جاء تدشين وزارة العمل لمنصة «استمر» الرقمية والتي تعد الأولى من نوعها في قطر وتعمل على المواءمة بين الكوادر والخبرات الوطنية المتنوعة من المتقاعدين واحتياجات القطاع الخاص بما يضمن الاستفادة المُثلى من الموارد الوطنية الغنية، بمثابة فرصة جديدة لمن يرغب ولديه القدرة على العطاء حيث تتيح المنصة للمواطنين المتقاعدين إمكانية التسجيل وإنشاء ملفات شخصية لهم، مما يسمح للقائمين على المنصة برصد أعداد المتقاعدين الراغبين في العودة لسوق العمل ومدى خبراتهم وتخصصاتهم لاختيار الشركات والمؤسسات التي تناسبهم ليتم التنسيق معها وتوظيفهم.


وتتولى المنصة جميع مراحل التوظيف والتعيين، بداية من تقديم الطلبات إلى المقابلات وتقديم العروض النهائية وكل ذلك بشكل إلكتروني، إذ تمَكِّن الباحثين عن العمل من رؤية جميع الوظائف الشاغرة في القطاع الخاص، كما تقدم للمؤسسات والشركات في القطاع الخاص فرصة الاطلاع على مجموعة أكبر من المرشحين خلال عملية التوظيف.
«» استطلعت الآراء فجاءت بين مؤيد للمنصة ومن يراها بمثابة تكريم لسنوات خبرته، ورغبته في الاستمرار في العمل وآخرين يرونها غير مجدية، هذا فضلا عن تحديات توظيف متقاعدين كبار السن، تضعهم ظروف العمل تحت إدارة مديرين بعمر الشباب بثقافة وأفكار مختلفة، وما يتبع ذلك بضرورة المواءمة بين رؤى وطباع جيلين مختلفين.

ناصر لاري: لا أمانع العمل مع مدير أصغر مني

أكد ناصر داوود لاري، وهو متقاعد عن العمل، أن المنصة بالنسبة له مجدية وقد توفر له الفرصة التي يبحث عنها. وقال إنه كان منذ فترة يبحث عن فرصة عمل ليستمر من خلالها في العطاء الذي يرى بأنه قادر عليه.
وأشار لاري إلى ضرورة وضع آلية متكاملة للتوفيق بين الوظائف التي كان يشغلها المتقاعد وإمكاناته ومهاراته السابقة، فضلاً عن رصد الوظائف الشاغرة بالهيئات الحكومية والقطاع الخاص، ووضع خطة لالحاق المتقاعد بالوظيفة المناسبة، ونوه إلى أن قطر مليئة بالكفاءات المهنية والكوادر الوطنية التي ما زالت قادرة على العطاء، مشيرا إلى أن توظيف المتقاعدين يخفف من معاناتهم النفسية والمادية لاسيَّما أن كثيراً منهم قد أحيل للتقاعد وهم في ذروة العطاء.
 وأوضح أن المتقاعد بعد ترك الوظيفة العامة لا يحصل إلا على الراتب الأساسي فقط والعلاوة الاجتماعية، ويفقد جزءاً كبيراً من الراتب والذي كان يشمل البدلات والحوافز ما يجعله عرضة للأزمات المالية خاصة مع ارتفاع مستوى المعيشة عاما بعد عام.
وذكر لاري أنه حاول من قبل الحصول على وظيفة لكنه لم يجد ما يناسب خبراته وهو ما جعله يعدل عن الفكرة وتفاءل بخصوص منصة استمر التي يمكن أن توفر له الفرصة التي يبحث عنها، وتوفر أيضا للشركات فرصة للاستفادة من خبرات المتقاعدين خاصة في ظل وجود ظاهرة التقاعد المبكر.
وتابع: البعض يتقاعد في عمر مبكر وعليه فإنه يكون قادرا على العمل والعطاء والانجاز، فهو يمثل ثروة بشرية بكفاءة عالية لا سيما أن الدولة تحتاج إلى الكفاءات الوطنية.
وعن مسألة الفجوة العمرية بين المديرين الجدد وبين المتقاعد، قال لاري: لا أجد أي مشكلة في أن أعمل في مكان يكون فيه المدير أصغر سنا مني، فأبناؤنا بحاجة إلى فرص للقيادة طالما أنهم أكفاء في مناصبهم، والمتقاعد قد يحتاج إلى أن يشغل منصبا استشاريا وأن يقدم خبراته للأجيال الأصغر منه.

