شرعت أمانة محافظة جدة، في مواجهة الآثار المترتبة على الهدر الغذائي والنفايات الناتجة عنه، من خلال مشروع إغلاق الخلايا 1-2-3 بمردم وادي عسلاء جدة، الذي يجري تنفيذه على 6 مراحل، بهدف تأهيل خلايا النفايات ومعالجة الغازات الضارة، وإنتاج الطاقة الكهربائية من غاز الميثان، وخفض الانبعاثات الكربونية، وتعزيز الأمن الصحي والبيئي، إضافة إلى المساهمة في مبادرة السعودية الخضراء.

وأوضح رئيس قسم المرادم في الإدارة العامة لمشاريع النظافة المهندس خالد الخثلان، بدء تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع، والمتمثلة في تشكيل سطح وجوانب المردم وفرد التربة الرملية في منطقة الردم على ارتفاع 37 مترًا، في حين تتضمن المرحلة الثانية حفر آبار لسحب الغاز على سطح الخلية.

وقال: "تأتي المرحلة الثالثة لتمديد شبكة سحب الغاز وتوصيلها بالآبار إلى محطة حرق الغاز، ومن ثم إنشاء محطة لحرق الغاز و أخرى لتوليد الكهرباء ضمن المرحلة الرابعة من المشروع".

ولخّص المرحلة الخامسة من المشروع، في تركيب أعمدة الإنارة وإضاءتها بالكهرباء الناتجة من محطة التوليد، إلى جانب زراعة الأشجار في المردم كمرحلة سادسة للمشروع، الذي تمتد مدة تنفيذه إلى 24 شهرًا.

يأتي ذلك، في وقت أطلقت فيه أمانة جدة مبادرة ندوة ومعرض اليوم الدولي للتوعية بالفاقد والمهدر من الأغذية، تحت شعار "احسبها وقدرها"، برعاية معالي أمين محافظة جدة صالح بن علي التركي، وحضور نائب الأمين المهندس علي القرني، للتوعية بالآثار المترتبة على هدر الغذاء، اقتصاديًا وبيئيًا.

وأكد المهندس علي القرني، في كلمة ألقاها خلال افتتاح الندوة، على ضرورة تكاتف الجهود بين المنشآت والأفراد للحد من حجم الأغذية المهدرة، والتي تكلف الدولة نحو 40 مليار ريال سنويًا.

وأشار إلى أن حجم الغذاء المهدر في المملكة، يبلغ نحو 4 ملايين طن سنويًا، فيما تتخطى كمية الغذاء المُهدر في جدة حاجز الـ400 ألف طن سنويًا، وبذلك فإن نسبة الهدر تصل إلى 33% سنويًا.

و أضاف: "من خلال هذه الأرقام، تتبين لنا الآثار الاقتصادية المترتبة على الهدر الغذائي، وهو ما تلتفت إليه قيادتنا الحكيمة، لتضع أحد أهم أهدافها تقليل نسبة الفقد والهدر إلى حدود 10% بحلول عام 2030م لتعزيز الأمن الغذائي، إذ يعد البرنامج الوطني للحد من الفقر والهدر في الغذاء، أحد أهم الوسائل المستخدمة لذلك ، وبيّن الخبير البيئي في أمانة جدة المهندس أمير البخاري، أن حجم الغذاء المهدر في المملكة بحسب تقرير وزارة البيئة والمياه والزراعة يتجاوز أربعة ملايين طن سنويًا، وهذا الهدر يكلّف المملكة نحو 40.4 مليار ريال سنويًا على أساس الإنفاق الاستهلاكي , وبين البخاري أن ما يزيد عن 470 ألف طن في يتم هدره في جدة، فيما تصل نسبة الهدر سنويًا إلى 33%، والتي يساهم الفرد فيها بما يقارب 126 كيلوجرامًا من الغذاء المهدر.

وأوضح خلال عرض قدمه في ندوة أمانة جدة، أن منتجات الدقيق والخبز تتصدر قائمة أكثر الأطعمة هدرًا في جدة، بحوالي 86 ألف طن سنويًا، في حين تشكل الخضروات والفواكه ما نسبته 45% من الهدر الغذائي.

وأضاف: " تشكّل النفايات العضوية في مرادم النفايات نحو 40% من النفايات البلدية، تمثل نفايات الأطعمة الناتجة عن الهدر من هذه النفايات ما نسبته 30%، فيما بلغت كميات الأطعمة المهدورة التي دُفنت في المرادم عام 2022 نحو 245 ألف طن"، مبينًا أن هذه النفايات تتطلب مساحة سنوية لا تقل عن 20 ألف متر مربع، وتؤدي إلى تسرب حوالي 50 ألف متر مكعب من الرشيح الشديد التلوث.

