موقع 24:
2025-02-23@10:59:51 GMT

الممر الاقتصادي: خارطة جيوسياسية جديدة

تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT

الممر الاقتصادي: خارطة جيوسياسية جديدة

حظي الإعلان عن إنشاء الممر الاقتصادي الذي سيمتد عبر بحر العرب من الهند إلى الإمارات، ثم يعبر المملكة العربية السعودية، والأردن، وإسرائيل، وصولاً إلى أوروبا، حظي هذا المشروع الطموح للغاية باهتمام إقليمي ودولي واسع النطاق، بالنظر إلى أنه يدفع باتجاه إحداث تغييرات جيوستراتيجية مؤثرة دوليا، حيث قال الرئيس الأمريكي جو بايدن أثناء الإعلان عن المشروع خلال قمة مجموعة العشرين التي عقدت في الهند مؤخرا، إنه سيغير "قواعد اللعبة"، واعتبره آخرون منافسا لمبادرة "الحزام والطريق" الصينية التي تشمل أكثر من سبعين دولة.


المشروع الجديد يعتمد بشكل أساسي على الاتصال بين الموانئ لإعادة الشحن، وقال عنه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في كلمته على هامش منتدى الاستثمار السعودي الهندي، إنه "سيحقق المصالح المشتركة لدولنا من خلال تعزيز الترابط الاقتصادي"، مشيرا إلى أنه سـ “يسهم في تطوير البنى التحتية التي تشمل السكك الحديدية وربط الموانئ، وزيادة مرور السلع والخدمات وتعزيز التبادل التجاري بين الأطراف المعنية، ومد خطوط الأنابيب لتصدير واستيراد الكهرباء والهيدروجين لتعزيز إمدادات الطاقة العالمية، بالإضافة إلى كابلات لنقل البيانات من خلال شبكة عابرة للحدود ذات كفاءة وموثوقية عالية".

المشروع الذي وصفته وثيقة أعدتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بـ "جسر رقمي أخضر عابر للقارات والحضارات"، يحظى بدعم قوي من جانب أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث اعتبر الرئيس بايدن أنه سيوفر "فرصاً لا نهاية لها للدول المعنية"، وأنه سيجعل تصدير الطاقة النظيفة أسهل كثيراً، مشيراً إلى أنه من بين القرارات التي ستؤثر على مسار المستقبل عالمياً.
فكرة المشروع الطموح والمختلف نسبياً عن غيره من المشاريع الطموحة أنه قائم على التكامل الاقتصادي الإقليمي، باعتباره جزءاً من الشراكة المرتبطة بالاستثمار العالمي في البنية التحتية، وهو مشروع أمريكي ضخم تم الإعلان عنه العام الماضي، ومن المخطط أن يكون مجمل استثماراته في عام 2027 بمبلغ 600 مليار دولار، ويركز على قطاعات تعالج أزمة التغير المناخي. ويعد تبادل نقل منتجات الطاقة الجديدة إحدى أهم ركائزه، حيث يتضمن مشروع "الممر الاقتصادي" كابل بيانات عالي السرعة، وكابلاً لنقل الكهرباء، وخط أنابيب هيدروجين، وهي عناصر لها أهميتها الفائقة في الفكر الإستراتيجي لدول أوروبا، التي لا تزال تعيش "صدمة" قطع إمدادات الغاز الروسية على خلفية حرب أوكرانيا.
البعض من المراقبين يربط غياب الرئيس الصيني شي جين بينغ عن قمة مجموعة العشرين في الهند بالإعلان عن المشروع الجديد، الذي يرونه منافساً للمبادرة الصينية، وأن الدعم الأمريكي القوي للمشروع يرتبط بالأساس برغبة الولايات المتحدة في وقف التمدد الصيني، وتشجيع الهند المنافس الإستراتيجي القوي القادر على الحد من هذا التمدد، والذي يطمح بدوره لأن يكون له مقعد قيادي في النظام العالمي القادم، فضلاً عن أنه يتماهى مع احتياجات الهند المتزايدة من منتجات الطاقة، ورغبتها في ضمان أسواق لتصدير منتجاتها دون عوائق، لاسيما في ظل تنامي التهديدات المرتبطة في الكثير من جوانبها بالمواجهات البحرية، والمضائق وغير ذلك.

