تهدد الصراعات والنزاعات الإقليمية جهود التنمية والازدهاء الاقتصادي، وهو أمر تسعى المملكة إلى تخطيه من العمل على إنهاء الصراعات بالمنطقة ومن أهمها القضية الفلسطينية، وإقرار السلام باليمن والأزمة السورية، وغيرها من الملفات الشائكة.

حيث سعت المملكة وبقوة خلال السنوات الأخيرة إلى التنمية من خلال رؤية المملكة 2030، والدخول في منظمات اقتصادية مثل بريكس، أو المشاركة في مشاريع تنموية عملاقة مثل «الممر الاقتصادي» الذي تم الإعلان عنه خلال قمة مجموعة دول العشرين التي عقدت مؤخرًا بالهند.

وحول جهود المملكة في إنهاء الصراعات المشتعلة بالمنطقة، ومنها القضة الفلسطينية أكد ولي العهد خلال حواره مساء أمس مع قناة فوكس نيوز الأمريكية، أن القضية الفلسطينية مهمة للغاية، قائلًا «أريد حقًًا أن أرى حيـاة جيدة للفلسطينيين، لذا أود إكمال المفاوضات مع إدارة بايدن لضمان ذلك».

وتلتزم المملكة بحل القضية الفلسطينية، على أساس المبادرة العربية التي قدمتها الرياض إلى القمة العربية في بيروت عام 2002م، وهو امر تعلنه المملكة دائمًا في المحافل الدولية، وأن حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود 67 عاصمتها القدس، هو الضمان لاستقرار المنطقة.

ومن ضمن الملفات المشتعلة ايضا ملف الأزمة اليمنية، حيث أكد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في حواره مع قناة فوكس نيوز، أن السعودية أكبر داعم لليمن في الماضي واليوم والمستقبل، معربًا عن تطلعه لحل سياسي مستدام، قائلا «نتطلع لأن تنعم المنطقة وكافة دولها بالأمن والاستقرار لتتطور وتتقدم اقتصاديًا».

وكانت الرياض استقبلت منذ أيام وفدًا من صنعاء لبحث استئناف السلام، وذكرت وزارة الخارجية في بيان لها أنها وجهت دعوة لوفد من صنعاء لزيارة المملكة لاستكمال اللقاءات والنقاشات التي أجراها الفريق السعودي برئاسة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن محمد آل جابر، ويأتي ذلك استمراراً لجهود المملكة وسلطنة عُمان للتوصل لوقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن والتوصل لحل سياسي مستدام ومقبول من كافة الأطراف اليمنية.

كما رحبت وزارة الخارجية بالنتائج الإيجابية للنقاشات الجادة بشأن التوصل إلى خارطة طريق لدعم مسار السلام في اليمن, التي عقدها فريق التواصل والتنسيق السعودي برئاسة السفير محمد آل جابر، بمشاركة الأشقاء في سلطنة عُمان مع وفد صنعاء، برئاسة محمد عبدالسلام فليته، في مدينة الرياض، خلال الفترة من (14 إلى 18 سبتمبر 2023م)، التي جاءت استكمالاً للقاءات الفريق السعودي الذي أجراها في فترة سابقة مع رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمني، وفي صنعاء التي تم التوصل فيها إلى العديد من الأفكار والخيارات لتطوير خارطة طريق تتوافق عليها كافة الأطراف اليمنية.

وضعت المملكة، استقرار المنطقة، كهدف رئيس على سياستها الخارجية، وهو ما تمثل في تجديد مجلس الوزراء في أبريل الماضي، خلال جلسة عقدت برئاسة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في جدة، التأكيد على ما توليه المملكة من أهمية قصوى لتوطيد الاستقرار وبما يفسح المجال لتحقيق التنمية والازدهار بمنطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع.

