اختتمت الأكاديمية الأولمبية العُمانية باللجنة الأولمبية العُمانية المستوى الأول من برنامج شهادة المدرب الوطني، وأقيم الختام برعاية الدكتور مروان بن جمعة آل جمعة عضو مجلس إدارة اللجنة الأولمبية العُمانية. وحاضر في البرنامج الدكتور شهاب الدين بن أحمد الريامي مدير برنامج شهادة المدرب الوطني، بمشاركة 28 مدربا من الاتحادات الرياضية والأندية الرياضية، والقطاع الرياضي العسكري والجامعات التعليمية، وذلك في إطار تطوير وتعزيز قدرات المدربين الرياضيين في سلطنة عُمان.

وشكل البرنامج خطوة مهمة نحو بناء قاعدة تدريبية مؤهلة في مجال التدريب الرياضي، ويمنح الفرصة للمدربين للمشاركة في برنامج تعليمي يتيح لهم فرصة قيمة لاكتساب المعرفة والخبرة، وتطوير مهاراتهم وسيكون له الأثر الإيجابي على تعزيز أداء الرياضيين في سلطنة عُمان ورفع مستوياتهم الفنية، وأقيم البرنامج بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر ومقر الأكاديمية الأولمبية العُمانية، وتنوعت المحاضرات بين الجانب النظري والعملي بهدف تزويد المشاركين بمختلف العلوم والدراسات كجزء أساسي من استراتيجية البرنامج لضمان تقديم تدريب عالي الجودة.

محاور مهمة

تم التطرق إلى مجموعة من المحاور المهمة من بينها الألعاب التمهيدية وأهميتها لتطوير القدرات الحركية وفي التعليم الأساسي للمهارات، والإعداد والتدريب البدني من خلال التعرف على اللياقة البدنية وأهميتها وعناصرها المفردة والمركبة وارتباطها وتصنيفها والمتطلبات البدنية للألعاب الرياضية، بالإضافة إلى الإحماء والتهدئة في الوحدة التدريبية وأنواعه وأهميته.

كما تم التطرق إلى علم التدريب الرياضي ومبادئه وطرقه والمتغيرات الأساسية في الحمل التدريبي، والتخطيط الزمني للتدريب، وعلم التشريح الرياضي والقوة العضلية والتمثيل الغذائي، بالإضافة إلى الإعداد النفسي وأهميته للمدرب والتكيف العقلي، وأنماط المدربين وواجباتهم ومهامهم والعوامل التي تساهم في تطويرهم، والإصابات الشائعة في المجال الرياضي. وتخلل البرنامج عدد من الحصص العملية التدريبية منحت المدربين فرصة قيمة لتطبيق المفاهيم والمهارات التي اكتسبوها خلال المحاضرات، كما تم تنظيم حلقات نقاش جماعية لتبادل الأفكار والتجارب بين المشاركين، حيث عززت هذه الحلقات التفاعل بينهم وساهمت في توسيع آفاق المعرفة وزيادة التفاهم المشترك لمختلف جوانب التدريب الرياضي. وفي اليوم الأخير قدم المشاركون عروضا مرئية وتم تقييمهم من الناحية العملية والتحريرية لقياس مدى الاستيعاب والمعرفة للدارس خلال أيام الدورة والتي شملت 5 أيام بواقع 40 ساعة تدريسية، حيث طُبقت آلية عمل وتقييم البرنامج وفق معايير وبرامج عالمية.

ويعتبر برنامج شهادة المدرب الوطني أحد روافد وتطوير وزيادة عدد المدربين الرياضيين المؤهلين في الحقل الرياضي لجميع الألعاب الرياضية، لأنه يهدف إلى دعم المدربين الوطنيين وتأهيل وتطـوير قدراتهم ومواكبة كل ماهو جـديد في التدريب الرياضي على الصعيد العالمي تحـت إشراف محاضرين دوليين وخبراء في العلوم الرياضية، كما يعد رافدا أساسيا للقطاع الرياضي واستثمارا للكادر الوطني المؤهل في الحقل التدريبي باعتباره القاعدة الأساسية المعرفية للمدرب الوطني وتأهيله قبل الانخراط في الدورات الدولية التخصصية من الاتحادات الدولية والإقليمية.

مشروع صناعة مدرب

وقدم برنامج المستوى الأول الدكتور شهاب الدين بن أحمد الريامي -مدير برنامج شهادة المدرب الوطني ومحاضر دولي معتمد للتدريب الرياضي- حيث أشار الريامي إلى أن البرنامج هو مشروع صناعة مدرب وطني وخلاصة من العلوم الرياضية التي تواكب المجتمع العماني والكادر التدريبي الوطني؛ حيث يعد خلاصة برامج التدريب والمدربين العالمية كالبرنامج الكندي للمدربين والبرنامج الأمريكي للمدربين وكذلك البرنامج البريطاني للمدربين، ويعتبر أحد المشاريع الرياضية الرائدة التي سيكون لها دور كبير في بناء قاعدة كبيرة من المدربين المؤهلين لجميع الألعاب الرياضية.

