أكد عدد من المواطنين أن اختلال التوازن بين العمل والحياة الشخصية يسبب العديد من المشكلات الأسرية والصحية والنفسية، مشيرين إلى ضرورة ممارسة أنشطة متجددة تسهم في التغلب على الروتين اليومي وبالتالي الوقاية من الاحتراق الوظيفي الذي له العديد من الانعكاسات النفسية والصحية التي تشكل عائقا في ممارسة المهام الوظيفية والاجتماعية.

تقول موزة بنت سعيد الشكيلية: التوازن في جميع أمور الحياة مطلوب، لإيجاد بيئة صحية للأفراد، ومن إيجابيات التوازن بين العمل والحياة الشخصية الإسهام في تحفيز الموظفين على أداء مهامهم بشكل أفضل، ويساعد في التخلص من الإجهاد والتفكير الزائد، حيث يمكّنهم من قضاء أوقات ماتعة مع أقربائهم وأحبائهم بعيدا عن ضغوطات العمل.

تسهيل الأعمال

وتشير الشكيلية إلى أن التكنولوجيا تسهم في تعزيز ذلك التوازن من خلال تسهيل إنجاز الكثير من الأعمال في فترة زمنية وجيزة دون الحاجة إلى الذهاب إلى العمل يوميا، خاصة في ظل " العمل عن بعد" الذي تتيحه الكثير من المؤسسات والجهات لموظفيها.

وتضيف ميثاء بنت نادر الهطالية: التوازن بين العمل والحياة يوجِد بيئة صحية للفرد من خلال المحافظة على صحته النفسية وتفادي تعرضه للضغوطات اليومية نتيجة العمل لساعات إضافية أو التعرض لإجهاد نتيجة تراكم الأعمال، كما أن تشجيع الأفراد على الاعتناء بأنفسهم وتحقيق التوازن في حياتهم سيقلل من المشكلات الصحية وحالات التغيب عن العمل، وينتج عنه أداء أكثر كفاءة داخل العمل، ويشجع الموظفين على أن يكونوا جزءا منها والانتماء إليها، مشيرة إلى أنه لا يمكن الحفاظ على توازن جيد، إذا لم يكن هناك متسع للحياة الشخصية، مع وجود جدول مرن يساعد على ترتيب المهام والاختصاصات، والتركيز على إنجاز المهام أولا، كما أن تنظيم العمل مع بقية الموظفين يساعد على إيجاد مرونة في أوقات العمل والتركيز بشكل عادل على حياتهم الشخصية والعملية.

ضغط إضافي

ويشير شهاب بن حمد الناصري: يعد الحفاظ على توازن سليم بين العمل والحياة الشخصية أمرا مهما للصحة والعلاقات، فالشخص الذي يسعى دائما للاجتهاد في مجال العمل فقط سوف يفشل في باقي العلاقات الأسرية والاجتماعية، موضحا أنه من سلبيات عدم التوازن والوسطية توليد ضغط إضافي للفرد يقوده إلى الإجهاد الدائم مما يتسبب في آثار جانبية ومشكلات صحية وحزن وكآبة، مضيفا إلى ضرورة تحديد أولويات المهام والأحداث في الحياة العملية والشخصية من خلال تحديد أهداف قابلة لتنظيم المهام اليومية بشكل دقيق وصحيح، وهناك العديد من الطرق الأساسية لضمان التركيز على المهام الأكثر أهمية كإنجاز المهام المستعجلة أولا ثم بقية المهام، واتباع أساليب غير تقليدية لضمان جودة العمل وعدم التعرض لضغوطات أخرى.

ويقول ماجد بن موسى العيسائي: إن عدم التوازن بين الحياة الشخصية والعمل ينتج عنه الكثير من المشكلات سواء في العمل أو في الحياة الأسرية، فقضاء الكثير من الوقت في العمل يشتت الأسرة، مما يؤدي إلى عدم استقرارها، كما أن العمل الجاد والمرهق يؤثر أيضًا على الحياة المهنية والتعرض إلى الضغوطات والإرهاق والإخفاقات في كثير من المواقف، مشيرا إلى ضرورة إعطاء الأولوية لأنشطة الرعاية الذاتية كالتمارين والنوم والاسترخاء، فعندما تعتني بنفسك وصحتك، سيكون لديك المزيد من الطاقة والتركيز لبذل المزيد بعيدا عن التوتر والتفكير السلبي.

الانسجام

وقالت ميساء بنت بطي البلوشية أخصائية نفسية: يبدأ التوازن الصحي بين العمل والحياة بثقافة داعمة حيث يشعر الفرد من خلالها أن حياته ليست محصورة بين أداء العمل فقط، وإنما هناك الحياة الأسرية والعلاقات الاجتماعية التي تساعد على الانسجام والاستجمام في آن واحد، فبيئة العمل التي تحقق التوازن بين المهام والأنشطة المتعلقة بالعمل يجب أن تكون جاذبة ذات أفكار متجددة لكي تتيح للموظف الرضا التام عن أدائه وتساعده في تقليل التوتر، مشيرة إلى أن التوازن يحسن الصحة العقلية، وذلك عن طريق القدرة على التعامل مع المشاعر والأفكار السلبية، مما يؤدي إلى منح الفرد مساحة للتفكير، كما يساعد بأن تكون أكثر انسجاما مع مشاعر الناس، وتطوير علاقات عميقة مع الآخرين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الحیاة الشخصیة الکثیر من

إقرأ أيضاً:

سماعات الواقع الافتراضي في مترو الأنفاق تفتح أفقا جديدا في علاج اختلال التوازن

كشفت دراسة جديدة -استخدمت الواقع الافتراضي في مترو الأنفاق- عن أن الأصوات التي نتعرض لها في الأماكن المزدحمة ومحطات القطارات يمكن أن تسبب إزعاجا للمرضى الذين يعانون من الدوار واختلال توازن الجسم أثناء السفر والحركة بسبب اضطراب في الأذن الداخلية يؤثر على التوازن ويعرف بالقصور الدهليزي.

