صحيفة الاتحاد:
2024-09-19@10:20:50 GMT

أحمد العسم يكتب: الشعر.. المعنى والوصف

تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT

الشعر ووصفه…
شيخة المطيري شاعرة إماراتية، كلما بدأت تقرأ بدأ الهدوء ينزل مع إضاءة حضورها، حضرت لها أمسيات عديدة، وشاركت معها الأمسية الشعرية، وكنت أريد أن تستمر ولا اقرأ، شيء ما يشدك إلى المعنى ووصفه، إلى الشعر وجماله، كأنك تتوقع خبراً طيباً يدفعك إلى الانتباه إلى النهاية وبداية الهدوء وإلى ما يحرك اللطف فيك، بالإمكان أن تكتب بالقلم البسيط الذي تحمله معك، تكتب في مذكرة صغيرة أنك كنت في أمسية وهذا التاريخ يحرضك على ذلك، شيخة المطيري شاعرة ومقدمة برنامج على إذاعة الشارقة «ديوان الأدباء»، «آفاق معرفية» وعلى تلفزيون الشارقة «مجموعة حلقات، في حضرة الكتاب» وبرنامج «عطر المساء»، جميلة النظرة التي تلتفت إلى جمال الأشياء الكبيرة والصغيرة، الهدوء صورة بيضاء في صوتها ونعمة على القلوب التي تود أن تنعم بالراحة والتي تبحث عن إزالة العالق من وهن ثُقل بالحياة، وما آذى التفكير واقترب منك ولا تراه، وإذ نحن وهي وهم معنيون في البحث عن أشيائنا المفقودة أو المتروكة التي اختفت وراء صوت الضجيج، لا شيء أهم في دخولك مخلصاً والتخلص من عقبات أفقدتك الوقت وأضاعت الفرص حتى أصبحنا مفقودين فينا ما حسبته ذات يوم يحمل عنك بعضا من الأثقال وانتظرت فكان لا بد من قراءة شيء يعيدك إليك.


الشعر الذي تكتبه شيخة يستدعي الفرص التائهة منك إلى الزمن، تأتيك بالحلول والمبادرات، هكذا نجدها تضعنا وندخل معها الهدوء وتتركنا في ترف «نفكر» و«نبصر».. (كفّنت أحلام الصغار/ المتعبين من الطفولة والبراءة/ والرغيف اللا يجيء/، من أين يكبر طفلهم/ وبأي مدرسة يموت/ دق الجرس/ دقت قلوب الخائفين/).. 
لا بد من عودة جيدة نتخطى بها العقبات، ننعم بترف الشعر الذي يعطيك بين حين وحين يأخذك إلى مكان تقف عليه، يشبه نافذة كبيرة تراقب هدوءك وترفه ويداعب «مركب هواك»، وإذا أحببت أن تفعل تقدم إلى الشعر واقرأ من لوحة السرور صباحك، «وقل ربي التوفيق»، صباحاً أخذني مسروراً إلى الخيال إلى درب يقربني من الموجة، أكتب الشعر وأحضر الأمسيات الشعرية التي تقام مستمعاً جيداً، أبحث عن هدوء الشعر المحفز الذي له رنة الدوام في القلب، والذي أحفظ بعضاً منه..
شيخة المطيري.. شكراً، الشعر معك بخير والأمل «ستعود تجلس قرفصاء/ ثم تمد أرجلها قليلاً/ من أين نأتي بالغيوم لكي نعيش/ من أين نغطي بالتراب/ لكي نغطي موتنا».

أخبار ذات صلة اتحاد كُتَّاب وأدباء الإمارات يعلن استراتيجيّته الجديدة أحمد العسم يكتب: مذكرة الفجر

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أحمد العسم الشعر

إقرأ أيضاً:

الحردلو (21) الليله العديله تقدّمو وتبرا…!!

