عربي21:
2024-07-12@12:41:00 GMT

الترجمة القاتلة

تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT

يعمل الاحتلال الإسرائيلي على عدة صعد لمحاصرة الشعب الفلسطيني والحاضنة الشعبية، فعلى الصعيد الميداني يواصل العمليات المكثفة العسكرية والأمنية وعلى الصعيد السياسي يواصل مسارات "البروبوچاندا" وهي الدعاية الإعلامية الإسرائيلية، وكذلك مسار التطبيع، ومسار تشويه الساحة الفلسطينية.

وعلى الصعيد الثالث وهو المهم في هذا المقال؛ الترجمة العبرية والإعلام العبري المركزي.

. فمما لا شك فيه أن الاحتلال الإسرائيلي يوجه الإعلام المكتوب والمرئي والمسموع ويستفيد من ذلك في ما تسمى الجبهة الداخلية لديهم في بقائها ضمن السياج الذي تحدده المخابرات بفروعها الشاباك والموساد، وكذلك في إعطاء رسائل تضليلية يراد منها أهداف عملية ونفسية ومعنوية سواء في الشارع الإسرائيلي أو فيما يترجم إلى الشارع الفلسطيني والعربي.

‏يعتمد الاحتلال الإسرائيلي منذ عقود ومنذ نشأة هذا الكيان على الإعلام الأمني الذي من خلاله يمكن له أن يحقق ضربات مفاجئة عسكرية وأمنية، وتمكن من خلاله أن يكشف خلايا في التنظيمات الفلسطينية أو التعامل مع الحالة الإقليمية، فكانت العديد من الأمثلة شاهدة على ذلك من خلال إعطاء معلومات تروج لمسار معين يحتاجه لتضليل الجهة المستهدفة أو تشويه زاوية محددة أو التحذير من معادلة معينة لتكون إشارة للجهة المستهدفة تجنبها، وهي في واقع الأمر ضمن خطة أمنية لتحقيق هدف.

هذا النوع يستخدم في آليات الاعتقال والتحقيق وإخفاء التفاصيل وهويات المنفذين ونقاط التواصل ونوعيتها؛ وهذا كله من أجل اكتمال الحلقة وتثبيت الهدف المراد وتسريع الإنجاز وإلقاء الشبكة على الفريسة.

‏قديما تجدد هذا النهج والنموذج وهو الاهتمام المباشر في الجبهة الداخلية الفلسطينية واللعب على التناقضات الفصائلية والتبعية لمنظومة الدول العربية أو لأمريكا في منهجية التقسيم ما بين فريق أوسلو وفريق شيعي إيراني وفريق بعثي عربي والقومية والإسلامية وغيرها من هذه المعادلات التي بدأت مؤخرا بضخ كميات هائلة من المواد الإعلامية المرئية والمسموعة المكتوبة لتغذيتها.

وتنسب إلى تقارير سياسية تارة أو مسؤول كبير تارة أخرى أو تقديرات أمنية صادرة عن معهد الدراسات الفلاني وتارة ثالثة من تقديرات أو استشارات أو نتائج بحث أو غيرها من استطلاعات، أو يأتون بمعلومات تسربت حولها كذا وكذا.

الهدف من هكذا نموذج مضخم في المرحلة الأخيرة على الصعيد الداخلي الإسرائيلي إبقاء زمام الأمور بيد الحكومة وذراعها الأمني حتى يتسنى ترتيب الأوراق بالطريقة التي بنيت عليها إسرائيل وخدمة مصالحها.

هذا أيضا يضاف له ما تتم ترجمته من بعض الصحفيين أو المترجمين الفلسطينيين والعرب الذين ليس لهم دراية وعمق في هذا التوجيه المطعم بالسموم الذي يخدم النظرية الأمنية الإسرائيلية في معادلة "فرق تسد"، والتبعية والأجندة أو بث روح الفتنة في الساحة الفلسطينية بطريقة غير مباشرة، وتغطيتها بحقائق موجودة على الأرض من ضعف فصائل أو اختراق عملي أو فشل سياسي أو عدم توافق، وهذا كله يخدم ما يريده الإسرائيلي وليس من خلال لسان الحكومة بقدر ما هو من خلال الإعلام والترجمة الخاطئة في هذا المستنقع.

ولذلك فإن مترجِم العبري عليه الانتباه للملفات وزاوية نقلها للجمهور الفلسطيني والعربي لأن الإعلام العبري كله موجه وتحت الرقابة..