ولم تقتصر مساعي المملكة على حل الأزمتين الفلسطينية واليمنية فقط، بل شملت أيضًا الأزمة السورية، حيث استقبل الرئيس السوري بشار الأسد في أبريل الماضي، وزير الخارجية فيصل بن فرحان، الذي وصل إلى دمشق في أول زيارة رسمية منذ 12 عاماً، وأكد الأسد خلال اللقاء أن العلاقات بين سوريا والمملكة وهي الحالة الطبيعية التي يجب للأمور أن تكون عليها، وان هذه العلاقات لا تشكل مصلحة للبلدين فقط، وإنما تعكس مصلحة عربية وإقليمية أيضاً،

وفي مارس الماضي، وتحت رعاية صينية، تم إعادة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإيران، وفي وقت لاحق تم تبادل السفراء في الدولتين، فيما قام وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بزيارة إلى المملكة، في أغسطس الماضي، وجاءت هذه الزيارة بعد أسابيع من زيارة وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان إلى طهران، والتي أكد خلالها استمرار التشاور مع طهران خلال المرحلة المقبلة، داعيا إلى «مرحلة جديدة» في العلاقات مع إيران.

ومن شان حل كل هذه النزاعات بالمنطقة، أن يعجل من خطط التنمية والتي تستفيد منها جميع الدول، وهو ما عبر عنه ولي العهد منذ أيام، خلال فعاليات منتدى الاستثمار السعودي الهندي، الذي عقد بنيودلهي، حيث قال إن الممر الاقتصادي (يربط الهند بدول الخليج بأوروبا)، سيحقق المصالح المشتركة لدولنا من خلال تعزيز الترابط الاقتصادي وما ينعكس إيجابا على شركائنا من الدول الأخرى والاقتصاد العالمي بصورة عامة.، وفقًا لفناة «العرية».   

وتابع ولي العهد قائلًا «سوف يسهم هذا المشروع في تطوير البنى التحتية التي تشمل السكك الحديدية وربط الموانئ وزيادة مرور السلع والخدمات وتعزيز التبادل التجاري بين الأطراف المعنية ومد خطوط الأنابيب لتصدير واستيراد الكهرباء والهيدروجين لتعزيز إمدادات الطاقة العالمية، بالإضافة إلى كابلات لنقل البيانات من خلال كابلات لنقل البيانات من خلال شبكة عابرة للحدود ذات كفاءة وموثوقية عالية»

كان ولي العهد، أعلن عن توقيع مذكرة تفاهم لمشروع اقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، وذلك خلال حضوره قمة العشرين بالهند، قائلا إإن الممر الاقتصادي سيوفر فرص عمل طويلة الأمد، وسيزيد التبادل التجاري بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا.

ومشروع الممر الاقتصادي، عبارة عن ممر السكك الحديدية والشحن، ويهدف إلى زيادة التجارة بين البلدان المعنية، بما في ذلك منتجات الطاقة، ويشمل مشروع الممر الاقتصادي خط سكة حديد، بالإضافة إلى كابل لنقل الكهرباء وخط أنابيب هيدروجين وكابل بيانات عالي السرعة.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: الممر الاقتصادی ولی العهد من خلال

إقرأ أيضاً:

وزير خارجية فرنسا يدعو العراق للنأي بنفسه عن النزاعات الإقليمية

دعا وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو العراق إلى عدم الانجرار إلى النزاعات الإقليمية، كما أعرب من بغداد عن دعم بلاده للخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة.

وقال بارو في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي فؤاد حسين ببغداد "من الضروري عدم انجرار العراق إلى نزاعات لم يخترها"، مشيدا بـ"جهود الحكومة العراقية للحفاظ على استقرار البلاد".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ماذا تعرف عن عصابة "تران دي أراغوا" التي يهاجمها ترامب بشراسة؟list 2 of 2هل تفعلها إيران وتفكك النووي والصواريخ وشبكة الحلفاء لتفادي الحرب؟end of list

وأضاف الوزير، الذي يقوم بجولة إقليمية تشمل كذلك الكويت والسعودية، "نحن على قناعة بأن العراق حين يكون قويا ومستقلّا يشكّل مصدر استقرار لكلّ المنطقة المهددة" بحرب غزة، "وباستمرار أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار".

