خبير: لهذا يتفوق طريق التنمية على الممر الاقتصادي في ربط أوروبا بالشرق الأوسط
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
سلط خبير شؤون العراق في مركز الدراسات الاستراتيجية بأنقرة، بلجاي دومان، الضوء على مشروع طريق التنمية التركي العراقي، واصفا إياه بأنه "أفضل وسيلة لربط أوروبا والشرق الأوسط".
وذكر دومان، في مقال نشره بموقع "ميدل إيست آي" وترجمه "الخليج الجديد"، أن قمة مجموعة العشرين الأخيرة انعقدت في نيودلهي، دون مشاركة روسيا والصين، وأعلنت عن مشروع "الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا"، الذي يهدف إلى إنشاء بديل لمبادرة الحزام والطريق الصينية، ولذا شدد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على أهميته "التاريخية".
وأضاف أن الممر الاقتصادي في مرحلة إعلان النوايا السياسية، بدعم من كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ولن يتحقق على المدى القصير، إذ سيربط أوروبا بالهند عبر الإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل، ما يتطلب مجموعة واسعة من الاتفاقيات.
فعلى سبيل المثال، تتعاون الصين مع 140 دولة في مبادرة الحزام والطريق، لكن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عارض إنشاء الممر، قائلاً إنه "لا يمكن أن يتحقق بدون تركيا" وسلط الضوء على أهمية بلاده كقاعدة تجارية.
وفي الوقت نفسه، أحرزت تركيا والعراق تقدماً في المحادثات بشأن مبادرة أخرى، تتمثل في مشروع طريق التنمية، وهو خط للسكك الحديدية والطرق السريعة يربط ميناء الفاو الكبير في البصرة بالحدود التركية الجنوبية.
ووصف رئيس الوزراء العراقي المشروع البديل بأنه الخيار الأفضل، والأقل تكلفة، لربط الشرق الأوسط بأوروبا، كما صرح أردوغان بأنه يمثل أولوية بالنسبة لتركيا، مستشهداً بخطة اختتام المفاوضات خلال الشهرين المقبلين. ومن المتوقع الانتهاء من المرحلة الأولى من بناء الطريق بحلول عام 2028.
وبمجرد بنائه، سيكون ميناء الفاو الكبير من بين أكبر الموانئ في الشرق الأوسط، بمساحة تبلغ 54 كيلومترًا مربعًا ومساحة لاستيعاب سفن الشحن الأكبر حجمًا.
وهنا يشير دومان إلى أن موسوعة جينيس للأرقام القياسية اعتمدت كاسر الأمواج في ميناء الفاو باعتباره الأطول في العالم، حيث يبلغ طوله حوالي 14.5 كيلومتر، لافتا إلى أن طريق التنمية يستفيد من وجود خط سكة حديد يمتد جنوب الموصل، على الرغم من أنه قديم جدًا ومضطرب في بعض أجزائه.
وأضاف أن أعمال تجديد تجري حاليا في بعض خطوط ومحطات السكك الحديدية في العراق، ما يصب في صالح تنفيذ طريق التنمية.
وقال أردوغان مؤخراً، فإن قطر والإمارات تدعمان هذا المشروع، كما تخطط دول الخليج لمد خط للسكك الحديدية فيما بينها. وإذا تم الجمع بين المبادرتين، فإن النقل إلى أوروبا سيصبح أسهل، بحسب دومان.
اقرأ أيضاً
طريق التنمية.. تركيا تدفع ببديل للممر التجاري بين الهند وأوروبا
وتشمل التحديات الرئيسية التي تواجه طريق التنمية عدم الاستقرار السياسي، والتعقيدات فيما يتعلق بمؤسسات الدولة والقضايا الأمنية في العراق.
فرغم تحسن الوضع الأمني في العراق في السنوات الأخيرة، إلا أن وجود الميليشيات لا يزال يشكل تهديدا، كما يتضح من الاشتباكات الأخيرة بين المقاتلين المدعومين من إيران والمتظاهرين الأكراد في كركوك.
وفي الوقت نفسه، لا تزال أنشطة حزب العمال الكردستاني في شمال العراق تشكل تهديداً، وتشن تركيا، التي تعتبر الحزب منظمة إرهابية، ضربات جوية ضده في شمالي العراق.
ومما يزيد الأمور تعقيدا استمرار أزمة الحكم وتقاسم السلطة في العراق، فوجود مجموعات تعمل كوكلاء لقوى أجنبية، ولها صلات مختلفة بالحكومة العراقية، يخلق عقبات.
