمر
  • مختصون: القهوة تقلل من خطر الإصابة بالخرف
  • 6 أسباب تجعلك تشرب الشاي الأخضر يوميا.. تعرف عليها
  • دراسة تكشف عن إمكانية بدء خطر الإصابة بالسرطان قبل الولادة
  • منها الوقاية من السرطان: فوائد صحية مدهشة للكمون