هل يستطيع ممر بايدن منافسة مبادرة الحزام والطريق الصينية؟
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
اعتبر رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، أن الممر التجاري الجديد الذي أعلن عنه على هامش قمة مجموعة دول العشرين في العاصمة الهندية سيشكل أساسا التجارة العالمية لمئات السنين القادمة.
والشهر المنصرم، وصف الرئيس الأمريكي، جو بايدن، خلال الإعلان عن الممر الذي عرف باسمه لاحقا، المشروع الاقتصادي العابر للقارات بأنه "تاريخي"، حيث من المخطط له أن يضم استثمارات في السفن والسكك الحديدية، ويربط الهند بأنحاء أوروبا، عبر الإمارات والسعودية والأردن والاحتلال الإسرائيلي.
ويرى خبراء أن "ممر بايدن" أو الممر الهندي الأوروبي يأتي في إطار التحدي الأمريكي لنفوذ الصين، صاحبة مبادرة "الحزام والطريق"، التي يصادف هذا العام مرور عقد من الزمان على إطلاقها.
إلى ذلك، نشرت شبكة "بي بي سي" البريطانية تقريرا أشارت فيه إلى أن كثيرين ينظرون إلى مشروع الممر على أنه رد أمريكي لمبادرة الحزام والطريق الصينية، وهو مشروع عالمي لبناء بنية تحتية تربط الصين بجنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى وروسيا وأوروبا.
ورأى رئيس تحرير مجلة فورين بوليسي، رافي أغاروال، أن المشروع على الرغم من أنه مفيد للمنطقة، فإنه ينبئ بالسياسة الخارجية الأمريكية، "التي تشمل ببساطة أي شيء من شأنه تعزيز المصالح الأمريكية في مواجهة الصين"، بحسب "بي بي سي".
ومن جهته، ذكر مؤلف كتاب "الترابط الجغرافي" أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تستفيد من الناحية المادية من مشاركتها في المشروع الذي أعلنت عنه في العاصمة الهندية نيودلهي مطلع أيلول /سبتمبر الماضي. في إشارة إلى أن المشاركة الأمريكية ضمن المشروع الهندي الأوروبي تأتي في إطار سعي واشنطن للحد من نفوذ بكين على الساحة العالمية.
هل يستطيع منافسة المبادرة الصينية؟
وعن إمكانية مقارنة الممر الهندي بمبادرة "الحزام والطريق" الصينية، أشار التقرير إلى أن الطموحات الكبرى للمشروع تضاءلت بشكل كبير، حيث تباطأ الإقراض للمشاريع مع تباطؤ الاقتصاد في الصين.
وأضاف أن دول مثل إيطاليا أعربت عن رغبتها في الانسحاب، في وقت تشعر فيه دول أخرى مثل سريلانكا وزامبيا أنها أصبحت عالقة في فخ الديون، وغير قادرة على الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بالقروض.
وكان المشروع الصيني واجه انتقادات عديدة منها أن "من أهدافه الأساسية اكتساب النفوذ الاستراتيجي من خلال المشاركة في التنمية، وافتقاره إلى الرقابة المالية السليمة".
لكن بالرغم من جميع العقبات، استطاع الصينيون بحسب تقرير "بي بي سي" تحقيق قدر مذهل منه.
وبحسب خانا، فإن مشروع الممر الهندي الأوروبي لا يرقى حتى إلى أن يكون "منافسا" للمبادرة الصينية، حيث رأى في حديثه مع "بي بي سي" إنه "لا يغير قواعد اللعبة على نطاق مبادرة الحزام والطريق. إنه إعلان جيد، لكن لا تنظر إلى المقترحات وتبالغ بالقول إنه لا يمكن للعالم أن يعيش بدونه".
وشدد التقرير على أن وثيقة مذكرة التفاهم الخاصة بالممر الهندي الأوروبي قليلة التفاصيل، موضحا أنه حتى الآن كل ما فعلته الدول المشاركة هو رسم خريطة جغرافية محتملة للممر، لكن من المتوقع وضع خطة عمل خلال الـ60 يوما القادمة.
