لبنان ٢٤:
2024-09-08@00:47:59 GMT

لماذا ترفض القوى المسيحية حوار بري؟

تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT

لماذا ترفض القوى المسيحية حوار بري؟


عندما يختلف اثنان على أمر معيّن يتدّخل عادة ممن يُعرفون في القرى بأنهم "مشايخ صلح"، ومن هنا جاء لقب "شيخ"، الذي يُطلق على عدد من العائلات العريقة في لبنان، والتي امتاز أبناؤها بموهبة الإقناع عن طريق التقريب بين وجهات نظر المختلفين والمتخاصمين. ولكي ينجح هؤلاء في مهمتهم كانوا يلجأون بداية إلى الحوار غير المباشر عن طريق عدد من الأصدقاء المشتركين تمهيدًا لحوار مباشر بين المتخاصمين بعد أن تهدأ النفوس.

وكان هؤلاء "المشايخ" غالبًا ما يوفّقون في مساعيهم الصلحية. ولولا هذا الحوار المباشر لما كانت مساعي الساعين تثمر، ولما كانت للخصومة أن تنتهي بنهايات سعيدة كما في أغلبية الأفلام الرومانسية والدرامية، حيث غالبًا ما تنتهي المشهدية المسرحية بالمصافحة وبتبادل القبل وبـ "عفا الله عما مضى. 

فأين الخطأ في الذهاب إلى حوار يؤدّي في نهاية المطاف إلى دورات متتالية ينتج عنها توافق الحدّ الأدنى على اختيار رئيس لجمهورية تحتاج إلى تضافر الجميع؟ 

وفق المعطيات فإن "التيار الوطني الحر"، الذي حدّد الإطار الذي يراه مناسبًا لحوار رئاسي فقط، سيشارك على الأرجح فيه وفق شروطه. وكذلك سيفعل "اللقاء الديمقراطي. وفي حال تبلورت صورة الاتصالات، التي سيجريها الرئيس نبيه بري، الذي يريد أن تكون الدورات المتتالية لمجلس النواب، التي تعقب جلسات الأيام السبعة الحوارية، على غرار ما يجري في جلسات انتخابات البابا في الفاتيكان، فإن الدعوة إلى الحوار لن تكون قبل عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، وبعد انتهاء جولة الموفد القطري لبيروت، وما يمكن أن يحمله معه من "أفكار رئاسية".  

ولأن مبادرته الحوارية هي "الوحيدة الموجودة على الطاولة وما في غيرها"، سيستمر بري في السعي لـ "إنجاح الحوار، لأنه المدخل الضروري لمعالجة المأزق الرئاسي".  

إلاّ أن ما حصل في كواليس اجتماع اللجنة الخماسية في نيويورك قد يؤخرّ المساعي الجارية لاكتمال الحلقات المفقودة في السلسلة الحوارية، على أن يكون القرار الاخير لما تراه الإدارة الاميركية مناسبًا لحل ازمة الشغور الرئاسي. وقد يكون هذا القرار مبنياً على مسار تطور العلاقات السعودية– الاميركية ومفاوضات الملف النووي، لأن الادارة الاميركية يمكن أن تضغط على الدول الاربع في "الخماسية" لطرح الحل الذي ترتأيه للأزمة اللبنانية، وقد يكون في جعبتها اسم المرشح الذي تريد، إلّا في حال أصّر كل من المملكة العربية السعودية ومصر وقطر على أن يكون الخيار الرئاسي عربيًا، بموافقة طبيعية من واشنطن وباريس.  

ما بات واضحًا، وفق الأجواء التي سادت اجتماع نيويورك، أن ما يراه العرب ويريدونه في لبنان مختلف الى حدّ كبير عمّا تراه وتريده الادارة الأميركية. فالرهان ما زال قائمًا على ما يمكن أن تُقنع به كل من السعودية وقطر ومصر الدول الغربية بالحل القائم على توازانات دقيقة، وعلى وصول التقارب السعودي – الايراني الى حلول نهائية ومقبولة من الطرفين وتكون لمصلحة المنطقة قبل الحديث عن مصالح الغرب.  

فالرئيس بري مصمم، على ما يبدو، على الحوار، الذي يعتبره الحل الوحيد للأزمة الرئاسية. وهو لا يزال ينتظر تبدّلًا ما في موقف كل من حزبي "القوات اللبنانية" و"الكتائب اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" وهو يفضّل أن تنضم هذه القوى المسيحية الفاعلة إلى الجلسات الحوارية الهادفة، وألا تبقى خارجها، على عكس ما يُنقل عن لودريان الذي صارح كلًا من الدكتور سمير جعجع والنائب سامي الجميل  بأن الحوار قد يحصل "فيهم أو بلاهم".  

