الدنيا خريف.. والطقس مخيف!

«الأرصاد» تحذر: سيول على سيناء والبحر الأحمر.. والشتاء قارس

 

لم يكن صيف 2023 عادياً، بل كان استثنائياً فى كل شىء.. حرارته.. رطوبته.. تقلباته المناخية الحادة..

والآن ولّى الصيف وجاء الخريف، ومع قدومه، توالت أسئلة الملايين عن شكل شتاء هذا العام، وهل سيكون كسابقه أم أشد برودة ومحملاً بالثلوج والأعاصير؟

مخاوف المصريين مما سيحمله معه الشتاء القادم، زادت بسبب ما شهده الصيف من لهيب ومناخ قاس، وأيضاً بسبب ما شهدته ليبيا مؤخراً جراء إعصار دانيال الذى أدى لمقتل وفقدان آلاف من البشر.

بدورها سارعت هيئة الأرصاد وأصدرت توقعاتها حول شكل الخريف الحالى والشتاء القادم، فقالت إنها تتوقع هطول الأمطار بكثافة خلال فصل الشتاء مع وجود شبورة ضبابية على الطرق، فضلاً عن تساقط الثلوج على مناطق متفرقة من شمال البلاد وسيناء.

 ومن جانبها، استعدت الأجهزة المعنية بالدولة؛ لاستقبال فصل الشتاء، ووضعت خطة احترازية استباقية للتعامل مع الأمطار والتقلبات الجوية، حيث طهّرت بالوعات صرف مياه الأمطار والشبكات وبيارات محطات الرفع، ومخرات السيول ووفرت المعدات اللازمة لشفط المياه وجهزت فرق لرفع آثار الأمطار من الشوارع، وذلك بعدما حذرت هيئة الأرصاد الجوية من الشتاء القادم وبينت أنه الأسوأ وتوقعت انخفاض درجات الحرارة وهطول الأمطار بكثافة.

شتاء كثيف الأمطار

تشير توقعات هيئة الأرصاد الجوية إلى أن خريف هذا العام فى ظل التغيرات المناخية يشهد زيادة فى معدلات سقوط الأمطار، خاصة على مناطق من السواحل الشمالية، وبينت أنه من سمات فصل الخريف عندما يتواجد منخفض جوى شديد البرودة فى طبقات الجو العليا تتهيأ الفرصة لتكون السحب والعواصف الرعدية التى تتسبب أحياناً فى زيادة فرص سقوط الأمطار المصحوبة بحبات ثلجية على مناطق متفرقة من شمال البلاد وسيناء.

تطهير 5 مخرات سيول و22 ألف بالوعة صرف فى القاهرة.. وإزالة مخلفات 140 ألف شنيشة بالإسكندرية

 

وتابعت الهيئة أنه فى بعض الأحيان يتأثر جنوب البلاد ومحافظة البحر الأحمر وجنوب سيناء بامتداد منخفض السودان الموسمى، الذى يؤدى إلى سقوط الأمطار الغزيرة ومن المتوقع خلال خريف هذا العام أن تزيد فرص السيول على المناطق الجبلية فى سيناء وسلاسل جبال البحر الأحمر وجنوب البلاد.

وأفادت الهيئة بأن مناخ فصل الخريف يتسم دائماً بالاعتدال فى درجات الحرارة ولكن وفقاً للتنبؤات الفصلية هذا العام قد يتخلله بعض الارتفاعات المؤقتة فى درجات الحرارة العظمى على بعض المناطق خاصة فى النصف الأول من فصل الخريف. 

واختتمت الهيئة بيانها بأنه من سمات فصل الخريف تجمع الشبورة المائية التى تكون كثيفة تصل لحد الضباب أحياناً خاصة على الطرق القريبة من مسطحات مائية أو مناطق زراعية.