يقول خانا: "أود أن أرى تحديدا للوكالات الحكومية الرئيسية التي ستتولى مسؤولية الاستثمارات، ورأس المال الذي ستخصصه كل حكومة، والأطر الزمنية".
ويضيف أنه ستكون هناك حاجة أيضا إلى إنشاء هيكل جمركي وتجاري جديد لتنسيق الأعمال الورقية، وضرب لذلك مثلا بخط السكك الحديدية العابر لآسيا عبر كازاخستان الذي يمر عبر 30 دولة، قائلا إن "هذا العبور سلس. إذ لا تحتاج إلى تصريح إلا في بداية الرحلة وفي نهايتها. وهذا لا يوجد في الممر الهندي".
وبعيدا عن ذلك، يرى خبراء أن هناك تعقيدات جيوسياسية واضحة لإدارة العلاقات بين الدول الشريكة مثل الولايات المتحدة والاحتلال والمملكة والسعودية، التي غالبا لا تتفق مع بعضها بعضا، ما يشير إلى احتمالية أن يفشل التعاون التكتيكي من هذا النوع في وقت قصير.
"قناة السويس في مرمى الممر الهندي"
ومن المقرر أن ينافس الممر الهندي الأوروبي قناة السويس، وهي الممر المائي المستخدم لنقل البضائع بين مومباي وأوروبا.
"بقدر ما يعمل الممر الهندي على تحسين علاقاتنا مع الإمارات والسعودية، فإنه سيضر بالعلاقات مع مصر"، كما يقول الخبير الاقتصادي، سواميناثان أيار.
وكان رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، قال في معرض حديثه عن مشروع الممر الجديد إنه يمر بأكثر من دولة ومن بينها الإمارات والسعودية وصولا إلى الاحتلال، وجزء منه بحري وآخر سكة حديد، وهذا يجعله ملتزما بحمولة محددة".
وأضاف: "القطار لن يستطيع نقل حاويات ضخمة مثلما هي الحال بالسفن العابرة من قناة السويس، وأخطار انتقال الحمولة من المركب إلى السكك الحديدية مرتفعة والتكلفة عالية وهناك تعطيل، لذلك فإنه لن يكون بديلا لقناة السويس".
في السياق ذاته، رأى أيار أن الممر "قد يكون هذا منطقيا من الناحية السياسية، لكنه يتعارض مع جميع مبادئ اقتصاديات النقل"، لاسيما وأن النقل عن طريق البحر عبر قناة السويس أرخص وأسرع وأقل تعقيدا إلى حد كبير.
لكن طموحات الممر الهندي الأوروبي بحسب التقرير تتجاوز النطاق الضيق للتجارة والاقتصاد لتشمل كل شيء بدءا من شبكات الكهرباء وحتى الأمن السيبراني - بناء على المحادثات التي جرت في المنتديات الأمنية، كما يشير نافديب بوري، سفير الهند السابق إلى الإمارات في مقال صحفي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الهندي ممر بايدن الصين الحزام والطريق امريكا الصين الهند الحزام والطريق ممر بايدن صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الممر الهندی الأوروبی الحزام والطریق قناة السویس بی بی سی إلى أن
إقرأ أيضاً:
البنك الأوروبي لإعادة الإعمار يقدم قرضا لتمويل توسعات محطة رياح بخليج السويس
أعلن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية عن دعمه تطوير واستدامة قطاع الطاقة المتجددة في مصر وذلك من خلال تقديم قرض بقيمة 21.3 مليون دولار أمريكي لأحد الشركات في منطقة البحر الأحمر وتعمل في مجال طاقة الرياح
ويهدف القرض إلى تمويل تطوير وتوسعة محطة طاقة الرياح في منطقة خليج السويس من خلال إضافة 150 ميجاوات أخرى للمحطة التي تبلغ قدرتها الحالية 500 ميجاوات.
