إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

لم يعد بإمكان طلاب المدارس الخاصة في الجزائر الاستفادة من ازدواجية البرامج التعليمية، وفق ما كشفت صحيفتي "لوموند" و"لوفيغارو" في خبر تناقلته وسائل إعلامية آخرى.

فقد أوضح مدير مدرسة جزائرية خاصة في رسالة "اطلعت عليها لوفيغارو" أن وزارة التربية الوطنية طلبت من مسؤولي هذه المؤسسات التعليمية الحد من العمل بـ "البرنامج المزدوج"، وهو برنامج يتيح الطلاب متابعة البرنامج التعليمي الفرنسي إلى جانب البرنامج الجزائري.

 

وعليه، سيُمنع استعمال كتب مدرسية غير تلك الموجودة في البرنامج الذي أعدته الدولة الجزائرية، واحترام خمس ساعات من برنامج اللغة الأجنبية دون كتاب مدرسي معتمد من الجهات الرسمية. 

علاوة على ذلك، إن كان الحصول على البكالوريا كمرشح مستقل لا يزال متاحا، فإنه لن يتم إجراء الامتحانات في "المدرسة الثانوية الفرنسية" بالعاصمة الجزائرية (مدرسة ألكسندر دوماس الثانوية الدولية)، وإنما بالخارج.

وأخيرا، سيتم تشديد شروط الالتحاق بالجامعات الجزائرية بالنسبة للجزائريين الحاصلين على البكالوريا الفرنسية عملا "بالمعاملة بالمثل"، كما تفعله فرنسا بالطلاب الجزائريين.

وتوعدت وزارة التربية الجزائرية بإجراء عمليات تفتيش مفاجئة للتأكد من استخدام الطلاب للكتب المدرسية بالمنهاج الوطني. ونقلت "لوفيغارو" عن بعض الأولياء قولهم إن الوزارة استدعت مديري المؤسسات الخاصة للتعهد كتابيا بعدم اتباع البرنامج الفرنسي، تحت طائلة العقوبات والملاحقة القضائية. 

وفي السنوات الأخيرة اتخذت الجزائر عدة قرارات مشابهة أبرزها في 2019، عندما أعلنت السلطات سعيها لتعميم اللغة الإنكليزية في المدارس والإدارات العامة، وأمرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بإدراج اللغة الإنكليزية إلى جانب العربية في جميع الوثائق والمراسلات الرسمية بدلا من الفرنسية. ويهدف القرار، إلى تعزيز الإنكليزية كلغة بحث في الجامعات وخلق بيئة عالمية للبحث العلمي.

في 2021 أيضا عاد الجدل بشأن استخدام اللغة الفرنسية، حيث تلقت العديد من المصالح والهيئات الحكومية تعليمات مشددة من الحكومة تدعوهم لضرورة الالتزام باستخدام اللغة العربية حصرا في المراسلات الرسمية والوثائق التي تصدرها، بعدما كانت تصدر باللغة الفرنسية.

وفي 2022 أمر الرئيس عبد المجيد تبون خلال ترأسه اجتماعا لمجلس الوزراء، باعتماد اللغة الإنكليزية بدءا من الطور الابتدائي، وهذا بعد "دراسة عميقة للخبراء والمختصين". وهو ما اعتبره مراقبون شكلا من أشكال تقليص مساحة اللغة الفرنسية في البرامج التعليمية.

وبالنسبة للرئيس تبون تعتبر اللغة الفرنسية "غنيمة حرب" في حين أن الإنكليزية "لغة تواصل دولية"، وفق إحدى تصريحاته عام 2022. 

وتصب التأويلات بشأن توجه السلطات للتضييق على اللغة الفرنسية أنه يأتي في سياق التصعيد في السنوات الأخيرة بين فرنسا والجزائر إثر تفاقم الأزمة الصامتة بين البلدين.

وفي تعليق على ذلك، قال ناصر جابي الأستاذ في علم الاجتماع السياسي في الجزائر لفرانس24، إن هذا التوجه في الجزائر "قديم، يهدف لتكريس اللغة العربية كلغة وطنية والانفتاح على اللغة الإنكليزية كلغة عالمية، وألا يتم الاقتصار فقط على اللغة الفرنسية." مشيرا إلى أن "النخبة الجزائرية لديها شكل من أشكال العجز لأنها لا تجيد اللغة الإنكليزية". 

 "إلا أنه، وفي السنوات الأخيرة تم ربط هذه التوجه القديم بالأزمة التي تشهدها الجزائر مع فرنسا، وبالأزمة الفرنسية في أفريقيا." 

وتشهد العلاقات بين فرنسا والجزائر مدا وجزرا منذ 2021، لاسيما بعد تصريح للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتقد فيه "النظام السياسي العسكري" في الجزائر الذي يقوم على "ريع الذاكرة" وفق قوله، مشيرا إلى أن "الأمة الجزائرية" لم تكن موجودة قبل الاستعمار في 1830. وردت الجزائر وقتها باستدعاء سفيرها. 

وعملت باريس والجزائر على تحسين علاقاتهما خلال زيارة الرئيس الفرنسي في آب/أغسطس 2022 للجزائر حيث وقّع مع تبون إعلانا مشتركا لدفع التعاون الثنائي. 