دانيال بداية 

الدكتور هشام العسكرى، أستاذ نظم علوم الأرض والاستشعار عن بعد بجامعة تشابمان الأمريكية، قال إن إعصار دانيال هو بداية لما هو قادم فى منطقة البحر المتوسط، موضحًا أن الأعاصير تنشأ بسبب ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

الدكتور هشام العسكرى

 

وأكد «العسكرى» فى مداخلة مع الإعلامى أحمد موسى، عبر برنامجه «على مسؤوليتى»، أن الوقود الأساسى للأعاصير هو بخار الماء الذى يصدر من الأجسام المائية، مشيرًا إلى أن درجة حرارة البحر المتوسط ارتفعت 2.5 درجة مئوية آخر 30 سنة، ومن المتوقع أن ترتفع 5 درجات مئوية خلال الفترة المقبلة.

خبراء: إعصار دانيال بداية الكوارث الطبيعية فى البحر المتوسط.. وعلى الدول الاستعداد للقادم 

وتابع: وفقاً للدراسات العلمية الحديثة فإن حدوث الإعصار كان متوقعًا، ومن الممكن حدوث أعاصير مستقبلية نظرا للتغيرات المناخية وارتفاع درجة حرارة الكوكب».

وواصل: «لا بد من تضافر جهود كل الجهات المعنية على كل مستويات الدولة لمواجهة مثل تلك الكوارث الطبيعية.. ولابد للدول أن تجهز مرافق البنية التحتية لمواجهة الكوارث الطبيعية». 

وفى سياق متصل، قال الدكتور على قطب، استاذ المناخ، إن الأعاصير تتكون فوق البحار الكبيرة كما فى المحيط الأطلسى أو الهادى أو الهندى، موضحًا إن المناخ يرتبط بجغرافية المنطقة ويختلف الأمر من المنطقة الساحلية للصحراوية أو منطقة على قرب من بحار كبيرة أو متوسطة أو صغيرة.

الدكتور على قطب

وأضاف «قطب» أن المنطقة الغربية من الوطن العربى بعيدة كل البعد عن تأثير الأعاصير بينما إذا اتجهنا للمنطقة الشرقية نجد أن عمان والخليج العربى أحياناً يحدث بها.

وأشار إلى أن المنطقة الشرقية من الوطن العربى هى المنطقة الوحيدة التى من الممكن أن تتأثر بهذه الأعاصير وتدمر أحياناً بعض المدن مما يؤثر سلباً على البنية التحتية والبيئة بشكل عام، موضحاً أن شمال المنطقة العربية بها منخفضات جوية لا تسمى بالأعاصير وتأتى فى موسم الخريف والشتاء ويكون تأثيرها قوياً وواضحاً.

 

المحافظات مستعدة

الدكتور محمد غانم، المتحدث الرسمى باسم وزارة الرى والموارد المائية، أكد استعداد الوزارة للشتاء القادم والتعامل مع أية أحداث طارئة، وقال إن ملف التغيرات المناخية يأتى على رأس اهتمامات المسؤولين بالوزارة. 

 وأضافت: الدولة نجحت فى تنفيذ 1500 منشأ للحماية من أخطار السيول فى جميع المحافظات المعرضة لأخطار السيول لحماية المواطنين والمنشآت من التلف.

وأوضح «غانم» أن تلك المنشآت تعمل على حجز المياه للاستفادة منها خاصة أن تلك المنشآت متواجدة فى مناطق صحراوية وتفيد البدو الذين يستخدمون مياه المطر فى الشرب والرعى، فضلاً عن استخداماتهم واحتياجاتهم الأخرى. 

التنمية المحلية تتأهب

شكلت وزارة التنمية المحلية غرفة عمليات مرتبطة مع غرف عمليات المحافظات؛ للتدخل السريع لمواجهة أى طوارئ، وذلك بالتنسيق مع غرفة العمليات المركزية بمجلس الوزراء لسرعة التعامل مع أية تقلبات جوية طارئة.

«العسكرى»: من الممكن حدوث أعاصير مستقبلية نظراً للتغيرات المناخية وارتفاع درجة حرارة الكوكب

ووجه اللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية، باستمرار رفع درجة الاستعداد القصوى فى المحافظات، وشدد على جاهزية وسرعة الانتشار السريع للمعدات وفرق الطوارئ والتواجد بالشوارع لمواجهة أى حدث طارئ، بالإضافة إلى تنفيذ خطط توزيع الشفاطات والبدالات والمواتير بالمحاور الرئيسية ومنازل ومطالع الكبارى والأنفاق لشفط أى تراكمات حتى لا تؤثر على انتظام الحركة المرورية مع تمركزها مدعمة بفرق الطوارئ والتدخل السريع بجانب هذه النقاط قبل هطول الأمطار طبقاً لتوقعات هيئة الأرصاد الجوية.

