CNN Arabic:
2025-02-02@00:31:13 GMT

دراسة: لم يدفنوا موتاهم بل أكلوا لحومهم قبل 15 ألف عام

تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- توصّلت دراسة جديدة إلى أنّ أكل لحوم البشر كان ممارسة جنائزية روتينية في أوروبا قبل حوالي 15 ألف عام، حيث كان الناس يأكلون موتاهم ليس بدافع الحاجة بل كجزء من ثقافتهم.

وفيما عثر الباحثون سابقًا على عظام مقضومة وجماجم بشرية تم تعديلها كي تصبح أكوابًا داخل كهف غوف في إنجلترا، أشارت الدراسة التي نشرت في مجلة Quaternary Science Review إلى أن ذلك لم يكن حادثًا منعزلاً.

وتركّزت أبحاثهم على الفترة المجدلانية في أواخر العصر الحجري القديم الأعلى، ذلك أنّ المجدلانيين عاشوا قبل حوالي 11 ألف و17 ألف سنة.

وقام خبراء في متحف التاريخ الوطني بلندن بمراجعة الأدبيات لتحديد 59 موقعًا مجدلانيًا تحتوي على بقايا بشرية. معظمها عُثر عليها في فرنسا، مع وجود مواقع أخرى في ألمانيا، وإسبانيا، وروسيا، والمملكة المتحدة، وبلجيكا، وبولندا، وجمهورية التشيك، والبرتغال.

وتمكنوا من تفسير السلوكيات الجنائزية في 25 موقعًا.

وبيّن عثورهم على 15 دليلاً لبقايا بشرية عليها علامات مضغ، وعظام جمجمة عليها علامات قطع، وعظام مكسورة عمدًا، نمطًا مرتبطًا باستخراج نخاع العظم للحصول على العناصر الغذائية، ما يشير إلى ممارسة أكل لحوم البشر.

وكشفت أدلة أخرى أنه في بعض الحالات تمّ خلط البقايا البشرية مع بقايا الحيوانات.

ورأى الباحثون إنّ هذه الممارسة الشعائرية على البقايا البشرية وحدوثها المتكرر في مواقع من شمال إلى غرب أوروبا، يشير إلى أن أكل لحوم البشر كان أحد طقوس الدفن المنتشرة في الحضارة المجدلانية، وليس نظامًا غذائيًا.

ولفتت الدراسة إلى أنه "لا يمكن إنكار أنّ تواتر حالات أكل لحوم البشر بين المواقع المجدلانية يتجاوز أي واقعة حدثية لهذا السلوك بين مجموعات أشباه البشر السابقة أو اللاحقة، ويشير إلى أنّ أكل لحوم البشر في المقابر الجنائزية كان معتمدًا من قبل شعوب المجدلانية للتخلص من موتاهم".

أوحت البقايا البشرية التي تحمل علامات مضغ، وعظام الجمجمة المقطعة، والعظام المكسورة عمدًا، بنمط مرتبط باستخراج نخاع العظم للحصول على العناصر الغذائية الخاص بآكلي لحوم البشر.Credit: Trustees of the Natural History Museum

وأفادت سيلفيا بيلو، المؤلفة المشاركة في الدراسة، وعالمة الحفريات، والباحثة الرئيسية بمتحف التاريخ الوطني، في بيان صحفي: "بدلاً من دفن موتاهم، كان هؤلاء الناس يأكلونهم".

وأضافت أن أكل لحوم البشر "لم يُمارس بدافع الحاجة، لافتة إلى أنّ "هذا الأمر بحد ذاته مثير للاهتمام، لأنّه أقدم دليل على أكل لحوم البشر كممارسة جنائزية معروفة حتى الآن".

السلوك الجنائزي المرتبط بالنسب الوراثي

كما تمكّن الباحثون من الحصول على معلومات وراثية من ثمانية مواقع، ودمجها مع الأدلة الأثرية لتحديد العلاقة بين السلوك الجنائزي والنسب الجيني.