مع تصادم الايديولوجيات السياسية والأدبية في "شعر ما بعد الاستقلال".. كالاشتراكية والماركسية والواقعية والإسلاموية والسريالية والوجودية والبنائية وما بعدها؛ يصف"د. محمد الواثق" الأكاديمي والناقد والباحث والشاعر هذه التيارات بأنها (أقنعة مصطنعة) لتمويه الهوية السودانية الأصيلة المتجذّرة في الصوفية الشعبية لعصر الفونج وأيضاً الحس الجمالي للبطانة..- هكذا قال..!
ومع ذلك يقر د.الواثق بأن شعراء معيّنين يمكن تصنيفهم كنتاج للبيئة البدوية (مثل محمد سعيد العباسي وعبد الله محمد عمر البنا وعبد الله الطيب) بينما آخرون (مثل التجاني يوسف بشير ومحمد أحمد محجوب وأحمد محمد صالح وصلاح أحمد إبراهيم) تتم نسبتهم للبيئة الحضرية المدنية..وجميعهم في التحليل الأخير كما يقول- يمكن إرجاعهم إلى الجذر الجماعي العام (الفونج والبطانة)..!
الإعجاب والافتتان بالبيئة البدوية يتمثّل بخاصة في شعر (محمد سعيد العباسي) أحد شعراء القرن العشرين الكبار في السودان وعبر العالم العربي..فهو مولود في عائلة صوفية شهيرة، وجده هو الشيخ أحمد الطيب مؤسس الطريقة السمانية في السودان..وبعد دراسته في الخلوة أرسلته أسرته إلى مصر حيث انتسب إلى الكلية الحربية، ولكنه هجرها بعد أن مكث فيها عامين..وعاد للسودان وأمضي شطراً كبيراً من حياته يتجوّل في سهول وسهوب كردفان ودارفور على ظهر جمله..يختلط بالبدويين وينشد مادحاً ومتغزّلاً بالجمال الفطري: (حيّاك مليط):
May heavy-laden clouds greet you,
Oh Mellit,
With abundant shower
on your orchard-rich valley
**
حيّاكِ "مليط" صوب العارض الغادي
وجاد واديك ذا الجنّات من وادِ
فكم جَلوتِ لنا من منظرٍ عجبٍ
يُشجي الخليَّ ويروي غُلةَ الصادي
أنتسيتني برحَ أيامي وما أخذتْ
منّا المطايا بايجافٍ وإيخادِ
كثبانك العفرُ ما أبهى مناظرها..
أنسٌ لذي وحشةٍ..رزقٌ لمرتادِ
فباسق النخل ملء الطرفِ يلثم مِن..
ذيل السحابِ بلا كدٍ وإجهادِ
كأنه ورمالاً حوله ارتفعت..
أعلام جيشٍ بناها فوق أطوادِ
وأعيُن الماء تجري في جداولها
صوارماً عَرضوها غير إغمادِ
والوُرقُ تهتف والأظلال وارفة
والـريحُ تـدفع مـيّاداً..لميّادِ
لو استطعتُ لأهديت الخلودَ لها
..لو كان شيءٌ على الدنيا لإخلادِ
**
العباسي عند د.الواثق هو النموذج الكلاسيكي لشعراء القرن العشرين الذين يكتبون بالعربي الفصيح، في ذات الوقت الذي يستلهمون فيه البيئة البدوية..! إنه مفتون بتلك البيئة حتى أن بعض شعره الفصيح يتحوّل إلى نمط (الجراري) وهو تركيبة غنائية تجاري حركة الإبل..وهو غناء ينتشر في كردفان ودارفور حيث قضى الشاعر هناك سنوات طويلة..!
وبالرغم من الدرجات الواسعة من التحديث الحضري، فإن غالبية السودانيين لا يزالون عاطفياً على ارتباط بجذورهم الريفية ..وهذا ربما يفسّر ذيوع (أغنية الحقيبة) واستمرار أشكال أخرى من الأغاني الشعبية التي لا يزال يجري الاحتفاء بها منذ قرن حتى الآن..!
