عبر شبكات تجارية.. هكذا أصبحت دول خليجية لا غنى عنها عالميا
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
تحدت قطر والسعودية والإمارات سنوات من الاضطرابات في أسواق الطاقة وجائحة كورونا لتظهر كمراكز جديدة للاستقرار ونقاط تقاطع رئيسية ليس فقط في المنطقة، ولكن أيضا في نظام عالمي ناشئ متعدد الأقطاب يتسم بالتنافس المتزايد، بحسب أندرياس كريج في تحليل بموقع "أمواج. ميديا" (Amwaj.media).
كريج تابع، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن "أبو ظبي والدوحة والرياض وجدت مكانها على خط الصدع بين الشرق والغرب وكذلك بين الشمال والجنوب العالميين، والأهم أنها تفعل ذلك بينما تنحي جانبا طموحاتها الأيديولوجية والاجتماعية والسياسية".
ورأى أن "دول الخليج العربية تحاول أيضا إعادة تشكيل المنطقة (...)، مع إعطاء الأولوية للرخاء والاستقرار والتنمية".
وزاد بقوله: "أدى منحنى التعلم المالي الحاد على مدى العقدين الماضيين، والنهج المبتكر في إدارة الدولة، إلى تنصيب قطر والسعودية والإمارات كلاعبين رئيسيين في شبكة النفوذ العالمية".
اقرأ أيضاً
مع تراجع النمو والإيرادات.. هل يحتدم تنافس السعودية والإمارات؟
بنية حيوية
كريج قال إن "إدارة الموارد البشرية المحدودة تعني أن دول الخليج العربية، وفي المقام الأول قطر والإمارات، لديها شبكات يمكنها تفويض عبء إدارة الحكم إليها، وقد تمكنت هذه الشبكات التجارية المدعومة من الدول من صياغة أوجه الترابط العالمية التي تضع هذه الدول في قلب البنية التحتية الحيوية".
وأوضح أن "الدافع لم يكن مجرد السعي وراء الريع الاقتصادي، فالهدف الرئيسي الآخر هو العمق الاستراتيجي، أي توفير الوصول إلى الموارد الحيوية والتحكم أو تشكيل التدفقات العالمية لرأس المال والسلع والأشخاص في محاولة لجعل دولهم مراكز لا غنى عنها".
و"الكثير من الشبكات، التي تسمح لدول الخليج العربية بتعزيز مصالحها الوطنية، تعزز أيضا سيطرة النخبة على الأصول الأساسية لإدارة الحكم"، وفقا لكريج.
وضرب مثلا بـ"مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، إذ أنشأ إمبراطورية شبه تجارية تقدر قيمتها في المنطقة بـ1.5 تريليون دولار أمريكي، وتتكون من بنية تحتية لمئات الشركات التي برزت كجسور مهمة بين أسرة آل نهيان والبنية التحتية الاستراتيجية في الخارج".
وأفاد بأن "هذا النهج يبرز بوضوح في مقاربات دول الخليج العربية تجاه البنية التحتية الوطنية الحيوية، ويتجاوز هذا الأخير المجال الرقمي ليشمل الطاقة والاتصالات بالإضافة إلى الموارد الحيوية والبنية التحتية اللوجستية".
و"بالتالي فإن دول الخليج العربية تحاكي القوى العظمى مثل الصين، التي تلجأ إلى "فن إدارة البنية التحتية" للتنافس في عالم متعدد الأقطاب يقع على عتبة الحرب"، كما أضاف كريج.
ولفت إلى أن شبكات دول الخليج، ولاسيما السعودية والإمارات وقطر، تتجسد في شركات عملاقة في قطاعات منها النفط والغاز الطبيعي والاتصالات والطيران المدني والموانئ وسلاسل التوريد اللوجيستية العالمية.
