تسعى الولايات المتحدة إلى التغلب على الصين من خلال الممر الاقتصادي الجديد، وهو مشروع يواجه عقبات ضخمة، ويطلق تنافسا بين القوى الإقليمية من أجل النفوذ، ما يثير شكوك بشأن إن كان سيتم استخدامه بالفعل، بحسب تقرير لشون ماثيوز وراجب صويلو وآزاد عيسى في موقع "ميدل إيست آي" البريطاني (MEE) ترجمه "الخليج الجديد".

فعلى هامش قمة مجموعة العشرين بنيودلهي، في 9 سبتمبر/ أيلول الجاري، تم توقيع مذكرة تفاهم بشأن المشروع بين الولايات المتحدة والسعودية والإمارات والهند وألمانيا وفرنسا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي.

ويهدف خط النقل، الذي يطلق عليه اسم "الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا"، إلى إنشاء خطوط شحن جديدة بين الهند والإمارات، ونظام سكك حديدية للشحن يمر عبر الإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل، ثم شحن البضائع إلى أوروبا، وفقا للتقرير.

وتابع أنه "في حين أن منطقة الشرق الأوسط ليست غريبة على الإعلان عن مشاريع البنية التحتية الضخمة، فإن العديد منها يفشل عادة عندما تصطدم بالواقع الاقتصادي والجيوسياسي".

وقال جيسي ماركس، وهو زميل غير مقيم في ركز ستيمسون للأبحاث ومستشار سابق في مكتب وزير الدفاع الأمريكي، إن  "البيت الأبيض يستيقظ على حقيقة أن الصين متغلغلة بالكامل في الشرق الأوسط، ومشروع الممر الاقتصادي هو رد إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن (على بكين)".

في الوقت نفسه، بحسب التقرير، "تعمل دول الخليج الغنية بالطاقة على إعادة تشكيل اقتصاداتها المعتمدة على الوقود الأحفوري (النفط والغاز الطبيعي)".

وأردف أن "نفوذ الصين المتنامي يأتي في وقت تتطلع فيه الهند، وهي إحدى أقرب حلفاء إسرائيل، إلى فرض نفسها على الساحة العالمية، باعتبارها قوة اقتصادية ومركزا للجنوب العالمي".

اقرأ أيضاً

طريق التنمية والممر الاقتصادي.. فصل جديد من تنافس الصين وأمريكا بالشرق الأوسط

الحزام والطريق

"ووصف بعض المحللين مشروع الممر الاقتصادي بأنه "بديل تدعمه الولايات المتحدة لمبادرة الحزام والطريق الصينية"، كما تابع التقرير.

وأضاف أنه "منذ الكشف عن المبادرة الصينية لأول مرة في 2013، وقَّعت عليها 17 دولة في الشرق الأوسط و52 دولة في أفريقيا، وهي مشروع ضخم للبنية التحتية يسعى إلى ربط الصين ببقية العالم من خلال سلسلة من الشبكات البرية والبحرية والرقمية".

واستدرك: "لكن المبادرة تعرضت لانتقادات بسبب اعتمادها الكبير على العمالة الصينية وإيقاعها الدول النامية في شرك مستويات ديون مرتفعة للغاية، ويقول البعض إن هذا سمح لبكين بالاستيلاء على الأصول الاستراتيجية للدول الفقيرة، ووصف بايدن هذه المبادرة بأنها فخ مشنقة ديون".

وتابع: "كما نأت العديد من الدول الأوروبية بنفسها عن مبادرة الحزام والطريق، وأفادت تقارير بأن إيطاليا تبحث عن مخرج منها. وفي الشرق الأوسط، لم تتحقق التوقعات بأن المبادرة قادرة على إحياء الآفاق الاقتصادية لدول المشرق، مثل لبنان وسوريا والأردن".

التقرير زاد بأنه "مع نمو العلاقات الاقتصادية، تشق الصين طريقها إلى مجالات أكثر حساسية، مما يثير أجراس الإنذار في واشنطن"، ومن تلك المجالات بالنسبة لمنطقة الخليج: التكنولوجيا الصينية، وشراء النفط والغاز باليوان، ما قد يقوض هيمنة الدولار الأمريكي على التجارة العالمية، إلى جانب تقديم بكين عرضا للرياض من أجل  لبناء محطة للطاقة النووية.

اقرأ أيضاً

خبير: لهذا يتفوق طريق التنمية على الممر الاقتصادي في ربط أوروبا بالشرق الأوسط

رد استراتيجي أمريكي 

و"يسعى الممر الاقتصادي إلى تقديم أكثر من مجرد بديل اقتصادي للصين"، بحسب ديفيد ساترفيلد، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية بالشرق الأوسط ومدير معهد بيكر للسياسة العامة.

وأردف ساترفيلد أن "لدى الصين هدف استراتيجي يتمثل في قلب النظام العالمي القائم على الولايات المتحدة، فيما تحاول إدارة بايدن التوصل إلى رد استراتيجي لمواجهة ذلك".

التقرير لفت إلى أن السعودية والإمارات دُعيتا، في أغسطس/ آب الماضي، للانضمام إلى مجموعة بريكس، وهو نادي الدول الناشئة، الذي يضم روسيا والصين خصمي الولايات المتحدة، ولكن أيضا الهند بالإضافة إلى البرازيل وجنوب أفريقيا.

وزاد بأنه "بينما تتقرب دول الخليج من بكين، فإنها تعمل أيضا على بناء علاقات مع منافستها الآسيوية، الهند، التي تأتي في المركز الثاني بعد الصين كأكبر مشترٍ لنفطها، وأصبحت للتو أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان".