هذا المشروع الطموح يمثل أرضية مشتركة للتعاون والتكامل بين الخطط والإستراتيجيات الخليجية والهندية، لأن الطرفين يتمتعان بشراكة إستراتيجية متنامية، كما يلتقي مع خطط المملكة العربية السعودية تحديداً في أكثر من نقطة منها الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عام 2021، ومنها أيضاً الاستفادة من الاستثمارات السعودية الهائلة في الطاقة المتجددة، والمناطق الاقتصادية، وخطط تطوير البنية التحتية المعلوماتية القائمة على دعم موقع المملكة من حيث توفر الكابلات البحرية ومراكز البيانات.
الاقتصاد هو بوابة السياسة وضمان خطط التبادل التجاري وسلاسل التوريد وفتح الأسواق الجديدة والتبادل الطاقي، جميعها ركائز لعلاقات سياسية قوية، ولو نظرنا إلى مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، لوجدنا أنها تربط الصين، بأوروبا الغربية، عبر آسيا الوسطى، وروسيا، وهو ما بات صعباً على الأوروبيين تقبله، بغض النظر عن شواغل التنافس الصيني الأمريكي. وبالتالي يمكن فهم الحماس الأوروبي الشديد للمشروع الهندي الجديد، لاسيما في ظل فكرة المشروع القائمة على الشراكات التجارية بدلا من تقديم القروض الميسرة، كما هو حال الكثير من نقاط المشروع الصيني، كما أن المشروع الهندي يمر عبر دولتين خليجيتين بما يوفر لهما ولبقية الدول المجاورة فرص الربط مع شبكة التجارة والتبادل التي يوفرها، وهو ما يشجع الاستثمارات والتنمية في هذه الدول، وربما يتفوق هذا المشروع في هذه الجزئية تحديداً على نظيره الصيني، الذي يعتمد على نقاط التقاء بحرية محددة مع دول خليجية عدة ليس من بينها نقطة رئيسية كما هو حال المملكة العربية السعودية، على سبيل المثال، في خطط المشروع الهندي.
مشروع "الممر الاقتصادي" هو فكرة طموحة للغاية تنطوي على مكاسب لجميع الأطراف المشاركة فيه، ويمكن لها فعلياً أن ترسم خارطة جيوستراتيجية جديدة للتحالفات، حيث تتشابك مصالح الأطراف المشاركة بدرجة أكبر من ذي قبل، ما ينعكس بدوره على سياساتها وتوجهاتها إقليمياً ودولياً.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الممر الاقتصادی

إقرأ أيضاً:

الممر السري لتهريب المخدرات بين المغرب وسبتة شُق على أساسات نفق عسكري إسباني قديم (إعلام)

أضاف تاريخ تهريب المخدرات على ضفتي مضيق جبل طارق فصلًا جديدًا باكتشاف نفق سري في المنطقة الصناعية والتجارية تراخال في سبتة. النفق عبارة عن ممر تحت الأرض يبلغ طوله 50 مترًا على الأقل وعمقه 12 مترًا، مدعّم بألواح خشبية، ويُعتقد أنه استُخدم لسنوات طويلة لنقل كميات ضخمة من الحشيش من المغرب إلى إسبانيا.

لكن هذا النفق ليس مجرد حفرة بدائية: وفقًا لمعلومات حصلت عليها صحيفة « أوروبا سور »، فإن البنية التحتية كانت في الأصل نفقًا عسكريًا، وهو واحد من العديد من الأنفاق التي أنشأها الجيش الإسباني في سبتة لأغراض دفاعية.

كان سكان المنطقة على علم بوجود هذا النفق منذ عقود، لكن قلة منهم تخيلوا أنه سيُستخدم في نهاية المطاف من قبل شبكات تهريب المخدرات.

التعاون المغربي في التحقيقات

شدد الحرس المدني من أن التعاون المغربي سيكون ضروريًا الآن لتحديد المدخل الدقيق للنفق. حتى اللحظة، لم يتم الكشف عما إذا كان المخرج المغربي يقع بالقرب من المعبر الحدودي لتراخال (باب سبتة) أو في منطقة أكثر بُعدًا.

