ألعاب التسلية وتاريخ علم النفس
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
صدر ضمن مطبوعات المركز القومى للترجمة، كتاب بالغ الأهمية عن تاريخ علم النفس الحديث؛ كان لى شرف المشاركة فى ترجمته ومراجعته، ويتميز الكتاب بالربط بين الأفكار الرئيسية التى أثرت فى مسار تاريخ علم النفس؛ وما يثير اهتمام العامة من مبتكرات تبدو بسيطة.
كان المثقفون والنخبة الأرستقراطية فى القرن السابع عشر، لديهم بالفعل نماذج تجسد فكرة الآلة ذاتية الحركة، متمثلة فيما يمتلكونه من حدائق تروى ذاتيًا، إلى جانب الانتشار الضخم للساعات المصممة بحيث يمكن إتاحة نسخ منها لكل من يطلبها.
وأطلق على تلك الأجهزة «الآلات ذاتية الحركة Automata»، وكان بمقدور تلك الأجهزة أداء أعمال مدهشة ومسلية بدقة وبشكل منتظم.
إن تطور تلك الآلات ذاتية الحركة، يسبق بكثير القرن السابع عشر.. لقد احتوت المخطوطات اليونانية والعربية القديمة وصفًا لآلات ميكانيكية، كما أن للصين أيضا سبقًا فى بناء آلات ذاتية الحركة؛ حيث يعرفنا الأدب الصينى على حيوانات وأسماك ميكانيكية، وعلى آلات ميكانيكية صممت لصب المشروبات، وحمل أكواب الشاى، والغناء، والرقص، والعزف على الآلات الموسيقية.وشهد القرن السادس فيما عرف فيما بعد بدولة فلسطين، بناء ساعة ضخمة كانت حين تدق تتحرك عدة أشكال ميكانيكية.
ونتيجة لذلك؛ انتشر فن صناعة الآلات ذاتية الحركة فى غالبية أنحاء العالم الإسلامى.ولكن بعد مضى ما يزيد على ألف عام، حين ابتكر العلماء والمثقفون والصناع المهرة الأوروبيون فى القرن السابع عشر الآلات ذاتية الحركة، اعتبرت تلك الآلات كما لو كانت ابتكارًا أوروبيًا، وانمحت المنجزات الرئيسية لأبناء الحضارات القديمة.
لقد تمثلت أشهر الآلات ذاتية الحركة، والأكثر إثارة وتعقيدا فى البطة التى تخرج فضلاتها ولاعب المزمار. لم يكن لاعب المزمار يصدر أصواتًا مما يمكن أن تصدر عن العديد من اللعب الموسيقية؛ بل كان بالفعل يعزف على آلته.كان طوله واقفًا يبلغ خمسة أقدام ونصف القدم، وكان كل جزء ميكانيكى من أجزاء تلك الآلة يناظر عضلة أو رباطًا أو غير ذلك من أجزاء الجسم المشتركة فى العزف على المزمار.
إن تلك الآلات ذاتية الحركة يمكن مشاهدتها اليوم فى الميادين المركزية فى العديد من المدن الأوروبية، حيث تتمشى أشكال ميكانيكية فى صورة دائرية، تقوم خلالها بدق الطبول وقرع الأجراس بالمطارق كل ربع ساعة. وفى كاتدرائية ستراسبورج الفرنسية، تنتصب شخصيات توراتية وتنحنى كل ساعة أمام تمثال للسيدة مريم العذراء، بينما يفتح ديك منقاره ويخرج لسانه ويرفرف بأجنحته ويطلق صياحه.وفى كاتدرائية ويلز بإنجلترا يدور إثنان من الفرسان المدججين بالأسلحة حول بعضهما كما لو كانا يتقاتلان، ومع دقات الساعة معلنة مرور ساعة، يتمكن أحد الفرسان من إسقاط الآخر من على صهوة جواده.