وأجرى الدراسة باحثون من جامعة نيويورك في الولايات المتحدة الأميركية، ونُشرت نتائجها في مجلة بلوس ون في 24 يناير/كانون الثاني الجاري، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.

يتكون الجهاز الدهليزي من شبكة من الأعضاء في الأذن الداخلية تراقب حركات الرأس وموضعه. ويستخدم الدماغ هذه المعلومات، والمعلومات الواردة من العينين والمفاصل، للحفاظ على توازن الجسم.

وثبت منذ فترة طويلة أن المعلومات البصرية تؤثر على توازن الجسم، على سبيل المثال يمكن أن تسبب الأضواء القوية والصور التي تحتوي على دوامات دوارا لبعض الأشخاص.

تقول مؤلفة الدراسة أنات لوبيتزكي، الأستاذة المساعدة في العلاج الطبيعي في كلية شتاينهاردت للثقافة والتعليم والتنمية البشرية بجامعة نيويورك: "يواجه الأشخاص الذين يعانون من قصور الجهاز الدهليزي صعوبة في بعض الأماكن مثل الشوارع المزدحمة أو محطات القطارات".

إعلان

وتضيف "قد تتسبب المعلومات البصرية في فقدانهم التوازن، أو قد تسبب لهم شعورا بالقلق أو الدوار. ولا يتم أخذ الأصوات عادة في الاعتبار أثناء العلاج الطبيعي، مما قد يجعل نتائج دراستنا تؤثر على العلاجات المستقبلية".

سماعة الواقع الافتراضي

أجرى الباحثون تجربة على 69 مشاركا مقسمين إلى مجموعتين: مجموعة من الأشخاص الأصحاء ومجموعة من المرضى الذين يعانون من ضعف وظيفة الجهاز الدهليزي أحادي الجانب والذي يؤثر على أذن واحدة.

ارتدى المشاركون سماعة الواقع الافتراضي التي تحاكي تجربة الوجود في مترو أنفاق مدينة نيويورك. وبينما كانوا يشاهدون ويسمعون أصوات المترو، وقفوا على منصة تقيس تأرجح أجسامهم، وسجلت السماعة حركة رؤوسهم، وتعكس هذه الحركات توازن الجسم.

وتم تعريض المشاركين لسيناريوهات مختلفة تحدث في مترو الأنفاق مثل عرض صور ثابتة، أو متحركة مقترنة بالصمت، أو بالضوضاء البيضاء، أو مقترنة بأصوات مترو أنفاق مسجلة.

ويعني مصطلح الضوضاء البيضاء (White noise) الأصوات التي تخفي الأصوات الأخرى التي قد تحدث بشكل طبيعي في البيئة، فإذا كنت تعيش في مدينة، على سبيل المثال، يمكن أن تساعد الضوضاء البيضاء في حجب الضوضاء المرتبطة بحركة المرور.

وتحجب الضوضاء البيضاء الأصوات الأخرى، وهي ضوضاء تحتوي على جميع الترددات عبر طيف الصوت المسموع بنسب متساوية، وذلك وفقا لموقع "مؤسسة النوم" في الولايات المتحدة.

وأدت الصور المتحركة المصحوبة بالصوت (صوت الضوضاء البيضاء أو أصوات مترو الأنفاق) إلى أكبر قدر من التأرجح لدى المجموعة التي تعاني من ضعف وظيفة الجهاز الدهليزي.

كان هذا التأرجح واضحا من خلال حركات الجسم للأمام والخلف، وكذلك حركات الرأس من اليسار إلى اليمين، وإمالة الرأس لأعلى ولأسفل. ولم تؤثر الظروف الصوتية على توازن الأفراد الأصحاء.

إعلان

مقالات مشابهة

  • افحيمة: زيارة ناجي عيسى إلى المنطقة الشرقية ستثير تحديات له خصوصًا في المنطقة الغربية
  • حزب المصريين: كلنا واحد أعادت التوازن للأسواق وقضت على جشع التجار
  • سفير بالخارجية الروسية: القوات الأوكرانية أطلقت أكثر من 30 قذيفة على لوجانسك
  • سماعات الواقع الافتراضي في مترو الأنفاق تفتح أفقا جديدا في علاج اختلال التوازن
  • دبلوماسي روسي: يجب اعتبار أي محادثات مع أوكرانيا كمرحلة نهائية للعملية الخاصة
  • وزير العمل: حزمة برامج الحماية الاجتماعية وتحقيق الأمان الوظيفي للعامل أولوية لدينا
  • بهدف إعادة الحياة والخدمات للمدينة… انطلاق حملة (حمص بلدنا)  ‏
  • وظائف شاغرة بهيئة الصحة العامة (وقاية)
  • استعمال السلاح الوظيفي لتوقيف شخص عرّض سلامة المواطنين للخطر بمدينة العيون
  • الحكومة خلال 48 ساعة وتقترب في صيغة التوازن والإختصاص