الثورة نت|

أكد رئيس الوزراء، الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أن احتفاء شعبنا اليمني بالمولد النبوي الشريف هو احتفاء بمنظومة القيم والأخلاق و التعاليم الرفيعة لرسولنا الكريم التي تحتاج الأمة جمعاء إلى الأخذ و العمل بها لمواجهة الهجمة الشرسة والممنهجة للغرب ضد الاسلام والمسلمين.

جاء ذلك لدى مشاركته في الاحتفال الذي أقامته وزارة الخدمة المدنية والتأمينات و الوحدات التابعة لها بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله وصحبه أفضل الصلاة و أزكى التسليم للعام 1445هـ.

وتوجه رئيس الوزراء بالشكر لوزارة الخدمة المدنية و التأمينات على إقامة احتفالهم بهذه المناسبة العطرة في مدرسة الايتام، لافتا إلى أن الاحتفاء بهذه الذكرى مع الايتام يحمل بعدين اخلاقي وانساني وآخر وطني هام .

وأكد أهمية تضافر مختلف الجهود الرسمية و المجتمعية لرعاية هذه الشريحة ، مشيرا إلى أن الاحتفاء بالمولد النبوي من المناسبات الاثيرة على قلوب جميع اليمنيين الذين كانوا دوما السباقون في نصرة رسولهم و دينهم على مر القرون الماضية وحتى اليوم .

وذكر الجهد الكبير الذي بذله الرسول والمشقة العظيمة التي واجهها لنشر الدين الحنيف في الجزير العربية و كيف استطاع بنهجه الرباني و خلقه الرفيع أن ينهض بالأمة و ينقلها من مرحلة الاقتتال والتناحر إلى الوحدة والقوة في إطار دولة جمعت الكل.

و تطرق رئيس الوزراء إلى استعدادات شعبنا للاحتفال بعيدي ثورتي 21 و 26 سبتمبر بالتزامن مع احتفالاته المتواصلة بذكرى المولد النبوي الشريف، موضحا أن الثورتين جاءتا لاستنهاض طاقات الانسان اليمني و الانتصار لإرادته في التغيير نحو الأفضل.

وبين نأ الانتصار العظيم الذي صنعه الشعب اليمني اليوم بفضل من الله أولا ثم بالتفافه حول قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ، حتما سيجني الوطن ثماره أمنا و استقرارا و سيادة وبناء و إعادة اعمار.

من جانبه أشاد مفتي الديار اليمنية، العلامة شمس الدين شرف الدين، بجهود وزارة الخدمة المدنية ووحداتها في تنظيم هذه الاحتفالية التي تقام في مكان مقدس هو دار الايتام الشريحة التي لها شأن عظيم في المجتمع، ولها مكانة خاصة في كتاب الله تعالى وهدي رسوله الكريم.

وقال” رسول الله كان يتيما، وهي حكمة من الله أن يكون أسوة لهؤلاء الايتام الضعفاء وينبغي على المجتمع تحمل المسؤولية تجاه هذه الشريحة من خلال التواصي والرحمة بها والاحسان إليها وبذل الدعم اللازم بها اقتداء برسول الله”.

واعتبر في الفعالية، بحضور وزيري الثقافة عبدالله الكبسي والإرشاد الدكتور نجيب العجي ومساعد وزير الدفاع اللواء الركن علي الكحلاني و رئيس الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات إبراهيم الحيفي، وعميد المعهد الوطني للعلوم الإدارية، الدكتور محمد القطابري، إحياء هذه المناسبة من منطلق التعبد لله والتقرب إليه، والتعظيم والتوقير للنبي الكريم والتأكيد على الالتزام بمنهجه والتحلي بأخلاقه وقيمه ومبادئه.

وأكد أن تفاعل اليمنيين وحرصهم على إحياء هذه المناسبة دليل على الحكمة والإيمان كونها مناسبة جامعة للمسلمين وتدعو إلى تماسك الأمة ووحدتها وتوحيد كلمتها وصفها لمواجهة الأخطار التي تحيق بها.

وشدد على ضرورة أن تكون هذه المظاهر الاحتفالية بذكرى المولد النبوي خالصة لوجه الله ومن منطلق العبودية له وأن لا تكون مجرد شعارات خالية من المعاني القيم والمبادئ التي جاء بها الرسول الاعظم، داعيا كوادر الدولة إلى اتباع سيرة النبي فيما يتعلق بالرحمة والإحسان وتحمل المسؤولية والامانة.

وقال لدعاة التبديع ” النبي هو الاولى بالاحتفاء به وتعظيمه والتذكير به والاشادة به وهو من يجب أن يُقتدى به وبمنهجه وسيرته العظيمة”.

نائب وزير الخدمة المدنية، عبدالله المؤيد، أشار إلى أن إحياء ذكرى المولد النبوي يأتي تعبيرا عن المحبة و الولاء لأشرف خلق الله المبعوث رحمة للعالمين ومخرج الناس من الظلمات إلى النور.