وحول محاور البرنامج قال الريامي: يغذي البرنامج الجانب المعرفي في العلوم الرياضية المتعلقة بالتدريب الرياضي وكذلك العلوم الأخرى كالعلم الفسيولوجي والسيكولوجي ونظريات ومفاهيم التدريب، بالإضافة إلى الإعداد البدني والمتطلبات البدنية لمختلف الألعاب الرياضية من خلال تعليم المدرب كيفية تصميم الوحدة التدريبية وكيفية تصميم الخطط السنوية بشكل عام. كما تطرق البرنامج لعلم التربية للمدربين ووظائف ومهام المدرب في الحقل الرياضي وبعض النظريات الحديثة للتطوير ومستويات المدرب الرياضي المستمدة من فلسفة المدربين العالميين في التدريب الرياضي الحديث.

وأضاف: برنامج شهادة المدرب الوطني سيسهم إسهاما فعالا في زيادة عدد المدربين المؤهلين في كل من القطاع المدني والعسكري والذي سيكون له دور إيجابي في إعداد الأجيال الرياضية من الناشئين واللاعبين في جميع الألعاب الرياضية من جميع الجوانب، سواء من خلال الإعداد الفني والبدني للمهارات، وكذلك فيما يتعلق بتطوير شخصية اللاعب الناشئ لوجود مدرب وطني مؤهل يعمل في هذا القطاع. أيضا سيساهم بدور فعّال في دعم الاتحادات الوطنية واللجان الرياضية بتأهيل المدربين في الألعاب الرياضية وخاصة اللاعبين بعد الاعتزال ومن لهم الرغبة في الانخراط في مجال التدريب والتدرج في الدورات التدريبية عن طريق برنامج شهادة المدرب الوطني.

وحول ماهية البرنامج أشار الدكتور شهاب الدين الريامي إلى أنه يشمل المستوى التدريبي الأول، والمستوى التدريبي الثاني، وعددا من الندوات التخصصية في العلوم الرياضية بجميع مجالاتها والنظريات الحديثة في التدريب الرياضي والإعداد البدني. ويجب على الراغب في المشاركة بالمستوى الثاني اجتياز المستوى الأول من خلال الحصول على 30 نقطة وحضور إحدى الندوات التخصصية خلال عامين. ويتعمق المستوى الثاني بشكل أكبر وأوسع في العلوم الرياضية والتدريب الرياضي مع الجانب التخصصي الفني والخططي للألعاب الرياضية الفردية والجماعية، ويقدمه عدد من المحاضرين الدوليين النخبة من الاتحادات القارية والدولية من لهم باع في الجانب التدريبي.

تعزيز مهارات التدريب

من جانبهم أبدى المشاركون في البرنامج انطباعهم الإيجابي من المحاضرات النظرية والتدريبات العملية، ومدى استفادتهم الكبيرة ورغبتهم في استمرار مثل هذه البرامج المتخصصة للمدربين، حيث أشار محمود بن مطر البلوشي من سلاح الجو السلطاني العماني إلى أن البرنامج قد ساهم في تعزيز مهاراته في مجال التدريب الرياضي من خلال أخذ المعلومات الدقيقة والعلمية من مصادر أجنبية لإضافة الحصيلة المعرفية في مختلف علوم التدريب وكذلك من خلال النقاشات الهادفة والمثرية مع المحاضر والمشاركين في البرنامج من مختلف الألعاب والرياضات الفردية والجماعية. وأضاف: من أبرز الجوانب التي وجدتها مفيدة خلال البرنامج هي التعرف على مصطلحات علمية جديدة بالنسبة لي، والتعمق بشكل أكبر في اللياقة البدنية وعلم التدريب ومكوناته الرئيسية، وسأعمل على تطبيق جميع ما تعلمته في الميدان التدريبي من خلال العمل في القطاع الرياضي العسكري في تأهيل الفرق الرياضية بسلاح الجو السلطاني العماني وكذلك بالعمل حاليا في نادي بوشر كمساعد مدرب لفئة الشباب وأيضا بالعمل مع أكاديمية الواعدين الرياضية في ولاية عبري.

توظيف الطرق الصحيحة

بينما قالت نعمة بنت سعيد الهاشمية عضوة بمجلس إدارة الأولمبياد الخاص العُماني: ركز البرنامج على توظيف الطرق التدريبية الصحيحة من خلال مزج الجوانب البدنية والفنية، كما تطرق إلى عناصر اللياقة البدنية وأهميتها، بالإضافة إلى علم التشريح الرياضي من خلال دراسة أنواع العضلات ومكوناتها وطرق الوقاية من الإصابات. هذا وناقش البرنامج أنواع التخطيط الزمني للتدريب وأهميته في تحقيق المستويات الرياضية المرغوبة وفق الأهداف المحددة في مختلف أنواع الرياضة.

وأضافت: بصفتي عضوة بمجلس إدارة الأولمبياد الخاص العماني، فإنني سأعمل على تطوير المدربين الأكفاء لدينا وذلك بالإشراف على برامج التدريب لديهم، ابتداءً من تصنيف اللاعبين حسب المعايير المتبعة لدينا مع مراعاة التغييرات الفسيولوجية والذهنية التي قد تطرأ عليهم، والتأكد من إعدادهم للخطط السنوية والوحدات التدريبية اليومية، أيضا من الجانب الآخر وحيث أنني ضمن فريق رياضي نسائي في رياضة الجري الجبلي للمسافات الطويلة، فإنني سأقوم بنقل المعرفة والمهارات التي اكتسبتها من خلال البرنامج للفريق، حيث أسعى إلى التدريب في هذه الرياضة، وقد كان هذا البرنامج الباكورة الأساسية للتدريب وفق أسس علمية صحيحة، واستفدت من الدروس العملية وعملت على تطوير المعرفة من خلال تطبيق تمارين حديثة ومبتكرة في الإحماء، والتمارين التمهيدية من خلال استخدام أدوات بديلة تمهيدا للدخول في اللعبة بطريقة غير مباشرة.

تطوير اللاعبين

بينما قال المشارك عارف بن ناصر البريدعي من نادي السويق: مشاركتي في هذه الدورة قد ساهمت بشكل كبير وإيجابي في تطوير وصقل مهاراتي وتعرفت من خلالها على العلوم المرتبطة بالتدريب الرياضي وأثرها في تطوير اللاعبين واللعبة من جميع النواحي، ومن أبرز الجوانب التي وجدتها مفيدة تصميم الوحدات التدريبية والإعداد البدني وفسيولوجيا الرياضة وعلم النفس الرياضي. وأضاف: تطوير المعارف مهم جدا، فعلم الرياضة والتدريب متجدد وهذا يفيدنا في الواقع العملي بتطبيق ونقل أثر التدريب للبيئة التدريبية واللاعبين والزملاء المدربين.

من جهتها قالت مدربة كرة القدم أحلام بنت علي المرجبية: كسبت معلومات مهمة وقيمة خلال البرنامج أبرزها تدريب اللياقة البدنية وعلم التشريح الرياضي والتخطيط الزمني للتدريب، وأعتزم مواكبة التطور الرياضي العلمي بالقراءة والاطلاع على كل ما هو جديد في الأبحاث العلمية وتطبيق المهارات المكتسبة في عمل برنامج تدريبي شامل ومتكامل وتطوير اللياقة البدنية للاعبين.

بينما قال محمود بن طالب الزدجالي مدرب كرة القدم بنادي السيب: برنامج شهادة المدرب الوطني ساهم كثيرا في تطوير الجانب المعرفي والعلمي لدي في تخصصات فسيولوجيا علم التدريب وعلم النفس الرياضي والإعداد البدني والتخطيط في التدريب الرياضي، ونتمنى أن تقام مثل هذه البرامج في المستقبل لزيادة الثقافة لدى المدربين واللاعبين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الأولمبیة الع مانیة فی التدریب الریاضی الألعاب الریاضیة اللیاقة البدنیة بالإضافة إلى فی تطویر من خلال

إقرأ أيضاً:

وزارة الدفاع تفتح باب التسجيل في النسخة الثانية من برنامج «فخور» لتطوير الخريجين

أعلنت وزارة الدفاع بدء التسجيل في النسخة الثانية من برنامج «فخور» لتطوير الخريجين، الذي يستهدف استقطاب الكفاءات السعودية الشابة من الجنسين لشغل الوظائف المدنية (غير العسكرية).

ويتيح البرنامج فرصة الانضمام لحملة درجتي البكالوريوس والماجستير، بهدف تطوير مهاراتهم وتزويدهم بالخبرات والمعارف اللازمة. ويأتي هذا البرنامج في إطار جهود الوزارة لتعزيز استثمارها في الكفاءات الوطنية والمساهمة في تحقيق أهدافها الاستراتيجية من خلال استقطاب أفضل المواهب.

مقالات مشابهة

  • "شباب شمال سيناء" تشارك في برنامج «أهل مصر»
  • انطلاق أول برنامج لتطوير أفلام «Screenlife» في أبوظبي
  • مجلس الشارقة الرياضي يطلق النسخة الثانية لبرنامج “واعد “
  • وزير التعليم العالي يشهد حفل ختام مسابقة برنامج قادة الهندسة
  • الإسكندرية تختتم فعاليات برنامج «ستارز» لتنمية قدرات الشباب
  • ختام فعاليات أولى دورات البرنامج التدريبي «ستارز» لتنمية قدرات الشباب
  • وزارة الدفاع تفتح باب التسجيل في النسخة الثانية من برنامج «فخور» لتطوير الخريجين
  • رئيس تعليم الكبار يشهد ختام البرنامج التدريبي للمنهاج العالمي
  • أبوظبي الرياضي لسيدات الكرة يعتمد برنامج استعداداته في ووهان الصينية
  • ختام مشروع «أهل مصر» لشباب المحافظات الحدودية في أسوان الليلة