المحامي خالد المهندي: تواصل بين الأجيال ونقل للخبرات

قال المحامي بمحكمة التمييز الدكتور خالد بن عبدالله المهندي الباحث في التنمية المستدامه أن منصة «استمر» تؤكد أن دولة قطر تهتم بمقدراتها البشرية، وتسعى إلى ألا يتوقف عطاء المتقاعدين. 
 وأضاف:أن المجتمع القطري عرف عنه التمسك بمبادئ احترام الشباب لكبار السن لاسيما بأن ذلك من العادات والتقاليد الراسخة في المجتمع والتي يتميز بها المجتمع القطري. وهذا الأمر من وجهة نظري عامل النجاح الأول في بادرة استمر بعودة المتقاعدين للعمل، وإن كان المديرون من الشباب، كون المتقاعدين هم في بداية الأمر كانوا إما آباء أو مديرين ذات يوم للمديرين الشباب، وبعودتهم للعمل سيكونون قيمة مضافة كخبراء ومستشارين وفاعلين في القطاع العام أو الخاص.
وتابع:أن منصة «استمر» بادرة تشير لمدى احترام معايير حقوق الانسان في دولة قطر، وتبين مدى حرص الدولة على السعي للاستفادة من أهم مقدرات ومكتسبات الوطن وهو المواطن، الذي لا يتوقف إنتاجه وعطاؤه طالما باستطاعته تقديم ذلك، في أجواء عمل تتوفر فيها الاشتراطات الصحية كساعات العمل ونوعية العمل، فمنصة «استمر» هي تجربة وبادرة حقوق إنسانية واتوقع أن تنال عليها دولة قطر جوائز وإشادات عالمية، بتوفير منصة لتوفير الوظائف والاستفادة من المتقاعدين بما يحقق لهم وللوطن تنمية بشرية مستدامة وهي أهم محاور التنمية المستدامة.
واختتم خالد المهندي بالقول: برأيي أتوقع نجاحا باهرا لهذه المبادره لاسيما في مجتمع كالمجتمع القطري الذي طالما عرف عنه بالاخلاق الحميدة والخلق الحسن واحترام الكبير والتعاون بين الجميع.

علي البوشريدة: فكرة مثيرة وهادفة

اعتبر المهندس علي البوشريدة أن فكرة منصة «استمر» تبدو مثيرة وهادفة، وقال إنها قد تكون فرصة لنقل الخبرات بين الأجيال، والاستفادة من تجارب المتقاعدين، وكذلك فرصة للخروج من دوامة الفراغ الذي يعيشونه بعد التقاعد ولا سيما من يتقاعد في عمر وحالة لازال فيهما قادرا على العطاء.
 وقال: من ناحية تطبيق اعادة توظيف المتقاعدين في القطاع الخاص عبر منصة «استمر» يمكن أن يسهم في استفادة القطاع الخاص من الخبرات السابقة للمتقاعدين وتحديث الشركات بأفكار جديدة ورؤية مستقبلية، وذلك عن طريق الاستفادة من خبرات الاجيال السابقة، وحماس الشباب ومواكبتهم للتطورات، وبالنسبة لتحديات الفارق العمري والثقافي بين المتقاعدين والمديرين الشبان، يمكن تناول هذه المواضيع من خلال ورش عمل توعوية وتدريبية للموظفين لفهم كيفية التعامل مع هذا الاختلاف.
وأضاف البوشريدة أنه حتى من الناحية النفسية يمكن أن يحصد الجميع النتائج الايجابية لهذه المنصة والتعاون بين الأجيال وأوضح قائلا: يمكن أن تشمل التواصل الجيد بين الجيلين والاستفادة من تجارب المتقاعدين وتقديم الدعم لهم للاندماج بسلاسة في بيئة العمل. كما يمكن توجيه المديرين الشبان لتقديم التقدير والاحترام للمتقاعدين، مع التأكيد على قيمة تبادل الخبرات.
وأكد المهندس البوشريدة أن الفكرة بالاضافة إلى أنها تفتح أبواب رزق جديدة للمتقاعدين وتمكن الدولة من الاستفادة من خبراتهم،  فهي أيضا تخلق تواصلا بين الأجيال، وقال: من وجهة نظره فإن هذه الفكرة تسعى إلى تعزيز التفاهم والتعاون بين الأجيال المختلفة في مكان العمل، مما يسهم في نجاح العمل وتحقيق التنوع والشمولية، كما أن المنصة ستسمح للمتقاعد من تحسين دخله من خلال وظيفة تناسبه، وتسمح بالاستفادة من خبراته، وتخلصه من الفراغ الذي قد يعاني منه بعض المتقاعدين ممن لم يتعودوا على البقاء بدون عمل.