وأكد الوزير وجود تنسيق مستمر بين غرفة العمليات المركزية بالوزارة وغرفة عمليات مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء وغرف عمليات المحافظات للتعامل الفورى مع أى أحداث مع استمرار التنسيق والتعاون مع هيئة الأرصاد الجوية للوقوف بصفة دائمة على حالة الطقس ومعرفة التنبؤات بسقوط الأمطار على مستوى الجمهورية لاتخاذ ما يلزم من إجراءات بالتنسيق مع الجهات المعنية.

تطهير البالوعات والمخرّات

اللواء خالد عبدالعال، محافظ القاهرة، شدد على رؤساء الأحياء والمسؤولين بضرورة التنسيق مع هيئة الأرصاد الجوية والجهات المختصة ورفع درجة الاستعداد القصوى لمواجهة أى تقلبات جوية، وأكد إبراهيم عوض، المتحدث باسم المحافظة، إن هناك تنسيقاً بين المحافظة وهيئة الأرصاد ووزارة الموارد المائية لمواجهة السيول والأمطار، مضيفاً أن القاهرة بها 5 مخرات للسيول، تم تطهيرها استعداداً لموسم الخريف وتساقط الأمطار.

وأضاف «عوض» أن القاهرة بها أكثر من 22 ألف بالوعة مطر متواجدين بأماكن متفرقة على مستوى المحافظة، تم تطهيرهم فى خطوة استباقية، بالإضافة إلى إنشاء محطات صرف لاستيعاب مياه الأمطار، ولفت إلى أن شركة الصرف الصحى بدأت فى إنشاء محطات صرف جديدة لاستيعاب الأمطار، مع رفع كفاءة جميع المحطات، ورفع ونزع الحشائش وإزالة القمامة من مخرات السيول يتم بشكل دورى.

ﻫﺸﺎم اﻟﻌﺴﻜﺮى : ﻣﻦ الممكن ﺣﺪوث أﻋﺎﺻﻴﺮ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻧﻈﺮا ً ﻟﻠﺘﻐﻴﺮات المناخية وارﺗﻔﺎع درﺟﺔ ﺣﺮارة اﻟﻜﻮﻛﺐ

ومن جانبها، وجهت المهندسة جيهان عبدالمنعم، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية، جميع الأجهزة التنفيذية والمعنية بنطاق أحياء المنطقة الجنوبية والواقع بها مخرات للسيول باستمرار أعمال التطهير لرفع جميع المخلفات والتراكمات بشكل نهائى حفاظا على صحة وسلامة المواطنين واستعداداً لاستقبال موسم الأمطار وفصل الشتاء.

مؤكدة تكثيف أعمال النظافة ورفع المخلفات على جانبى السيل وبداخل المجرى لتطهير مخر السيل، وأكدت «عبدالمنعم» مواصلة أعمال التطهير والتكريك لرفع المخلفات، وإعادة الموقع إلى أصله الطبيعى، وتطهير المجرى بصورة كاملة، وإرسال المعدات واللوادر لرفع جميع المخلفات والتراكمات.

الإسكندرية فى حالة طوارئ

استعدت محافظة الإسكندرية بكافة أجهزتها المعنية، لاستقبال موسم الشتاء والتعامل الحذر مع أية تقلبات جوية، حيث أنهت شركة الصرف الصحى، استعداداتها لاستقبال موسم الشتاء والذى تتعرض خلاله المدينة لنحو 18 نوة، يصاحب معظمها أمطار غزيرة ورياح وعواصف شديدة.

وكشف اللواء محمود نافع، رئيس شركة الصرف الصحى بالإسكندرية، أن الشركة حددت النقاط الساخنة التى يتراكم بها عادة مياه الأمطار أثناء موسم الشتاء لحلها فنيًا بمشروعات عاجلة.

