للنساء فقط.. لماذا تشعرين بالجوع في هذا التوقيت من الشهر؟
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
الرغبة الشديدة في تناول الشوكولاتة والأطعمة الغنية بالكربوهيدرات في الأيام التي تسبق الدورة الشهرية، ما يؤدي إلى زيادة الوزن، أمر شائع لدى العديد من الأشخاص الذين يعانون أثناء هذه الفترة من الشهر.
بحث جديد، نشر مؤخرا في “Nature MetabolismTrusted Source”، وجد أن حساسية الأنسولين – استجابة خلاياك لهرمون الأنسولين – تختلف طوال الدورة الشهرية، حيث تكون الأعلى في الأيام التي تسبق الإباضة والأدنى في الفترة التي تسبق فترة الحيض.
ويقترح الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها تفسر سبب معاناة الكثير من النساء من الجوع قبل الدورة الشهرية مباشرة، ولماذا يتباطأ التمثيل الغذائي لديهن، ولماذا يكون احتمال زيادة الوزن أكثر احتمالا.
وعن الدراسة قالت سالي كينج، مؤسسة Menstrual Matters، وزميلة في فسيولوجيا الدورة الشهرية، قسم صحة المرأة والطفل، King’s College London، وهي لم تشارك في الدراسة: هذه نتيجة مثيرة للاهتمام – فقد أبلغ مرضى السكري عن تغيرات دورية في إدارة نسبة السكر في الدم لسنوات عديدة (…) إنه لأمر رائع أن نرى بعض الأبحاث حول هذا الأمر أخيرًا!”.
ومع ذلك، حذرت الدكتورة كارا ماكيليجوت، طبيبة التوليد وأمراض النساء، وممارس انقطاع الطمث المعتمد من NAMS، والمستشار الطبي في ميرا، والتي لم تشارك في الدراسة أيضا: “هذه دراسة رصدية استكشافية توفر بعض المعلومات التجريبية المقنعة. إن دراسة هذا المستوى يمكن أن تشير إلى احتمالات ولكنها لا تثبت صحة الاستنتاجات”.
وأضافت: “كانت منهجية هذه الدراسة محدودة للغاية بحيث لا يمكن الاستنتاج بشكل قاطع أن حساسية الأنسولين تنخفض خلال المرحلة الأصفرية من الدورة الشهرية”.
مراحل الدورة الشهرية
يتم التحكم في الدورة الشهرية عن طريق الهرمونات، والتي تزيد وتنقص طوال الدورة. وتشير هذه الدراسة إلى أن هذه الهرمونات الإنجابية قد تؤثر أيضًا على حساسية الأنسولين.
وخلال الدراسة سالفة الذكر، قام الباحثون بقياس حساسية الأنسولين في أدمغة النساء اللاتي لديهن دورة شهرية طبيعية وصحية خلال مراحل مختلفة من الدورة الشهرية، وقاموا بإعطاء الأنسولين عن طريق رذاذ الأنف وقاموا بقياس استجابة منطقة ما تحت المهاد خلال كل من الجريبي (الأيام التي تسبق الإباضة) والأصفري (الفترة التي تسبق الدورة الشهرية).
وقد أظهرت الدراسات السابقة نتائج غير متناسقة حول التغيرات في مستويات الجلوكوز في الدم. لكن، دراسة حديثة أظهرت أن مستويات الجلوكوز في الدم تصل إلى ذروتها في الطور الأصفري (قبل الدورة الشهرية مباشرة) وتكون في أدنى مستوياتها قبل الإباضة مباشرة. وحدثت الرغبة الشديدة في تناول الطعام عندما كانت مستويات الجلوكوز في الدم في أعلى مستوياتها.
ووجد الباحثون أنه لدى النساء النحيفات، أدى عمل الأنسولين في الدماغ إلى تحسين حساسية الأنسولين المحيطية خلال المرحلة الجريبية ولكن ليس في المرحلة الأصفرية.
وتعليقا على النتائج قال البروفيسور الدكتور نيلز ب. كرومر: “تثير هذه الدراسة احتمالًا مثيرًا للاهتمام لوجود دور مركزي (مجازيًا وحرفيًا) لإشارات الأنسولين في الدماغ في تنظيم التكيفات الأيضية أثناء الدورة الشهرية”.
تفسير الجوع
ويشير إلى أن انخفاض حساسية الأنسولين في مرحلة ما قبل الحيض يمكن أن يساعد في تفسير الرغبة الشديدة في تناول الطعام والتغيرات في الشهية ووزن الجسم التي يعاني منها العديد من الأشخاص في هذا الوقت.
وقد أجريت الدراسة على 11 امرأة فقط، لذا حذر الباحثون من أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد النتائج التي توصلوا إليها.