وإضافة لذلك، لم تتم حتى الآن مصالحة كاملة بين أربيل وبغداد، مع وجود قضايا لم يتم حلها بشأن الميزانية وتقاسم عائدات النفط.
ومع ذلك، فإن علاقات أنقرة الوثيقة مع أربيل يمكن أن تساعد في ضمان عدم تأثير هذه القضايا على مشروع طريق التنمية، حسبما يرى دومان.
وفي الوقت نفسه، يحاول أردوغان وضع مشروع طريق التنمية في إطار إقليمي، بدلاً من تصويره على أنه مجرد مبادرة ثنائية بين تركيا والعراق.
ويعزز من جهود أردوغان أن مشروع "الممر الاقتصادي" لا يزال مجرد مفهوم نظري، بينما يتجسد مشروع "طريق التنمية" عمليا وبشكل نشط.
فطريق التنمية لن يربط الشرق الأوسط بأوروبا عبر تركيا فحسب، بل سيربط تركيا بدول الخليج أيضا، وتتوافق رؤية أنقرة في هذا الصدد مع سياسة التعددية التي طورتها دول الخليج مؤخراً.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تعمل فيه تركيا على إعادة بناء العلاقات مع الإمارات والسعودية بعد فترة من التوترات.
اقرأ أيضاً
الإمارات تطلب المشاركة رسميا في طريق التنمية بين العراق وتركيا
المصدر | بلجاي دومان/ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: تركيا العراق طريق التنمية الممر الاقتصادي مجموعة العشرين أردوغان مشروع طریق التنمیة الممر الاقتصادی فی العراق فی الوقت
إقرأ أيضاً:
تركيا تقلص صفقة شراء مقاتلات F16 الأمريكية.. لهذا السبب
أعلن وزير الدفاع التركي يشار غولر، أن بلاده قررت تقليص صفقة شراء مقاتلات "أف16" الأمريكية، والتي سبق أن عقدتها أنقرة مع الولايات المتحدة.
وقال غولر خلال جلسة استماع في البرلمان: "أنقرة قلصت الصفقة التي تبلغ قيمتها 23 مليار دولار لشراء مقاتلات أف16 من الولايات المتحدة، وألغت شراء 79 مجموعة من معدات التحديث لأسطولها الحالي".
وتابع قائلا: "تم سداد دفعة لشراء طائرات إف-16 بلوك-70.. تم سداد 1.4 مليار دولار. وبهذا المبلغ سنشتري 40 طائرة إف-16 بلوك-70 فايبر، وكنا نعتزم شراء 79 مجموعة تحديث".
وحول سبب تقليص صفقة الشراء، أوضح الوزير التركي قائلا: "تخلينا عن مجموعات التحديث تلك البالغة 79. وهذا هو سبب تخلينا عنها: أن مرافق شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية (توساش) قادرة على تنفيذ هذا التحديث بنفسها، لذلك تركنا الأمر لهم".
وفي وقت سابق من العام، أبرمت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي صفقة لشراء 40 طائرة مقاتلة من طراز إف-16، و79 مجموعة معدات لتحديث طائراتها الحالية من ذلك الطراز من الولايات المتحدة، في خطوة طال انتظارها.
وفي وقت سابق، قالت شركة الخطوط الجوية التركية، وهي الناقل الوطني التركي، إنها قدمت طلبية لشراء 220 طائرة جديدة من شركة إيرباص في إطار سعيها لتوسيع أسطولها.
وأعلنت الخطوط التركية، في بيان سابق لها، أنها "ستشتري 150 طائرة ضيقة البدن من طراز A321 Neo بالإضافة إلى 50 طائرة عريضة البدن من طراز A350-900، و15 طائرة من طراز A350-1000 وخمس طائرات شحن من طراز A350F".
وتابعت: "ستقوم الشركة بشراء خدمات صيانة المحركات والمحركات الاحتياطية لطائرات A350 من شركة رولز رويس"؛ فيما أكدت إيرباص على أن "الطلبية الأخيرة ترفع إجمالي طلبيات الخطوط التركية إلى 504 طائرات، مضيفة أنه تم تسليم 212 طائرة بالفعل".
من جهته، أوضح رئيس مجلس إدارة الخطوط التركية أنه "من خلال تحديث أسطولنا بطائرات أكثر كفاءة وصديقة للبيئة، فإننا نعزز مكانتنا الرائدة في مجال الطيران العالمي ونساهم في مكانة البلاد كمركز للطيران".
تجدر الإشارة إلى أن شركة الطيران تسعى إلى تحويل مركزها في إسطنبول، إلى مركز رئيسي للنقل الدولي.