ورغم بعض التوتّرات التي شهدها العراق منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، تمكّنت بغداد من الحفاظ على استقرار نسبي وتجنب الدخول في النزاع بشكل مباشر.

وفي إطار تضامنها مع الفلسطينيين منذ بدء العدوان تبنت "المقاومة الإسلامية في العراق" إطلاق عشرات الصواريخ على قواعد للتحالف الدولي في العراق وسوريا، وكذلك طائرات مسيّرة على أهداف في إسرائيل، ومع ذلك ظلّت حكومة بغداد تدعو إلى عدم التصعيد، وعملت على تجنيب البلد حربا مفتوحة.

من جانبه شدد وزير الخارجية العراقي على ضرورة الوصول إلى نتائج وتفاهمات بين الولايات المتحدة وإيران خلال المفاوضات الجارية بشأن الملف النووي لطهران لإبعاد المنطقة عن خطورة الحرب.

والتقى بارو في وقت لاحق رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي رحّب وفق بيان صدر عن مكتبه، بـ"الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون" للمرة الثالثة إلى العراق، دون أن يحدد موعدها.

إعلان

ويتوجه الوزير الفرنسي بعد ظهر الأربعاء إلى إقليم كردستان العراق، حيث سيجتمع بمسؤولين أكراد، قبل أن يغادر الخميس إلى الكويت ثمّ السعودية، وتهدف زيارته كذلك إلى إعادة التأكيد على التزام فرنسا بمواصلة محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والمنطقة، في إطار التحالف الدولي.

غزة

من جهة أخرى، أعرب الوزير الفرنسي عن دعم بلاده للخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة الذي دمرته إسرائيل خلال الإبادة الجماعية التي ترتكبها منذ أكثر من 19 شهر.

وتسعى فرنسا من خلال جولة بارو لحشد الدعم لتنظيم مؤتمر دولي حول حل الدولتين في يونيو/حزيران المقبل، أعلن عنه الرئيس إيمانويل ماكرون في 9 أبريل/نيسان الجاري، حين أعلن أن بلاده قد تعترف بدولة فلسطين خلال الأشهر المقبلة.

وقال بارو في المؤتمر الصحفي اليوم إن أفق حل الدولتين هو الكفيل بإحلال السلام والأمن، وشدد على ضرورة وضع حل سياسي في غزة ودخول المساعدات الإنسانية.

وترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 168 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • وزير العدل يرفع التهنئة للقيادة على المنجزات التي تضمنها التقرير السنوي لرؤية المملكة 2030
  • “وزير النقل”: رؤية المملكة 2030 تواصل بدعم وتمكين من لدن القيادة تحقيق أهدافها الطموحة
  • برعاية الأمير عبدالعزيز بن سعود.. المديرية العامة للدفاع المدني تستضيف مؤتمر تهديدات الأسلحة غير التقليدية بالشرق الأوسط “NCT Middle East Riyadh 2025”
  • برعاية وزير الداخلية.. مديرية الدفاع المدني تستضيف مؤتمر تهديدات الأسلحة غير التقليدية بالشرق الأوسط “NCT Middle East Riyadh 2025”
  • ولي العهد: تجاوزنا التحديات ونسير بثبات نحو تحقيق رؤية 2030
  • أمانة الاستثمار بـ”الجبهة” تبحث مع مستثمرين تحقيق التنمية الشاملة وزيادة النمو الاقتصادي
  • وكيل تيك توك بالشرق الأوسط: هذه الأمور قد تُفقدك حسابك
  • وزير خارجية فرنسا يدعو العراق للنأي بنفسه عن النزاعات الإقليمية
  • التقرير الاقتصادي الفصلي لبنك عوده: تعدّد التحدّيات الاقتصاديّة التي تواجه العهد الجديد
  • وزير الخارجية: حريصون على توطيد التعاون الاقتصادي والاستثماري مع الولايات المتحدة