وفي تشرين الأول/أكتوبر 2022، توجهت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيت بورن برفقة 15 وزيرا إلى الجزائر لترسيخ المصالحة بين البلدين وتوقيع اتفاقيات في مجالات الصناعة، والشركات الناشئة، والسياحة والثقافة. 

فيما أجل تبون زيارته لفرنسا مرارا حيث كانت مقررة مطلع العام الجاري.

وبشأن إلغاء البرنامج الفرنسي من المدارس الخاصة، أشار جابي إلى أن "المدارس الخاصة تمثل 5 بالمائة من المؤسسات التربوية في البلاد، وتستقطب بالأساس الفئة المتوسطة". 

واعتبر ناصر جابي أن إلغاء البرامج التعليمية الفرنسية "يحمل أيضا بعدا وطنيا لكنه سيزيد من حدة المشاكل (عدم رضا) نظرا لمكانة اللغة الفرنسية لدى الفئة المتوسطة من المجتمع". وأوضح قائلا: "لأن الفئة المتوسطة في المجتمع الجزائري تستخدم اللغة الفرنسية كلغة أم ويتم ااستعمالها بشكل يومي في كل تعاملاتها... فإنها سترفض التخلي عنها... فعلاقتها بها ليست علاقة وظيفية فحسب حتى تستبدلها باللغة الإنكليزية، بل هي علاقة عاطفية." 

فرانس24

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: ناغورني قره باغ الحرب في أوكرانيا ريبورتاج الجزائر فرنسا اللغة الفرنسية تعليم اللغة الإنکلیزیة المدارس الخاصة اللغة الفرنسیة فی الجزائر

إقرأ أيضاً:

بنك عُمان العربي يُطلق برنامج "موظف البنك الصغير"

مسقط- الرؤية

أطلق بنك عُمان العربي برنامج "موظف البنك الصغير"، وهو مبادرة تعليمية مبتكرة استهدفت طلاب مدرسة العلا للتعليم الأساسي، وقدّم لهم تجربة واقعية داخل البيئة المصرفية، تجمع بين التعلم العملي، واكتساب المهارات، وتعزيز الثقة بالنفس.

وخلال فترة البرنامج، فتحت أبواب المقر الرئيسي للبنك أمام مجموعة من الطلاب المتميزين الذين خاضوا تجربة استثنائية خلف كواليس العمل المصرفي. وتنقل المشاركون بين مختلف الإدارات، وشاركوا في مهام حقيقية وورش تفاعلية، تعرّفوا خلالها على آليات خدمة العملاء، ومفاهيم الإدارة المالية، وتقنيات العمل الجماعي، في بيئة مهنية ملهمة.

وقال سليمان الحارثي الرئيس التنفيذي لبنك عُمان العربي: "نؤمن بأن الاستثمار في الشباب هو استثمار في مستقبل الوطن، ومن خلال هذه المبادرة لا نقدم فقط تدريبًا مصرفيًا، بل نفتح أبواب الطموح ونمكّن المشاركين من رؤية أنفسهم كقادة محتملين، يمتلكون المعرفة والثقة لبناء مساراتهم الخاصة".

يهدف البرنامج إلى سد الفجوة بين التعليم النظري ومتطلبات سوق العمل، وتحفيز الطلاب على التفكير النقدي، وتقدير أهمية العمل والانضباط والالتزام، مما يرسّخ لديهم القيم الجوهرية للنجاح المهني.

وقد اختُتمت المبادرة بجلسة احتفالية احتفت بجهود الطلبة، وشهدت لحظات مؤثرة من الفخر والتحفيز، حيث غادر المشاركون حاملين معهم معرفة حقيقية، وشغفًا أكبر، ورؤية أوضح لمستقبلهم.

 

مقالات مشابهة

  • تعليم الوادي الجديد: انطلاق الحقيبة التدريبية لدعم تنمية وتطوير تدريس اللغة الفرنسية (Trefle)
  • 10 إنجازات جديدة .. ماذا أعلن وزير التربية والتعليم اليوم أمام رئيس الوزراء؟
  • ”التعليم“ و”منشآت“ تطلقان مبادرة لتأجير ملاعب ومسارح المدارس الخاصة مساءً - عاجل
  • بنك عُمان العربي يُطلق برنامج "موظف البنك الصغير"
  • التعليم: تأجير مرافق المدارس الخاصة خارج أوقات الدوام لتعزيز الاستفادة
  • تحذير من رفع الأقساط في المدارس الخاصة
  • مبادرة لدعم استثمار المرافق التعليمية في المدارس الخاصة خارج أوقات الدوام
  • سفراء التطوير.. وزير التعليم يشهد انطلاق البرنامج التدريبي الموسع لمعلمي اللغة العربية عن المناهج المطورة
  • اتصال هاتفي بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع، أكدا خلاله وحدة سوريا، وإدانة التصعيد الإسرائيلي، ودعم مرحلة إعادة الإعمار والاستثمار
  • الجزائر تستدعي القائم بأعمال السفارة الفرنسية