جمال فايز: يجب إتاحة الفرص للشباب

يشاطر الكاتب جمال فايز الاستاذ يوسف العبدالله الرأي، ويعتقد أن المتقاعد من حقه ان يرتاح، ويجب افساح الفرصة للشباب ليبدعوا ويقدموا لوطنهم كما قدم من سبقهم، وان نستغل طاقاتهم وحماسهم. 
وقال فايز موضحا: للشباب دور كبير ومهم في تنمية المجتمعات وبنائها، كما أن المجتمعات التي تحوي نسبة كبيرة من الفئة الشابة هي مجتمعات قوية، وذلك كون طاقة الشباب الهائلة هي التي تحركها، لذلك فالشباب هم ركائز أي أمة وأساس تنميتها وبناة مجدها وحضارتها وسر نهضتها. من هذا المنطلق، فإنه كما للشباب دور، وعليهم واجب تجاه وطنهم ومجتمعهم، فإن الوطن والمجتمع لا بد أن يوفرا للشباب الظروف الكافية والمناسبة لتحقيق أكبر استفادة من طاقاتهم.
 وأضاف: كما كان للجيل السابق بصمة في تمهيد الطريق للشباب فإن المرحلة الحالية تقتضي المزيد من التخطيط لتمكين الشباب، بتوفير وسائل الدعم وسبل النجاح، ومرد ذلك كله إلى أن علاقة التنمية بالشباب هي علاقة الفعل بالفاعل، فلا تنمية من دون شباب، وأن من سمات شبابنا الطموح والجرأة والحماس، لذا وجب استغلال هذه الصفات لتحقيق نهضتها بالتنمية الشاملة، فالشباب هم عماد المجتمع وأساس تقدمه، فالدول المتطورة دائماً تُولي الشباب أهمية كبرى وتعطيهم أدواراً قيادية بعد توفير أفضل الفرص في التعليم والتدريب والتطوير، لكي يكونوا عناصر فاعلين قادرين على الابتكار، ذلك أن تركهم للفراغ والبطالة يسبب انجرافهم وشعورهم في المجتمع بأكمله بالاحباط، وقد يكون للمتقاعدين خبرة كبيرة لكن يجب أيضا السماح للشباب بتكوين خبراتهم، والاستفادة من طاقاتهم، وترك المتقاعدين ينعمون بالراحة بعد عمر طويل من العمل.
وإلى ما سبق يرى فايز أن قانون التقاعد مدروس، وعمر التقاعد كذلك وهو العمر الذي لا يكون فيه الانسان قادرا على العطاء والعمل كما كان في الشباب، لذلك يجب أخذ هذه الأمور في عين الاعتبار، وتوفير الظروف للمتقاعد لينعم بحياة كريمة دون أن يضطر للعمل مرة أخرى.

خليفة المحاسنة: يصعب على المتقاعد تقبل الأوامر أو الانتقادات

يرى الأستاذ خليفة المحاسنة أن اعادة المتقاعدين إلى العمل قد يكون غير مناسب، باعتبارهم قد أدوا واجبهم تجاه الوطن والوظيفة والعائلة كذلك، ومن غير المناسب أن يعملوا تحت ادارة شباب، وقد يخلق ذلك فجوة عمرية بين الأجيال، ويخلق تنافسا على المناصب والوظائف، معتبرا أن معظم شباب العصر الحالي قادرون على القيادة نظراً لما لديهم من نظريات عمل عصرية حديثة مواكبة للتغيرات والتطورات، ما يساعدهم على صياغة منظومة عمل جديدة تحقق العديد من الأهداف دون الحاجة إلى توظيف المتقاعدين خاصة في ظل توفر الدورات التدريبية، والتعليم المستمر.
وأضاف المحاسنة: وقد يخلق وجود موظفين في العمر حساسيات لدى جميع الأطراف في المؤسسة، حيث يصعب توجيه الأوامر والنقد والانتقاد  لكبار العمر من ناحية ويصعب على كبير السن التقبل من جهة أخرى.
واعتبر المحاسنة أن الموظف المتقاعد يحتاج إلى الراحة بعد سنوات من العطاء، وأنه قد أدى رسالته ويجب ترك الفرصة للشباب للعمل، فإن الشباب هم طليعة كل مجتمع، وهم عموده الفقري، ومصدر قوته النشيطة الفاعلة، وتكتسب هذه الشريحة أهمية بالغة باعتبارها مورداً وطاقة بشرية ينبغي الاهتمام بها وتنميتها وتأهيلها في أفق قيامها بأدوار ريادية في مجالات متعددة للنهوض بالمجتمع في ظل تحدي التحولات والمتغيرات الحاصلة اليوم، من أجل المساهمة في التقدم والبناء، الذي هو غاية كل الشعوب، ومن أجل ذلك لابد من توفير بيئة صالحة لتشجيع الشباب ومنحهم الفرصة كاملة كما منحت للأجيال التي سبقتهم.
وختم المحاسنة بالقول إنه من الأجدر التفكير في كيفية تكريم المتقاعد، وجعله يحظى بالراحة من جهة وفتح الأبواب للشباب للعمل والابداع من جهة أخرى، دون خلق تنافس بين الأجيال على المناصب والوظائف، وهو ما سيحدث بعد فتح باب توظيف المتقاعدين.

يوسف العبدالله: المنصة لا تناسب كل الوظائف

للاستاذ يوسف العبدالله، وهو متقاعد، وجهة نظر أخرى، فهو يعتقد أنه ليس كل متقاعد يستطيع العودة إلى العمل، وقد لا تناسب المنصة كل الوظائف ويرى أن من وصل إلى سن التقاعد وعمل لسنوات استطاع من خلالها المساهمة في تنمية الوطن من حق ان يحظى بالراحة، وأن يترك الفرصة للشباب.
 وأوضح قائلا: بالنسبة لمنصة استمر فقد تكون مناسبة لبعض الوظائف الادارية ولا تصلح للوظائف القيادية الا اذا كانت هناك مناصب قيادية لهم، وهي تصلح لبعض الاعمار خاصة للذين تم تحويلهم للتقاعد الاجباري في اعمار صغيرة. 
وأضاف: كما أن المنصة ستوفر فرصا وتساعد الذين يرغبون بتحسين وضعهم المادي نظراً لضعف راتبهم القاعدي على النظام القديم اما بالنسبة للذين وصلوا سن التقاعد واكثر فأعتقد من وجهة نظري الشخصية ان يرتاحوا بعد هذه الفترة الطويلة من الخدمة ويجب ان يكرموا بمنحهم راتبا كاملا ومكافأة ايضاً.
واعتبر الاستاذ يوسف أنه من الأجدر أن تمنح الفرصة للشباب، وأن يستفيدوا من الوظائف الموجودة هم، وقال: بدلاً من اعادة المتقاعدين للعمل يجب التفكير في توظيف الشباب والخريجين واعطائهم الفرصة لبدء حياتهم من الان ولا مانع من ان يعملوا في القطاع الخاص ما دام يخضع لنظام التأمينات الاجتماعية مع وجود الامان الوظيفي لهم في القطاع الخاص.

دلال الملا: أنصح المتقاعدين بالانفتاح على العمل مع الأصغر عمراً وخبرة

من الناحية النفسية قالت دلال الملا أخصائية اجتماعية ومثقفة في الوعي النفسي والتربوي:  في أي مجال وأي مكان تتنوع فيه الأعمار قد تكمن تحديات بديهية ما بين الناس، وذلك من سمات الطبيعة البشرية. البشر قد يتوافقون أكثر في التفكير والطباع مع من هم أقرب في المرحلة العمرية ولكن لا يلغي ذلك مقدرة الإنسان على التعامل بفاعلية مع جميع الشخصيات والأعمار من حوله في حال اضطر إلى ذلك في بيئة العمل أو الحياة الاجتماعية بشكل عام.
وأضافت دلال: مع انطلاق منصة «استمر» لتوفير الأعمال للراغبين في العمل من فئة المتقاعدين، قد تطرأ على بال المستفيدين عدة تساؤلات، منها:
هل سأواجه صعوبات في التعامل مع رئيس يصغرني عمراً؟
هل سيكون هناك تحدٍ في أن أعمل كمرؤوس من بعد ما كنت رئيسا؟
هل ستتعارض أفكاري مع أفكار الناس من حولي في بيئة العمل؟
كل تلك أسئلة واردة وتستحق التأمل.
ولكن قد يكون السؤال الأهم من ذلك كله: 
هل سأكون مستعدا للعمل على هذه التحديات ومستعدا فعلا لبعض التغييرات؟
وتابعت الأخصائية الاجتماعية: ومن جهة أخرى، قد يَنظر المتقدم للوظيفة على «استمر» لتلك التحديات على أنها نقاط قوة وفرص للتطور والنجاح في المجال الذي تقدم له للعمل. فالشخص الذي قد قضى سنوات طويلة في العمل لديه من الخبرات التراكمية ما يكفي لفهم طبائع الناس من حوله، والاستبصار بطبيعة المشكلات وابتكار حلول عملية قد جربها من قبل في بيئة عمله السابقة وتكللت بالنجاح. كما أن الشخص المتقدم لمنصة «استمر» يتميز بالرغبة الذاتية للعمل والعطاء حيث إنه اختار بنفسه الاستمرارية والتواجد مرة أخرى في سوق العمل، ويكمن في هذه التجربة الطوعية بعدٌ آخرٌ وحماس من نوع آخر للتواجد والإنتاجية. وأرى أن القطاعات التي سوف تستفيد من المتقاعدين في العمل لديها سوف تكون محظوظة بكسب خبرة المتقاعدين الطويلة في مجال العمل، كون الأفكار التي ستطرح من قبلهم قد تتسم بالواقعية والاتزان مما قد يحدث التوازن المطلوب في الخبرات والأفكار في بيئة العمل.
ورصدت دلال الملا نقطة أخرى بقولها: عندما ننظر للعائد الاجتماعي والنفسي على المتقاعد نفسه، فإن انخراط المتقاعد في سوق العمل من جديد قد يساهم في الحفاظ على صحته الجسدية والنفسية، فالحركة الجسدية المستمرة تحدث فرقا في صحة الإنسان، والعطاء في مجال العمل يساهم بشكل كبير للوصول للتوازن النفسي وتحقيق الذات والحفاظ على المعنى. ويعتبر العلاج بالمعنى من النظريات المستخدمة في مجال الصحة النفسية في علاج بعض الاضطرابات مثل القلق وانخفاض جودة الحياة، ويعد عمل كبار السن من الحلول الاستباقية في إيجاد معنى وهدف للشخص المتقاعد الذي قد يكون تقاعده حائلا دون شعوره بأهمية دوره في حياة من هم حوله. أضف إلى ذلك أن المرحلة العمرية تأتي أصلا بتحدياتها النفسية والصحية التي قد يسهل التكيف معها بطريقة أكبر في ظل وجود عمل يشغل حياة الشخص المتقاعد ويشعره بتقدير المجتمع لخبرته الطويلة.
وقدمت دلال الملا مجموعة من النصائح وقالت: في الختام أنصح الشخص المتقدم لمنصة «استمر» أن يكون منفتحا للعمل مع من هم يصغرونه عمرا وخبرة سواء كانوا زملاء أو رؤساء، وأن لا يتردد بمقترحاته وطرح وجهة نظره في بيئة العمل، ليساهم ذلك في تعميق خبرات من هم حوله، وفي تنوع وجهات النظر وطرق حل المشكلات في بيئة العمل. كما أنصح أيضا أن ينظر المتقاعد بإيجابية لبيئة العمل الجديدة، وأن يستمتع بالرحلة التي قد تغير منظوره للأشياء من حوله. قد تخرجه تلك التغييرات من نطاق الراحة ولكنه بالتأكيد سيشعر معها بالتجدد والنمو في الأفكار والعطاء والإنتاج الصحي.