اقرأ أيضاً
تنافس خليجي على الاستثمار في باكستان.. ماذا يعني؟
سد الفجوات
"ونجحت شبكات الاعتماد المتبادل التي تعمل قطر والسعودية والإمارات العربية على بنائها في توسيع عمقها الاستراتيجي إلى ما هو أبعد من المنطقة وتحويلها إلى لاعبين لا غنى عنهم على الساحة العالمية"، كما أردف كريج.
وقال إنه "على الرغم من أن دول مثل السعودية والإمارات أصبحت أكثر حزما في السعي لتحقيق مصالحها الوطنية، وغالبا على حساب الشركاء الغربيين التقليديين، إلا أن حصصها في البنية التحتية الوطنية الحيوية في الخارج لم يتم الحصول عليها قسرا".
واستدرك: "مع ذلك، عند النظر إلى اختراقات دول الخليج العربية في الجنوب العالمي، يمكن استخدام بعض وسائل التأثير الضمنية في المعاملات، خاصة عندما تشتد المنافسة بين الصين وروسيا والغرب".
وأضاف أنه "يمكن للاعبين مثل (شركة) موانئ دبي العالمية استخدام احتكاراتهم الفعلية للعمل كحراس بوابة، فقدرات الوساطة التي تنبع من الاتصال بين نقطتي التقاء أو أكثر في الشبكات العالمية تسمح أيضا لدول الخليج بسد الثغرات الهيكلية في شبكات التجارة العالمية".
وتابع: "يبقى أن نرى كيف وما إذا كان من الممكن دمج هذه الشبكات في الأساليب الاستراتيجية الكبرى الأوسع لتوليد الطاقة، ولذلك يجب أن تقترن الاستثمارات المالية التي تم القيام بها بأهداف سياسية أكثر وضوحا".
و"بالنظر إلى المستقبل، فإن الدول التي تعمل على سد الفجوات ستصبح أمرا لا غنى عنه أكثر من أي وقت مضى. وبما أن النظام العالمي أصبح أكثر تنافسية من أي وقت مضى، فلا ينبغي أن يكون من المستغرب أن تصبح الاستثمارات في البنية التحتية اللوجستية بيادق تستخدم في المعاملات".
اقرأ أيضاً
موانئ أبوظبى تنافس "مها" القطرية على نسبة في ميناءين مصريين
المصدر | أندرياس كريج/ أمواج.ميديا- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الخليج السعودية الإمارات قطر دول الخلیج العربیة البنیة التحتیة لا غنى
إقرأ أيضاً:
مشاريع أمانة بغداد تحقق نقلة نوعية في تحسين الطرق والبنية التحتية
13 مارس، 2025
بغداد/المسلة: أصبحت شوارع بغداد، بمختلف أحيائها الكبيرة والصغيرة، تشهد تحولًا غير مسبوق في تحسين بنيتها التحتية، حيث تبذل أمانة بغداد جهودًا كبيرة لتعبيد الطرق وتأهيل الشوارع بشكل شامل.
ومن الصعب الآن أن تجد شارعًا غير مؤهل، وهو إنجاز لم تشهده العاصمة منذ عقود طويلة. هذه الجهود تمثل نقلة نوعية في تطوير المدينة وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، مما ينعكس إيجابًا على حياتهم اليومية.
و أظهرت أمانة بغداد تقدمًا ملحوظًا في مشاريع تحسين البنية التحتية عبر أنحاء العاصمة. حيث تعمل الفرق الهندسية والفنية في دائرة المشاريع على تهيئة وتطوير العديد من الأحياء السكنية. من أبرز هذه المشاريع، تواصل العمل في محلة (751) ضمن قاطع بلدية بغداد الجديدة، حيث تم تنفيذ أعمال تنظيف مشبكات مياه الأمطار وتهيئة الأزقة استعدادًا للأكساء.
هذا إلى جانب العمل على أعمال تهيئة وأكساء طبقة أسفلت سطحية في محلة (839) ضمن قاطع بلدية الرشيد. ولا تتوقف الإنجازات عند هذا الحد، بل تتعداها إلى إعادة تأهيل كورنيش الأعظمية، الذي يشهد أعمالًا متقدمة لاستقبال الزوار في الأيام القليلة المقبلة.