وأشار إلى استمرار عمليات تطهير ما يزيد على 140 ألف شنيشة «بالوعة» ومطبق، وتطهير ما يزيد على 36 ألف كيلومتر من الشبكات والمجمعات وبيارات 200 محطة رفع ومعالجة.

وقال «نافع» إنه تم تطهير 86 مصبًا فى أنحاء المحافظة، بالإضافة إلى تطهير المصارف الرئيسية والفرعية التى تصب عليها محطات المعالجة لضمان تدفق المياه.

وأضاف أنه بالتوازى مع أعمال التطهير تجرى أعمال رفع كفاءة ومراجعة الصلاحية الفنية للسيارات والمعدات بالشركة، يعقبها التنسيق مع المحافظة، لتنفيذ أعمال المحاكاة لمياه الأمطار لاختبار استيعاب المحطات الشتوية أسفل الكبارى والأنفاق.

ولفت «نافع» إلى أنه يجرى متابعة الخرائط الجوية والتوقعات المناخية من خلال تقارير الهيئة العامة للأرصاد الجوية ومركز التنبؤ بفيضان النيل التابع لوزارة الموارد المائية والرى.

وأوضح أنه بمجرد وصول إنذارات من هيئة الأرصاد الجوية وقبل موعد النوة بـ24 ساعة يجرى رفع درجة الاستعداد بتمركز ما يقرب من 150 سيارة ومعدة فى النقاط الساخنة المتوقع تراكم مياه أمطار بها.

1.5 مليار جنيه قيمة إحلال وتجديد شبكات الصرف الصحى

أعلن الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة، عن تدعيم منظومة الصرف الصحى بالقاهرة الكبرى بالعديد من المشروعات الاستثمارية، ومشروعات الإحلال والتجديد، لرفع كفاءة محطات وشبكات الصرف الصحى بقيمة بلغت نحو مليار و548 مليون جنيه خلال عام 2022.

 

وأكد «الجزار» أنه يتم تكثيف الجهود لتطوير منظومة الصرف الصحى على مستوى الجمهورية، وزيادة المناطق المخدومة فى ضوء المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، وكذا العمل على تذليل تحديات منظومة الصرف الصحى بمدينة القاهرة الجديدة، من خلال تنفيذ حلول غير تقليدية منها آبار الشحن الجوفى لمياه الأمطار لتقليل الضغط على روافع مياه الصرف، واستيعاب مياه الأمطار الزائدة فى فصل الشتاء، وتنفيذ مسارات من أماكن تجمع المياه إلى الجزر والمسطحات الخضراء لنقل كميات المياه الزائدة أثناء هطول الأمطار.

وأوضح المهندس عادل حسن، رئيس مجلس إدارة شركة الصرف الصحى بالقاهرة الكبرى، أن عمليات إحلال وتجديد شبكات الصرف الصحى والمنشآت، بلغت تكلفتها 203 ملايين جنيه، بالإضافة إلى تنفيذ 3400 بالوعة وشبكات أمطار بقيمة 191 مليون جنيه.

وأضاف أن عمليات إحلال وتجديد الأعمال الكهروميكانيكية بالمحطات والروافع بلغت تكلفتها 310 ملايين جنيه، وشملت إحلال وتجديد محطات عرب الطوايلة والمستثمرين بالقطامية والشرقاوية، وإحلال وتجديد عددٍ من الطلمبات الرأسية لمحطات رفع المقطم وعين شمس وبهتيم، وإحلال وتجديد عدد من الوحدات الحلزونية ومنظومات الكلور والكبارى والبوابات وتوريد قطع غيار لمحطات المعالجة.

وأكد «حسن» أن الشركة دعمت أسطولها بسيارات ومعدات جديدة بقيمة 290 مليون جنيه، تنوعت ما بين شفَّاطات وبدَّالات وأوناش ولوادر، بالإضافة إلى إعادة تأهيل ورفع كفاءة عدد من المعدات والسيارات بقيمة 25 مليون جنيه، وفى إطار الحفاظ على أصول وممتلكات الشركة.

المصدر: بوابة الوفد