المشاط تبحث مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية نتائج حشد التمويلات الميسرة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار يقدم مرفقا ماليا لدعم الشركات الصغيرة في مصرويأتي هذا التمويل كإضافة إلى قرض سابق قدمه البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية وصندوق المناخ الأخضر في العام 2023 لشركة البحر الأحمر لطاقة الرياح لتمويل إنشاء محطة طاقة الرياح الأصلية بقدرة 500 ميجاوات. وبعد هذه التوسعة ستبلغ القدرة الإجمالية للمحطة عند اكتمال المشروع 650 ميجاوات لتصبح أكبر محطة لطاقة الرياح في مصر والقارة الأفريقية. ويتوقع أن يسهم هذا المشروع في خفض الانبعاثات الكربونية السنوية في مصر بمقدار 1.3 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وشركة "البحر الأحمر لطاقة الرياح"، هي شركة مساهمة مصرية وتعود ملكيتها لمجموعة من الشركاء المحليين والدوليين ومن بينهم شركات إنجي وارواسكوم للإنشاءات وتويوتا تسوشو، ويوروس إنرجي.
ويُعدّ البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية أحد أهم شركاء التنمية لمحور الطاقة ضمن برنامج "نوفي" الذي يهدف إلى التكامل بين الماء والغذاء والطاقة والذي أُعلن عنه خلال مؤتمر المناخ (كوب 27). وتعتبر هذه المحطة واحدة من أوائل المشاريع التي سيتم تطويرها ضمن إطار برنامج "نوفي"، كما أنه خطوة رئيسية نحو تحقيق هدف إنتاج 10 جيجاوات من الطاقة المتجددة المحدد في برنامج "نوفي". وستسهم المحطة كذلك في دعم جهود الحكومة المصرية في تحقيق أهدافها الوطنية للطاقة المتجددة.
وجرى التوقيع على اتفاقية القرض بحضور ممثلين عن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية وشركات إنجي، وأوراسكوم للإنشاءات، وتويوتا تسوشو.
و من جانبها أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، محافظ مصر لدى البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، على الشراكة البناءة مع البنك، باعتباره شريك التنمية الرئيسي ضمن محور الطاقة ببرنامج "نوفي" و التي ساهمت في زيادة استثمارات القطاع الخاص للتحول للطاقة المتجددة من خلال تمويلات ميسّرة بقيمة تتجاوز حتى الآن 2.5 مليار دولار أمريكي حتى الآن ، من اجل ا تنفيذ مشروعات بقدرة 4.7 جيجاوات، لنصل إلى هدفنا 10 جيجاوات مع نهاية البرنامج، لدعم الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، والمساهمات المحددة وطنياً، وتعزيز هدف الدولة بالوصول إلى نسبة الطاقة المتجددة إلى 42% بحلول عام 2030".
بدورها صرحت نانديتا بارشاد، مديرة مجموعة البنية التحتية المستدامة في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية: “نحن مسرورون بتوقيع اتفاقية تمويل توسعة محطة الرياح بقدرة 150 ميجاوات، والتي يجري العمل على بنائها في منطقة خليج السويس. ويشارك في هذا المشروع شركات تتمتع بخبرة واسعة من القارات الثلاث التي يعمل فيها البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، مما يؤكد على شراكتنا والتزامنا القوي بدعم اقتصاد مستدام في مصر. كما أن إكمال تمويل هذه المحطة الأكبر حتى الآن في مصر وأفريقيا، خلال كوب 29، يؤكد على أهميتها".
وتُعد مصر من الدول المؤسسة للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، حيث بدأ عملياته فيها منذ عام 2012. ومنذ ذلك الحين، استثمر البنك أكثر من 12.5 مليار يورو في 187 مشروعًا في مختلف أنحاء البلاد. وتشمل استثمارات البنك في مصر قطاعات متعددة، من بينها القطاع المالي، والزراعة، والصناعات التحويلية، والخدمات، بالإضافة إلى مشروعات البنية التحتية في مجالات الطاقة والمياه والنقل.