رشان اوشي : قصة أخطر مافيا لنهب خيرات السودان.. الحلقة الأولى
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
عصابة الذهب
بينما كان الشعب السوداني يحلم بالتغيير عقب ثورة ديسمبر، ويتطلع لواقع جديد، تسوده العدالة ودولة القانون، كانت “عصابة الذهب” تعبث بإقتصاد السودان ، وتقودها “فاغنر”، “عبدالرحيم دقلو” ، وانضم اليهم خلال العام الاخير عدد من السياسيين ورجال الأعمال .
حيث كشفت مصادر مطلعة عن تورط قيادات سياسية ورجال أعمال في عمليات تهريب واسعة للذهب وتدمير ممنهج للاقتصاد خلال السنوات الماضية، وفاحت رائحتها بعد قضية تهريب الذهب خلال الأسبوع الماضي، عندما ضبطت السلطات الإثيوبية سبائك ذهب مهربة بحوزة القيادي بقوى الحرية والتغيير “الصديق الصادق المهدي”.
حيث أثارت الحادثة جدلاً كبيراً، وأعادت قضية تهريب الذهب للواجهة، وأكدت المصادر أن حادثة نجل الزعيم الراحل الصادق المهدي، هي ليست حادثة معزولة بل هو عمل ممنهج استمر لسنوات إبان الفترة التي أعقبت ثورة ديسمبر.
وتعود تفاصيل القصة إلى العام 2019 على خلفية زيادة نفوذ شركة فاغنر في السودان حيث بدأ رئيس المجموعة “بريجغوين” ، استثمارات ضخمة في مجال الذهب بالشراكة مع “مليشيا الدعم السريع” ، صاحبت هذه الاستثمارات عمليات ضخمة لغسل وتبييض الأموال التي تستخدمها “فاغنر” لدعم أنشطتها الإرهابية في المنطقة والعالم.
وارتبط نشاط “فاغنر” في السودان بقائد الدعم السريع “حميدتي” وشقيقه “عبد الرحيم” وبإشراف شخصية عسكرية كبيرة، حيث كان هذا الجنرال بمثابة رجل روسيا القوي في السودان.
قامت شركة فاغنر بالتعاون مع قوات الدعم السريع بإنشاء مصانع ضخمة لاستخلاص الذهب في منطقة “سنقو” ، وهي منطقة تقع بدارفور في المثلث الحدودي بين السودان وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان.
ولم يقتصر العمل في المنطقة على الذهب بل تعدى ذلك للعمل في التنقيب عن الأحجار الكريمة واليورانيوم والنحاس، وقد حذرت تقارير صحفية لوكالات عالمية من أثر أنشطة “فاغنر” في تدمير محمية “سنقو” الطبيعية بسبب النشاط الكيميائي الذي تقوم به شركاتها هناك.
كانت جميع أنشطة “فاغنر” تتم بعلم محافظ بنك السودان المركزي الأسبق “حازم عبد القادر” بجانب الشخصية العسكرية، حيث بلغ نصيب حكومة السودان خلال تلك الفترة أكثر من (70 ) طن ذهب، تم نقلها خارج السودان وإيداعها في بنوك خارجية في أرصدة غير معلومة.
استعانت شركة “فاغنر” بشركة إيطالية للقيام بعمليات التهريب وغسل الأموال، يملكها رجل أعمال إسرائيلي، وهي ذات الشركة التي زودت مليشيا الدعم السريع بأجهزة تنصت عالية الدقة.
تنامى النشاط الإجرامي للدعم السريع في تهريب الذهب
وأصبح “عبد الرحيم دقلو” وصياً على كميات كبيرة من الذهب يخص حكومة السودان حيث قام بنقله إلى أماكن خاصة بالدعم السريع وأصبح ينفق منه بشكل بذخي.
وبعد اندلاع الحرب اتفق “عبد الرحيم دقلو” مع عدد من السياسيين ورجال الأعمال لتهريب الذهب ونقله لخارج السودان في بنوك خارجية مقابل 50% لمن يكمل المهمة.
نواصل
رشان اوشي
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع تهریب الذهب
إقرأ أيضاً:
دول خليجية تعلن رفضها لتشكيل حكومة موازية في السودان للدعم السريع
أعلنت كلًا من المملكة العربية السعودية وقطر والكويت، الجمعة، رفضهما تشكيل حكومة موازية في السودان.
وفي 23 فبراير الجاري وقّعت قوات الدعم السريع و23 كيانًا من حلفائها، بينهم الحركة الشعبية – شمال، ميثاقًا تأسيسيًا في العاصمة الكينية نيروبي، يُمهد لتشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة الدعم السريع من المنتظر أن تُعلن خلال الأسابيع المقبلة، وهي خطوة رفضتها الحكومة السودانية بوصفها تشجع على تقسيم الدول الإفريقية وانتهاك سيادتها والتدخل في شؤونها.
وقال بيان أصدرته وزارة الخارجية السعودية إن “السعودية تعرب عن رفضها لأي خطوات أو إجراءات غير شرعية تتم خارج إطار عمل المؤسسات الرسمية للسودان قد تمس وحدته ولا تعبر عن إرادة شعبه، بما فيها الدعوة إلى تشكيل حكومة موازية”.
وأكدت على “موقف السعودية الثابت” تجاه دعم السودان وأمنه واستقراره ووحدة أراضيه، داعية جميع الأطراف إلى تغليب مصلحته على أي مصالح فئوية والعمل على تجنيبه مخاطر الانقسام والفوضى.
وجدّدت السعودية التزامها باستمرار بذل كل الجهود لوقف الحرب في السودان وتحقيق السلام بما ينسجم مع “إعلان جدة” الموقّع في 11 مايو 2023. إلى ذلك، اعربت دولة قطر عن دعمها الكامل لوحدة واستقلال وسيادة وسلامة أراضي جمهورية السودان، ورفضها لأي شكل من أشكال التدخل في شؤونها الداخلية.
ودعا بيان صادر عن وزارة الخارجية القطرية “جميع الأطراف” إلى إعلاء المصلحة الوطنية العليا وتجنيب البلاد خطر التقسيم، مجددًا الدعوة إلى حوار شامل يقود إلى سلام مستدام ويحفظ وحدة السودان ويحقق تطلعات شعبه في الأمن والاستقرار والتنمية.
بدورها أبدت وزارة الخارجية الكويتية رفضها لأية إجراءات غير شرعية تتم خارج إطار مؤسسات الدولة الرسمية في السودان، وتعتبر تدخلاً في شؤونها الداخلية أو تهديداً لوحدة أراضيها. وشددت على ضرورة حماية المؤسسات الرسمية في السودان، والتزام جميع الأطراف بمخرجات “إعلان جدة” الموقع في مايو 2023، موكدة موقفها الثابت تجاه سيادة السودان وسلامة شعبه وأراضيه. وأثار توقيع “ميثاق نيروبي” قلق الأمم المتحدة والولايات المتحدة التي اعتبرته “تصعيداً جديداً”، و”خطوة لن تساعد في جلب السلام والأمن إلى السودان”