وهنا تسأل أوساط مقربة من "عين التينة" القوى المسيحية عن جدوى مقاطعة الحوار، ودعتها إلى المشاركة فيه وعرض ما هي مقتنعة به. وإن لم يعجبها ما يُطرح فيه فما عليها سوى الانسحاب "يللي لاحقين عليه"، خصوصًا أن الرئيس بري يعوّل كثيرًا على مشاركة القوى المسيحية في الحوار، الذي يعتقد كثيرون أنه سيكون من دون "طعمة ولا لون ولا رائحة" إذا عُقد "بمن حضر".   
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: القوى المسیحیة الذی ی

إقرأ أيضاً:

محور فيلادلفيا .. هل يكون كارت نتنياهو الأخير ؟

سرايا - ينتظر إسرائيل مزيدا من الانقسام والتأزم الداخلي، مع إصرار رئيس وزرائها، بنيامين نتنياهو، على بقاء قوات الجيش في محور "فيلادلفيا" على الحدود بين مصر وقطاع غزة، وهو ما يعني "تعمّده المغامرة بالسلام" في الداخل ومع الجيران، وفق آراء دبلوماسيين وسياسيين من مصر وإسرائيل.

ويعرض هؤلاء الخبراء في تعليقاتهم، آراءهم بشأن كيف "يعرقل" نتنياهو المفاوضات عبر كارت هذا المحور وغيره، والمتوقع بشأن الاستقرار داخل إسرائيل ومصير الرهائن لدى حركة حماس، وكيف تستفيد الحركة من موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي في تحقيق أهدافها من الحرب القائمة منذ 7 أكتوبر 2023.

يقول مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير جمال بيومي، إن إصرار نتنياهو على البقاء في فيلادلفيا واتهام مصر بتهريب أسلحة لقطاع غزة "تحرك يائس من شخص مطلوب للعدالة الدولية، وهو مطلوب أيضا للعدالة داخل بلده بسبب جرائم تمس بالشرف، ولا يعرف كيفية التعامل مع هذا المأزق، والشيء الوحيد الذي يحميه أنه رئيس وزراء في حالة حرب".

ولا يستبعد بيومي، أن "يغامر نتنياهو بالسلام لمصلحته الشخصية، عبر عرقلة المفاوضات بكل الطرق، ووضع شروط لن يقبل بها أحد"، مؤكدا أن "تحالف اليمين المتطرف الحاكم حاليا (في إسرائيل) لا يسعى للسلام".

ورغم ذلك، يرى بيومي أن "مصر والدول العربية تتعامل معه بشكل هادئ؛ لأنهم يعرفون أنه راحل -نتنياهو- لا محالة".
أما الهدف الرئيسي لهذه الدول، وفق الدبلوماسي المصري السابق، فهو "تخفيف الضغوط على الشعب الفلسطيني، ودعمه للبقاء في أرضه؛ لأن صموده في بلده هو الملاذ الآمن الوحيد أمام العرب والفلسطينيين".

يتفق عضو الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) السابق، يوسي يونا، مع بيومي، بشأن أن نتنياهو "يصر على عرقلة جهود التفاوض، من خلال فرض الشروط التي يريدها، وهو يعرف أن حركة حماس لن توافق عليها، وعلى رأسها محور فيلادلفيا الذي يجد رفضا مصريا أيضا".

كما يلفت المتحدث إلى أن موقف نتنياهو من فيلادلفيا "حوله جدل عميق داخل إسرائيل، خاصة مع الخلاف المعلن بينه وبين قائد الجيش يوآف غالانت، فالأول يصر على بقاء القوات في المحور، بينما يرى قادة الجيش أنه يمكن الانسحاب منه لإفساح المجال، للمضي قدما في صفقة تبادل الرهائن ووقف الحرب".

ويضيف يونا أنه يوجد أيضا "غضب شعبي متزايد نتيجة الخوف على حياة بقية الأسرى، في ظل عدم تقدم المفاوضات، لا سيما بعد مقتل أسرى مؤخرا"، وتجلى هذا الغضب في المظاهرات العارمة التي تعجّ بها شوارع تل أبيب، وتطالب بعقد صفقة لتحرير الأسرى، إلا أن يونا يقول: "لكن، لا يمكن التنبؤ بموقف نتنياهو، وما إن كانت المظاهرات والضغط الأميركي سيجعلناه يظهر مرونة أم لا".