ووجدوا أنّ مجموعتين متميزتين من الأسلاف عاشتا في المنطقة خلال تلك الفترة، واحدة من الحضارة المجدلانية وأخرى تسمى الإبيغرافيتية، وهي حضارة إنسانية أوروبية مختلفة ومتميزة جغرافيًا.

وتوصّل الباحثون إلى أنّ المنتمين إلى الثقافة المجدلانية في شمال غرب أوروبا يفضّلون أكل موتاهم، فيما يفضل البشر من الحضارة الإبيغرافيتية دفن موتاهم من دون أكل لحومهم.

وأوضح متحف التاريخ الطبيعي في البيان أنه "حدث حينها تحولا لجهة دفن الناس لموتاهم، وهو سلوك شوهد على نطاق واسع في جميع أنحاء جنوب وسط أوروبا، ويُعزى الأمر إلى حضارة متميزة ثانية، تعرف باسم الإبيغرافيتية".

خريطة للمواقع المجدلانية التي اشتهرت بأكل لحوم البشر في شمال غرب أوروبا.Credit: Trustees of the Natural History Museum

وبحسب الدراسة فإنّ ممارسة طقوس الدفن المنتظمة خلال العصر المجدلاني الأعلى مردّها إلى هجرة الأفراد ذوي النسب المرتبط بالإبيغرافيتية إلى المناطق التي سكنها سابقًا أشخاص من النسب المجدلاني الذين مارسوا أكل لحوم البشر الجنائزية.

وأوضح ويليام مارش، باحث ما بعد الدكتوراه في المتحف، ببيان صحفي: "إنّنا نعتقد أنّ التغيير في السلوك الجنائزي المحدد هنا، مثال على الانتشار من مجموعة سكانية كي تستوطن مكان مجموعة أخرى، ما يؤدي إلى تغيير في السلوك".

وقال مؤلفو الدراسة إن هذه نتائج أولية وثمة حاجة إلى مزيد من التحليل للنتائج على نطاق أوسع لمراجعتها بشكل شامل.

وقال توماس بوث، عالم أبحاث مختبري كبير في معهد فرانسيس كريك، غير المشارك في الدراسة، لـCNN الخميس: "لم نعثر على رفات معظم الأشخاص الذين عاشوا في أوروبا خلال العصر الحجري القديم، لذا قد يكون من الصعب دومًا أن نكون على يقين مما فعله الناس بأمواتهم".

وتابع: "لكنّ هذه الدراسة توفّر أدلة مقنعة جدًا على أن طقوس أكل لحوم البشر الجنائزية كانت تمارس من قبل الناس في جميع أنحاء أوروبا قبل 20 إلى 14 ألف سنة".

أوروبااكتشافاتدراساتعادات وتقاليدنشر السبت، 07 أكتوبر / تشرين الأول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: أوروبا اكتشافات دراسات عادات وتقاليد أکل لحوم البشر إلى أن

إقرأ أيضاً:

أثر التقييم المستمر.. دراسة تكشف معاناة النساء في صالات الرياضة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يشعر النساء بالخوف من ممارسة الرياضة بسبب القلق من الإصابة بتشوهات جسمانية، كما أن العديد منهن يتجنبن الذهاب إلى صالات الألعاب الرياضية بسبب الضغوط الاجتماعية والضغوط المتعلقة بالملابس المناسبة، وقد أكدت دراسة نشرها موقع صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن النساء يشعرن بتحديات كبيرة تتعلق بكيفية مظهرهن أثناء ممارسة التمارين الرياضية.