ويوافق البروفيسور كرومر على أن إجراء المزيد من الأبحاث واجب لتقييم ما إذا كانت التغيرات الأيضية أثناء الدورة الشهرية قد تساعد في تفسير السلوك المتغير، بما في ذلك التحولات في الصحة العقلية والجسدية على نطاق أوسع”.
ويتحكم هرمون الأنسولين في مستوى الجلوكوز (السكر) في الدم. الأنسولين هو رسول كيميائي يجعل الخلايا تمتص الجلوكوز من الدم، مما يمنحها الطاقة لتعمل.
وتصف حساسية الأنسولين مدى كفاءة هذه العملية. تعني الحساسية العالية للأنسولين أن الجلوكوز يتم نقله إلى الخلايا بشكل فعال. يحدث انخفاض حساسية الأنسولين، أو مقاومة الأنسولين، عندما لا تستجيب الخلايا بشكل جيد للهرمون، لذلك يبقى الجلوكوز في الدم.
وهذا يؤدي إلى زيادة مستويات السكر في الدم وحرمان الخلايا من الطاقة. هذا يمكن أن يؤدي إلى مقدمات السكريوهي حالة قد تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
وجدت هذه الدراسة الصغيرة أنه في أولئك الذين لا يعانون من مرض السكري أو مرض السكري، تتأثر حساسية الدماغ للأنسولين بالدورة الشهرية.
وأضافت دكتور كارا ماكليجوت إن حالة انخفاض حساسية الأنسولين خلال المرحلة الأصفرية من الدورة الشهرية من شأنها، من الناحية النظرية، زيادة الشهية”.
وفي مرحلة ما قبل الحيض، تنخفض مستويات كل من هرمون البروجسترون والإستروجين، وهذا هو الوقت الذي تزداد فيه الرغبة في تناول الأطعمة الحلوة. الدراسات السابقة في الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول، اقترحوا أن هرمون الاستروجين يزيد من حساسية الأنسولين.
وقالت ماكيليجوت: “من منظور تطوري، من خلال زيادة كمية الجلوكوز المنتشرة في النظام خلال المرحلة الأصفرية، سيكون الجسم أكثر قدرة على تعويض فقدان الطاقة المرتبط بالحمل (أو الحيض) الذي يليه”.
وأضافت: “بالمقارنة، فإن الإناث دون تغير في حساسية الأنسولين والشهية المنظمة يمكن أن تكون في وضع غير مؤات في أوقات نقص الغذاء، وبالتالي أقل احتمالا للإنجاب بنجاح”.
وأظهرت الدراسات السابقة أن الناس يميلون إلى تغيير ما يأكلونه حسب مرحلة الدورة الشهرية. إن الرغبة في تناول الكربوهيدرات قبل الدورة الشهرية، والتي قد تكون مصحوبة بزيادة الوزن، منتشرة على نطاق واسع.
وزن زائد غير مستمر
لكن الخبر السار هو أن الدراسات تشير إلى أن الوزن غالبًا ما يكتسب في أيام ما قبل الدورة الشهرية، لكن الناس عمومًا يفقدون بعضًا منه في فترة الإباضة، مما يعني أنه لا يوجد تغيير عام يذكر.
وقال شيبنيم أونلويشلر، خبير الهندسةالوراثية في معهد لندن للتجديد، والذي لم يشارك في الدراسة، إن مثل هذه التغييرات في حساسية الأنسولين أثناء الدورة الشهرية يمكن أن تؤثر على عملية التمثيل الغذائي والوزن، ونصحت بأن “النساء قد تجد أنه من المفيد تكييف نظامهن الغذائي وممارسة الرياضة”. الروتين وفقًا لمرحلة الحيض.”
وتسلط هذه الدراسات الضوء على العلاقة المعقدة بين التقلبات الهرمونية والصحة الأيضية لدى النساء، حيث أن فهم هذه الديناميكيات قد يؤدي إلى تدخلات أكثر استهدافًا لإدارة الشهية والوزن والصحة العامة خلال الدورة الشهرية.
العربية نت
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: قبل الدورة الشهریة حساسیة الأنسولین خلال المرحلة الأنسولین فی هذه الدراسة التی تسبق فی تناول یؤدی إلى یمکن أن
إقرأ أيضاً:
رمضان.. جسر تواصل وتلاحم مجتمعي
خولة علي (أبوظبي)
مع حلول شهر رمضان، تنبض القلوب دفئاً، وتضاء البيوت بروحانية تجمع بين الطمأنينة والتآلف والسكينة في هذا الشهر الكريم، لتتلاشى المسافات بين الأفراد، ويبدأ الجميع اكتشاف قيمة العائلة وروعة اللمّة على مائدة واحدة، ليس فقط لتناول الطعام، بل لتبادل المشاعر والذكريات التي تترك أثراً لا ينسى، فالشهر الفضيل فرصة عظيمة لتعزيز الروابط الأسرية، وترسيخ قيم التكافل والتآزر، ليصبح المجتمع أكثر تماسكاً وتلاحماً لتتجدد العلاقات بكل حب ووئام في محيط لا يخلو من الروحانية.
فرصة ثمينة
تقول فاطمة الحمادي، مستشارة تربوية، إن شهر رمضان الفضيل، يزخر بالفرص الثمينة لتوطيد أواصر العلاقات الأسرية في المجتمع، فعلى سبيل المثال وجبة الإفطار فيها الكثير من غرس القيم والسنع والأخلاقيات الحميدة، فهذه الوجبة لها طابعها الفريد والمتميز عن بقية الوجبات، فهي تجمع أفراد الأسرة على مائدة واحدة يسودها الحب والوئام والسعادة والضحكات مع روحانية الدعاء، وقبلها يتم تحضير المائدة بمعرفة الأم والزوجة والابنة لإعداد أشهى الأطباق، وهذه فرصة لتتعلم الفتيات الطبخ والسنع في تقديم الوجبات والضيافة.
وتضيف الحمادي أن أهمية الشهر الفضيل تتضح في تهذيب الأطفال خلال فترة الصيام وتعليمهم ما يلزمهم من معرفة وثقافة دينية خاصة في هذا الشهر، من خلال الجلسات الحوارية الخاصة بالأسرة أو الجلسات العائلية العامة، التي تغرس أجمل قيم البذل والعطاء والتسامح والتراحم والخير والتطوع، وغيرها، مع التركيز على تلاوة القرآن الكريم وأداء العبادات.
محبة وأُلفة
وتؤكد الحمادي أن ليالي رمضان لا تكتمل إلا بزيارة الأهل والأرحام والأحباب، فتزيد العلاقات الاجتماعية قوة وصلابةً وترابطاً، ومن ثم تزيد المحبة والأُلفة بين الأسر والعوائل، بالإضافة إلى بعض العادات الرمضانية ذات الرونق الخاص مثل تبادل وجبات الإفطار مع الجيران وزياراتهم، كما أن المبادرات الرمضانية المميزة لها دور كبير في تنشئة الصغار بشكل متزن ومتسامح، خاصة مبادرات إفطار صائم، وتوزيع المير الرمضاني على الأسر المتعففة، وزكاة الفطر والصدقات، وغيرها.
حوار وتسامح
ويرى د. علي سالمين الهميمي (إعلامي)، أنه لا يمكن إنكار مدى تأثير عادات وتقاليد شهر رمضان على واقع حياة الأفراد في المجتمع، حيث تسهم في ترسيخ القيم وتعزيز العلاقات الاجتماعية من خلال الأجواء الروحانية والأنشطة الجماعية التي تميزه، حيث يجمع العائلات على موائد الإفطار في أجواء مليئة بالمحبة والتآلف، لافتاً إلى أن الاجتماع اليومي حول مائدة الإفطار يعزز التواصل بين أفراد الأسرة، مما يخلق مساحة للحوار والتقارب النفسي، وهو أمر قد يغيب في زحمة الحياة اليومية، موضحاً أن التعاون في تحضير وجبات الإفطار والسحور يعزز الشعور بروح الفريق داخل الأسرة، مما يقوي العلاقات بين الأجيال المختلفة.
ويشير الهميمي قائلاً «تسهم الصلوات الجماعية، خاصة التراويح، في تقوية العلاقات الاجتماعية بين الجيران والأصدقاء، إذ يجتمعون بروح واحدة في أجواء إيمانية، ما يعزز روح التكافل والتآزر، إضافة إلى ذلك، يشجع الشهر الكريم على صلة الرحم وزيارة الأقارب، مما يعيد الدفء إلى العلاقات العائلية ويزيل أي خلافات قد تكون نشأت مع مرور الوقت».
زيارات عائلية
أكد د. علي الهميمي أهمية تبادل الزيارات العائلية خلال رمضان؛ لكونها تعكس قيم المحبة والتراحم، وتعزز الشعور بالانتماء العائلي والاجتماعي، موضحاً أن الزيارات تتيح فرصة لتبادل الذكريات، ومشاركة الأحاديث الودية، وتقوية أواصر القربى، مما يسهم في بناء مجتمع أكثر ترابطاً وتوازناً، كما أن تقديم الهدايا الرمضانية وتبادل الأطباق التقليدية يعكس روح الكرم والمودة بين الأسر، فهو شهر التسامح والتواصل الاجتماعي، حيث تتجلى فيه معاني الأخوة والتلاحم، مما يجعله محطة سنوية لإعادة بناء جسور العلاقات الأسرية والمجتمعية.