تخضع التحقيقات لإشراف المحكمة الوطنية الإسبانية، وهي جزء من المرحلة الثالثة لعملية « هاديس »، التي أسفرت خلال الأسابيع الأخيرة عن اعتقال 14 شخصًا، بينهم عنصران من الحرس المدني ونائب جماعي من سبتة.

وتم الوصول إلى النفق عبر فتحة سرية داخل مستودع صناعي ظل مغلقًا لأكثر من عامين، وكان يُستخدم سابقًا كورشة للرخام. داخل الممر، تم تعزيز الجدران بألواح خشبية وإسمنت، كما أن ارتفاعه يسمح للشخص بالمشي داخله دون انحناء.

تشتبه السلطات في أن هذا النفق كان نشطًا لعدة سنوات، حيث تم من خلاله نقل أطنان من الحشيش دون أن يلاحظ أحد.

تشبه هذه التقنية الأنفاق التي تم اكتشافها على الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة، وكذلك المخابئ السرية لـ »بابلو إسكوبار » في كولومبيا.

وفقًا للتحقيقات الأولية، كان الحشيش يصل من المغرب عبر النفق، ثم يتم تخزينه في المستودع قبل تحميله في شاحنات متجهة إلى إسبانيا عبر ميناء الجزيرة الخضراء.

نجاح الشبكة كان يعتمد على فساد بعض العناصر الأمنية، حيث وفّر عنصران من الحرس المدني غطاءً لعبور الشاحنات دون تفتيش. كما يُشتبه في تورط النائب والموظف في السجون، محمد علي دواس، والذي يقبع حاليًا في السجن.

الخطوة التالية في التحقيق

المرحلة القادمة من التحقيق ستركّز على تحديد الموقع الدقيق للمدخل المغربي، ومعرفة عدد المداخل والمخارج الفعلية للنفق. التعاون المغربي سيكون حاسمًا في هذه المرحلة، ولكن هناك مخاوف لدى الإسبان من أن عدم الجدية من الجانب المغربي قد يُبطئ التحقيقات.

بعد ساعات قليلة من اكتشاف النفق، وفي منطقة مجاورة، نفذت الشرطة الوطنية الإسبانية عملية مداهمة أسفرت عن اعتقال 5 أشخاص ومصادرة 700 كيلوغرام من الحشيش.

عملية المداهمة، التي جرت مساء الأربعاء في منطقة تراخال، كانت جزءًا من عملية « الدوحة »، التي كانت قيد التنفيذ منذ عدة أشهر.

وُجدت شحنة المخدرات داخل عدة مرائب قريبة من المنطقة الصناعية، التي شهدت انخفاضًا حادًا في النشاط التجاري منذ إغلاق الحدود في عام 2020.

حتى الآن، لم يتم تأكيد وجود صلة مباشرة بين عملية « الدوحة » وعملية « هاديس »، لكن التحقيقات لا تزال جارية.

عن (أوربا سور)

كلمات دلالية المغرب حدود حشيش سبتة مخدرات نفق هجرة

مقالات مشابهة

  • إلى وزير الطاقة: انقَلِب على هؤلاء.. وبيضون يقدّم خارطة طريق للكهرباء
  • حتا تصدر الطاقة النظيفة إلى دبي في أبريل المقبل
  • انطلاق ماراثون الانتخابات البرلمانية المبكرة في ألمانيا اليوم وسط تحديات جيوسياسية بأوروبا
  • بدء تصدير الطاقة النظيفة من حتا إلى دبي خلال إبريل
  • بدءُ أعمال تعميق قناة الملاحة الخاصة لمشروع الغاز الطبيعي المُسال بميناء صحار
  • روسيا تتفاوض مع إيران لبناء محطة نووية جديدة
  • سوريا تفتتح بئر غاز جديدة في حمص
  • معبر دولي جديد بين المغرب وموريتانيا لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري
  • برلماني: زيارة السيسي لإسبانيا تفتح آفاقًا جديدة للتعاون الاقتصادي وتعزز الشراكة الاستراتيجية
  • الممر السري لتهريب المخدرات بين المغرب وسبتة شُق على أساسات نفق عسكري إسباني قديم (إعلام)