تذويب المحددات والخطوط الحمراء من باب الترجمة ودمج المحاور والقضايا هو خلط للحابل بالنابل ينعكس على غسل دماغ مجاني يهدر جهد وعمق وقوة الجبهة الداخلية، ويجعل المقاومة لكل شيء محط تقييم مبني على ترجمةٍ خبثُها أصلا في مضمونها.فلا يعقل أن تكون خدمة مجانية للاحتلال إغراق الإعلام الفلسطيني بما يريدونه بحجة أنه مترجِم مستقل أو محايد، حتى أن البعض تخيل نفسه أنه مراسل "يديعوت" وغيرها ضمن "القابلية للاستعمار" ونقص الشخصية.

وعلى وسائل الإعلام الانتباه؛ فمستنقع الترجمة هو سلاح ذو حدين، فالجبهة الداخلية يجب أن تُحفظ من مثل هذه الترجمات التي بعضها مؤذٍ جدا على المدى القريب وعلى عمق الرؤية الجمعية للاحتلال ومجتمعه وصناعة الرأي العام وتغييب المضمون المهم.

في نفس الوقت التقدير والشكر للمترجم الواعي لهكذا مصائد ويدرك أن كل حرف أو كلمة في الإعلام العبري من مقال أو رأي أو توقع لا يُعقل ولا يصح أن تكون خبرا يسري للمتلقي دون فلترة أو تقييم، فالتضليل والتثبيط غير المباشر مطعّم جيدا في كثير من المجالات العبرية.

والمترجِم وجب حذره أن يكون ببغاء! فكل مجتمع ودولة وشعب له محددات وسياسات ومعادلات، وعمق التوجيه في الترجمة للأسف يفتقد له بعض من المترجمين؛ وبات همّ بعضهم فقط التسابق للتواصل مع صحفي إسرائيلي هنا أو مؤسسة هناك، وتبريره الساذج جاهز وحيادية تجلب له مصدر مال أو مساحة في محطات إعلامية على حساب جوهر الفكرة "التمييع".

تذويب المحددات والخطوط الحمراء من باب الترجمة ودمج المحاور والقضايا هو خلط للحابل بالنابل ينعكس على غسل دماغ مجاني يهدر جهد وعمق وقوة الجبهة الداخلية، ويجعل المقاومة لكل شيء محط تقييم مبني على ترجمةٍ خبثُها أصلا في مضمونها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال الفلسطيني الترجمة الرأي احتلال فلسطين اعلام رأي ترجمة مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجبهة الداخلیة على الصعید م العبری

إقرأ أيضاً:

رئيس وزراء فلسطين يُثمن الجهود المصرية والأردنية لدعم القضية الفلسطينية

أشاد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، اليوم الأربعاء، بالجهود الحثيثة التي تبذلها كل من الأردن ومصر في دعم القضية الفلسطينية.

وقدم مصطفى شكره العميق لمصر والأردن على جهودهما في عقد الاجتماعات الدولية ودعم الجهود الإنسانية، خاصة مؤتمر «الاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة» في البحر الميت الذي أظهر دعم المجتمع الدولي للشعب الفلسطيني.

وأطلع مصطفى، أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى دولة فلسطين، والذي ضم أكثر من 60 عضوًا من سفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية وقناصل عامين وممثلي المنظمات والمؤسسات الدولية العاملة في فلسطين، على الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يواجهها أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي في مختلف المدن الفلسطينية ومخيماتها، والجهود الدولية المستمرة لوقف حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني وإعادة الإعمار.

واستعرض مصطفى خلال اللقاء الذي عقد في مقر وراة الخارجية برام الله، الوضع المأساوي في قطاع غزة، ومواصلة قوات الاحتلال حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة واستهداف المدنيين الأبرياء بمن فيهم الأطفال والنساء كما حصل مؤخرا في المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في مدرسة تأوي النازحين المدنيين بخانيونس.

وأكد الأثر المدمر لحرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على جميع قطاعات المجتمع الفلسطيني، بما في ذلك المدارس والمعلمين والطلاب، وأعاد تأكيد دعم الحكومة الفلسطينية لجميع الجهود الرامية إلى تحقيق وقف إطلاق النار وتنفيذ قرار الأمم المتحدة 2735.

وتطرق إلى الاحداث المأساوية التي طالت الضفة الغربية بما فيها القدس، وأدان الحملة الشرسة التي تستهدف المخيمات الفلسطينية، والمحاولات لتقويض جهود الأونروا، مؤكدًا على أهمية التمسك بحق العودة.