تلك المشاريع، التي تأتي ضمن خطة تطوير شاملة، تمثل بداية لمرحلة جديدة في تحسين واقع العاصمة، وتحقيق أهداف أمانة بغداد في تطوير البنية التحتية وتحقيق مستوى أعلى من الجودة في الخدمات. كما أعلنت دائرة المشاريع في أمانة بغداد عن الانتهاء من تطوير وتأهيل أربع محلات سكنية في قاطع بلدية الرشيد، وهي (801، 823، 843، 889)، حيث تم الانتهاء منها بنسبة 100% قبل الموعد التعاقدي. وتم تنفيذ هذه الأعمال بكفاءة عالية بفضل تفعيل نظام العمل الوجبتين يوميًا، بالإضافة إلى تعاون المواطنين مع فرق العمل، وهو ما ساهم في تسريع وتيرة الإنجاز.
مراحل العمل ومؤشرات النجاح
تجسد هذه المشاريع التزامًا جادًا من أمانة بغداد بتحقيق تحول ملموس في شوارع وأحياء المدينة. فالأعمال التي تُنفذ في العديد من المحلات لا تقتصر على الأكساء فقط، بل تشمل كذلك إعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي، وتنظيف مشبكات مياه الأمطار، وتجديد طرقات الأحياء التي أصبحت صعبة التنقل بسبب تدهور حالتها.
ووفقًا لآخر الإحصائيات، تبين أن العمل في المحلات السكنية التي تم تطويرها ضمن قاطع بلدية الرشيد قد أسهم في تحسين نوعية الحياة اليومية للمواطنين بشكل واضح، وهو ما يعكس التزام أمانة بغداد بتحقيق مستوى عالٍ من الخدمة لمواطني العاصمة. كما تبين أن الأعمال الجارية في كورنيش الأعظمية تستقطب اهتمامًا شعبيًا كبيرًا، بما يعكس رغبة المواطنين في تحسين وتطوير مناطقهم الحيوية.
دور التعاون المجتمعي في إنجاز المشاريع
أحد أبرز العوامل التي ساهمت في تسريع تنفيذ هذه المشاريع هو التعاون المثمر بين المواطنين والملاكات الهندسية والفنية. فقد أبدى المواطنون في المناطق المستهدفة من المشاريع تعاونًا لافتًا مع فرق العمل، حيث ساهم ذلك في تقليل الفترات الزمنية التي كانت تحتاجها بعض الأعمال، مثل تهيئة الأزقة وتجهيز البنى التحتية للأكساء. يذكر أن هذا التعاون المجتمعي لم يكن ليحقق هذه النتائج دون استجابة سريعة من دائرة المشاريع، التي اعتمدت نظام العمل بنظام الوجبتين في العديد من المشاريع لضمان سرعة الإنجاز.
يبدو أن هذا التطور الكبير في مشاريع أمانة بغداد ليس مجرد بداية، بل هو جزء من رؤية طويلة الأمد لتحويل العاصمة إلى مدينة عصرية بمرافق بنية تحتية حديثة ومؤهلة لاستقبال النمو السكاني. مع استمرار أعمال التطوير في مختلف المناطق، يتوقع أن يشهد سكان بغداد تحسنًا ملحوظًا في حياتهم اليومية، من خلال شوارع نظيفة وآمنة، فضلاً عن مرافق عامة حديثة تُسهم في رفع مستوى الحياة العامة.
إحصائيات وأرقام مهمة
تم تطوير وتأهيل أربع محلات سكنية بنسبة 100% ضمن قاطع بلدية الرشيد، وهي المحلات (801، 823، 843، 889).
تفعيل العمل بنظام الوجبتين يوميًا ساهم في تسريع تنفيذ المشاريع.
كورنيش الأعظمية قيد الافتتاح بعد الانتهاء من أعمال إعادة تأهيله.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts