هل يعيش النباتيون حياة أطول حقاً؟
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
ليس من السهل على الباحثين معرفة ما إذا كانت فوائد النظام الغذائي للنباتيين مرتبطة بالنظام الغذائي الخالي من اللحوم أو بوعيهم الصحي العالي بشكل عام.
تقلع أعداد متزايدة من البشر عن تناول اللحوم. البعض لأسباب أخلاقية: التخفيف من معاناة حيوانات، والبعض الآخر لأسباب صحية.
مختارات المتوسط المتوقع لأعمار الألمان مستمر في الارتفاع أطعمة يتجنبها اليابانيون فيعيشون حياة مديدة! كيف يعيق "عمالقة" إنتاج اللحوم التغيير لمواجهة أزمة المناخ؟وفقًا لدراسة حديثة، يحاول عمالقة صناعة اللحوم والألبان في أوروبا والولايات المتحدة ”إحباط" عملية التطوير اللازمة للانتقال إلى بدائل غذائية صديقة للبيئة تساهم في حل مشكلة المناخ.
مما لا شك فيه أن النباتيين أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية؛ إذ أنهم يستهلكون كميات أقل من الدهون الحيوانية والكوليسترول. وتشير أدلة على أن استهلاك اللحوم يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون وسرطان الثدي وسرطان البروستات. وصنفت منظمة الصحة العالمية اللحوم الحمراء والمصنعة على أنها من المواد الغذائية المسببة للسرطان منذ عدة سنوات، كما أورد الموقع الإعلامي الألماني RedaktionsNetzwerk Deutschland.
دراسات متضاربة
تقدم الدراسات نتائج متناقضة بما يخص مساهمة النظام الغذائي النباتي في إطالة العمر. قارنت دراسة من جامعة أكسفورد معدل وفيات حوالي 60 ألف إنسان. وشملت الدراسة الذين تناولوا اللحوم بشكل متكرر، وأولئك الذين تناولوا القليل من اللحوم، وأولئك الذين استعاضوا عن اللحوم بالأسماك، والمجموعة الأخيرة كانت من النباتيين. ولم تجد الدراسة اختلافات في معدل الوفيات الإجمالي بين المجموعات الأربعة.
لكن دراسة أمريكية حللت بيانات حوالي 70 ألفاً من السبتيين، وهم أعضاء في كنيسة مسيحية منتشرة حول العالم، توصلت لنتائج مختلفة: كان لدى النباتيين منهم معدل وفيات أقل بنسبة 12% مقارنة بآكلي اللحوم. وكان النباتيون أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية القاتلة. ولكن فيما يخص السرطان، لم تكن هناك فروق بين النباتيين وآكلي اللحوم.
إلى جانب الامتناع عن أكل اللحم، يتجنب النباتيون المنتجات الحيوانية مثل البيض والحليب، ما قد يؤدي إلى نقص فيتامين ب12، المهم للجهاز العصبي والتمثيل الغذائي، وزيادة مخاطر نقص الحديد والسيلينيوم واليود وفيتامين (د). والحديد والسيلينيوم مهمان جداً للجهاز المناعي.
ولكن عند دراسة تأثير تناول اللحوم تبرز مشكلة: يميل النباتيون إلى اتباع أسلوب حياة صحي أكثر من غيرهم؛ إذ أنهم أنشط بدنياً ويشربون الكحول ويدخنون أقل من غيرهم. وهذا لا يسهل على الباحثين معرفة ما إذا كانت فوائد النظام الغذائي للنباتيين مرتبطة بالنظام الغذائي الخالي من اللحوم أو بوعيهم الصحي العالي بشكل عام.
ويقول طبيب التغذية في جامعة ميونخ التقنية هانس هونر: "في المتوسط، يتمتع النباتيون بوزن أقل، وباحتمال أقل لخطر الإصابة بمرض السكري، وبضغط دم أفضل. ولهذا تأثير إيجابي بشكل عام على الصحة وكذلك على متوسط العمر المتوقع".
ومن الواضح أن النظام الغذائي النباتي في حد ذاته لا يضمن حياة أطول. بل يعتمد الأمر على مدى تناول النباتين للطعام الصحي من عدمه.
بشكل عام، اتباع نظام غذائي متوازن مع الكثير من الفواكه والخضروات والقليل من الكحول يمكن أن يطيل العمر.
خ.س
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: صحة السرطان اللحم متوسط العمر الأمراض إطالة العمر نقص الفيتامينات والمعادن صحة السرطان اللحم متوسط العمر الأمراض إطالة العمر نقص الفيتامينات والمعادن النظام الغذائی بشکل عام
إقرأ أيضاً:
إطلاق مشروع «تعزيز الأمن الغذائي» من خلال دعم صغار مزارعي القمح
أطلقت وزارتا التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والزراعة واستصلاح الأراضي، والسفارة البريطانية في مصر، مشروع «تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاستقرار الاقتصادي في مصر من خلال دعم صغار مزارعي القمح»، والذي يُعد أول تنفيذ فعلي لمذكرة التفاهم الموقعة بين مصر والمملكة المتحدة في مجال الأمن الغذائي بهدف إقامة شراكة استراتيجية بين الجانبين بشأن الأمن الغذائي المستدام خلال شهر أكتوبر الماضي.
ويستهدف مشروع «تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاستقرار الاقتصادي في مصر من خلال دعم صغار مزارعي القمح»، الذي سيتم تنفيذه على مدار عامين، تحقيق نتائج إيجابية على عدة مستويات، من خلال تحسين خصوبة التربة لصغار المزارعين في قطاع زراعة القمح حيث يركز المشروع بشكل خاص على تعزيز الإنتاجية الزراعية لصغار مزارعي القمح من خلال تحسين خصوبة التربة الزراعية وزيادة كفاءتها.
وفيما يتعلق بمحور تحقيق الاستقرار الاقتصادي يقوم المشروع بدعم مرونة الإنتاج المحلي للقمح لمواجهة تقلبات الأسعار العالمية، كما يستهدف المشروع تعزيز رأس المال البشري وزيادة الإنتاجية الاقتصادية من خلال تحسين التغذية العامة للسكان، ما يعزز من صحة الأفراد ويرفع كفاءة القوى العاملة، وهو ما ينعكس إيجاباً على الإنتاجية الاقتصادية الوطنية ويساهم في تحقيق التنمية الشاملة.
كما يعزز المشروع جهود التخفيف من آثار التغير المناخي والتكيف معها، من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية وتحسين ممارسات خصوبة التربة، حيث تساهم الممارسات الزراعية غير الملائمة في زيادة استخدام الأسمدة الكيميائية بشكل مفرط.
وسيتم تنفيذ هذا المشروع من خلال شراكات استراتيجية مع الشركات المصنعة للمدخلات الزراعية والشركات التي تشتري المحاصيل (مثل المصدرين والمصنعين)، حيث سيتم تقديم الدعم لهذه الشركات لتوفير المنتجات والخدمات الضرورية لصغار المزارعين ومن المتوقع أن يؤدي تحسين خصوبة التربة إلى تقليل الحاجة لاستيراد القمح بنسبة تتراوح ما بين 20% و25%.
وتعليقًا على إطلاق المشروع، أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي أن الحكومة المصرية تولي أولوية كبيرة لقطاع الأمن الغذائي، ولذا فإن وزارة التخطيط، تعمل على حشد الشراكات الدولية والدعم الفني والتمويل من أجل تعزيز تلك الجهود، لتطوير الممارسات الزراعية المستدامة، ودعم حاضنة الأعمال الزراعية للشركات الصغيرة والمتوسطة، ودعم عملية التكيف في إنتاج المحاصيل وإدارتها، بالإضافة إلى تحديث أنظمة الري، والتكيف مع المناخ، بما يدفع جهود التنمية الاقتصادية.
ولفتت إلى أن الوزارة تعمل على صياغة السياسات الاقتصادية القائمة على الأدلة والبيانات لسد الفجوات في مختلف مجالات التنمية، وحشد التمويلات المحلية والخارجية، وتحفيز استثمارات القطاع الخاص في القطاعات ذات الأولوية.
ومن جانبه، قال علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، إننا نتطلع إلى شراكة استراتيجية مع بريطانيا في مجال الأمن الغذائى المستدام بما في ذلك تبادل الخبرات الفنية والبحث العلمي الزراعي، وكذلك تعزيز الإنتاج المحلى من القمح والزراعة المستدامة في مصر. وأشار فاروق إلى أن مجالات التعاون مع الجانب البريطاني تشمل أيضا التعاون في مجال رفع خصوبة التربة وزيادة إنتاجيتها الزراعية والاستخدام المُرشد للأسمدة خاصة النيتروجينية لدى صغار المزارعين وأصحاب الحيازات الصغيرة وكذلك التعاون في مجال الأمن الغذائي المستدام خاصة في محصول القمح.
وبدورها، قالت كاثرين كار، نائبة السفير البريطاني في القاهرة: "أنا سعيدة بالتعاون بين المملكة المتحدة ومصر في مجال الأمن الغذائي، وهو تحدٍ عالمي بالغ الأهمية سيعمل برنامج الحبوب المستدامة على الجمع بين التعاون بين القطاعين العام والخاص بهدف زيادة إنتاج القمح المحلي وتقليل متطلبات استيراد القمح بنسبة 20-25٪: وهي نتيجة رائعة للمستهلكين والمزارعين والدولة لقد شهدنا الكثير من الاستثمارات في البنية التحتية الزراعية، لكن هذه ستكون أول مبادرة مصرية مستهدفة لتوسيع إنتاج القمح نحن فخورون بالمساعدة في تحقيق ذلك".
يذكر، أنه خلال العام الماضي استضافت المملكة المتحدة القمة العالمية للأمن الغذائي حيث تُمثل دفعة كبيرة لجهود الأمن الغذائي والابتكار في هذا المجال على مستوى العالم وتتسم العلاقات المصرية البريطانية بتنوعها في العديد من المجالات كما تتواجد العديد من الشركات البريطانية التي تستثمر في مصر.
وفي عام 2020 أصدرت وزارة التعاون الدولي ووزارة الدولة البريطانية للتنمية الدولية، بيانًا مشتركًا لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين ضمن فعاليات قمة الاستثمار البريطانية الأفريقية.
اقرأ أيضاًبمشاركة عدد من الخبراء.. ندوة تثقيفية للمزارعين لتحسين إنتاجية القمح بالأقصر
«التموين» تكشف عن حجم المخزون الاستراتيجي من القمح
«زراعة القليوبية» تُنهي استعداداتها لموسم زراعة القمح