وفيما يخص الدراسة التي أجرتها جامعة ليفربول جون موريس على 279 امرأة، بين مرتادي صالات الألعاب الرياضية الحاليين والسابقين، كشفت أن الكثير من النساء يواجهن تحديات عديدة تتعلق بالملابس الرياضية، فهن يتساءلن باستمرار إذا كانت الملابس التي يرتدينها، مثل القمصان القصيرة أو البنطلونات الضيقة، مناسبة لأعمارهن أو إذا كانت تتناسب مع مظهرهن العام، كما يشعرن بالضغط لتنسيق ملابسهن بشكل متناسق، وهو ما يعيق ممارسة الرياضة بحرية ويشعرهن بالقلق الدائم.

وبحسب الدراسة، تبين أن ربع النساء تقريبا تلقين تعليقات غير مرغوب فيها على مظهرهن من رجال في صالات الألعاب الرياضية، وتتراوح هذه التعليقات بين المجاملات غير اللائقة على الشكل الخارجي وصولاً إلى التعليقات على أداء التمارين الرياضية، وقد وجدت الدراسة أن النساء يشعرن بأنهن محط تقييم مستمر في صالات الرياضة، حيث يواجهن ما يشبه "الحكم" على مظهرهن وأدائهن، مما يزيد من شعورهن بعدم الارتياح.

كما أظهرت الدراسة، أن النساء في صالات الألعاب الرياضية يشعرن وكأنهن "محل عرض" بسبب التركيز المستمر على مظهرهن، وقال “الدكتورة إيما كاولي”، التي قادت البحث، إن النساء غالبًا ما يشعرن بأنهن لا يملكن القدرة على الفوز في صالة الألعاب الرياضية؛ فإذا كن في حالة بدنية ممتازة، يتم الحكم عليهن باعتبارهن عضليات جدًا، وإذا كن مبتدئات، يتم التعامل معهن وكأنهن غير مؤهلات.

وأشارت إلى أن هذه الضغوط قد تكون ذات تأثير سلبي على صحة النساء، حيث يفضل البعض تجنب ممارسة الرياضة كليًا بسبب هذه المخاوف المتعلقة بالصورة الشخصية، وأضافت أن هذه المخاوف قد تمنع النساء من الاستفادة من الفوائد الصحية لممارسة التمارين الرياضية.

كما سلطت الدراسة الضوء أيضًا، على أن صالات الألعاب الرياضية تُعتبر في كثير من الأحيان مساحة "خاصة بالرجال"، حيث يشعر البعض بأنهم يحق لهم التعليق على مظهر النساء أو كيفية استعدادهن لممارسة التمارين، مما يزيد من ضغط النساء لممارسة الرياضة في ظروف غير مريحة، ويجعل من الصعب عليهن الاستمتاع بتجربة التمرين.

ومن جانبهم، يؤكد مؤلفو الدراسة أن النساء في صالات الرياضة يواجهن ضغوطًا مزدوجة؛ فيجب عليهن الظهور بشكل متناسق ورياضي أثناء ممارسة الرياضة، وكذلك يتوقع منهن المجتمع أن يكن رشيقات للغاية في حياتهن اليومية. 

مقالات مشابهة

  • دراسة توضح فوائد الإجازات على الصحة النفسية
  • دراسة توضح تتأثير خطير لطلاق الوالدين على الأبناء
  • لماذا لا تفضل السيدات الذهاب للصالات الرياضية؟.. دراسة تجيب
  • أيهم الأكثر فائدة؟.. دراسة أسترالية تقارن بين حليب الأبقار والإبل!
  • دراسة مصرية ترصد تجليات العبادة الشعبية في طيبة القديمة
  • دراسة حديثة تكشف سببًا غير متوقع للإصابة بمرض التوحد
  • أثر التقييم المستمر.. دراسة تكشف معاناة النساء في صالات الرياضة
  • دراسة تكشف عن الحليب الحيواني الأكثر فائدة
  • دراسة: تقلب مستوى الكوليسترول مؤشر خطر على الخرف
  • MSD تكشف عن رؤى دراسة طرابلس لمرضي السرطان