 

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر منصة استمر وزارة العمل الخبرات الوطنية المتقاعدين فی القطاع الخاص والاستفادة من فی بیئة العمل بین الأجیال على العطاء فی العمل فی مجال قد یکون یمکن أن إلى أن کما أن من جهة

إقرأ أيضاً:

وزارة العمل تُعلن عن 950 فرصة عمل لشباب القاهرة

أعلنت وزارة العمل ، اليوم الأربعاء، عن توفير 950 فرصة عمل لشباب محافظة القاهرة، وذلك في إطار مُشاركة الوزارة، ومديرياتها بالمحافظات في المبادرة الرئاسية "بداية  جديدة لبناء الإنسان المصرى"، التي أطلقها رئيس مجلس الوزراء د. مصطفى مدبولي، أمس الثلاثاء، وذلك بهدف الاستثمار فى رأس المال البشرى.

ووجه وزير العمل محمد جبران، الإدارات المركزية المعنية، والمديريات باتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق أهداف المبادرة فيما يخص توفير فرص العمل، وتطوير منظومة التدريبب المهني، بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل.

وأوضحت الوزارة فى بيان لها ، أنه فى إطار تنفيذ مبادرة "بداية"، أعلنت مديرية العمل بمحافظة القاهرة ، برئاسة أحمد عزاز عن توفير 950 فرصة عمل لشباب الخريجين بالتنسيق والتعاون مع 12 شركة من شركات القطاع الخاص، وهى: شركة جيزة للغزل والنسيج، وهايبر سامي سلامة، ومستشفي الجنزوري التخصصي، وشركة كوفتا، وشاورما الريم، وشركة انسيا مصر للتجارة، والصفا للحبوب ومنتجاتها، وسمارت سينس، والمصرية لنظم المعلومات (أكسيد)، وكونكورد للهندسة والمقاولات، وشركة الاميدا فاينانشيال ليمتد (مستشفي السلام الدولي)، وشرق الدلتا للمقاولات ، للشباب من الجنسين من أبناء المحافظة والمقيمين فيها، وذلك للعمل فى المهن الاتية: مهندسين تخصصات مختلفة، وأطباء، وصيادلة، ومحاسبين، ومدير مشروع، وخدمة عملاء، ومدخل بيانات، وتمريض، وطباخين، ومساعد شيف، وفنين جميع التخصصات، وعمال عاديين ونظافة، وعمال مخازن، وجميع مهن الفندقة، وموظفين ممرات، يأتى ذلك تحت إشراف الإدارة العامة للتشغيل بالوزارة برئاسة هبة أحمد، والتقديم عليها لمدة أسبوعين من خلال الرابط الإلكتروني التالى: https://forms.gle/9cjkaqDFTj6UxjXg9، للشباب من سن 18 إلى 45 سنة من حملة جميع المؤهلات ..

مقالات مشابهة

  • وزارة العمل تُعلن عن 950 فرصة عمل لشباب القاهرة
  • أسعار الذهب في مصر تتعرض لانخفاض حاد: فرصة ذهبية للمستثمرين في ظل التغيرات الاقتصادية
  • الضغوط الحياتية والـ«ADHD».. كيف تحول التحدي إلى فرصة؟
  • 50 فرصة عالمية لتصميم مستقبل الشباب
  • افتتاح ملتقى توظيف في البحيرة.. يوفر 5 آلاف فرصة عمل
  • فرصة ذهبية.. 15 كلية تربية نوعية في تنسيق الجامعات للدبلومات الفنية الصناعية
  • 166 بالمائة نسبة التوظيف في مشروعات الطرق
  • (معلومات الهلال صادمة)
  • 250 فرصة عمل لأبناء محافظة الشرقية.. التفاصيل
  • تمديد الأوكازيون الصيفي حتى 30 سبتمبر.. فرصة ذهبية لشراء مستلزمات الدراسة