ويتابع عضو الكنيست السابق: "نتنياهو يتحدث عن الانتصار النهائي على حماس، لكن لا يوجد تفسير واضح لمعنى هذا الانتصار، وهناك أزمة سياسية كبير تعصف بالبلاد، ولا توجد معرفة لكيفية الخلاص منها".

وفي أحدث مؤشرات الانقسام بين ساسة إسرائيل بشأن الحرب، جدد زعيم المعارضة، يائير لابيد، الأربعاء، اتهام الحكومة بأنها لا تريد السلام، مضيفا في تدوينة على منصة "إكس": "ما دامت هذه الحكومة قائمة، فإن الحرب ستستمر".

أما من داخل الحكومة، فأكد وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، عبر حسابه على "إكس"، رفضه للمفاوضات، قائلا: "أعمل على وقف المفاوضات مع حماس. لا يجب أن تتفاوض إسرائيل، بل أن توقف المفاوضات، وتتوقف عن تزويدهم بالوقود والكهرباء، وتسحقهم حتى يستسلموا".

وعن سبب تمسّك نتنياهو بمحور فيلادلفيا، يقول المحلل السياسي الإسرائيلي، إلحنان ميلر، إنه يرى أن "المحور كان ممرا لتهريب السلاح من سيناء إلى غزة؛ ولذا يستغل هذا للبقاء فيه، رغم قناعة القيادات الأمنية والعسكرية بإمكانية الخروج منه وضمان الأمن فيه بوسائل أخرى؛ مثل المراقبة والتعاون مع مصر والأميركيين، لكنه يصر على البقاء".

وهذا الإصرار وراءه أن نتنياهو، حسب ميلر، "يريد إطالة أمد الحرب حتى القضاء على يحيى السنوار (زعيم حركة حماس) والحركة؛ كي يحقق إنجازا ملموسا في هذه الحرب، وهو في هذا يلعب على الوقت مثله مثل السنوار الذي يراهن أيضا على الوقت ويحاول الصمود".

أما عن توقعاته بشأن تأثير المظاهرات ضد نتنياهو على موقفه، فيقول إنها "لن تغير قرار نتنياهو، بل الهدف منها الضغط على حلفائه في الائتلاف الحاكم؛ إذ تم تنظيم مظاهرات أمام منازل نواب الكنيست والوزراء المقربين من نتنياهو للتخلي عنه".

في المقابل، فإن حماس "تحاول الضغط نفسيا على إسرائيل وأهالي الأسرى، بنشر مقابلات مع الأسرى قبل مقتلهم، والتهديد بقتل آخرين، لكن نتنياهو لا يعطي اهتماما كافيا لحياة المختطفين، بسبب مصالح شخصية وسياسية، وسيتم محاسبته على هذا الأمر"، وفق ما يؤكد المحلل الإسرائيلي.

 

إقرأ أيضاً : واشنطن تدرس طلبا لعقد اتفاق مع حماس لا يشمل إسرائيلإقرأ أيضاً : نتنياهو: لن أغيّر سياساتي لتقليل الخسائر بين المدنيين في غزةإقرأ أيضاً : قوات الاحتلال تواصل عمليتها العسكرية بالضفة لليوم التاسع

مقالات مشابهة

  • زارها بابا الفاتيكان.. تعرف على خريطة انتشار المسيحية بإندونيسيا
  • مختبر ووهان الصيني قد يكون وراء انتشار شلل الأطفال
  • سيدة سودانية تسأل: (لماذا الرجل متعدد الزوجات تعدونه جيدا والمراة متعددة العلاقات سيئة؟) والشيخ محمد هاشم الحكيم يجيبها: (المفتاح الذي يفتح عدة أقفال هو ممتاز ومرغوب والقفل الذي يفتحه كل مفتاح هو قفل سيء وبايظ)
  • وزير الثقافة: الحوار دعوة ثابتة وسبيلٍ لحلِّ مسألة الشغور الرئاسي
  • مصطفى بكري يرد على المشككين في الإسلام ورموز المسيحية
  • مشيرب: البعثة الأممية تجهز «مصيدة الجديدة» في ليبيا
  • بمكتبة برامج أرشيفية.. الجزيرة 360 تعلن موعد انطلاقها الرسمي
  • ما الذي يمكن أن تغيّره زيارة السيسي الأولى لتركيا في الملفات الشائكة؟
  • ما الذي يمكن أن تغيّره الزيارة الأولى للسيسي إلى تركيا في الملفات الشائكة؟
  • محور فيلادلفيا .. هل يكون كارت نتنياهو الأخير ؟