دراسة: لم يدفنوا موتاهم بل أكلوا لحومهم قبل 15 ألف عام
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- توصّلت دراسة جديدة إلى أنّ أكل لحوم البشر كان ممارسة جنائزية روتينية في أوروبا قبل حوالي 15 ألف عام، حيث كان الناس يأكلون موتاهم ليس بدافع الحاجة بل كجزء من ثقافتهم.
وفيما عثر الباحثون سابقًا على عظام مقضومة وجماجم بشرية تم تعديلها كي تصبح أكوابًا داخل كهف غوف في إنجلترا، أشارت الدراسة التي نشرت في مجلة Quaternary Science Review إلى أن ذلك لم يكن حادثًا منعزلاً.
وتركّزت أبحاثهم على الفترة المجدلانية في أواخر العصر الحجري القديم الأعلى، ذلك أنّ المجدلانيين عاشوا قبل حوالي 11 ألف و17 ألف سنة.
وقام خبراء في متحف التاريخ الوطني بلندن بمراجعة الأدبيات لتحديد 59 موقعًا مجدلانيًا تحتوي على بقايا بشرية. معظمها عُثر عليها في فرنسا، مع وجود مواقع أخرى في ألمانيا، وإسبانيا، وروسيا، والمملكة المتحدة، وبلجيكا، وبولندا، وجمهورية التشيك، والبرتغال.
وتمكنوا من تفسير السلوكيات الجنائزية في 25 موقعًا.
وبيّن عثورهم على 15 دليلاً لبقايا بشرية عليها علامات مضغ، وعظام جمجمة عليها علامات قطع، وعظام مكسورة عمدًا، نمطًا مرتبطًا باستخراج نخاع العظم للحصول على العناصر الغذائية، ما يشير إلى ممارسة أكل لحوم البشر.
وكشفت أدلة أخرى أنه في بعض الحالات تمّ خلط البقايا البشرية مع بقايا الحيوانات.
ورأى الباحثون إنّ هذه الممارسة الشعائرية على البقايا البشرية وحدوثها المتكرر في مواقع من شمال إلى غرب أوروبا، يشير إلى أن أكل لحوم البشر كان أحد طقوس الدفن المنتشرة في الحضارة المجدلانية، وليس نظامًا غذائيًا.
ولفتت الدراسة إلى أنه "لا يمكن إنكار أنّ تواتر حالات أكل لحوم البشر بين المواقع المجدلانية يتجاوز أي واقعة حدثية لهذا السلوك بين مجموعات أشباه البشر السابقة أو اللاحقة، ويشير إلى أنّ أكل لحوم البشر في المقابر الجنائزية كان معتمدًا من قبل شعوب المجدلانية للتخلص من موتاهم".
أوحت البقايا البشرية التي تحمل علامات مضغ، وعظام الجمجمة المقطعة، والعظام المكسورة عمدًا، بنمط مرتبط باستخراج نخاع العظم للحصول على العناصر الغذائية الخاص بآكلي لحوم البشر.Credit: Trustees of the Natural History Museumوأفادت سيلفيا بيلو، المؤلفة المشاركة في الدراسة، وعالمة الحفريات، والباحثة الرئيسية بمتحف التاريخ الوطني، في بيان صحفي: "بدلاً من دفن موتاهم، كان هؤلاء الناس يأكلونهم".
وأضافت أن أكل لحوم البشر "لم يُمارس بدافع الحاجة، لافتة إلى أنّ "هذا الأمر بحد ذاته مثير للاهتمام، لأنّه أقدم دليل على أكل لحوم البشر كممارسة جنائزية معروفة حتى الآن".
السلوك الجنائزي المرتبط بالنسب الوراثيكما تمكّن الباحثون من الحصول على معلومات وراثية من ثمانية مواقع، ودمجها مع الأدلة الأثرية لتحديد العلاقة بين السلوك الجنائزي والنسب الجيني.
ووجدوا أنّ مجموعتين متميزتين من الأسلاف عاشتا في المنطقة خلال تلك الفترة، واحدة من الحضارة المجدلانية وأخرى تسمى الإبيغرافيتية، وهي حضارة إنسانية أوروبية مختلفة ومتميزة جغرافيًا.
وتوصّل الباحثون إلى أنّ المنتمين إلى الثقافة المجدلانية في شمال غرب أوروبا يفضّلون أكل موتاهم، فيما يفضل البشر من الحضارة الإبيغرافيتية دفن موتاهم من دون أكل لحومهم.
وأوضح متحف التاريخ الطبيعي في البيان أنه "حدث حينها تحولا لجهة دفن الناس لموتاهم، وهو سلوك شوهد على نطاق واسع في جميع أنحاء جنوب وسط أوروبا، ويُعزى الأمر إلى حضارة متميزة ثانية، تعرف باسم الإبيغرافيتية".