ولفت إلى أن وجود النفايات العضوية في مرادم النفايات، يؤدي إلى انبعاثات بأكثر من 20 مليون متر مكعب من غاز المرادم الذي يتكون بشكل أساسي من غازي الميثان وثاني أكسيد الكربون، إذ يسبب إطلاقه في الجو إلى تشكّل غازات الاحتباس الحراري والانبعاثات في الغلاف الجوي.

علماً أن هذه الأطعمة المهدورة تتطلب أكثر من ثمانين رحلة لضواغط النفايات إلى المردم يقوم بتشغيلها حوالي 56 سائق و 112 عامل تشغيل بتكاليف تزيد عن 22 مليون ريال سنوي .... أمام ذلك، أكدت مدير إدارة التغذية في المديرية العامة للشؤون الصحية بمحافظة جدة، دانية مناع، حجم المسؤولية الملقاة على عاتق كل فرد نحو نفسه والمجتمع لمواكبة ما تسعى إليه الرؤية 2030 من أهداف متعلقة بشأن رفع المستوى المعيشي والاقتصاد بشكل عام.

وقالت خلال مشاركتها في الندوة: "دور الفرد في الحد من الهدر الغذائي كبير جدًا، فلو أهدر كل فرد من أفراد المجتمع حبة أرز واحدة سيصل حجم الهدر إلى 394 كيلوجرامًا من الأرز، وهو ما يكفي لإطعام حوالي 4000 شخص".

وشددت في مشاركتها التي استعرضت من خلالها أبرز الممارسات الخاطئة في الحياة اليومية، على ضرورة إعادة تقييم السلوكيات الغذائية وتعديل الخاطئ منها وإدخال عادات صحية جديدة.

يذكر أن أمانة جدة، تستمر في تنفيذ مبادرة "احسبها وقدّرها"، بمشاركة وزارة الصحة، من خلال عدة توصيات أبرزها عقد سلسلة من اللقاءات التوعوية الدورية للمنشآت الغذائية، وأنشطة توعوية متعددة تستهدف الأفراد، فضلًا عن عقد شراكات مجتمعية مع جمعيات حفظ النعمة على مستوى محافظة جدة.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: أمانة جدة الهدر الغذائي النفايات الهدر الغذائی أمانة جدة طن سنوی ا من خلال ألف طن

إقرأ أيضاً:

هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية تتعاون مع «سبيستون» لإطلاق سلسلة كرتونية تعليمية بهدف تعزيز الوعي الغذائي لدى الأطفال

أبرمت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية شراكة استراتيجية مع «سبيستون» المتخصصة في مجال الترفيه الموجه للطفل، لتعزيز الوعي بأهمية الأمن الغذائي والسلامة الغذائية لدى الأطفال. وبموجب الشراكة، حُوِّلَت ست قصص قصيرة للأطفال إلى حلقات كرتونية تعليمية، ستُعرَض على شاشة «سبيستون» نهاية أكتوبر 2024، على أن يستمر العرض طوال فترة انعقاد فعاليات مهرجان الشيخ زايد في منطقة الوثبة في أبوظبي.

تسلِّط الحلقات الكرتونية الضوء على قضايا تتعلَّق بالزراعة والسلامة الغذائية، من خلال قصص ممتعة تتناسب مع الأطفال، وتتراوح مدة كلِّ قصة بين أربع وخمس دقائق. واختيرت القصص لتشمل مجموعة متنوّعة من الموضوعات، فهي تشمل التوعية بمشكلة هدر الطعام، وترسيخ تقدير قيمة الغذاء، وحثَّ الأطفال على ترشيد استهلاك الطعام، والتوعية بأهمية المبادرة الوطنية للحدِّ من فقد وهدر الغذاء «نِعمة»، وأهمية ترشيد استهلاك المياه، وفوائد الري بالتنقيط في الزراعة للحدِّ من هدر المياه، وتقديم نصائح عن السلامة الغذائية أثناء رحلات العائلات خلال فصل الشتاء.

وتشمل موضوعات القصص أيضاً كيفية اختيار الأسماك، وأهمية تناولها للصحة العامة. وشرحاً مبسَّطاً عن بطاقة الأغذية، وكيفية قراءتها لمعرفة تواريخ صلاحية المنتجات، وتجنُّب الأطعمة التي تسبِّب الحساسية، وأهمية الحفاظ على صحة الحيوانات، والعناية بالحيوانات والمحافظة على صحتها، والوقاية من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان.

وتمتاز الحلقات بأنها تعكس معالم إمارة أبوظبي وتراثها العريق، حيث سُجِّلت القصص باللهجة المحلية، وبشخصيات عائلة إماراتية تضمُّ الأب والأم والجد والجدة، ما يعزِّز ارتباط الأطفال بالقصص ومحتواها. وصُمِّمَت الشخصيات والأماكن في الحلقات لتكون مألوفة للأطفال، ما يسهم في ترسيخ المفاهيم التي تتضمَّنها الحلقات.