وبعض الولع بهذه الأغنيات ربما يعود جزئياً إلى حقيقة أنها تشابه الشعر البدوي؛ ليس في النَظم فقط ولكن في المحتوى والموضوعات الرئيسية مثل التغزّل في الجمال واستدعاء الشجن والحنين..!
**
صدى جماليات الشعر البدوي يمكن استشعار وجوده حتى الآن في الشعر الغنائي الحديث والأغنيات المصحوبة بالموسيقى..!!
الموسيقار والمطرب (محمد الأمين) وهو من بين أميز الموسيقيين يضيف أحياناً إلى غنائه وموسيقاه نكهة بدوية..! إحدى أغنياته (حروف إسمك) هي رسالة حب رقيقة يروي فيها شاعرها هاشم صديق ما يعنيه له اسم محبوبة روحه:
حروف اسمك جمال الفال ..وراحة البال
وهجعة زول بعد ترحال..
وتنية حلوة للشبال..
ودنيتنا ومشاويرنا وحكاياتنا اللي ما بتنقال
حروف اسمك نجوم ركّت على الياسمين
فرح في عين جمالا حزين
أساور في ايدين طفله
بتحفظ في كتاب الدين..
زفاف عاشقين بعد فُرقه..
وسط باقات دعا الطيبين
**
حروف اسمك
عقد منضوم بخيط النور
وطلّة ورده من السور
ونغمه تنادي من طنبور
وشعلة فرحه في الوادي
تشع جزلانه ليها شهور ..
حروف اسمك وكت اشتاق وارحل ليك
..واسرح في عسل عينيك
بتحضني قبل ألمس حرير ايديك
تأرجحني وتفرحني وتخليني
أدق سدري واقيف وسط البلد واهتف..
بريدك يا صباح عمري..!
انه يرى في حروف اسمها هذا الجو البهيج:
زفاف عاشقين بعد فرقة
وسط باقات دعا الطيبين
هذا ما يسجله "عادل بابكر":
In the letters of your name
I see two lovers united in marriage
after a long parting,
amid cheers and best wishes
from kind hearts
**
ومن أجل تعميق المزاج الاحتفالي في هذا المقطع من الأغنية يدخل (محمد الأمين) إليه بجملة موسيقية ترجّع صدى أغنية شعبية تنشدها البنات خلال طقوس الزواج تخاطب العريس خلال السيرة إلى بيت العروس:
May this path bring you glad tidings
May good fortune lead your way,
and guard you from behind..!!
الليله العديل والزين
والليله العديله تقدمو وتبرا ..!

مرتضى الغالي

murtadamore@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • بن شيخة :”لا أريد لعب مباريات تتسم بالخشونة وبطابع قتالي”
  • وزير الخارجية المصري: حماس تؤكد لنا التزامها الكامل باقتراح وقف إطلاق النار الذي توصلنا إليه في 27 مايو والتعديلات التي أجريت عليه في 2 يوليو
  • بريطانيا تدعو إلى الهدوء وخفض التصعيد بعد تفجيرات "البيجر"
  • يوسف خميس: حسان تمبكتي أضاف الهدوء لخط دفاع الهلال .. فيديو
  • تفسير حلم تساقط الشعر لابن سيرين.. «4 حالات»
  • السودان في حرب فارغة من المعنى.. بايدن يخاطب طرفي الصراع ويوجه دعوة
  • الهدوء يُخيّم على مدينة الفنيدق بعد ليلة عصيبة
  • الحردلو (21) الليله العديله تقدّمو وتبرا…!!
  • شوقي يتهم زوجته بالجنون أمام محكمة الأسرة: «فاكرة نفسها شيخة زار»
  • عن عودة الهدوء إلى شمال إسرائيل.. هذا ما أعلنته الخارجية الأميركية