خريطة للمواقع المجدلانية التي اشتهرت بأكل لحوم البشر في شمال غرب أوروبا.Credit: Trustees of the Natural History Museumوبحسب الدراسة فإنّ ممارسة طقوس الدفن المنتظمة خلال العصر المجدلاني الأعلى مردّها إلى هجرة الأفراد ذوي النسب المرتبط بالإبيغرافيتية إلى المناطق التي سكنها سابقًا أشخاص من النسب المجدلاني الذين مارسوا أكل لحوم البشر الجنائزية.
وأوضح ويليام مارش، باحث ما بعد الدكتوراه في المتحف، ببيان صحفي: "إنّنا نعتقد أنّ التغيير في السلوك الجنائزي المحدد هنا، مثال على الانتشار من مجموعة سكانية كي تستوطن مكان مجموعة أخرى، ما يؤدي إلى تغيير في السلوك".
وقال مؤلفو الدراسة إن هذه نتائج أولية وثمة حاجة إلى مزيد من التحليل للنتائج على نطاق أوسع لمراجعتها بشكل شامل.
وقال توماس بوث، عالم أبحاث مختبري كبير في معهد فرانسيس كريك، غير المشارك في الدراسة، لـCNN الخميس: "لم نعثر على رفات معظم الأشخاص الذين عاشوا في أوروبا خلال العصر الحجري القديم، لذا قد يكون من الصعب دومًا أن نكون على يقين مما فعله الناس بأمواتهم".
وتابع: "لكنّ هذه الدراسة توفّر أدلة مقنعة جدًا على أن طقوس أكل لحوم البشر الجنائزية كانت تمارس من قبل الناس في جميع أنحاء أوروبا قبل 20 إلى 14 ألف سنة".
أوروبااكتشافاتدراساتعادات وتقاليدنشر السبت، 07 أكتوبر / تشرين الأول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أوروبا اكتشافات دراسات عادات وتقاليد أکل لحوم البشر إلى أن
إقرأ أيضاً:
دراسة بحثية لـ”تريندز”.. الذكاء الاصطناعي يشكل مستقبل التخطيط المالي الشخصي
أبوظبي – الوطن:
أصدر مركز تريندز للبحوث والاستشارات، دراسة جديدة بعنوان “التمويل الذكي: كيف يشكل الذكاء الاصطناعي مستقبل إعداد الميزانيات والاستثمار؟”، وذلك بهدف استكشاف الأثر التحوّلي للذكاء الاصطناعي على إدارة الشؤون المالية الشخصية.
وتسلط الدراسة التي أعدتها الباحثة نور المزروعي، رئيسة برنامج الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة في “تريندز”، الضوء على كيفية قيام تقنيات الذكاء الاصطناعي بإحداث ثورة في الطرق التقليدية لإعداد الميزانيات والاستثمار من خلال تقديم حلول مخصصة وديناميكية.. فبفضل قدرة الذكاء الاصطناعي على تحليل كميات هائلة من البيانات، يمكنه إنشاء ميزانيات مخصّصة، والتنبؤ بالنفقات والدخل المستقبليين، وتقديم توصيات استثمارية ذكية.
وأكدت الدراسة، أن دمج الذكاء الاصطناعي في إدارة الشؤون المالية الشخصية يُعد نقلة نوعية نحو اتباع نهج أكثر استنارة وفعالية وسهولة في تحقيق الرفاه المالي.
وتطرقت الدراسة إلى التخطيط المالي الشخصي المخصص وكيف يحلل الذكاء الاصطناعي أنماط الإنفاق والدخل لإنشاء ميزانيات مخصصة، والتنبؤ بالإنفاق والدخل المستقبلي، حيث توضح كيف تستخدم نماذج التعلم الآلي للتنبؤ بالنفقات والدخل المستقبليين، كما تناولت الدراسة تطبيقات مثل Mint وYNAB: والميزات التي تقدمها هذه التطبيقات للتبويب التلقائي وإعداد الميزانيات الاستباقية، إضافة إلى التوصيات الاستثمارية الذكية، مبينة كيف يحلل الذكاء الاصطناعي البيانات المالية لتحديد فرص الاستثمار، وكذلك التنبؤ بتقلبات السوق وتقليل المخاطر والطرق التي يستخدمها الذكاء الاصطناعي في هذه العملية، وكيفية تحسين استراتيجيات الاستثمار من خلال التوصيات التي يقدمها الذكاء الاصطناعي.
وخلصت الدراسة، إلى أن اعتماد الذكاء الاصطناعي في إدارة الشؤون المالية الشخصية يمثل تحولاً كبيراً نحو تخطيط مالي أكثر استباقية واستنارة، وأنه مع تطور التكنولوجيا، ستتوسع إمكانات الذكاء الاصطناعي في تعزيز ممارسات إعداد الميزانيات والاستثمار، مما يوفر للأفراد والشركات على حدٍ سواء نهجاً أكثر كفاءة وفعالية لتحقيق أهدافهم المالية