و قال”شرف عظيم لليمنيين أن يتسابقوا للاحتفاء بذكرى مولد الهدى في الوقت الذي تتهافت فيه الانظمة العميلة للتطبيع وتتسارع للارتماء في أحضان اليهود والنصارى”.

وأضاف” اليمانيون هم السباقون دوما على كل فضيلة، فبهم بدأ الاسلام وانتصر، فطوبى لأهل اليمن الذين شرفهم الله بكرامات وفضائل لم يحظ بها شعب من الشعوب أو أمة من الأمم”.

واعتبر أن مواجهة اليمنيين للعدوان وصمودهم أمام الحصار وتمسكهم بكتاب الله ومنهج رسوله والائمة من آل البيت وتصديهم وانتصارهم على كل أشكال الغزو الفكري والثقافي والعسكري يأتي مصداقية لما قال عنهم الرسول الاعظم.

ودعا المؤيد إلى الاهتمام باليتيم والإحسان إليه وبذل كل أوجه الرعاية له امتثالا لأمر الله تعالى ووصية رسول الله الذي ولد يتيما وعاش ومات عظيما.

تخللت الفعالية، بحضور وكلاء ومديري عموم بوزارة الخدمة المدنية ووحداتها وقيادات ومسؤولين من مختلف الوزارات والهيئات ومدير دار رعاية الايتام إبراهيم الخزان، قصيدة للشاعر عبدالسلام المتميز وفقرات إنشادية لفرقة مدرسة دار الأيتام وتكريم عدد من طلاب الدار بمبالغ مالية تشجيعية.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: المولد النبوي الشريف المولد النبوی الشریف الخدمة المدنیة رئیس الوزراء

إقرأ أيضاً:

هدي النبوة.. خطيب المسجد النبوي: يجعل للحياة قيمة وللمسلم قدرا

قال الشيخ الدكتور عبدالباري بن عواض الثبيتي، إمام وخطيب المسجد النبوي، إنه ينبغي بذل الخير والسعي في إسعاد الناس ونفعهم، والتيسير على العباد، ودفع الضرر عنهم، والسعي في إصلاح ذات البين.

هدي النبوة

وأضاف“ الثبيتي” خلال خطبة الجمعة الثالثة في جمادي الآخر اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة  ، أن ذلك امتثالاً لما حثّ عليه دين الإسلام، وبما جاء في كتاب الله جل وعلا، وهدي نبينا محمد عليه الصلاة والسلام من القول والعمل.

وأوضح  أن من هدي النبوة، ومن نور الرسالة الذي يجعل للحياة قيمة وللمسلم قدرًا وهدفًا، ويربط المسلم مجتمعه، ويجعله فاعلاً بينهم، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا) رواه الطبراني.

وأشار إلى أن هذا الحديث، يصحّح نظر المسلم للكون والخلق والحياة، ويقوّم المسار، ويوجه البوصلة، وهو جدير بأن نتأمل حروفه ونتبين مدلوله، ليتدفق في عروق الأفراد والمجتمعات طعم الإسلام، وحلاوة هذا الدين.

يصحّح نظر المسلم 

وتابع:  خاصة حين تغلب روح الأنانية والفردية، ويتضخم حب الذات، وتجمد العواطف، وتذبل العلاقات، وينشغل المسلم عن واجبه تجاه أمته، وعن رسالته في حق وطنه، وعن دوره في مجتمعه.

ولفت إلى أن أعظم وسام يناله المسلم؛ أن يكون أحبّ الناس إلى الله، وأعظم تحفيز للمسارعين إلى الله وطالبي رضاه، زرع البسمة على الشفاه، وكشفُ الكربة عن المكروبين، وبذل العون للمحتاج.

وأفاد بأنه بمثل هذه التوجيهات الربانية والنبوية يربّي الإسلام أفراده على العطاء، ويجعل كل واحد منهم نبعًا يفيض بالخير والعطاء، فمن سلك هذا المسلك فإن حياته تتّسع، وصدره ينشرح، وتحلّ عليه البركة.

ونبه إلى أن أبواب النفع ليست محدودة في نطاق محصور، ولا في مجال ضيق، مشيرًا إلى وظيفة النبوة التي جُعلت لنفع الخلق وإخراجهم من ظلمات الشرك إلى نور الإسلام، فترك لنا الأنبياء والصالحون أمثلة عظيمة على المشاريع الحياتية التي كرّسوا حياتهم من أجلها.

أبواب النفع

ونوه بأنه قام كل نبيٍ بدعوة قومه لتوحيد الله، وأرسى معالم ومنارات اهتدى بها الناس من بعدهم، فنبي الله نوح عليه السلام يبني سفينة النجاة لأمته، ونبي الله إبراهيم عليه السلام يلبّي نداء ربه ويمتثل أمره ببناء الكعبة لتكون قبله للتوحيد وللعبادة للأجيال القادمة.

واستطرد:  ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، ويرسي فيها مكارم الأخلاق وقيم التربية ومحاسن الأمور، ولما رجع صلوات ربي وسلامه عليه من غار حراء قد عرته الدهشة للملك الذي جاءه في الغار.