وقال بدر حسن الشحي، مدير إدارة الاتصال والمشاركة المجتمعية في هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية: «تسعدنا الشراكة مع (سبيستون)، التي نهدف من خلالها إلى غرس قيم الاستدامة والتغذية الصحية لدى الأطفال منذ الصغر، وتشجيعهم على اتّباع عادات غذائية سليمة. ونسعى إلى بناء جيل واعٍ بأهمية الأمن الغذائي، قادر على اتخاذ قرارات غذائية سليمة تسهم في الحفاظ على صحته ورفاهيته».

وأضاف الشحي: «هذه الحلقات ليست مجرَّد وسيلة للترفيه، بل هي أيضاً أداة تعليمية مبتكرة تساعد الأطفال على استيعاب مفاهيم معقَّدة بطريقة مبسَّطة وممتعة. ونأمل أن تكون هذه الحلقات حافزاً للأطفال لاستكشاف المزيد عن عالم الزراعة والغذاء». وأشار إلى أنَّ الهيئة أصدرت مجموعة من القصص المصوَّرة للأطفال حظيت بإقبال كبير من الأطفال، لاسيما خلال معرض أبوظبي الدولي للكتاب.

وأعرب الشحي عن ثقته بأنَّ الرسوم المتحركة في هذه الحلقات الكرتونية ستحظى بإعجاب الأطفال، وتترك أثراً إيجابياً في نفوسهم، وتُحدِث تغييراً في سلوكياتهم وعاداتهم الغذائية، إضافةً إلى أهميتها في نشر الوعي بأهمية الغذاء الصحي على مستوى الأسرة والمجتمع. مشيراً إلى أنَّ الهيئة حرصت على عرض هذه الحلقات الكرتونية بالتزامن مع فعاليات مهرجان الشيخ زايد في منطقة الوثبة في أبوظبي، بصفته من أهم الفعاليات الثقافية في الدولة، حيث تسهم في تعزيز الجانب التعليمي والثقافي للفعاليات المتنوِّعة ضمن جناح الواحة الزراعية التابع للهيئة.

وقال كامل ويس، مدير تطوير الأعمال والمحتوى في مجموعة سبيستون: «نفخر بشراكتنا مع هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، حيث نتطلع من خلال هذه الشراكة إلى تقديم محتوى مرئي إبداعي عبر شاشتنا ومنصاتنا المختلفة، يصل إلى ملايين الأطفال في العالم العربي، بهدف توعيتهم بأفضل الممارسات لتبني سلوكيات وعادات غذائية سليمة تضمن الاستدامة. هذه المبادرة تعكس التزامنا بتمكين الجيل الجديد، جيل شباب المستقبل».

يُذكَر أنَّ هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية قد أصدرت ثلاثة كتيبات تعليمية وعشر قصص مُسلِّية، لتوعية الأطفال بمجالات الزراعة والسلامة الغذائية، وتربية الثروة الحيوانية بأسلوب مبتكر وإبداعي، وطبعت ما يزيد على 150,000 نسخة منها، وروَّجتها على نطاق واسع، حيث لاقت إقبالاً كبيراً من الأطفال وطلاب المدارس، لاسيما خلال مشاركة الهيئة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2024.

وتتضمَّن المجموعة القصصية المطبوعة مواضيع متنوِّعة تشمل أعمال وأنشطة الهيئة، والأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، والبطاقة الغذائية، واستهلاك المياه في الري، وهدر الطعام، وسلامة الغذاء في رحلات البر، إضافةً إلى أُضحية العيد، والرفق بالحيوان، والسمك الطازج، وتربية النحل وإنتاج العسل.


مقالات مشابهة

  • "أبوظبي للزراعة" و"سبيستون" تتعاونان لتعزيز الوعي الغذائي لدى الأطفال
  • مجموعة “الدكتور عبد القادر سنكري وأبناؤه” تشارك بمشروع دعم برامج استمرارية التعليم في لبنان
  • هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية تتعاون مع «سبيستون» لإطلاق سلسلة كرتونية تعليمية بهدف تعزيز الوعي الغذائي لدى الأطفال
  • وزارة الزراعة.. ركيزة أساسية لتحقيق الأمن الغذائي في مصر
  • أمانة التضامن بـ«حماة الوطن»: دعوة مصر لتأسيس مركز عالمي على أراضيها تعزز الإمداد الغذائي
  • "الامتثال والشراكة".. ملتقى الشرقية لسلامة الغذاء ودعم التنمية
  • «الأكل 3 ألوان».. كيف تحارب السرطان عن طريق نظامك الغذائي؟
  • محافظ الأقصر يشيد بمشروع «ابنتي الغالية» ويدعم جهوده في تمكين الفتيات
  • الشباب والرياضة بأسوان تنظم ندوات للتوعية بمخاطر النفايات الإلكترونية
  • العراق.. صادرات زيت الوقود تتجه لتسجيل مستوى سنوي قياسي