واعتبر ساترفيلد أن "الممر الاقتصادي جزء من رؤية أوسع في واشنطن للتخلص من مخاطر بكين على التصنيع والتجارة، وقد تم تصميم للهند لتكون نقطة إمداد مهمة للغرب".

ورأى أن "الهند تمتلك كل المقومات اللازمة لتحقيق ذلك، ولاسيما أكبر عدد من السكان في العالم، وتكاليف العمالة الرخيصة والتكنولوجيا".

وعامة، يواجه مشروع الممر الاقتصادي تحديات ضخمة منها: عدم تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل حتى الآن، وصعوبة مد سكك حديدية في المملكة ذات الطبيعية الصحراوية، بالإضافة إلى المعارضة الشعبية في الأردن لأي اتفاقيات جديدة مع تل أبيب، وفقا لتقرير.

اقرأ أيضاً

الممر الاقتصادي.. هل تضغط أوروبا على الخليج لإبعاد الصين قليلا؟

المصدر | شون ماثيوز، راجيب صويلو، آزاد عيسى/ ميدل إيست آي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الممر الاقتصادي الصين الهند تنافس نفوذ الولایات المتحدة الممر الاقتصادی الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

أول تعليق من الصين على تصريحات ترامب بشأن غزة

بكين - الوكالات

قالت وزارة الخارجية الصينية اليوم الأربعاء تعليقا على تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن السيطرة على قطاع غزة إن بكين تعارض التهجير القسري لسكان القطاع.

وقال متحدث باسم الوزارة في إفادة صحفية دورية إن بكين تأمل أن تعتبر كل الأطراف وقف إطلاق النار وإدارة القطاع بعد انتهاء الصراع فرصة لإعادة التسوية السياسية للقضية الفلسطينية لمسارها الصحيح استنادا إلى حل الدولتين.

وكان لرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرح إن الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة المدمر بسبب الحرب بعد إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى وتطويره اقتصاديا.

ومن شأن هذه الخطوة أن تضرب عرض الحائط بالسياسة الأمريكية المستمرة منذ عقود تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وكشف ترامب عن خطته المفاجئة دون تقديم تفاصيل في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الزائر بنيامين نتنياهو.

وجاء الإعلان في أعقاب اقتراح ترامب الصادم أمس الثلاثاء بإعادة توطين الفلسطينيين بشكل دائم من قطاع غزة في دول مجاورة، ووصف القطاع بأنه "موقع هدم". ويشهد القطاع المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) والتي تستمر ستة أسابيع.

ومن المتوقع أن يعارض حلفاء ترامب وخصومه على حد سواء بشدة أي استيلاء أمريكي على غزة. فتدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر هناك من شأنه أن يتعارض مع السياسة القديمة في واشنطن ومعظم المجتمع الدولي، والتي تعتبر أن غزة ستكون جزءا من الدولة الفلسطينية المستقبلية التي تشمل الضفة الغربية المحتلة.

وقال ترامب للصحفيين "الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة وسنقوم بعملنا معه أيضا. سنكون مسؤولين عن تفكيك جميع القنابل غير المنفجرة الخطيرة والأسلحة الأخرى في الموقع".

وأضاف ترامب "إذا لزم الأمر، فسنفعل ذلك، وسنستولي على تلك القطعة، وسنطورها، وسنوجد الآلاف والآلاف من الوظائف، وستكون شيئا يمكن للشرق الأوسط بأكمله أن يفخر به".

وأردف "أتوقع ملكية طويلة الأمد وأرى أن ذلك سيجلب استقرارا كبيرا لهذا الجزء من الشرق الأوسط"، مضيفا أنه تحدث إلى زعماء المنطقة وأيدوا الفكرة.

وأضاف ترامب "لقد درست هذا الأمر عن كثب على مدى أشهر عديدة"، قائلا إنه سيزور غزة ولكن دون أن يحدد الموعد.

وعندما سُئل عمن سيعيش هناك، قال ترامب إنها قد تصبح موطنا "لشعوب العالم" وتوقع أن تصبح "ريفييرا الشرق الأوسط"، بعد أن سوى الهجوم العسكري الإسرائيلي مساحات شاسعة منها بالأرض. وجاءت العملية الإسرائيلية بعد هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.

مقالات مشابهة

  • الفريق أول شنقريحة يشرع في زيارة للهند
  • أول تعليق من الصين على تصريحات ترامب بشأن غزة
  • روبيو: الولايات المتحدة تدرس فرض إجراءات إضافية ضد الصين
  • الصين تتحدّى ترامب.. هل تنفجر مواجهة تجارية قريبة مع الولايات المتحدة؟
  • "جي آي جي الخليج" تفتتح أكبر متجر تجزئة في عُمان بالمقر الرئيسي الجديد
  • «الخليج العربي» تفتتح «مركز بيانات» مزوّد بأحدث التقنيات بالشرق الأوسط
  • الصين تسابق الولايات المتحدة بقوة في نماذج الذكاء الاصطناعي
  • الخليج العربي تفتح مركزًا للبيانات مزودًا بأحدث التقنيات في الشرق الأوسط
  • باحث في الشؤون الإسرائيلية: الولايات المتحدة غطت العجز الاقتصادي لتل أبيب
  • الأردن في قلب العاصفة: تهديدات متزايدة وصراع على النفوذ في الشرق الأوسط الجديد