وأشار مصطفى إلى المُعاملة اللاإنسانية للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ودعا المجتمع الدولي لضمان تطبيق القوانين الدولية، والإفراج الفوري عنهم. وندد بالسياسة الاستيطانية غير القانونية المستمرة والعنف الذي يمارسه المستوطنون ضد المواطنين الفلسطينيين في مختلف البلدات والقرى الفلسطينية، مطالبًا بإجراءات دولية أقوى لوقف هذه الممارسات.

وأعرب مصطفى عن شكره العميق للدول والمؤسسات التي اتخذت موقفًا قويًا ضد العنف الذي يمارسه المستوطنون والإجراءات الاستيطانية غير القانونية، مؤكداً أن هذه المواقف تسهم بشكل كبير في حماية حقوق الفلسطينيين وفي دعم حل الدولتين.

وأطلع الحضور على الاجتماع الناجح الذي عقد مؤخرًا للشركاء الدوليين حول فلسطين في بروكسل، حيث تم إحراز تقدم كبير في أجندة الإصلاح والتنمية الفلسطينية. وأعرب عن امتنانه العميق للبنك الدولي والاتحاد الأوروبي لدعمهما السخي والمستمر، مشيرًا إلى قرار البنك الدولي التاريخي بزيادة المساعدات المالية لفلسطين من 70 مليون دولار سنويًا إلى 300 مليون دولار سنويًا، وأكد أن هذه الخطوة غير المسبوقة تعكس الثقة في القيادة الفلسطينية وبرامجها الإصلاحية والتنموية.

كما أعرب رئيس الوزراء أيضًا عن تقديره العميق لدور الاتحاد الأوروبي في دعم برنامج الإصلاح والمؤسسات الفلسطينية، مشيدًا بالجهود المبذولة من قبل المفوضية الأوروبية لتطوير برنامج متعدد السنوات يشمل دعم الأنشطة الحكومية وتعزيز الأجندة الإصلاحية. وأكد دور النرويج كواحدة من الدول الرائدة في دعم الجهود الفلسطينية، مشيدًا بمشاركتها الفعالة في رئاسة اجتماع الشركاء الدوليين في بروكسل والتزامها القوي بدعم التنمية والاستقرار في فلسطين.

وأوضح رئيس الوزراء افلسطيني لأعضاء السلك الدبلوماسي أولويات الحكومة، مركزًا على الدعم الإنساني لغزة، والتطوير المؤسسي، والاستقرار الاقتصادي.

وأبرز الجهود المستمرة لتحسين تنسيق المساعدات الإنسانية، والاستعداد لإعادة إعمار غزة، وتطوير خطة شاملة للنهوض الاقتصادي، بما في ذلك مبادرات في الطاقة المتجددة والخدمات الصحية والاقتصاد الرقمي والحماية الاجتماعية والإصلاح المؤسسي، داعيا المجتمع الدولي إلى مواصلة دعمه وتعاونه في هذه الجهود الحثيثة.

اقرأ أيضاًرئيس وزراء فلسطين يؤكد سعي حكومته لتحقيق الاستقرار المالي

رئيس وزراء فلسطين يطالب بالإفراج عن الأموال الفلسطينية لدى إسرائيل ووقف الاقتطاعات منها

رئيس وزراء فلسطين يُطالب العالم بوقف العدوان على غزة ولجم اعتداءات المُستوطنين بالضفة

مقالات مشابهة

  • الطواقم الطبية الفلسطينية: عشرات الشهداء في شوارع ومنازل أحياء مدينة غزة
  • كل ما تريد معرفته عن نجمة الصداقة الفلسطينية
  • الشرطة الفلسطينية: تحذير من "الإرهاب النفسي" الإسرائيلي وتصنيف "الممرات الآمنة" بـ"ممرات الموت"
  • لبنان: طيران الإحتلال يخرق جدار الصوت فى أجواء النبطية وإقليم التفاح
  • رئيس وزراء فلسطين يُثمن الجهود المصرية والأردنية لدعم القضية الفلسطينية
  • لبنان: الطيران الإسرائيلي يخرق جدار الصوت في أجواء منطقتي النبطية و"التفاح"
  • فصائل فلسطينية: تمكنا من إيقاع قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح بحي تل الهوى
  • فصائل فلسطينية: تمكنا من تفجير ثلاث آليات عسكرية إسرائيلية بعبوات أرضية
  • دعمًا للشعب الفلسطيني.. البرازيل تقر اتفاقا للتجارة الحرة مع السلطة الفلسطينية
  • البرازيل تقر اتفاقا للتجارة الحرة مع السلطة الفلسطينية