وقد اعتقد علماء وفلاسفة ذلك العصر، أن ذلك النوع من تكنولوجيا الساعات، يمكن أن يحقق حلمهم فى خلق كائن صناعى. وغنى عن البيان أن الآلات ذاتية الحركة فى صورتها الأولى كانت تعطى ذلك المظهر. ونستطيع أن نتصور تلك الآلات كما لو كانت دمى ديزنى المتحركة فى عصرهم، وليس من الصعب أن نفهم لماذا استخلص الناس من ذلك أن الكائنات الحية إنما هى ببساطة نوع من تلك الآلات.
"البوابة" - 12 مايو 2016
قدرى حفنى
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المركز القومي للترجمة تاريخ علم النفس
إقرأ أيضاً:
بقوة 30 ألف كمبيوتر ألعاب.. الصين تكشف عن مركز حوسبة تحت الماء
أعلنت الصين عن تطوير مركز حوسبة ذكية جديد تحت الماء في مقاطعة هاينان، تحديداً في منطقة لينجشوي، حيث تم إنزال كبسولة بيانات متطورة تحتوي على أكثر من 400 خادم عالي الأداء إلى قاع البحر.
تم ربط كبسولة البيانات هذه بوحدة معالجة بيانات موفرة للطاقة بالقرب من جزيرة هاينان الواقعة في أقصى جنوب الصين، حسب موقع "إنترستينغ إنجينيرنغ".
ووفقاً للتقارير، يتمتع المركز بقوة حسابية هائلة تكفي لدعم 7000 محادثة في الثانية مع مساعدي الذكاء الاصطناعي المعتمدين على تقنية DeepSeek.
وتُعادل قوة الحوسبة في هذا المركز قدرة 30.000 جهاز كمبيوتر مخصص للألعاب المتطورة تعمل بشكل متزامن، حيث تستطيع في ثانية واحدة إنجاز حجم حوسبة يعادل ما تنجزه أجهزة الكمبيوتر العادية في عام كامل.
تبلغ أبعاد كبسولة البيانات 18 متراً طولاً و3.6 أمتار قطراً، وتتصل بمحطات بيانات العملاء عبر محطة ساحلية قريبة. وتتميز باستخدام مياه البحر كمبرد طبيعي، مما يسهم في تحسين كفاءة الطاقة وتقليل استهلاك الأرض والمياه العذبة والكهرباء.
استقرار وأمان في أعماق البحار
توفر البيئة المستقرة في أعماق البحر مستويات عالية من الأمان والاستقرار للمنشأة، حيث تُبقي الأجهزة الإلكترونية بعيداً عن النشاط البشري في بيئة خالية من الغبار والأكسجين، مما يطيل عمر الأجهزة ويحسّن أدائها.
وأشار وانغ بينغ، زميل الأبحاث في أكاديمية بكين للعلوم الاجتماعية، إلى أن مراكز الحوسبة الذكية تُعد أصولاً استراتيجية بالغة الأهمية لبحوث الذكاء الاصطناعي والتدريب والتطبيقات، حيث تقدم موارد حسابية قوية من المتوقع أن تسرّع الابتكار في هذا المجال.
وأكد أن المركز الجديد في هاينان سيعزز بشكل كبير من الميزة التنافسية للصين على الساحة العالمية.
سباق تكنولوجي متصاعد
يأتي هذا المشروع في ظل تصاعد المنافسة التكنولوجية بين الصين والولايات المتحدة، خاصة بعد أن استحوذت تقنية DeepSeek على اهتمام عالمي بفضل نموذج ذكاء اصطناعي قوي تم تطويره بتكلفة أقل مقارنة بالنماذج الأخرى.
وتعمل العديد من المدن الصينية حالياً على تطوير مراكز حوسبة ذكية خاصة بها، لتلبية الطلب المتزايد على أتمتة الصناعة وسط التحولات الرقمية المتسارعة.
ووفقاً لتقرير صادر عن International Data Corp، تم الإعلان عن 219 مشروعاً لمراكز حوسبة ذكية بين عامي 2022 و2024، ما يعكس التوسع السريع للصين في هذا المجال الحيوي.