وأردف : يقول لخديجة رضي الله عنها: "قد خشيت على نفسي" فقالت له: "كلا، أبشر، والله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكلّ وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق" متفق عليه.

وبين أن هذه الأحوال كلها مشتملة على نفع متعدٍّ للآخرين، فكانت عاصمة له بإذن الله من أن يصيبه خزيٌ أو حزن أو أذى، كما تعلم الصحابة من نبيهم هذا الدرس ووعوه جيدًا وضربوا أروع النماذج في النفع، واستثمر كل واحد منهم ما وهبه الله من قدرات ومواهب في مشاريع حياتية تركت آثارًا خالدة على الأمة الإسلامية.

تعلم الصحابة هذا الدرس

وبين الشيخ الثبيتي أن نفع الأمة له أشكال عديدة، فتارة بنشر الإسلام وبناء قيمه السامية، وتارة بإغاثة الملهوفين، ودعم الفقراء والمساكين، ومرة ببناء المساجد ودعم حلقات تحفيظ القرآن الكريم والمؤسسات الخيرية.

وواصل: ثم بنفع الوطن الذي عاش على ترابه واستنشق هواءه ونهل من معينه بالإسهام في بناء مؤسساته، والعمل على ازدهاره ورفع شأنه، والانخراط في تنميته والعمل على استقراره وتعزيز لحمته.

وأفاد بأن من بين الناس من يجعل حياته مشروعًا يحمل الخير للناس، يضع نصب عينيه تجاوز حدود الوقت والمكان، فيكون سببًا في نفع أجيال متعاقبة حتى بعد أن يودع هذه الدنيا.

وذكر أن هؤلاء هم أصحاب الهمم العالية والطموحات الكبيرة، الذين يبذلون حياتهم لمشروع واحد عظيم، وهدف سامٍ كبير يملأ حياتهم، ويملأ حياة الناس من بعدهم، فينتفع به الناس أيّما انتفاع، ويسعى دومًا بالارتقاء بشأن المجتمع بخدمة يقدمها في مجال العلم أو الاقتصاد أو الصحة أو أي مجال من مجالات الخير والتطوع والتطوير والبناء.

مشروع الحياة

وأكد أن مشروع الحياة حتى لو كان صغيرًا فإنه كبير بالنية الصادقة، وهي رسالة يحملها صاحبها طيلة حياته، يعمل من أجلها في كل لحظة من لحظات عمره، يبذل في سبيلها من جهده ووقته وماله؛ ليكون أثره ممتدًا بعد وفاته، ونفعه وأجره مدرارًا في ميزان حسناته، ومن أخلص النية وكان هدفه إرضاء ربه؛ نال مراده وبارك الله في جهده.

وأشار إلى أن مشروع الحياة قد يستغرق سنوات حتى يؤتي ثماره، لكن أصحاب الهمم العالية لا تثنيهم العقبات، ولا يحبطهم الفشل، بل يتعلمون ويمضون قدمًا بالصبر ومداومة العمل والعطاء وبذل الخير، مذكرًا بمن ساهموا في نفع الناس وتطوير المجتمعات بتأسيس المدارس والجامعات والمستشفيات، وتطوير العلوم والمعارف، ونشر العلم، وغرس القيم والدعوة إلى الله، فخلّد التاريخ أسماءهم، وحفظ الرب أجرهم، لا لأنهم بحثوا عن المجد الشخصي، ولكن لأنهم اختاروا نفع الناس، والارتقاء بأمتهم ووطنهم، ولا ينقطع أجرهم بوفاتهم.

ودعا إلى استشعار هذه المفاهيم العظيمة في تطوير المجتمع، وتأسيس المبادرات التي تنهض بالوطن، وتعزز من قوة الأمة، مشيرًا إلى حاجة الأمة اليوم إلى كل جهد نافع، ولكل مشروع يحمل الخير للأجيال القادمة.

مقالات مشابهة

  • وزير الخدمة المدنية يدشّن برنامجًا تدريبيًا لتطوير الخدمات وتبسيط الإجراءات بعمران
  • شخبوط بن نهيان يبحث تعزيز العلاقات مع رئيس جنوب أفريقيا
  • شخبوط بن نهيان يبحث مع رئيس بوتسوانا تعزيز العلاقات
  • في ختام الدورة الثالثة لموظفي وزارة الشباب والجهات التابعة: المولد يؤكد أهمية دورات طوفان الأقصى لتعزيز الوعي والصمود
  • أهمية العمل والحث على إتقانه في الشرع الشريف
  • هدي النبوة.. خطيب المسجد النبوي: يجعل للحياة قيمة وللمسلم قدرا
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
  • بشرى للشباب .. وظائف حكومية بـ 22 جهة | اعرف شروط التعيين طبقا لقانون الخدمة المدنية
  • رئيس وزراء باكستان: الدول التي التزمت الصمت أمام الانتهاكات الإسرائيلية تجاه غزة مشاركة في العدوان
  • رئيس الوزراء اللبناني: “تعلمنا أن علينا التوكل على الله أولاً ومن ثم تركيا!”